علماء الأندلس والمغرب

قال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد بن صاعد الأندلسي المتوفى سنة ٤٧٢ﻫ (ولد بألمرية سنة ٤٢٠ﻫ): أما صناعة الطب (طبقات الأمم ص٧٨) (ويدخل فيها طبعًا الأدوية المفردة) فلم يكن بالأندلس من استوعبها ولا لحق بأحد المتقدمين، فيها، وإنما كان غرض أكثرهم من علم الطب قراءة الكنانيش المؤلفة في فروعه فقط، دون الكتب المؤلفة في أصوله، مثل كتاب أبقراط وجالينوس وليستعجلوا لذلك ثمرة الصناعة ويستفيدوا به خدمة الأملاك في أقرب مدة، إلا أفرادًا منهم رغبوا عن هذا الغرض، وطلبوا الصناعة لذاتها، وقرءوا كتبها على مراتبها، فمن اشتهر منهم بمعرفة النبات ومفردات الأدوية.

(١) إسحاق بن عمران Ishak Ibn Omran (ت ٢٩٤ﻫ/٩٠٧م)

هو إسحاق بن عمران المعروف بسم ساعة، طبيب مشهور وعالم مذكور، بغدادي الأصل، ودخل إفريقية في دولة زيادة الله بن الأغلب التميمي، وهو قد استجلبه من بغداد، وكان مقدمًا في جودة القريحة وصحة العلم، وبه ظهر الطب بالمغرب وعرفت الفلسفة، وكان طبيبًا حاذقًا بتأليف الأدوية المركبة، استوطن القيروان حينًا، ودارت له مع زيادة الله بن الأغلب محنة أوجبت الوحشة بينهما حتى صلبه ابن الأغلب. ولإسحاق بن عمران مصنفات كثيرة نذكر منها كتاب الأدوية المفردة:
  • (١)
    مقالة في علل القولنج وأنواعه Tractatus de causis colicis ejusque speceibus et expositio medicamentorum ejus.
  • (٢)
    مقالة في الاستسقاء Liber de hydrope.
  • (٣)
    كتاب نزهة النفس Oblectamentum animi.
  • (٤)
    كتاب في النبض De pulsu arteriarum.
  • (٥)
    كتاب في المالنخوليا De morbo melancholiae.
  • (٦)
    كتاب في البول De urina.
  • (٧)
    كتاب في الفصد De venel sectione.

وكان عائشًا في أواخر القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي.

(٢) أبو يعقوب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي القيرواني

كان طبيبًا فاضلًا بليغًا عالمًا مشهورًا بالخدمة والمعرفة جيد التصنيف ويكنى أبا يعقوب، واشتهر بالإسرائيلي، وهو من أهل مصر، ثم رحل إلى المغرب وسكن القيروان، ولازم إسحاق بن عمران وتتلمذ له، وخدم الإمام أبا محمد عبيد الله المهدي صاحب إفريقية (٢٥٩–٣٢٢ﻫ) بصناعة الطب، وكان مع ذلك بصيرًا بالمنطق متصرفًا في ضروب المعارف، وعمر عمرًا طويلًا نيف على المائة سنة لم يتخذ فيها امرأة ولا اقتنى مالًا، وتوفي قريبًا من سنة ٣٢٠ﻫ/٩٣٢م (طبقات الأمم ص٨٨)، وقال لكلرك: إنه سنة ٣٤١ﻫ/٩٥٣م كان حيًّا، وله من الكتب:
  • (١)
    كتاب الأدوية المفردة والأغذية (ابن أبي أصيبعة ٣٧ ثاني) (١٣٨ كشف الظنون ٢٦٠) De alimentis el medicamentis simplicibus.
  • (٢)
    كتاب الحميات Liber de febribus.
  • (٣)
    كتاب البول Liber de Urina.
  • (٤)
    كتاب الحدود والرسوم Liber definitionum et praescriptionum.
  • (٥)

    كتاب المدخل إلى صناعة الطب.

  • (٦)
    كتاب الاستقصات Liber de elementis.
  • (٧)
    كتاب بستان الحكمة في الحكمة Hortus philosophiae.
  • (٨)
    كتاب النبض Introduction in artem medicum de pulsus arteriorum.
  • (٩)
    كتاب الترياق De thetriaca.
  • (١٠)

    كتاب الفلسفة.

(٣) ابن الجزار Ahmad Ibn Ibraim (Ibn AL-Gazar) (ت ٣٦٩ﻫ/٩٨٠م)

هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد الطبيب، ويعرف بابن الجزار القيرواني، طبيب ابن طبيب، وعمه أبو بكر طبيب. كان طبيبًا حاذقًا دارسًا، وكان محمد لقي إسحاق بن سليمان وصحبه وأخذ عنه، وكان ابن الجزار من أهل الحفظ والتطلع والدراسة للطب وسائر العلوم، وكان له أيضًا عناية بالتاريخ، وكان مع ذلك حسن المذهب، فاضل السيرة، صائبًا لنفسه، منقبضًا عن الملوك، لا يركب إلى أحد من رجال إفريقية ولا إلى سلطانهم، إلا أبي بكر عم معد، وكان له صديقًا قديمًا، وكان ذا ثروة، وكان له معروف وأدوية يفرقها، وكان في أيام المعتز بالله في حدود سنة ٣٥٠ﻫ أو ما قاربها (ياقوت ص٨١ أول).

وكان وضع على باب داره سقيفة أقعد فيها غلامًا له يسمى برشيق، أعد بين يديه، جميع المعجونات والأشربة والأدوية، فإذا رأى القوارير بالغداة أمر بالجواز إلى الغلام، وأخذ الأدوية منه نزاهة بنفسه أن يأخذ من أحد شيئًا. وعاش أحمد بن إبراهيم (ابن الجزار) نيفًا وثمانين سنة، ومات بالقيروان قبل سنة ٤٠٠ﻫ/١٠٠٩م (كشف الظنون ج٢ ص٤)، وكان في دولة معد ووجد له أربعة وعشرون ألف دينار وخمسة وعشرون قنطارًا من كتب طبية وغيرها، وله من الكتب:
  • (١)
    كتاب في الأدوية المفردة ويعرف بالاعتماد Adminuculum, de mediamensis simplicibus.
  • (٢)
    كتاب في الأدوية المركبة ويعرف بالبغية Desideriumm, de medicamentis compositis.
  • (٣)
    كتاب زاد المسافر ترجمه قسطنطين الإفريقي باسم Viaticum.

ومن العلماء الذين كتبوا في علم النبات:

(٤) ابن جلجل Ibn Golgol (ت ٣٣٢– بعد ٣٧٧ﻫ/٩٤٣– بعد ٩٨٧م)

وهو أبو داود سليمان بن حسان ويعرف بابن جلجل، كان طبيبًا فاضلًا خبيرًا، وكان في أيام هشام المؤيد بالله وخدمه بالطب، وله بصيرة واعتناء بقوى الأدوية المفردة. وقد فسر أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس العين زربى، وأفصح عن مكنونها وأوضح مستغلق مضمونها. وقد نقلنا ما ذكره ابن جلجل خاصًا بنقل كتاب الحشائش ﻟ (ديسقوريدس) في ترجمة إصطفن بن بازيل، ويمكن معرفة سني حياته من جملة علاقات تاريخية تتصل به وبترجمة كتاب ديسقوريدس.

ولابن جلجل من التصانيف:
  • (١)
    كتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس Intrpretatio nominum medicamentorum simplicium ex libro dioscoridis ألفه في شهر ربيع الآخر سنة ٣٧٢ﻫ بمدينة قرطبة في دولة هشام بن عبد الحكيم المؤيد بالله.
  • (٢)
    مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدس في كتابه، مما يستعمل في صناعة الطب وينتفع به، وما لا يستعمل لكيلا يغفل ذكره Supplementum simplitium, quae in Diosciride desiderentur، وقال ابن جلجل: إن ديسقوريدس أغفل ذلك ولم يذكره، إما لأنه لم يره ولم يشاهده عيانًا، وإما لأن ذلك كان غير مستعمل في دهره وأبناء جنسه.
  • (٣)
    رسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين Manifestatio errorum, quos medici nonnulli commisercent.

ومن الذين ألفوا في النبات:

(٥) ابن وافد Ebn Guefith (Ibn Wafed) (ت ٣٩٨–٤٦٧ﻫ/١٠٠٨–١٠٧٥م)

هو الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى ابن وافد بن مهند اللخمي، أحد أشراف أهل الأندلس. عني عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهمها، ومطالعة كتب أرسطوطاليس وغيره من الفلاسفة، وشهر في علوم الأدوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد في عصره، وألف فيها كتابًا جليلًا لا نظير له، جمع فيه ما تضمنه كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس، المؤلفين في الأدوية المفردة ورتبه أحسن ترتيب. قال صاعد الأندلسي: وأخبرني عنه أنه قد عانى جمعه، وحاول ترتيبه وتصحيح ما ضمنه من أسماء الأدوية وصفاتها، وأودعه إياه من تفصيل قواها، وتحديد درجاته من عشرين سنة، حتى كان موافقًا لغرضه مطابقًا لبغيته. واستوطن ابن وافد مدينة طليطلة، وكان في أيام ابن ذي النون، (ومولده في ذي الحجة من سنة ٣٨٧ﻫ/٨٧٧م، وكان في الحياة سنة ٤٦٠ﻫ/١٠٦٨م)، وكان ذا ثروة وغنى واسع، وقيل: توفي سنة ٤٦٧ﻫ/١٠٤٤م وقد قارب ثمانين سنة.

وله من الكتب:
  • (١)
    كتاب الأدوية المفردة Liber medicmentis simplicibus.
  • (٢)
    كتاب الوساد في الطب Liber Cerviceis de medicina.
  • (٣)
    مجربات في الطب Experimenta medica.
  • (٤)
    كتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر Liber consideronis subtilis.
  • (٥)
    كتاب المغيث Liber auxiliaris.

(٦) مروان بن جناح Marawan Ibn Gonah (ت ٥١٥ﻫ/١١٢١م)

أبو الوليد مروان بن جناح، كان يهوديًّا من أهل سرقسطة، وكانت له عناية بصناعة المنطق والتوسع في علم لسان العرب واليهود ومعرفة جيدة بصناعة الطب. توفي سنة ٥١٥ﻫ/١١٢١م. وله تآليف حسنة في ترجمة الأدوية المفردة، منها كتاب التلخيص، وقد ضمنه ترجمة الأدوية المفردة، وتحديد المقادير المستعملة في صناعة الطب من الموازين والمكاييل Expositio sucencita.

(٧) ابن سمجون Ibn Samgon (ت نحو ٤٠٠ﻫ/١٠١٠م)

هو أبو بكر حامد بن سمجون، فاضل في صناعة الطب، متميز في قوى الأدوية المفردة وأفعالها، وكتابه في الأدوية المفردة مشهور بالجودة، وقد أجهد نفسه في تأليفه واستوفى فيه كثيرًا من آراء المتقدمين في الأدوية المفردة، ألفه في أيام المنصور الحاجب محمد بن أبي عامر (وكانت وفاة محمد بن أبي عامر سنة ٣٩٢ﻫ)، وله من الكتب:
  • (١)

    كتاب الأدوية المفردة.

  • (٢)

    كتاب الأقراباذين، نقل عنه ابن البيطار.

(٨) البكري AL-Bakri (ت ٤٨٧ﻫ/١٠٩٤م)

هو أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري من مرسية، وسكن قرطبة، من أعيان أهل الأندلس وأكابرهم، فاضل في معرفة الأدوية المفردة وقواها ومنافعها وأسمائها ونعوتها وما يتعلق بها، وكان من أهل اللغة والفقه والعلوم المختلفة والأنساب، وله من الكتب:
  • (١)

    كتاب المسالك والممالك.

  • (٢)

    كتاب معجم ما استعجم.

  • (٣)

    أعلام النبوة.

  • (٤)

    شرح أمالي القالي.

  • (٥)

    شرح أمثال ابن سلام.

وجملة رسائل، وكتاب أعيان النبات والشجريات الأندلسية. توفي سنة ٤٨٧ﻫ، وقد نقل ابن البيطار عنه في كتابه المفردات نقولًا كثيرة.

(٩) الغافقي AL-Gafky (ت ٥٦٠ﻫ/١٢٦٤م)

هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن السيد الغافقي، إمام فاضل وحكيم عالم، ويعد من الأكابر في الأندلس، وكان أعرف أهل زمانه بقوى الأدوية المفردة ومنافعها وخواصها وأعيانها ومعرفة أسمائها من أصلية وبربرية وعربية.

وكتابة في الأدوية المفردة لا نظير له في الجودة، ولا شبيه له في معناه، وقد استقصى فيه ما ذكره ديسقوريدس والفاضل جالينوس بأوجز لفظ وأتم معنى، ثم ذكر بعد توليها ما تجدد للمتأخرين من الكلام في الأدوية، أو ما ألم به واحد واحد منهم، وعرفه فيما بعد فجاء كتابه جامعًا لما قاله الأفاضل في الأدوية المفردة. وللغافقي من الكتب: كتاب الأدوية المفردة، وكتاب منتخب كتاب جامع المفردات للغافقي، الذي ألفه غريغوريوس أبو الفرج ابن العبري، قد وقف على طبعه الأستاذ ما يرهوف، والأستاذ جرجي صبحي مترجمًا إلى الإنجليزية، ونقل عنه ابن البيطار، ونسخته جزءان بخزانة تيمور باشا تاريخها (٦٨٤ﻫ / ١٢٨٥م) (توفي سنة ٥٦٠ﻫ/١١٦٤م).

(١٠) الشريف الإدريسي AL-Sharif AL-Adrisi (ت ٤٩٣–٥٦٠ﻫ/١١٠٠–١١٦٥م)

هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسيني الصقلي، ويلقب بالعالي بالله، من سلالة العلويين. ولد في سنة ٤٩٣ﻫ، وتثقف في قرطبة، وطاف البلاد ونزل على روجر الثاني صاحب صقلية، فأجله وقربه لسعة علمه، فألف له كتابًا في الجغرافيا سماه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ويسمى كتاب روجر، وكان فاضلًا عالمًا بالفلسفة والفلك والجغرافيا، وأمره بعمل شيء يمثل العالم فصنع له الكرة الأرضية من صفائح من الفضة، وكان عالمًا بقوى الأدوية المفردة ومنافعها ومنابتها وأعيانها، وله من كتب النبات:
  • (١)

    كتاب الأدوية المفردة.

  • (٢)

    كتاب الجامع لصفات أشتات النبات.

  • (٣)

    كتاب الصيدلة.

(١٠-١) كتاب الجامع لصفات أشتات النبات

وعنوانه: الجامع لصفات أشتات النبات وضروب أنواع المفردات من الأشجار، والثمار، والأصول، والأزهار، وأعضاء الحيوان، والمعادن والأطيار، ذكر ذلك كله بأسمائه العربية، والفارسية، واليونانية، واللاتينية، والسريانية، والعبرانية، والهندية، والكردية، والتركية، والإفرنجية (يريد لغة أسبانيا) والبربرية، والقبطية، أحيانًا، وذكر منافع كل مفرد وما يستخرج منه من صموغ وزيوت ويتخذ منه أصول وقشور، وفوائدها في العلاج والتداوي، وقد اطلعت على نسخة منه منقولة بالتصوير الشمسي إلى حضرة العالم المستشرق الدكتور ماكس مايرهوف استحضرها من إستانبول من خزانة كتب الفاتح ومقيدة بها برقم ٣٦١٠، وهي في أجزاء قد تكون أربعة أجزاء، الموجود منها جزءان فقط، الجزء الأول (يبتدئ من حرف الألف إلى حرف الزاي)، والجزء الثاني (من حرف الحاء إلى حرف النون)، ففي الجزء الأول سبعة حروف أبجدية، وفي الثاني سبعة حروف، وجملتها ١٤ حرفًا، والجزء الأول يشمل على ٣٦٠ مفردًا، والجزء الثاني يحتوي على ٢٥٠ مفردًا والغالب أن تكون اﻟ ١٤ حرفًا الباقية في جزأين آخرين.

وينقل الشريف الإدريسي عن أبي جريج، والكندي، وديسقوريدس، وابن ماسرجويه، وابن جلجل، وزهر بن زهر، وأبي بكر بن وحشية … وغيرهم كثيرين قد ذكر بعضهم في كتابه كما سيأتي:

مقدمة كتاب الجامع لصفات أشتات النبات

قال: وبعد، فإن أناسًا من أهل زماننا يدعون ما لا علم لهم به، وينتسبون إلى معرفة الحشائش، والأشجار، والمعادن، والحيوانات التي هي هيولا الطب وعمدته، ويزعمون معرفة ما ترجمه الفاضل ديسقوريدس في كتابه وشرح مبهمه إلى ما دونه من سائر الكتب المؤلفة في هذا الفن، مثل كتاب إصطفن في المفردات، وكتاب جالينوس في المفردات، وكتاب الأدوية المفردة لحنين بن إسحاق، وكتاب الفائدة لابن سرافيون، وكتاب النبات لابن جلجل، وكتاب الأدوية المفردة لخلف بن عباس الزهراوي، وكتاب المستغني للإسرائيلي، وكتاب الاعتماد في الأدوية لابن الجزار، وكتاب المنتخب لأبي بكر بن وحشية، وكتاب ابن سمجون الصيدلاني، وكتاب التفهيم لابن الكتاني، وكتاب أبي المطرف عبد الرحمن بن وافد، وكتاب أبي الخير الأشبيلي، إلى من خلفهم من المؤلفين، وليس القوم كما زعموا لأنهم لم يفهموا كتابًا من هذه الكتب المسطورة، ولا ما زجوا عالمًا، ولا زاحموا المدارس، ولا طعنوا لمن فوقهم من أهل المعرفة، ولا طلبوا حقيقة شيء من النبات والتفريق بين مشتبه أنواعه، بل كل واحد منهم قنع بما في يده، وركب جهله، واتبع هواه، وخلط معلومًا بمجهول مبهمًا بمعقول واقتصر عن قليل. ولما رأيت أنهم خلطوا وغلطوا وأوقعوا كثيرًا من الأطباء المقلدين في مهاوي الضلال وتقلدوا الأعلاء، والمحتاجين إلى العلاج بإعطائهم لهم ما ليس بحقيقة لقلة علومهم، وضعف دياناتهم، وقصر هممهم، وقلة بحث الفضلاء على ما بأيديهم من المعرفة بالنبات والتفريق بين متشابه أنواعه، صدقت نفسي وأوقفت همتي وأخلصت نظري في تحقيق ما أمكن من ذلك، ونظرت في كتب من سبقني، وقابلت بعضها ببعض، فرأيت بعضها طول وبعضها قصر، وبعضها جمع بين الأقوال ونص الاختلاف، وبعضهم ترك المجهول وذكر المعلوم، وأيضًا فإني نظرت إلى البحر الذي منه اغترفوا والكنز الذي منه استسلفوا، فإذا هو كتاب ديسقوريدس اليوناني الذي وضعه في الأدوية المفردة، من نبات وحيوان ومعادن، فجعلته مصحفي، وأوقفت عليه نظري، حتى حفظت من علمه جملة بعد أن بحثت ما أغفله، وفتحت أكثر ما أقفله فوجدت مع ذلك ترك أدوية كثيرة لم يذكرها، كاهليلج الأصفر، والهندي، والكابلي، والخيارشنبر، والتمر الهندي، والبليلج والأملج، والخولنجان، والقافلة الكبير، والجوربوا، والكبابة، والقرنفل، والزرنباد، والدرونج، والبهمن الأبيض والأحمر، والفوفل، والطباشير، والتنبل، والأمير باريس والهرنوة، والقليقلي والمجلب والنارجيل، والنارنج والليمون، وبستان أفروز، والبلاذر، والياسمين، والخيزران، والكافور، والكنكر، والشيان، والصندل، والبقم والساج، والموز، والخيار، والياقوت، وحجر الماس، وحجر البازهر، وحجر البهت، وجوز جندم، والقنبيل، وشجرة الكف، والماهي زهرة، والريباس، والجلبان، والماش، والإسفاناخ، والطرخون، وحب الزلم، والورس، والكركم، والكرات … وغير هذه الأدوية كثيرة، أغفل ذكرها، إما أنه لم يبلغه علمها ولا سمع عنها، أو كان ذلك ضنة من يونان أو تعمدًا، أو لأن أكثر هذه ليست في شيء من بلاده.

وأيضًا أنه ذكر أسماءها بلسانه اليوناني، فما كان الاستعمال له كثيرًا، وكانت الحاجة إليه، إما لكثرة وجوده، وإما لكثرة منفعته، عرف بعده واشتهر باسمه وما كان بخلاف ذلك ترك لقلة استعماله، واختلف بعده فيه، فألفت عند ذلك هذا الكتاب، ورتبت جميع أسمائه على نص حروف أبجد هوز، وليمكن الناظر فيه وجود ما طلب منه من غير مشقة ولا تطويل، واستوفيت إلى ذلك ذكر جميع النبات الذي أغفله شيخنا ديسقوريدس العين زربي، وسميته بكتاب الجامع لصفات أشتات النبات، وضروب أنواع المفردات من الأشجار، والثمار، والحشائش، والأزهار، والحيوانات، والمعادن، وتفسير معجم أسمائها بالسريانية، واليونانية، والفارسية، واللاتينية، والبربرية، وهذه ما فاتته بأسمائها العلمية التي حققناها.
الأهليج الأصفر Terminalia citrine
كافور Camohora officinarum, cinnamum camphora
الأهليلج الكابلي Terminalia chebula
كنكر Cynara scolumus
أهليلج هندي Terminalia horria
شيان Dracaena draco
خيارشنبر Cassia fistula
صندل Santal, Pterocarpus draco
تمر هندي Tamarindus indica
بقم Caesalpina echinata
بليلج Terminalia bellerica
ساج Tectonia grandis
أملج Phyllanthus emblica
خيار Cucumus sativus
خولنجان Alpinia galanga: Galangaofficinalis
حجر الماس Diamant
قافلة كبار Amomum melegueta
حجر البازهر Bezoar
جوز بوا Myristica fragrans
الياقوت Telesie
كبابة Piper cubeba
حجر البهت Aetite
قرنفل Eugeia caryophyllata
جوز جندم Garcinia mangostina
زرنباد Zingiber zerumbet
قنبيل Mallotus philippensis
دورنج Doronicum scorpioides
ماهيز هره Anamirta paniculata
بهمن أبيض Centaurea behen
ريباس Rheum ribes
فوفل Areca cutchu
جليان Lathyrus sativum
طباشير (سنسكريتية) Tabakshira
ماش Phasolus munga
تنبل Piper betel
إسفاناخ Spinacia oleracea
أمير باريس Perberis vulgaris
طرخون Artemesia dracunculus
هرنوه Aloexuylon agallochum
حب الزلم Cyperus esculentus
محلب Prunus mahaleb
ورس Memecylon tinctorium
نارجيل Cocos nucifera
كركم Curcuma longa
نارنج Citrus aurantium
كرات Thymelaea tartonraira
ليمون Citrus lomonum Risso VarPusilla
الياقوت كحلي. ياقوت حجري Escabonde
بستان أفروز Amaranthus tricolor
ياقوت أحمر Rubis
ياسمين Jasminum
ياقوت أزرق Saphir
خيزران Bambusa arundinacia
ياقوت أصفر Topaze
بهت Aetite

توفي الشريف الإدريسي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي بمدينة سبتة.

(١١) إسحاق بن بكلارش Ishak Ibn Baklarsh (ت ٥٢٠ﻫ/١١٢٦م)

كان يهوديًّا من أكابر علماء الأندلس في صناعة الطب، وله خبرة واعتناء بالغ بالأدوية المفردة، وخدم بصناعة الطب بني هود (٥٢٠ﻫ/١١٢٦م)، وله من الكتب: كتاب المجدولة في الأدوية المفردة وضعه مجدولًا ألفه بألمرية للمستعين بالله أبي جعفر أحمد ابن المؤتمن بالله بن هود Liber auxlii indigentium de medicamentis simplicibus.

(١٢) أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي Abu AL-Kasim AL-Zahrawi (AL-Bucasis) (ت ٤٢٧ﻫ/١٣٦م)

كان طبيبًا فاضلًا، خبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب، وأفضلها كتابه المسمى كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف Concessio ei data, qui componore hand valet، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه. توفي سنة (٥٠٠ﻫ/١١٠٦م) (وستنفلد).

(١٣) أمية بن أبي الصلت Omaya Ibn Abi AL-Sult (ت ٤٦٠–٥٢٩ﻫ/١٠٦٨–١١٣٥م)

هو أبو الصلت أمية بن أبي الصلت، من بلد دانية من شرق الأندلس ومن أكابر الفضلاء في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم، ولد بها سنة ٤٦٠ﻫ/١٦٠٨م وحصل من معرفة الأدب ما لم يدركه كثير من سائر الأدباء، وكان أوحد في العلم الرياضي متقنًا لعلم الموسيقى، شاعرًا، ولشعره رونق. أتى أبو الصلت من الأندلس إلى ديار مصر في حدود سنة ٥١٠ﻫ، وأقام بالقاهرة مدة في خلافة الأمير الآمر بأحكام الله ووزارة الأفضل بن شاهنشاه أمير الجيوش بدر الجمالي، ولما كان بمصر اشتمل عليه رجل من خواص الأفضل يعرف بمختار ويلقب بتاج المعالي، وكانت منزلة أمية بن أبي الصلت عند الأفضل عالية وخدمه بصناعة الطب والنجوم، وقد تغير الأفضل عليه لخطئه في تقديره عملية هندسية لم يساعده القدر في إتمامها، فحبسه في سجن المونة بمصر مدة ثلاث سنين وشهر، ثم أطلقه بعد أن شفع فيه بعض الأعيان، وانتقل في آخر الوقت إلى المهدية من بلاد القيروان، فقصد يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، صاحب القيروان، فمضى عنده، وتوفي بالمهدية في يوم الإثنين مستهل سنة ٥٢٩ﻫ/١١٣٤م، وقيل: ١٠ المحرم سنة ٥٢٨ﻫ.

ولأمية بن أبي الصلت كتب كثيرة منها:
  • (١)

    كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الأعضاء المتشابهة الأجزاء والآلية، وهو مختصر قد رتب أحسن ترتيب.

  • (٢)
    كتاب الانتصار لحنين بن إسحاق على علي بن رضوان في تتبعه مسائل حنين Apologia Honeini.
  • (٣)
    كتاب حديقة الأدب Hortus.
  • (٤)

    كتاب الملح العصرية من شعراء أهل الأندلس والطارئين عليها.

  • (٥)

    ديوان شعره.

  • (٦)
    رسالة في الموسيقى Tractatus de musica.
  • (٧)
    كتاب في الهندسة Liber de geometria.
  • (٨)
    رسالة في العمل بالأسطرلاب Tractatus de astrolabia.
  • (٩)
    كتاب تقويم منطق الذهن Correctio mentis.

(١٤) ابن باجه Ibn Baga (ت ٥٣٣ﻫ/١١٣٩م)

هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ، ويعرف بابن باجه من الأندلس، عالم بعلوم الأوائل، وهو في الأدب فاضل، لم يبلغ أحد درجته، من أهل عصره في مصره، وكان متميزًا في العلوم العربية والأدب، حافظًا للقرآن، ويعد من الأفاضل في صناعة الطب، وكان متقنًا لصناعة الموسيقى، وهو بالمغرب بمنزلة أبي نصر الفارابي بالمشرق وإليه تنسب الألحان المطربة بالأندلس التي عليها الاعتماد، وله تصانيف في الرياضيات والمنطق والهندسة، أربى فيها على المتقدمين، إلا أنه كان يتمسك بالسياسة المربية وينحرف عن الأوامر الشرعية، استوزره أبو بكر يحيى بن تاشفين مدة عشرين سنة، وكان يشارك الأطباء في صناعتهم، فحسدوه وقتلوه مسمومًا حين كادوه، وكانت وفاته سنة ٥٣٣ﻫ/١١٣٨م بمدينة فاس ودفن بها.

وله من الكتب:
  • (١)
    كلام على بعض كتاب النبات لأرسطوطاليس Liber experimentorrum.
  • (٢)

    كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.

  • (٣)

    كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد، واشترك في هذا الكتاب أبو بكر بن باجه وأبو الحسن سفيان.

  • (٤)
    شرح كتاب السماع الطبيعي لأرسطوطاليس Commentarius in Librum Aristotelis de physica auscultatione.
  • (٥)
    قول على بعض كتاب الكون والفساد لأرسطوطاليس Dissertatio de nonnullis libri Aristotelis de generatione et corruptione.
  • (٦)
    كتاب النفس Liber de anima.
  • (٧)
    قول ذكر فيه التشوق الطبيعي وماهيته Dissertatio de amore physica
  • (٨)
    كتاب تدبير المتوجد De meditatione solitarii.

(١٥) أبو العلاء بن زهر Ibn Zohr (ت ٥٢٥ﻫ/١١٣١م)

هو أبو العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان، مشهور بالحذق والمعرفة في صناعة الطب واطلاعه على وقائعها، وكان في دولة الملثمين، ويعرفون أيضًا بالمرابطين، نال الرفيعة والذكر الجميل، وكان قد اشتغل بصناعة الطب وهو صغير في أيام المعتضد بالله أبي عمر، وعباد ابن عباد، واشتغل أيضًا بعلم الأدب، وهو حسن التصنيف، وفي زمانه وصل كتاب القانون لابن سينا المغرب، وقال ابن جميع المصري في كتاب التصريح بالمكنون في تنقيح القانون: إن رجلًا من التجار جلب من العراق إلى الأندلس نسخة من هذا الكتاب، قد بولغ في تحسينها، فأتحف بها لأبي العلاء بن زهر تقربًا إليه، ولم يكن هذا الكتاب وقع إليه قبل ذلك، فلمًا تأمله ذمه، وأطرحه ولم يدخله خزانة كتبه، وجعل يقطع من طرره ما يكتب فيه نسخ الأدوية لمن يستفتيه من المرضى، وتوفي أبو العلاء بن زهر في سنة ٥٢٥ﻫ/١١٣١م ودفن بإشبيلية، وله من الكتب:
  • (١)

    الأدوية المفردة.

  • (٢)

    كتاب الخواص.

  • (٣)
    كتاب المنافع والحقائق Troite des proprietes u tilia et vera.
  • (٤)

    كتاب الإيضاح في شواهد الافتضاح في الرد على علي بن رضوان فيما رده حنين بن إسحاق في كتاب المدخل إلى الطب.

  • (٥)
    كتاب حل شكوك الرازي على كتب جالينوس مجربات Solution dubrarum Razii in libris Galeni.

(١٦) أبو الوليد بن رشد Ibn Roshd (ت ٥٢٠–٥٩٥ﻫ/١١٢٦–١١٩٨م)

هو القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، مولده ومنشؤه بقرطبة مشهور بالفضل، معتن بتحصيل العلوم، حذق علم الفقه والخلاف، وكان متميزًا في علم الطب، جيد التصنيف، وإمامًا في الفلسفة، وله فيها تصانيف، جحدها لما رأى انحراف منصور بن عبد المؤمن عن هذا العلم وسجنه بسببها، وهو علم ممقوت بالأندلس، لا يستطيع إظهاره، فلذلك تخفى بتصانيفه. ولما كان المنصور بقرطبة وهو متوجه إلى غزو الفونس، وذلك عام ٥٩١ﻫ/١١٩٥م، استدعى أبا الوليد بن رشد، فلما حضر عنده احترمه احترامًا كثيرًا وقربه إليه، ثم إن المنصور فيما بعد نقم على أبي الوليد بن رشد، ثم رضي عنه، وكانت وفاة القاضي أبي الوليد بن رشد — رحمه الله — في مراكش أول سنة ٥٩٥ﻫ/١١٩٨م، وذلك في أول دولة الناصر، وكان ابن رشد عمر طويلًا.

وله كتب كثيرة منها:
  • (١)

    تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.

  • (٢)
    كتاب الكليات Liber universalis de medicina.
  • (٣)
    شرح أرجوزة ابن سينا Commentarius in canlicum lbn Sina.
  • (٤)
    جوامع كتب أرسطوطاليس في الطبيعيات والإلهيات Commentarius in Aristotelis libros.
  • (٥)
    مقالة في الترياق Tractatus de theriacaie.
  • (٦)
    تهافت التهافت Destructio de destructionis.
  • (٧)
    تلخيص كتاب الحميات لجالينوس Succincta expositio librorum Galeni de febribus.
  • (٨)
    تلخيص الإلهيات لنيقولاوس Succincta expositio metaphysicorum Nicolai.

(١٧) أبو العباس بن الرومية Ibn AL-Romaya (٥٦١–٦٣٧ﻫ/١١٦٥–١٢٣٩م)

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن أبي الخليل الأموي الأشبيلي النباتي المعروف ﺑ (ابن الرومية)، من أهل أشبيلية، ومن أعيان علمائها، قد أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية، وقواها ومنافعها، واختلاط أوصافها، وتباين مواطنها، وله الذكر الشائع، والسمعة الحسنة كثير الخير، موصوف بالديانة، محقق للأمور الطبية، كثير الكتب، جماع لها، وسمع من علم الحديث شيئًا كثيرًا عن ابن حزم وغيره، ووصل سنة ٦١٣ﻫ/١٢١٦م إلى ديار مصر، وأقام بمصر والشام والعراق نحو سنتين، وانتفع الناس به، وعاين نباتًا كثيرًا في هذه البلاد، مما لم ينبت بالمغرب، وشاهد أشخاصها في منابتها، ونظرها في مواضعها، ولما وصل من المغرب إلى الإسكندرية، سمع به السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب، وبلغه فضله وجودة معرفته بالنبات، فاستدعاه إليه في القاهرة وتلقاه وأكرمه، ورسم بأنه يقرر له جامكية وجراية، ويكون مقيمًا عنده، فلم يفعل واعتذر، بأنه إنما أتى ليحج ويرجع إلى أهله، وبقي مقيمًا عنده مدة، وعاد بعد الحج إلى المغرب، وأقام بأشبيلية.

وكان مولده في نحو سنة ٥٦١ﻫ/١١٦٥م، وتوفي بأشبيلية في ليلة الإثنين مستهل ربيع الأول سنة ٦٣٧ﻫ/١٢٣٩م.

ولأبي العباس بن الرومية من الكتب:
  • (١)
    تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس (أو شرح حشائش ديسقوريدس) Explicatio nominum medicamentorum simplicium.
  • (٢)
    مقالة في تركيب الأدوية Tractatus de compositione medicamentorum.

وأدوية جالينوس والتنبيه على أوهام ترجمها والتنبيه على اختلاط الغافقي.

ولأبي العباس الحافظ كتاب: الرحلة المشرقية، نقل عنه ابن البيطار كثيرًا، ألفه بعد عودته من رحلته إلى الشرق، ودون فيه نتيجة أبحاثه ومشاهداته، وخصوصًا بسواحل البحر الأحمر، وهذا الكتاب مفقود ولكنه نقل عنه كثير، ولا سيما ابن البيطار، وفي المغرب، وذكر كثيرًا من الأسماء البربرية.

(١٧-١) كشف الرموز في شرح العقاقير والأعشاب

لعبد الرزاق الجزائري  Abd AL-Razak AL-Gazaeri (١١٠٧– نحو ١١٩٥ﻫ/١٦٩٥– نحو١٧٨٠م)
هو عبد الرزاق بن محمد بن حمدوش الجزائري، خرج إلى الحج إلى مكة في سنة ١١٣٠ﻫ (١٧١٧م)، قال لوسيان لكلار  Lucien Leclerc: إن كتاب كشف الرموز اختصره مؤلفه من كتب المفردات، وزاد عليه بعض الأدوية الجديدة التي أدخلها الأوربيون بأسمائها المعروفة أو المحلية، فقد نقل عن داود الأنطاكي، وعن ابن البيطار، وابن سينا، بل يمكن القول بأن كشف الرموز، هو مختصر تذكرة داود، ورتبه على حروف المعجم. ثم قال لكلارك مترجم هذا الكتاب إلى الفرنسية: إن عبد الرزاق لم يكشف بالنقل، بل إنه ذكر المفردات التي لم يذكرها غيره، وهي التي أدخلت إلى الجزائر بمعرفة الأوربيين مثل:
  • (١)
    عود الأنبياء عود الصليب Le Gayac.
  • (٢)
    بلو صانو صا صفراس Le Sassafras.
  • (٣)
    صبرين، وهي المسماة عشبة Salspareills.
  • (٤)
    كينكينة Quinquine.

وقد أطال المؤلف الكلام على هذه المفردات، مما يعد صفحة مفيدة في تاريخ مفردات الأدوية، وقال: ومما ينسب إلى عمل المؤلف عبد الرزاق نفسه، ذكره أيضًا لبعض المفردات التي لم تكن معلومة، بعضها محلي، والبعض مستعار من التركية، أو البربرية، بل من الأوربية نفسها، وذكر جميع مفردات الأدوية المستعملة في العلاج في عصره عند العشابين الوطنيين، وهو يحتوي على ألف مفرد.

وهذا الكتاب طبع بالجزائر طبعة حجر، وترجمه لكلار إلى الفرنسية، وطبعه في باريس سنة ١٨٧٤م.

(١٧-٢) تحفة الأحباب في ماهية الأعشاب

هو مخطوط محفوظ بخزانة كتب الجزائر تحت رقم ١٠٣١، وليس عليه تاريخ مؤلفه أو اسمه، وإنما يعلم من سياق الكلام أن مؤلفه من سكان بلاد المغرب، وأن الكتاب كثير المترادفات البربرية، والعربية، والسودانية، والمراكشية، والمصرية، والإسبانية. ولم يأت ذكره فيما ألف في تاريخ الطب، ولم يقتصر على ذكر النبات، بل ذكر فيه كثيرًا من المفردات الحيوانية والمواد المعدنية. وقد نقله إلى الفرنسية Alphonce Meyer، وعلق عليه تعليقات مفيدة، وطبع بمدينة الجزائر سنة ١٨٨١م، وهو عبارة عن معجم صغير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤