هامش عن التسلسل الزمني للأحداث

جانِب من الصعوبة في إعادة بناء صورة حياة فيثاغورس يتمثَّل في التوفيق بين تواريخ الأحداث الرئيسية الواردة لدى المؤرِّخين الأوائل الذين أَرَّخوا لحياته. مثال ذلك أن يامبليخوس كَتب أن فيثاغورس، غادر بيته في ساموس وهو في الثامنة عشرة من عمره بسبب تولِّي بوليكريتس (Polycrates) الحُكم وهو من أشهر الحكام الطغاة في اليونان القديمة، ولكن التواريخ التي ذكرها يامبليخوس في مواضع أخرى تشير إلى أن فيثاغورس مولود في عام ٥٦٩ق.م. وإذا صَح هذا فإن معناه أنه بلغ الثامنة عشرة من العمر قبل تولِّي بوليكريتس السُّلطة بعشر سنوات على الأقل، وتُصادِفنا مفارَقات مماثلة في السَّرد الزَّمني للأحداث في كل الروايات القديمة.

ولقد آثرنَا الإبقاء على التأريخ الزمني للأحداث، كما وَرد عند يامبليخوس، والذي حدَّدتْه مصادر أخرى قديمة بدلًا من اللجوء إلى اختيارات تعسفية عن حياة فيثاغورس بُغية التطابق مع نموذج تخميني. وانتهينا بذلك إلى رواية، وإن بدَت إشكالية، إلا أنها تشتمل على جميع العناصر المهمة في أسطورة فيثاغورس، والتي انتقلَت عَبْر خمسة وعشرين قرنًا منذ تاريخ وفاته. وحَرِي بمن شاء من القُرَّاء الاستزادة ومعرفة الكثير عن مشكلة تحديد تواريخ دقيقة عن الأحداث التي عرفَتْها حياة فيثاغورس أن يلجئُوا إلى أعمال كل من: والتر بيركيرت، وجيه إيه فيليب، وكيرت فون فريتز، والتي أوردْناها ضمن المَراجع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤