خاتمة

أهدي هذا الفصل إلى منافذ بيع الكتب هَدسن بوكسِلرز التي تنتشر تقريبًا في كافة مطارات الولايات المتحدة. أغلب هذه المنافذ لا تعرض سوى عدد قليل من الكتب (وإن كانت في الغالب متنوعة على نحو مدهش). لكن المنافذ الكبيرة منها — مثل المنفذ الموجود بمطار أوهير بشيكاجو — لا تقل جودة عن أي متجر كتب بأي حي. إن لديها قدرة هائلة على إضفاء طابع شخصي على أي مطار، وقد أنقذ منفذ هَدسن عقلي في أكثر من مرة توقفت فيها لفترة طويلة في مطارات شيكاجو أثناء رحلات الطيران التي قمت بها.

***

اتصلت بي باربارا في المكتب في عطلة نهاية أسبوع الرابع من يوليو. لم أكن الوحيد الذي ذهبت للعمل في عطلة نهاية أسبوع عيد الاستقلال، لكنني الوحيد الذي كان عذره هو أن برنامج إطلاق السراح المشروط الخاص بي لا يسمح لي بمغادرة المدينة.

لقد أدانوني، في النهاية، بسرقة هاتف ماشا. أمر لا يصدقه عقل! عقدت جهة الادعاء اتفاقًا مع المحامية الخاصة بي لإسقاط كافة التهم الموجهة إليَّ والمتعلقة بكلٍّ من «الإرهاب الإلكتروني» و«إثارة الشغب» في مقابل أن أعترف بجنحة سرقة بسيطة. وحُكِم عليَّ بثلاثة أشهر في برنامج إطلاق سراح مشروط مع الإقامة منتصف اليوم في دار لتأهيل الأحداث المذنبين في حي ميشن، فكنت أنام في تلك الدار حيث أتشارك المهجع مع مجموعة من المجرمين الحقيقيين، وأفراد العصابات ومدمني المخدرات، وبعض المجانين بحق. أما فترة النهار، فكانت لي «الحرية» في الخروج والذهاب إلى «العمل».

قالت باربارا: «سيطلقون سراحها يا ماركوس.»

«مَن؟»

«جونستون، كاري جونستون. برَّأت المحكمة العسكرية في جلساتها السرية ساحتها من أي جُرم، وأُغلِق الملف، وستعود للخدمة من جديد. سيرسلونها إلى العراق.»

كاري جونستون هو اسم السيدة ذات الشعر القصير. كُشِف عن ذلك الاسم في جلسات الاستماع التمهيدية بمحكمة كاليفورنيا العليا، لكن ذلك هو كل ما كُشِف عنها؛ فلم تنطق بكلمة عمن كانت تتلقى منهم الأوامر، وما فعلته، ومن سُجِن، ولماذا. فكانت تجلس صامتة تمامًا طوال الوقت في قاعة المحكمة.

أما المسئولون الفيدراليون، فقد علت أصواتهم المعارضة المتذمرة لغلق الحاكم «غير القانوني وأحادي الجانب» لسجن جزيرة «تريجر آيلاند»، وإجلاء المحافظ لضباط الشرطة الفيدرالية من سان فرانسيسكو. انتهى الحال بالكثير من هؤلاء الضباط في سجون الولاية، مع حراس سجن جوانتانامو الخليج.

وفي أحد الأيام، لم يصدر أي بيان عن البيت الأبيض، أو حكومة الولاية. وفي اليوم التالي، انعقد مؤتمر صحفي مشترك شابَهُ التوتر والتحفظ أمام مقر الحاكم؛ حيث أعلن الحاكم ووزير الأمن الوطني عن توصلهما «لتفهم مشترك».

كانت وزارة الأمن الوطني ستعقد محاكمة عسكرية سرية الجلسات للتحقيق في «أخطاء التقدير المحتملة» التي وقعت بعد الهجوم على جسر باي. ومن شأن المحكمة استخدام كل أداة متاحة لديها لضمان العقاب المناسب لكل عمل إجرامي. وفي المقابل، سيتناول مجلس الشيوخ بالولاية التحكم في عمليات وزارة الأمن الوطني في كاليفورنيا، بحيث يكون للمجلس القدرة على وقف كل تلك العمليات في الولاية، والتفتيش عليها، وإعادة تحديد أولوياتها.

علت أصوات الصحفيين بشدة، وطرحت باربارا السؤال الأول: «سيدي الحاكم، مع كامل احترامي لك، لدينا مقطع فيديو غير قابل للجدل يوضح أن ماركوس يالو — أحد مواطني هذه الولاية، والمولود على أرضها — قد تعرض لإعدام زائف من جانب ضباط وزارة الأمن الوطني، الذين يعملون كما هو واضح بناء على أوامر من البيت الأبيض. هل ترغب الولاية حقًّا في التخلي عن أي ادعاء بالعدالة لمواطنيها في مجابهة التعذيب الهمجي غير القانوني؟» ارتعش صوتها، لكنه ظل واضحًا.

بسط الحاكم يديه، وقال: «ستحقق المحاكم العسكرية العدالة. إذا أراد السيد يالو — أو أي شخص آخر لديه سبب لإدانة وزارة الأمن الوطني — مزيدًا من العدالة، فلديه الحق بالطبع في اللجوء للقضاء لإقامة دعوى — فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت به — ضد الحكومة الفيدرالية.»

وهذا ما فعلته. رُفِع ما يزيد عن عشرين ألف قضية مدنية ضد وزارة الأمن الوطني في الأسبوع الذي تلا تصريح الحاكم. تولى قضيتي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الذي قدم طلبات للاطلاع على نتائج المحاكمات العسكرية السرية. وحتى ذلك الحين، تعاطفت المحاكم للغاية مع الأمر.

لكنني لم أتوقع ذلك.

«أطلقوا سراحها دون أي عقاب!»

«لم يكشف البيان الصحفي عن الكثير: «بعد تقصٍّ دقيق للأحداث التي وقعت في سان فرانسيسكو، ومركز الاعتقال الخاص بمكافحة الإرهاب بجزيرة «تريجر آيلاند»، توصلت المحكمة إلى أن أفعال السيدة جونستون لا تقتضي أي إجراء تأديبي آخر.» تضمن البيان كلمة «آخر» كما لو كانوا قد أنزلوا بها عقوبة بالفعل!»

ماذا؟! لقد حلمت بكاري جونستون كل ليلة منذ إطلاق سراحي من جوانتانامو الخليج. رأيت وجهها أمامي، وتلك الابتسامة النزقة ترتسم على وجهها وهي تخبر الرجل أن يعذبني بالماء.

قالت باربارا: «ماركوس …» لكنني قاطعتها.

«لا بأس، لا بأس. سأسجل مقطع فيديو عن ذلك، وسأنشره في عطلة نهاية الأسبوع. يشاهد الجميع مقاطع الفيديو أيام الإثنين؛ فالجميع عائدون من إجازات نهاية الأسبوع يبحثون عن شيء مسلٍّ يتداولونه بأنحاء المدرسة أو المكتب.»

كنت أتردد على طبيب نفسي مرتين في الأسبوع كجزء من برنامجي في دار التأهيل، وعندما توقفت عن اعتبار ذلك نوعا من العقاب، بدأت أشعر بأنه أمر جيد. لقد ساعدني ذلك الطبيب في التركيز على الأشياء البنَّاءة عند غضبي، بدلًا من تركه يسيطر عليَّ. وكانت مقاطع الفيديو وسيلة مساعدة لي.

قلت لباربارا وأنا أحاول عدم إظهار مشاعري في صوتي: «يجب أن أذهب.»

«اعتنِ بنفسك يا ماركوس.»

احتضنتني آنج من الخلف بينما كنت أنهي المكالمة، وقالت: «قرأت الخبر لتوي على الإنترنت.» قرأت آنج الملايين من الأخبار؛ إذ كانت تحصل عليها من أداة استعراض أخبار توفر الأخبار متى ظهرت على الشبكة. كانت المدوِّنة الرسمية لنا، وقد برعت في ذلك؛ إذ كانت تختار القصص المثيرة، وترفعها على الإنترنت كما لو كانت طاهية تقدم طلبات الفطور سريعًا.

استدرت بين ذراعيها لأواجهها وأعانقها. الحقيقة أننا لم يكن لدينا الكثير من العمل في ذلك اليوم، ولم يكن مسموحًا لي بالخروج من دار التأهيل بعد موعد العشاء، ولا يمكنها هي أيضًا زيارتي هناك. كنا نلتقي في المكتب، لكن عادةً ما يكون حولنا الكثير من الناس، الأمر الذي وضع عقبات أمام عناقنا، ووجودنا وحدنا في المكتب كان فيه إغواء كبير، فحمل الكثير من الإثارة؛ فكنا نتغازل أثناء عملنا أحدنا بجوار الآخر.

قلت لها: «سأصمم مقطع فيديو، وأريد أن أنشره اليوم.»

«حسنًا، لنفعل ذلك.»

قرأت آنج البيان الصحفي. ووضعت حوارًا بصوتي بالتزامن مع التصوير الشهير لي في مكان التعذيب بالغمر بالماء، وعيناي غاضبتان في إضاءة الكاميرا المزعجة، والدموع تتدفق على وجهي، وشعري يلوثه ويجدله القيء.

«هذا أنا، في مكان التعذيب بالغمر بالماء، أتعرض للتعذيب بما يسمى الإعدام الزائف، ويُشرِف على عملية التعذيب سيدة تدعى كاري جونستون. تعمل جونستون لدى الحكومة. قد تتذكرونها من هذا الفيديو.»

أضفت بعد ذلك مقطع الفيديو الذي تظهر فيه جونستون وكيرت روني: «هذه جونستون وكيرت روني، الخبير الاستراتيجي الأول لرئيس الجمهورية.»

«إن الشعب لا يحب هذه المدينة؛ فهي في نظره مثل مدن المثليين والملحدين الذين يستحقون الهلاك في نار جهنم. السبب الوحيد لاهتمامه بسان فرانسيسكو هو أنها قد حالفها الحظ في هجوم الإرهابيين الإسلاميين عليها.»

«إنه يتحدث عن المدينة التي أعيش فيها. وفقًا لآخر الإحصائيات، لقي ٤٢١٥ من جيراني مصرعهم في اليوم الذي يتحدث عنه. لكن بعضهم ربما لم يلقوا مصرعهم، وإنما اختفوا في السجن ذاته الذي تعرضت فيه للتعذيب. بعض الآباء والأمهات والأطفال والمحبين والإخوة والأخوات لن يروا ذويهم ثانيةً؛ وذلك لأنهم قد اعتُقِلوا في سجن غير قانوني هنا في خليج سان فرانسيسكو. لقد نقلتهم السفن إلى الخارج. السجلات دقيقة، لكن كاري جونستون لديها مفاتيح التشفير.» عدت إلى فيديو كاري جونستون وهي تجلس على طاولة الاجتماعات مع روني وهما يضحكان.

أضفت بعد ذلك فيديو جونستون أثناء إلقاء القبض عليها. «عندما ألقوا القبض عليها، ظننت أن العدالة ستتحقق لكل من أهانتهم وأخفتهم من على خريطة الوجود. لكن الرئيس …» وأوقفت الفيديو على صورة ثابتة للرئيس وهو يضحك ويلعب الجولف في إحدى إجازاته العديدة «… وخبيره الاستراتيجي الأول …» والآن صورة ثابتة لروني وهو يصافح قائدًا إرهابيًّا سيئ السمعة كان دومًا في «صفنا» «… تدخَّلا. لقد أرسلاها إلى محكمة عسكرية سرية، وقد برَّأت الآن تلك المحكمة ساحتها. بطريقة ما، لم تر المحكمة خطأً في ذلك كله.»

ركَّبت بالفيديو المئات من اللقطات للسجناء في زنزاناتهم التي نشرتها باربارا على موقع صحيفة «باي جارديان» يوم تحريرنا. «نحن من انتخبنا هؤلاء، ونحن من يدفع لهم رواتبهم. من المفترض أن يكونوا في صفنا. من المفترض أن يدافعوا عن حرياتنا. لكنهم …» ثم سلسلة من اللقطات لجونستون والآخرين الذين قُدِّموا للمحاكمة «… خانوا ثقتنا. لم يتبقَّ على موعد الانتخابات سوى أربعة أشهر، وهذه فترة طويلة تكفي لأن تخرجوا من بيوتكم وتبحثوا عن خمسة من جيرانكم … خمسة أشخاص قرروا التخلي عن حقهم في الإدلاء بأصواتهم لأن جميع المرشحين المتاحين أمامهم لا يروقون لهم.

تحدثوا إلى جيرانكم. اجعلوهم يعدونكم بالتصويت. اجعلوهم يعدونكم باسترداد البلاد من المعذِّبين والسفاحين … من هؤلاء الذين سخروا من أصدقائي ودماؤهم لم تجف بعد في قاع الميناء. لِيعِدوكم بالتحدث إلى جيرانهم.»

«أغلبنا لا يريد أيًّا من هؤلاء المرشحين. وهذا لن يجدي نفعًا. يجب أن تختاروا … اختاروا الحرية.

اسمي ماركوس يالو. وقد تعرضت للتعذيب من قبل بلادي، لكنني لا أزال أحبها. أبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، وأريد أن يتقدم بي العمر في بلاد حرة. أريد أن أعيش في بلاد حرة.»

جعلت الصورة تتلاشى تدريجيًّا وصولًا إلى شعار الموقع الإلكتروني، صممته آنج بمساعدة من خولو الذي قدم لنا كل خدمات الاستضافة المجانية التي يمكننا أن نحتاج إليها على موقع «بيجسبلين».

كان المكتب مكانًا مثيرًا للاهتمام. عُرِفنا، من الناحية النظرية، باسم «ائتلاف المصوتين لتحرير أمريكا»، لكن الجميع أطلق علينا اسم «مستخدمو شبكة إكس نت». تأسست المنظمة — الخيرية غير الهادفة للربح — بالتعاون بين باربارا وبعض من أصدقائها المحامين بعد تحرير جزيرة «تريجر آيلاند» مباشرةً. قُدِّم التمويل من بعض المليونيرات الذين يعملون في مجال التكنولوجيا ولم يمكنهم التصديق أن مجموعة من الفتيان ممارسي القرصنة قد تغلبوا على وزارة الأمن الوطني. طلبوا منا في بعض الأحيان الذهاب إلى طريق ساند هيل؛ حيث يوجد جميع مستثمري رأس المال المخاطر، وتقديم عرض قصير عن تقنية شبكة إكس نت. وكان هناك أعداد مهولة من المستثمرين المبتدئين الذين يحاولون جني المال على شبكة إكس نت.

أيًّا كان ما يحدث … لم تكن لي علاقة به. لقد أصبح لدي مكتب بواجهة تطل على الطريق بشارع فالينسيا؛ حيث وزعنا أقراص «بارانويد إكس بوكس» المضغوطة، وأقمنا ورش عمل حول تصميم أجهزة هوائي واي فاي أكثر كفاءة. وقد توافد علينا عدد مذهل من الناس العاديين لتقديم التبرعات التي تمثلت إما في أموال نقدية أو أجهزة (يمكن تشغيل نظام «بارانويد لينكس» على أية أجهزة، وليس فقط «إكس بوكس يونيفرسال»). لقد أحبونا.

تمثلت خطتنا الكبرى في طرح لعبة «الواقع البديل» الخاصة بنا في سبتمبر؛ أي في وقت الانتخابات بالضبط، وربطها بحشد الناخبين وإرشادهم إلى صناديق الاقتراع. فلم يصوِّت في اقتراعات الانتخابات الأخيرة سوى ٤٢ في المائة من الأمريكيين فقط؛ أي إن الأغلبية العظمى لغير المصوتين. حاولت كثيرًا دعوة داريل وفان إلى إحدى جلسات التخطيط التي أقمناها، لكنهما استمرَّا في رفض الدعوة. كانا يقضيان وقتًا طويلًا معًا، وأصرَّت فان على أن الأمر لا علاقة له بالعواطف على الإطلاق. لم يعد داريل يتحدث معي كثيرًا، وإن كان يرسل إليَّ رسائل بريد إلكتروني طويلة عن أي شيء لا علاقة له بالإرهاب أو السجن أو فان.

ضغطت آنج على يدي، وقالت: «يا إلهي! كم أكره هذه المرأة!»

فأومأت برأسي، وقلت لها: «إنها إحدى الجرائم التي ترتكبها هذه البلاد في حق العراق. إذا أرسلوا تلك المرأة إلى مدينتي، فسأصير على الأرجح إرهابيًّا.»

«لقد صرت إرهابيًّا بالفعل عندما أرسلوها إلى مدينتك.»

«نعم، بالفعل.»

«هل ستذهب لجلسة استماع السيدة جالفيس يوم الإثنين؟»

«بالتأكيد!» كنت قد قدمت آنج للسيدة جالفيس قبل ذلك الوقت بأسبوعين، وذلك عندما دعتني السيدة جالفيس على العشاء. وأعد اتحاد المعلمين جلسة استماع لها أمام مجلس قطاع المدارس الموحدة لتعود إلى وظيفتها القديمة. وقد قِيل إن فريد بينسان قد قطع تقاعده (المبكر) ليشهد ضدها. كنت أتطلع لرؤيتها ثانيةً.

«هل ترغبين في تناول البوريتو؟»

فأجابت: «بالتأكيد.»

وأضافت: «سأحضر صلصتي الحارة.»

تحققت من بريدي الإلكتروني مرة أخرى؛ بريد حزب القراصنة الخاص بي، والذي لا أزال أستقبل عليه عددًا من الرسائل من مستخدمين سابقين لشبكة إكس نت لم يعثروا بعد على عنواني الخاص بائتلاف المصوتين.

كانت الرسالة الأخيرة من عنوان بريد إلكتروني مؤقت من أحد البرامج البرازيلية الجديدة المضادة للتتبع.

«وجدتها، شكرًا لك. لم تخبرني أنها مثيرة هكذا.»

سألتني آنج: «ممن هذه الرسالة؟»

ضحكت، وأجبتها: «زيب. هل تتذكرينه؟ أعطيته عنوان بريد ماشا الإلكتروني. فكرت في أنه بما أن الاثنين متخفيان، يمكنني أن أعرفهما أحدهما على الآخر.»

«وهل يرى ماشا لطيفة؟!»

«لتعذريه، فمن الواضح أن الأحداث قد أثرت على عقله.»

«وأنت؟»

«أنا؟»

«نعم، هل أثرت الأحداث على عقلك؟»

أمسكت بآنج من بعيد، وأخذت أنظر إليها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، ثم أمسكت بوجنتيها، وحدقت عبر نظارتها سميكة الإطار في عينيها المائلتين اللعوبتين، ومررت أصابعي في شعرها.

«آنج، لم يكن تفكيري بهذا السداد من قبل في حياتي كلها.»

قبَّلتني حينذاك، وقبَّلتها. ومر بعض الوقت قبل أن نخرج لتناول البوريتو.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤