الفصل السادس عشر

بلاكيت يضيف المزيد إلى قصة ديانا

حاول السيد ريكاردو أن يصرف الجريمة التي ارتُكبت في سوفلاك عن ذهنه تمامًا. وذلك لكي يتمكن من العودة إلى الأمور المحيرة فيها بمنظور جديد تمامًا عندما تكون ثمة حاجة إلى مساعدته مجددًا. فبدأ اليوم برعاية راحته الشخصية، فخرج يتنزَّه سيرًا على الأقدام في الحدائق النباتية ووصل من دون قصد إلى بركة المياه المزينة حيث يرسو قارب لو بوتي موس بعجلات مجدافه اليدوية في انتظار الناس الذين يرغبون في الخروج في نزهة عصر يوم عطلة الأحد. وتذكَّر على الفور الزورق وقبطانه، وتلميحاته الخبيثة بأن الزورق سيصبح ملكه قريبًا للغاية من دون الحاجة إلى دفع ثمن شرائه. تصلَّب جسده في مكانه، وأدرك فجأةً أنه لم يخبر هانو بأي شيء عن هذه المحادثة. لا ريب أن هانو كان يعرف بأمر الزورق، ولم تساوره أي شكوك عن أن الزورق قد خرج من المرفأ قبل ساعات من تحول المد، وذلك بغرض إغراق السلة التي تحتوي على جثة الضحية في وسط مجرى النهر الواسع بينما لا يزال الظلام يُغلِّفه. يمكن ائتمان هانو على البحث عن القبطان وابنيه. نعم، ولكن هذه المحادثة التي لم يقصها مهمة للغاية. حدثت هذه المحادثة العصر، وارتُكبت الجريمة في الليلة التالية لمدة العصر هذه. وهذا يثبت، أو إن لم يثبت، فإنه يقترح، أن قتل إيفيلين ديفينيش كان مُخطَّطًا له مسبقًا. دار السيد ريكاردو حول نفسه فجأة. فلم يكن ما يفعله يساعد في صرف هذه المسألة عن تفكيره. ثم سار خارجًا من الحدائق، وانطلق بخطًى ثابتة دون هدًى، ليجد نفسه في ميدان أنيق أمام منزل قديم رائع، يقع داخل ساحة خلف جدار طويل، وكان أحد تلك المنازل التي كان يسكنها النبلاء وأصبحت السلطات البلدية تشغلها في الوقت الحالي.

سأل أحدَ المارة قائلًا: «هل تخبرني من فضلك، ما هذا المبنى؟»

رد عليه الرجل: «هذا قصر رئيس الأساقفة. يرجع تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر، ويحتوي على بعض اللوحات والمنحوتات الجميلة، وسيُرحَّب بالأغراب الذين يودون رؤيتها.»

كان هذا هو المكان المناسب لريكاردو في ذلك الصباح. سيدخل عبر ذلك الباب الضخم في الجدار الطويل. ربما يستعين بالروائع العتيقة لرؤساء أساقفة بوردو، ويقارنها بعتمة العصر الحالي. كان يتخيل الممرات مزدحمةً برجال البلاط يرتدون سترات ضيقةً وقلائد ضخمة. ولو أمكنه تذكُّر بعض المشاهد التاريخية، لأعاد تمثيلها — تسليةً لنفسه — وباختصار، كان سيُحرِّر عقله من هوسه بلغز سوفلاك.

كان يقترب من الباب الضخم عندما اندهش لرؤيته هانو يخرج من الساحة. وتوقف السيد ريكاردو مجددًا. ما الحدث الجلل الذي أتى بهانو إلى قصر رئيس الأساقفة؟ هل كان يطلب مباركةً خاصة لعمله؟ ولكن دحض المنطق العام والخاص على حدٍّ سواء هذا التفسير. وطرأت على ريكاردو فكرة تتماشى مع الموقف تماشيًا أفضل. كان هانو يود قول شيء ما عن القس فاورييه. كان يتأكد من أن هذا الرجل الصموت سيُوبَّخُ من قِبل رئيس الأساقفة على عدم امتثاله للقانون. ورأى السيد ريكاردو أنه محق في ذلك. على أي حال، كان من الجلي أنه لن يتمكن من طرد جريمة قصر سوفلاك من ذهنه. فدار على عقبيه وسار عائدًا إلى الفندق. وهناك، بدأ يُضيف إلى جداوله السؤال تلو الآخر، والرابط تلو الآخر، بينما كان إلياس تومسون يزحف في أرجاء الغرفة دون صوت ملبيًا في مهارة احتياجات سيده الذي كان يراه «أبرع من يحل ألغاز الجرائم».

بحلول الخامسة مساءً، وبعد قراءة ما قالته جميع الصحف، نقلًا عن علماء الجريمة الخاصين بها، وإرهاق جميع قواه العقلية في الاستنتاجات، والاستقراءات، والمقارنات، والتخيلات، توصل إلى استنتاج. في كل القضايا التي سمع عنها من هذا النوع، لطالما كان هناك أبرياء. في الواقع، كان هناك أبرياء أكثر من المجرمين، وحتى اللحظة الأخيرة قبل أن تنقَض الشرطة، غالبًا ما كان يظهر المحرِّض الرئيس بمظهرٍ من الاحترام والالتزام القانوني لا يقل اكتمالًا عن مظهر مُشرف الكنيسة. ربما لم يكن السيد تشارلز مثالًا تاريخيًّا على ذلك. ولكن الأمر الفريد المتعلق بمسألة سوفلاك هو أنه لا يبدو أن هناك شخصًا بريئًا واحدًا في المكان. فكلما تعاملت مع أي شخص عن كثب، زاد وضوحًا أن ذلك الشخص الذي تتعامل معه متورط في المسألة حتى النخاع. إن غرفة ديانا تخفي سرًّا، ولكن السر ليس مخبوءًا في نسخة لوحة تينتوريتو. وكان سلوك القس فاورييه مثيرًا جدًّا للشبهات. وكان روبن ويبستر أكثر الأشخاص المثيرين للشبهات وضوحًا وجلاءً على الإطلاق. لم تكن إيفيلين ديفينيش ذات طبيعة محببة مطلقًا؛ أما جويس، رغم أناقتها وجاذبيتها، ومع السرير المبعثر، كان عليها الكثير لتوضيحه قبل أن يتسنى ترسيخ الثقة بها. لطالما ظل السيد ريكاردو متشبثًا بالاعتقاد بأن وريث الحملات الصليبية سيبقى وفيًّا للقيم والتقاليد النبيلة التي ورثها عن أسلافه. ولكن حتى هذا الاعتقاد لم يعد صالحًا. لم يكن الفيكونت كاساندر دي ميراندول ذو اليدين المرتعشتين أفضل حالًا من الباقين. ولم يعد يساور السيد ريكاردو أدنى شك في أنه لو قضى خمس دقائق في حديث حميمي مع السيدة تاسبورو العجوز لوجد أنها غارقة في الفجور هي الأخرى.

صاح بأعلى صوته وهو يُلوِّح بذراعه في يأس: «جميع من في قصر سوفلاك فاسدون.» وفي اللحظة نفسها، فتح هانو الباب ودخل الغرفة بتلك الطريقة الاستعراضية التي يستهجنها السيد ريكاردو بشدة.

وقال وأطراف أصابع يديه تعبث بعلبة ثقاب: «الناس يطرقون الباب. ثم ينتظر المرء الإذن بالدخول …»

قال هانو بهدوء: «والمرء يُقدِّم لك رجلًا نبيلًا مهمًّا للغاية.»

دخل الغرفة رجل ضئيل ونحيل في الخمسينيات من عمره، حليق الذقن، نحيل الوجه، ذو عينين شديدتي الزرقة. كان يرتدي بدلةً صوفية داكنة بسترة ذات صفين من الأزرار، وبدا من هندامه الأغبر الأشعث ومظهره القذر أنه قد أنهى الآن رحلةً طويلة. دخل الغرفة على استحياء ووجَّه التحية إلى السيد ريكاردو دون أن يبدي أيًّا من مظاهر الود. أغلق هانو الباب، ودعا ريكاردو ضيفه المجهول إلى الجلوس على مقعد وثير. ولكن هز الرجل رأسه رافضًا.

وقال بصوتٍ متحشرج أجش: «سأجلس هنا.» وأشار إلى أحد المقاعد حول الطاولة. ووضع قبعته على الطاولة.

قال هانو: «هذا هو السيد دينيس بلاكيت. ورد ذكر وفاة السيدة ديفينيش المأساوية في عدد متأخر من إحدى الصحف المسائية في لندن يوم أمس. وانطلق السيد بلاكيت على الفور وركب طائرةً ليلة أمس.»

تسلَّم دينيس بلاكيت طرف الحديث وقال: «لقد خرجت من المطار وتوجهت مباشرةً إلى مبنى المحافظة، ووجدت هناك ذلك الرجل المهذب المسئول عن القضية. لا أتحدث الفرنسية بطلاقة، وفهمت من السيد هانو أنه على الرغم من أن إلمامه باللغة الإنجليزية أفضل من أغلب أبناء بلده، هناك بعض التعبيرات الاصطلاحية التي لا يعرفها …» صمت دينيس بلاكيت ودار بعينَيه في الغرفة ليكتشف مصدر الذهول الذي ملأ وجه ريكاردو.

كاد السيد ريكاردو أن يقع من على مقعده مصعوقًا من الاعتراف المذهل الذي جرى على لسان صديقه. «تعبيراتك الاصطلاحية! أنا أعرفها جيدًا!» كم لاقى من معاناة بسبب هذه العبارة، ولا يزال يعاني من التحريفات الفجة للغة الإنجليزية التي تتبع هذه العبارة دائمًا! ولكن، ها هو هانو يعترف بعدم كفاءته في استخدام التعبيرات الاصطلاحية! أمر لا يُصدَّق. كان أمرًا لا يُصدَّق، ولكن أدرك ريكاردو فجأةً الغرض منه. كان تعبيرًا عن الصداقة. هذا هو المبرر المحتمل الوحيد الذي يمكن لهانو أن يقوله عن حضور ريكاردو هذا اللقاء. كان يشرك صديقه العزيز السيد ريكاردو في أعمق أعماق هذا اللغز. وجَّه ريكاردو إلى المحقق نظرة تقدير وامتنان، وواصل دينيس بلاكيت حديثه:

«قال السيد هانو إنك صديقه، وبما أنني لا أُريد أن أُسهب في الكلام من غير داعٍ، فقد قبلت اقتراحه الكريم بأن تكون مترجمي.»

ثم جلس على المقعد الذي أشار إليه. تحوَّل ذهول السيد ريكاردو من تواضع هانو الاستثنائي إلى دينيس بلاكيت. لم تكن ثمة مشاعر في نبرة صوته أو ملامح وجهه. بدا وكأنه يتحدث عن صفقة أسهم ليست مهمةً بالمرة وليس عن قتل ابنته بوحشية. أجبر ريكاردو نفسه على الاعتقاد بأن هذا الرجل لم يبدأ رحلته الطويلة بالطائرة إلى بوردو إلا بعد ساعة أو نحوها من معرفة الخبر.

سحب هانو مقعدًا آخر إلى الطاولة، وقال: «لا أملك أدنى فكرة عما قد يخبرنا السيد بلاكيت به. ولكني أعده الآن بأنه فيما عدا ثلاثتنا والسيد تيدون، قاضي التحقيقات؛ لن يعرف أحد أي شيء باستثناء ما يتطلَّبه تحقيق العدالة. حسنًا!» ثم التفت نحو دينيس بلاكيت الذي بدأ حديثه على الفور، قائلًا:

«أعتقد أنك سمعت من الآنسة تاسبورو ما تعرفه عن القطيعة التي وقعت بيني وبين ابنتي. ولكن لا أحد في العالم، فيما عداي وابنتي، يعرف الحقيقة الكاملة. لم أهتم قط، ولا أفعل الآن، بالدفاع عن نفسي ضد أي اتهام بالقسوة، ولم تتفوَّه هي ببنت شفة مراعاةً لمصالحها الخاصة. سأكسر هذا الصمت الطويل لكي يُقدَّم قاتلها إلى العدالة ويُعدَم» على الرغم من عدم تسلل أي مشاعر إلى نبرة صوته الأجش، فإن حُمرةً خفيفة زحفت على وجهه الأبيض، وزُمت شفتاه «وأعلم أن ما أنا بصدد إخباركما به قد يساعدكما.»

صمت لبضع لحظات لكي يُرتِّب كلماته. جرَّ السيد ريكاردو مقعده قريبًا من الطاولة، وكانت حواسه المستمتعة تتلذَّذ باللحظة وتسعد بهذا التأخير لتطول أكثر. جلس هانو دون حراك وكأنه صنم وعيناه مثبتتان على وجه دينيس بلاكيت.

قال دينيس بلاكيت: «منذ يوم ميلاد ابنتي — ومن الملاحظ أنه لم ينطق اسمها قط — بدأتُ بجمع اللآلئ حتى أصنع لها عِقدًا منها يستحق أن أهديه لها في عيد مولدها الحادي والعشرين. وعانيت معاناةً شديدة في اختيارها. كنت أشتري أربع أو خمس لآلئ كل عام، وعندما أقمت حفل عيد الميلاد هذا في مورفين، على لسان مول البحري، كنت أحتفظ في المنزل بذلك العِقد القيم لأهديه لها، وكان مُكوَّنًا من ١٢٠ لؤلؤةً كبيرة، وكانت متدرجةً في الحجم بدقة، وكانت بمواصفات نقاء ولمعان لا تضاهيها حتى كنوز العائلات الملكية العظيمة. لم أُخفِ عنها ما أنوي فعله حتى ذلك الحين إذ كانت أختي تشعر بشيء من القلق. وقد علمت بالأمر. علمت أني أنوي منحها العِقد في صباح يوم ميلادها. ولكن في الليلة السابقة ليوم مولدها» ثم صمت ليُبلِّل شفتَيه بطرف لسانه «سرقته. عندما أبحرت وعشيقها على طول اللسان البحري وعبرا بحيرة لينه ووصلا إلى أوبان، كانت قد أخذت هذا العِقد معها.»

نظر دينيس بلاكيت إلى يديه اللتين كانتا مستندتين إلى الطاولة أمامه ومضمومتين معًا في استرخاء، وعندما تتبَّع السيد ريكاردو مسار نظراته، سنحت له الفرصة، وللمرة الثانية، أن يلحظ مدى خيانة الأيدي لأصحابها. لم تكن ثمة اختلاجة في صوت بلاكيت، أو ظهور تعبير على وجهه، قد يدلان على أي شيء سوى أنه يُقدِّم عرضًا مغريًا لاثنين من زملائه في العمل. ولكن خانته يداه. فقد كانتا ترتعشان ارتعاشةً خفيفة.

ثم تابع حديثه قائلًا: «لم أخبر أحدًا بذلك. ولكني تحدثت سرًّا مع تُجار هاتون جاردن والصاغة. إن اللآلئ القيمة معروفة. لا يمكن أن تتهرب اللؤلؤة الجيدة من تاريخها ولونها ووزنها مثلما لا يمكن أن يتهرب أي ممن يلاحقهم السيد هانو من بصمات أصابعه وتهمه السابقة. كنت واثقًا تمام الثقة بأن هذا العقد سيصل إلى الأسواق إن عاجلًا أو آجلًا، بل عاجلًا وليس آجلًا، ولم أكن أريد أن يرتديه أحد آخر. إنه يساوي ٢١ عامًا من عمري. ولكن لا تسيئا فهمي من فضلكما!» ورفع عينَيه من على يديه إلى وجهَي الرجلين اللذين جلسا يُصغيان إليه.

كانا جالسين حذرين من إحداث أي حركة أو تغيير سلوكهما حتى لا يقطعا تلك القصة الغريبة. كانا جالسين وكأن على رأسيهما الطير بفضل ذلك الكشف الهادئ السلس الذي يجري على لسان رجل لم يُعرِّ نفسه أمام أحد من قبل. فلم يُجبه أي منهما.

قال دينيس بلاكيت مُوضِّحًا: «لا. لم تُحرِّكني أي مشاعر. بالنسبة إليَّ كان العِقد دليلًا على حماقة كبيرة ارتكبتها. وكان لا يزال موجودًا؛ هناك في مكان ما من العالم. لم أكن مرتاحًا. وكنت أريد استعادته. كنت أريد أن أغرقه في مضيق مول البحري. كنت أراه وكأنه خطاب مليء بالتنازلات كتبه رجل ذات مرة ويعرف أنه لا يزال موجودًا، وهو على استعداد لدفع المال مقابل استعادته. كانت الرسالة التي نشرتها بين التجار أني سأدفع مقابل العِقد إذا ما أحضروه لي كاملًا؛ ١٢٠ لؤلؤةً بالتمام والكمال. كانت لؤلؤة واحدة ناقصة تعني أن جزءًا من خطاب تنازلاتي قد قطعه شخص ما واحتفظ به. منذ أسبوعين، عُرض العِقد على تاجر مجوهرات كبير في هذه البلدة. وعُرض عليه مقابل مبلغ أقل بكثير من قيمته الحقيقية. ولسبب ما، ربما كان عرضه بهذا السعر الزهيد، شعر التاجر بشيء من التردد. ولكنه عُرض عليه مجددًا منذ ١١ يومًا. كان يعرف جيدًا ماهيته. وكان يدرك أنه سيحقق ربحًا جيدًا إذا ما اشتراه. واشتراه حقًّا هذه المرة. وعلمت بعد يومين من شرائه أنه أصبح في حوزته. أرسلت له برقيةً مفادها أن يحتفظ بالعِقد حتى نهاية الشهر عندما يتوفر لي الوقت لأن أذهب إليه بنفسي، وأطمئن أنه خطاب تنازلاتي حقًّا، وآخذه معي وأعود أدراجي. ولكن هذه» وتغيَّرت قَسَمات وجه الرجل الحديدي لجزء من الثانية «جريمة القتل الوحشية هذه ربما وقعت قبل إتمام البيع. إذا كانت الحال على هذا المنوال، فربما يصبح تاجر المجوهرات مفيدًا لك.»

سأله هانو: «ما اسم تاجر المجوهرات يا سيدي؟»

«دومينيك بوشيت، شارع أليه دو تورني.»

قال هانو: «سأُرسل في طلبه على الفور وفي طلب العِقد.»

نهض دينيس بلاكيت من على مقعده، وقال: «لقد استغرقت رحلتي نحو ٢٤ ساعةً بدون توقف. لا أريد شيئًا سوى الاستحمام وتناول الطعام وتغيير ملابسي. إنها السادسة الآن. قد يأتي تاجر المجوهرات في السابعة، ويجدر بي أن أُجهِّز نفسي للقائه.»

بدا هانو منزعجًا، وأكَّد دينيس بلاكيت على هذه النقطة بابتسامة، وقال: «لقد خارت قواي يا سيد هانو. ومن الضروري أن أرتاح لساعة.»

كان واضحًا أنه بعد أن حكا قصته، بلغ منه الإرهاق مبلغه. فسار بخطًى متثاقلة نحو الباب. فقفز هانو ورنَّ الجرس.

وسأل النادل: «هل حُملت حقيبة ملابس السيد إلى غرفته؟ نعم؟» ثم التفت نحو دينيس بلاكيت، وقال: «سنلتقي بعد ساعة إذن، وحتى نلتقي، أرجو أن تتأكَّد من أنك نِلت امتناني واحترامي.»

قال بلاكيت: «لا عليك.» ومضى مُترنِّحًا وهو يخرج من الغرفة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥