الفصل التاسع والعشرون

هانو يستكمل المهمة

هكذا روت جويس ويبل قصتها. وكانت قبل أن تقطع شوطًا طويلًا منها قد وضعت يدها تحت ذراع برايس كارتر مع إيماءة جميلة؛ لكي تطمئن نفسها بلمسته أن الأيام السيئة التي تحكي عنها قد ولَّت حقًّا. وقبل أن تصل بحكايتها إلى فرارها من منزل ميراندول، كان هو قد أحاط خصرها بذراعه واقتربت هي بجسدها منه. وهكذا ظل الاثنان على هذه الوضعية طوال مدة سرد القصة، ولم يكن حتى سحر زجاجة الشمبانيا الوردية اللذيذة التي طلبها هانو بطريقة عَفْوية كافيًا لأن يفصل بينهما.

صاح هانو: «فليملأ كلٌّ منكم كأسه حتى حافتها! هكذا! فلنرفع نخب الآنسة جويس. هل نضرب كعوب أحذيتنا معًا؟ لا! لن نفعل!»

رفع كأسه لينظر إلى محتوياتها في الضوء، وحدَّق فيها مترقبًا ظهور الفقاعات التي تتصاعد إلى سطح النبيذ، وانحنى لجويس بعطف وإعجاب عميقَين باديَين على وجهه جعلهم جميعًا يتأثرون، وصاح: «إلى الشابة الشجاعة من حي باوري!»

ضحكت جويس واحمرَّ وجهها وشكرته بعينَيها البراقتَين. ثم قبَّلها برايس كارتر، مؤكِّدًا فكرة هانو عنه، على شفتَيها بجرأة، فزمَّ هانو شفتَيه، وأغلق السيد ريكاردو عينَيه وكأنه على وشك أن يشرب زيت الخروع، ثم شربوا ما في كئوسهم عن آخرها.

قال هانو: «هذه الشمبانيا! إنها المشروب المناسب لمناسبات كهذه.»

قال برايس كارتر ضاحكًا: «وهذه الشمبانيا رائعة.»

قال السيد ريكاردو بصوتٍ لم يسمعه إلا هو: «أكثر مشروب مقزِّز على الإطلاق.» وأبدى شجاعةً كافية لأن يشرب منقوع الأعشاب هذا.

قال هانو: «والآن. لقد سمعنا القصة. كل ما تبقَّى بالنسبة إليَّ …» وأمال رأسه نحو برايس كارتر، وقال: «هو أن أنَقِّط الحروف.»

وافقه برايس كارتر قائلًا: «بالضبط»، ولكن لم يكن السيد ريكاردو يتمتع بالقدر نفسه من سماحته.

وقال: «ضع النقاط على الحروف يا صديقي.»

ألقى هانو يديه في الهواء. وقال: «هل سمعتما؟ إنه يقول إني صديقه، إلا أنه يسخر مني على الدوام. ولكني لن أسمح له بذلك الليلة. لا، لا! أنا محقق في جهاز الأمن العام، وأعتقد أني أفضلهم على الإطلاق، وأعرف كيفية استخدام العبارات الاصطلاحية جيدًا. تضع اللغة النقاط على الحروف؛ أي إن المرء ينَقِّطها. سأوضِّح الأمر، لكن نقطتي الكبرى ستأتي في الختام.»

تحدَّى السيد ريكاردو بنظرة صارمة، ولكنه صمت أمام بشاعة القول بأن اللغة تضع النقاط على الحروف.

وقال: «حسنًا! لقد أخرسته. حسنًا! في البداية، كان من المفترض أن يرحل الزورق مع المد في تمام السادسة صباحًا. ولكن عندما أسرعت الآنسة جويس لتلوذ به، ما بين الثانية والثالثة صباحًا، كان قد اختفى. ربما دخل به إلى عمق النهر لكي يرسو هناك، أو ربما انجرف الزورق بعيدًا عن وجهته. لا منطق في أفعال قبطان الزورق، أليس كذلك؟ حسنًا، دعونا نسمع ما يقول! يقول إنه بعد الساعة الثانية بقليل، أيقظه صوت خطوات أقدام شخص ما قفز بخفة من المرفأ إلى سطح الزورق. أخرج رأسه وكتفَيه من غرفته الصغيرة، وانحنى روبن ويبستر نحوه على الفور وقال هامسًا:

«لا تُصدر أي صوت، وتعالَ إلى الشاطئ!»

قاده ويبستر إلى أجمة الأشجار وعرض عليه سلةً مربوطة بالحبال. خُيل إليه أن هناك رجلَين يقفان على مقربة منهما، ولكنه لم يكن واثقًا بذلك. لم يخبره روبن بما يوجد في السلة. ولكن عُرض عليه تملُّك الزورق بأشرعته وحباله وأثاثه، بالحالة نفسها التي هو عليها في المرفأ، إذا ما انطلق على الفور وأغرق السلة الثقيلة عن طريق ربط ثِقل بها في وسط نهر جيروند. يقول القبطان إنه رجل فقير، وكان حلم حياته أن يمتلك ذلك الزورق الجميل، بيل سيمون. أيقظ ابنَيه، وحمل السلة إلى سطح الزورق، ولم تكن ثقيلةً على نحو يُثير الشبهات، وألقاها في النهر، وأغرقها عبر ربط ثِقل بها كما قيل له. ولكن أُخبر بأن يسرع، ومن ثم، لا بد أنه ربط الثِّقل بإهمال. ولكن اتضح الآن أن إرادة الرب هي التي تكشف الجرائم. وبالنسبة إليه شخصيًّا، كان سعيدًا بذلك لأنه متديِّن بطبيعته … إلخ. هذه قصة قبطان الزورق، وهي تتفق تمامًا مع الحقائق التي نعرفها. لا بد أن زورق بيل سيمون خرج من المرفأ قبل دقائق معدودة من توقف الآنسة جويس عن العدو عند نهاية الطريق، وَتَرْك آثار أقدام واضحة لحذائها على العشب الطري.» التفت هانو نحو جويس وعلى وجهه تعبير جاد. وقال: «انتابتك لحظة من اليأس حينئذٍ، نعم يا آنسة، ولكني أريد أن أهنِّئك على عدم اللحاق بالزورق، على الرغم من قبطانه المتديِّن بطبيعته. ففي نهاية المطاف، كان سيتملَّك الزورق بكل معداته، أليس كذلك؟» ثم هز كتفيه. ولكن لم يكن السيد ريكاردو يميل لتصديق قصة القبطان. ربما كان هذا عيبًا يمكن تبريره في شخصيته النزيهة تمامًا، وهو أنه بعد كل إحباط يتسبَّب فيه هانو، كان لا بد له من التشكيك في مصداقيته وكفاءته وعمره، بل وحتى في حسه الفكاهي وطريقته في طرح القضايا.

وفي تلك اللحظة، قال طارقًا على سطح الطاولة بأنامله وهو يبتسم ببعض العدائية: «أواجه بعض الصعوبة في تصديق أن السلة قد جُلبت إلى الزورق خلال تلك المدة القصيرة.»

وافقه هانو قائلًا: «من حقك أن تفعل يا صديقي. ولكن رغم أنك لا تريد سوى عرقلتي، فقد طرحت سؤالًا. دعنا ننظر في أمر الوقت. في البداية، عادت الآنسة جويس هابطةً التل. هذا لمسافة كيلومتر واحد تقريبًا. ثم جرَّدت الآنسة ديانا من ملابسها، ووضعتها في فراشها. آه، آه! هذا أمر ليس باليسير! لن يمكنك فعله بينما تغني: «تلألأ، تلألأ يا عمود الفراش الصغير!» لا!»

قال السيد ريكاردو في برود: «فقط المجنون من قد يفكر في تعليق كهذا.»

«بعد تجريد ديانا من ملابسها، صعدت الآنسة جويس إلى غرفتها، وكان قد أصابها التعب حقًّا، وتكاد تنهار. حسنًا! ولكنها شعرت بأنها حبيسة، وحينئذٍ فقط فكَّرت في الذهاب إلى الزورق. والآن، انظر إلى الأمر من زاوية أخرى! هناك تيدون، بطموحه وذكائه، وكما لاحظت الآنسة بعد ذلك، اعتياده على إملاء الأوامر، وهناك أيضًا روبن ويبستر، بعدما أزاح الوحش الأسود الذي طارده من طريقه، كلاهما سيُسرعان، سيُسرعان؛ فالصباح قادم من خلف بوردو سريعًا، سريعًا أيضًا. ولم يكن أمامهم وقت يكفي لترتيب الأمور. فأقدموا على التنفيذ. وضعوا السلة في سيارة دو ميراندول. وقادوها إلى أسفل التل مرورًا بالمكاتب وخرجوا إلى طريق بوردو. وعلى مسافة نصف كيلومتر من المدخل الرئيس لقصر ميراندول، توجد البوابة التي تؤدِّي إلى مزرعة سوفلاك. قادوا السيارة إلى داخل المزرعة. أصبحوا الآن قريبين من الطريق التي تحفها الأشجار. لم تكن السلة ثقيلةً للغاية على ثلاثة رجال، كما قال قبطان الزورق بصدق. كان لا يزال هناك متسع من الوقت، حتى مع وضع هذه الترتيبات اليسيرة في الاعتبار.»

لم يحتج الأمر إلى أي تأكيد مع ضغط هانو على هذه الكلمات ليوضِّح لجميع من يجلسون إلى هذه الطاولة ما يعنيه تمامًا. ارتجفت جويس ويبل وتقلَّصت ملامح وجهها في ألم.

«نعم، الأمر ليس محببًا يا آنسة، ولكن ما الذي بيدك أن تفعليه؟ كانت هناك لَطخة على راحة يد المرأة المسكينة. وبدأت راحات أيدي روبن ويبستر وتيدون تؤلمهما وتحرقهما حقًّا. وأصبح لحمهما متقرِّحًا. لم يكن ذلك القاضي البارع يُقدِم على أي مخاطرات إلا بالقدر الذي تفرضه عليه الضرورة. كان قد شهد انكشاف جرائم بسبب نسيان آخر إجراء احترازي ضروري أو الاستهانة به. لنفترض أن هذه الجثة قد اكتُشفت وذلك الجرح الصغير في راحة يدها يماثل الجراح في راحات أيدي روبن ويبستر والسيد تيدون، ستُثار حولهما الشكوك، أليس كذلك؟ ومن ثَم …» مثَّل هانو أنه يقطع يده بأداة حادة على الطاولة لدرجة أن الرجلَين قفزا من مكانَيهما، وانطلقت صرخة خافتة من بين شفتَي جويس. «منظر قبيح، أليس كذلك؟ ماذا حدث لهذه اليد؟ من يمكنه التخمين؟ ربما أُحرقت أو دُفنت. ولكن أمر السوار غريب، أليس كذلك؟ كان من المقلق اكتشافه، سوار الآنسة ويبل في تلك السلة. أمر غريب للغاية، ومقلق للغاية. ولكن أصبح الأمر واضحًا الآن، أليس كذلك؟ لقد قُطعت اليد على حافة السلة. ومن المرجح أنهم لم يلاحظوا وجود الجرح من قبل. ثم …» رفع يده إلى أعلى وقطع الهواء بحافتها، ومالت جويس ويبل بسرعة نحو حبيبها وتمسكت به.

وقالت راجية: «أرجوك! أرجوك!»

تراجع هانو ببعض التردد وقال: «حسنًا، سأتوقف عن تمثيل مشاهد القطع، ولكن كان هناك قطع لليد وانزلق السوار منها إلى داخل السلة. ما الهدف من محاولة استعادته في ظل حاجتهم الملحة لأن يسرعوا؟ لم يكونوا يعرفون أنه سوار الآنسة ويبل الذي استعارته منها المرأة المؤمنة بالخرافات باعتبارها تميمة. وبهذا نكون قد نقَّطنا أحد الحروف.»

قال السيد ريكاردو معترضًا بصوتٍ خافت: «وضعنا نقطةً على الحرف.»

قال برايس كارتر بصوتٍ عالٍ: «نقَّطنا. واعذرني، لقد عملت في وزارة الخارجية ونعرف عن اللغة الإنجليزية القدر نفسه الذي يعرفه السيد هانو. أكمل يا سيد هانو! أرجو منك أن تُنَقِّط حرفًا آخر من أجلي.»

ولكن تجسَّد التسامح في صورة هانو. ورفض أن يدوس على خصمه الطريح أرضًا. ربما رمقه بنظرة ظَفَر يسيرة، ثم التفت نحو برايس كارتر.

وقال: «حسنًا. سأنَقِّط حرفًا من أجلك.»

«كيف نجت جويس خلال اليومَين اللذَين قضتهما في منزل ميراندول؟ لقد غامرا بالكثير، هؤلاء الرجال الثلاثة. كان من الممكن تفتيش المنزل.»

قاطعه هانو قائلًا: «أوه، ولكني لم أكن أملك بعدُ الحق في تفتيش المنزل. لا بد أن أمتلك السلطة والإذن، ومَن كان أفضل من تيدون البارع ليمنحهما لي؟ كان سيضع أمامي العراقيل إذا ما طلبتهما منه. وربما كانت هذه الآنسة ستتعرض للخطر. فسلكت مسارًا آخر. كنت واثقًا بأن الآنسة ستظل حيةً في منزل ميراندول، لا تخافوا!»

ضحك السيد ريكاردو ساخرًا.

فقال هانو: «يمكنني فعل ذلك. نعم، يمكنني ذلك! ولا أحد غيري! أنا فقط!»

رمق السيد ريكاردو جويس عبر الطاولة مبتسمًا. وقال: «إن السيد هانو لا يكون في أفضل حالاته خلال تلك المواقف. وكما يقول، التواضع ليس من شيمه. وكيف فعلت ذلك؟»

قال هانو بجدية أزعجت السيد ريكاردو: «لقد حذَّرتهم. لقد سمعتني أُحذِّرهم يا صديقي. لقد أخبرتهم بأنهم لن يستطيعوا تخليص أنفسهم من الموتى. أوه، تيدون يعرف ذلك، ولكني ذكرته به. كنت قد فرضت طوقًا أمنيًّا حول المنزل. ماذا كان بيدهم فعله؟ كانت هناك طريقتان فحسب، إما الدفن وإما الحرق. بالنسبة إلى الدفن، كانوا واثقين بأني سأفحص هذا المنزل بدقة وكأني مُصلِح طرق. وماذا عن الحرق؟ سيُصدر الكثير من الدخان الأسود من المدخنة، لا، لا …» ثم أمسك لسانه فجأة. وقال: «يا آنسة، سامحيني. أستميحك عذرًا. لم يكن ما قلت لطيفًا. فلنلقِ باللوم على السيد ريكاردو الذي يُثيرني بضحكاته الساخرة.»

تحدَّث بندم شديد إلى جويس التي كانت ترمقه بوجه مصدوم شاحب والرعب يملأ عينيها، الأمر الذي جعلهم جميعًا يشعرون بالخجل من أسئلتهم المتحمسة.

فقال هانو: «هل تسامحينني؟ نعم. إننا أناس غلاظ القلوب، من دون أي مراعاة. ولكننا نُحبك، حتى السيد ريكاردو الذي يعجز اللسان عن وصفه. هل تسامحينني إذن؟»

ولكن بدا للحظة أن جويس لم تسمع ولم تدرك الرقة الحقيقية المختفية تحت كلماته الحمقاء. وارتجف جسدها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، ودفنت وجهها بين يديها.

ونحبت بصوتٍ خافت قائلة: «أوه، أوه! الدخان الشيطاني الأسود! أنا!» ثم مالت نحو الأمام لدرجة أنه لو لم يمسك بها برايس كارتر لكانت سقطت على الطاولة. تملَّك الرعب المجموعة الصغيرة. وملأ هانو كوبًا بمياه إيفيان.

وقال: «دعها تشرب هذا بسرعة.» وضع الكوب في يد برايس كارتر المرتعشة. وقال: «اجعلها تشرب الماء، وإلا فلن تكون الرجل المناسب لها وسأرفض رباطكما.»

قال السيد ريكاردو في لا مبالاة: «ارتباطكما.» أبعد برايس كارتر يدي الفتاة عن وجهها برفق ورفع الكوب نحو شفتَيها.

فقالت وهي تبتسم في ضعف: «أنت عطوف، بل جميعكم عطوفون.» رشفت الماء من الكوب، ثم مدَّت يدها البيضاء الصغيرة ووضعتها بطريقة جذَّابة للغاية في راحة يد هانو الضخمة.

فقال: «أنت الآن أفضل، أليس كذلك؟ لقد أنقذتك مجددًا. والآن، اسمعيني يا آنسة! سأنَقِّط الحرف الأخير بنقطة كبيرة واضحة، وسنعود جميعًا إلى بيوتنا.»

جال ببصره حول الطاولة ليجذب الانتباه وهو يبتسم في رضًا.

وقال: «أنصتوا! فكَّرت في أن كل تلك الشجاعة التي أظهرتها الآنسة، وولاءها لصديقتها، والمحنةَ الرهيبة التي مرَّت بها؛ لا يجب أن تذهب هباءً منثورًا. لقد جابهت كل هذه المخاطر من أجل إنقاذ صديقتها، ديانا تاسبورو. ومن ثم، سنؤدِّي، نحن رجال الشرطة، واجبنا أيضًا. سنقول إن روبن ويبستر قد خطَّط لاستدراج ديانا إلى مصيدة الشر؛ لذا حلَّت جويس ويبل محلها. ولكن يجب أن تنتهي القصة عند هذا الحد. سيُحاكم روبن ويبستر والفيكونت دو ميراندول بتهمة قتل إيفيلين ديفينيش والشروع في قتل جويس ويبل، وأؤكِّد لكم أنهما في محنة لن يتمكنا من النجاة منها. عليكِ أن تثقي بنا يا آنسة.»

ثم نهض واقفًا، ودفع الحساب، وسار عائدًا إلى المدينة مع مجموعة رفاقه الصغيرة. أو بالأحرى، سار مع جوليوس ريكاردو. فقد تقهقر الاثنان الآخران خلفهما قليلًا. لفت هانو انتباه ريكاردو إلى تقدمهما البطيء مطلقًا الكثير من الضحكات واللكزات بمرفقه، والإيماءات المرحة، التي لم تكن مقبولةً على الإطلاق بالنسبة إلى شخص متحفِّظ مثل السيد ريكاردو. ولكن تغيَّرت طباع هانو إلى النقيض تمامًا عندما وقف أربعتهم معًا في الشارع تحت عمود الإنارة أمام الفندق. وعندما خلع قبعته، شكرته جويس بصوتٍ دافئ متهدِّج، وردَّ عليها ببساطة تامة:

«لقد أديت واجبي يا آنسة.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥