الموسيقى

«لقد تَعاملتُ في عملي بالتحليل النفسي مع حالاتٍ متنوعة، وكنت أظن أن تَراكُم خبراتي وتدريبي لن يجعلني أندهش من أي حالة. ولكن كلما ازدادَت معرفتي أجد أن عالَم الجنس عند البشر عالَمٌ واسع لا حدودَ له، ويَتعمَّق إحساسي بأنه ليس عاديًّا ولا يَسري على نمطٍ واحد … وأريد من القرَّاء التأكُّد من وضوحِ ذلك الأمر في ذهنهم عند قراءة هذا التقرير.»

يَضم هذا الكتابُ تقريرًا أعدَّه الدكتور «كازونوري شيومي» الطبيبُ النفسي الياباني، حول حالةٍ مريضة ببرودٍ جنسي جاءت إليه للعلاج، ومن خلال الكثير من الجلسات والدراسات النفسية استطاع أن يَستعرض أعراضَ هذا المرض، ويُحلِّله ويَعرف الأسبابَ التي يُمكِن أن تؤدي إليه. وقد حرص الدكتور «شيومي» على أن يَنشر هذا التقريرَ للتوعية والفائدة في مجالٍ ليس متاحًا الحديثُ فيه بجرأةٍ كافية، ولكنه استطاع أن يُقدِّمه بطريقةٍ علمية مبنية على دراساتٍ وتجاربَ نفسية كثيرة طبَّقها على الحالة، وقد استطاع في النهاية أن يُشفي المريضة، وأن تُمارِس حياتها بشكل طبيعي. يُعَد هذا التقرير تجرِبةً مهمة ليس فقط في مجال علم النفس، وإنما في مجال التربية عمومًا، ومُحاوَلةً لفهمِ أحوال النفس الإنسانية التي ستظل عالمًا غامضًا مهما ادَّعينا اكتشافَه؛ فكلُّ معرفة تؤدي إلى مزيدٍ من الأسئلة المُحيِّرة.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الأستاذ ميسرة عفيفي.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة اليابانية عام ١٩٦٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٢.

عن المؤلف

يوكيو ميشيما: أحدُ أشهر أدباء اليابان، رُشِّح لجائزة نوبل ثلاثَ مرات، وانتحر بطريقةِ الساموراي المروِّعة.

وُلد «يوكيو ميشيما» عام ١٩٢٥م في إحدى زوايا حي يوتسويا في طوكيو، تَعلَّم في مدرسة غاكوشوئين المُخصَّصة لأطفال العائلات النبيلة، ثم التَحق بكلية الحقوق عام ١٩٤٤م في جامعة طوكيو، وبعد تخرُّجه بدأ حياته العملية موظفًا في وزارة الخزانة، لكنه تخلَّى عن وظيفته بعد تسعةِ أشهرٍ فقط؛ ليَتفرَّغ بعدها للكتابة وتحقيقِ حُلمه بأن يُصبِح كاتبًا.

بدأ الكتابة في سنٍّ مبكِّرة؛ فقد كانت قراءةُ قصص الأطفال والكتب المُصوَّرة هي الملاذ الذي يَهرب إليه في طفولته، التي قضى جزءًا كبيرًا منها في المستشفى بسبب حالته الصحية السيئة. وفي داخل المستشفى أطلق «ميشيما» لخياله العِنانَ ليكتب أولى قصصه في سِن العاشرة، وهي قصة «عجائب العالَم»، وفي سن السادسة عشرة نشَر روايته الأولى «غابة الزهور» عام ١٩٤٤م، لتتوالى بعدها أعمالُه الروائية والقصصية التي تُرجِمت إلى مختلِف لغات العالم، والتي كانت سببًا في ترشُّحه لجائزة نوبل ثلاثَ مرات، ومن أبرزها رواية «اعترافات قناع» ١٩٤٩م، و«ألوان محرَّمة» ١٩٥٣م، و«صوت الأمواج» ١٩٥٤م، و«شبكة حب بائع سمك السردين» ١٩٥٤م، و«مجموعة في النو الحديث» ١٩٥٦م؛ وهي عبارة عن مسرحيات حديثة لفن النو (فن تقليدي في اليابان)، و«المعبد الذهبي» ١٩٥٦م، و«منزل كيوكو» ١٩٥٩م، وأخيرًا رباعيته «بحر الخصوبة» التي عبَّر فيها عن فلسفته للحياة، والتي بدأ في كتابة أجزائها ونشرها بدايةً من عام ١٩٦٥م وحتى عام ١٩٧٠م؛ إذ سَلَّم النصَّ النهائي للجزء الأخير منها إلى المحرِّر قُبيل انتحاره لتُنشَر عام ١٩٧١م بعد انتحاره مُباشَرة.

كانت حادثة انتحار «يوكيو ميشيما» من أكثر حوادث الانتحار شُهرةً في العالم بأسره بسبب الظروف التي انتحر فيها، وطريقة الانتحار؛ ففي ٢٥ نوفمبر ١٩٧٠م توجَّه «ميشيما» برفقةِ مجموعةٍ من أصدقائه ورجاله اليمينيِّين في زِيِّهم العسكري إلى قاعدة للجيش في طوكيو، واختطَف القائد وأمَره بأن يَجمع الجنود، في مُحاوَلة لانقلابٍ عسكري، فدعا الجنودَ للتمرُّد على الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والدستور، لكنَّ هُتافات السُّخرية والاستهزاء طَغَت على صوته، فانسحب «ميشيما» إلى الداخل وجثا على ركبتَيه وانتحر على طريقة «الساموراي» ببَقْر بطنه، لتنتهي حياة أهم أدباء اليابان في القرن العشرين عن عمرٍ يناهز ٤٥ عامًا.

رشح كتاب "الموسيقى" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤