الفصل التاسع

في المجامع الكبرى الَّتي أقامتها الماسونيَّة منذ مجمع يورك سنة ٩٢٦ب.م حتى مجمع سنة ١٧٨٧

  • مجمع يورك سنة ٩٢٦ب.م: أقامَه أدوين ابن الملك أتلستان ليعيد الاجتماعات الماسونيَّة التي كانت قد أُلغيت زمنًا بأوامر الحكومة، وأعاد اجتماعاتهم ثانيةً بقوانينَ وشرائعَ مبنيَّة على الشرائع القديمة.
  • مجمع ستراسبورج سنة ١٢٧٥ب.م: الْتَأَم بناءً على طلب أروين دي ستينباخ لإتمام بناء كاتدرائية ستراسبورج، وحضر هذا المجمع كثير من بنَّائي ألمانيا وإنكلترة ولومبارديا، وهناك اتخذوا لأنفسهم لقب «البنَّائين الأحرار» وحَلَف كلٌّ منهم اليمين المُعظَّمة أن يبقى ما دام حيًّا أمينًا للشرائع الماسونيَّة القديمة.
  • مجمع راتسبون سنة ١٤٥٩ب.م: دعا إلى هذا الاجتماع جوبس دوتزنجر Jobs Dotzinger رئيس العمل في بناء كاتدرائية ستراسبورج للنظر في جملة غايات؛ أولًا: إجمال في الأشغال المتعلقة بالصناعة والبناءِ والجمعية، ثانيًا: للنظر في الشرائع والقوانين الجديدة الَّتي وُضعت للماسونيَّة في محفل ستراسبورج سنة ١٤٥٢ وتحويرها.
  • مجمع راتسبون سنة ١٤٦٤ب.م: اجتمع بناءً على طلب محفل ستراسبورج الأعظم للنظر في جملة مسائل عُرِضت عليهِ، وهي؛ أولًا: إجمال عمومي، وتقديم تقارير عن البنايات التي شيدت وتُشيَّد، وبيان العقبات التي تطرأُ على الماسونيين وتمنعهم عن إنجازها والنظر في ما يزيل تلك العقبات. ثانيًا: تجديد حقوق المحافل الأربعة الكبرى، وهي محفل كولونيا وستراسبورج وفينَّا وبرن، ووضع حدٍّ لكلٍّ منها فلا تتعداه. ثالثًا: في متفرقات شتى. رابعًا: تعيين كونراد كوين Conrad Kuyn رئيس العمل في بناية كاتدرائية ستراسبورج أستاذًا أعظم لمحفل كولونيا الأعظم.
  • مجمع سبير Spire سنة ١٤٦٩ب.م: التأَم بناءً على طلب محفل ستراسبورج لمقاصد شتى، أولًا: تقديم تقارير عن كل البنايات الدينية التي تم بناؤُها والتي أُوقف عملها. ثانيًا: بيان مركز الجمعية الماسونيَّة وماهيتها في إنكلترة وغاليا ولومبارديا وألمانيا وتفصيله تفصيلًا مدققًا. ثالثًا: يقدم تقرير عن المحافل جميعها وماهية ارتباطها بعضها ببعض وبيان العلاقات الوديَّة التي بينها.
  • مجمع كولونيا سنة ١٥٣٥ب.م: بناءً على دعوة هرمان أسقف كولونيا للنظر في الاضطهاد الذي يهدد الماسونيَّة إجمالًا والاحتياطات التي يجب اتخاذها بإزاءِ الشكاوى، والنمائم التي أصبحت الماسونيَّة من جرائها في خطر دائم، وكانت نتيجة هذا المجمع إصدار المنشور الكولوني الذي تكلمنا عنه في بيان المنشورات، والذي يثبت لنا أقدميَّة وجودهِ محررًا بخط الأسقف عينهِ فلا مجال ثمَّ للريب.
  • مجمع بال سنة ١٥٦٣ب.م: التأَم هذا المجمع بناءً على طلب محفل ستراسبورج الأعظم للنظر في جملة مسائل أهمها؛ أولًا: تقويم عام في البناية وما وصلت إليهِ من التقدم من ذلك العهد. ثانيًا: للمذاكرة وحسم الخلاف حبيًّا بين اثنين وعشرين محفلًا تابعة لمحفل ستراسبورج فانقسمت بعضها على بعض لأسباب طفيفة، فأحب محفل ستراسبورج إعادة الصلات وتقرير الوئام بينها كما تقضي بذلك الشرائع والقوانين الماسونيَّة.
  • مجمع ستراسبورج سنة ١٥٦٤ب.م: دعا هذا المجمع محفل ستراسبورج الأعظم بصورة خارقة للعادة لجملة أشياء؛ أولًا: تمهيد العقبات الحائلة دون نجاح الماسونيَّة وإتمام عملها المجيد، وتَقرَّر في هذا المجمع أنَّ كل الاختلافات التي تحدث بين المحافل ناجمة عن أغراض أو مفاسد وما شاكل هذه كلها تعرض على محفل ستراسبورج الأعظم ليحكم فيها ويرى رأيه، وحكمه هذا لا يقبل اعتراضًا ولا يستأنف إلى مرجع أعلى. ثانيًا: المثابرة على تقديم التقارير التي اعتادت المحافل الأخرى إجراءَها، فهذه كلها أيضًا تقدم للمحفل الأعظم ليرى أعمال الجمعية ويتحقق تقدمها ونجاحها. ثالثًا: تذاكروا في أشياء مختلفة.
  • محفل لوندرة سنة ١٧١٧: دعا هذا المجمع الأربعة المحافل الوحيدة التي كانت في ذلك العصر في لوندرة، وكان المتقدم على هذه المحافل محفل سان بول (القديس بولس) الأعظم ليقرر ما كان قد عرضه سابقًا؛ أي في سنة ١٧٠٣ من أن المترشحين للدخول في الماسونيَّة يقبلون من كل النِّحَل والمِلل بصرف النظر عن أجناسهم على شرط أن يكونوا حقيقة مستعدين للانتظام في عقدها الثمين.

    ونجم عن هذا المجمع أن تألَّف محفل إنكلترة الأعظم الذي يحوي ماسونًا أحرارًا من كل الطوائف والملل فحلفوا كلهم اليمين بأمانتهم لهذه الجمعية، وأنهم لا يخونون أسرارها ولا يفشون أعمالها لأيٍّ كان. ومن هذا المجمع نجم أيضًا استعمال الدرجات الثلاث الأولية التي قيل فيها: إنها رمزية، وهي المستعملة في الماسونيَّة حتى الآن.

  • مجمع دوبلين سنة ١٧٢٩: تشكَّل هذا المجمع بقرار كل المحافل الأيرلندية الذين أرادوا أن ينالوا الحقوق الماسونيَّة التي أحرزها غيرهم، ويجعلوا قوانين محفلهم واحدة فنظموها على مثال قواعد محفل إنكلترا الأعظم وأنشئوا محفلًا أعظم دعوه محفل أيرلندا الأعظم وانتخبوا اللورد فيكونت كنستون أستاذًا أعظم له.
  • مجمع أيدنبرج سنة ١٧٣٦ب.م: طلب التئام هذا المجمع البارون سنكلر دي روسلين أستاذ الماسونيين الاسكوتسيين الأعظم الذين كان محفلهم الأعظم في كليفنين ليتنازل عن حقوقهِ في الرئاسة العظمى فلا تكون فيما بعد إرثيَّة محصورة بينه وبين بنيهِ من بعدهِ، ويتنازل أيضًا عن كل الامتيازات التي أحرزها سنة ١٤٣٠ من الملك جاك الثاني الذي منحها لعائلة روسلين، ولم يكن القصد من الاجتماع هذه الغاية فقط، بل ليشكلوا الماسونيَّة على قوانين جديدة. وكان أعضاءُ اثنين وثلاثين محفلًا حاضرين هذا المجمع، فوافقوا كلهم على ما عُرض عليهم وألَّفوا محفلًا جديدًا دعوه محفل اسكوتسيا الأعظم، وانتخبوا البارون دي روسلين أستاذًا أعظم له سنة ١٧٣٧.
  • مجمع لاهاي سنة ١٧٥٦ب.م: تشكَّل هذا المجمع بناءً على طلب محفل الاجتماع الملوكي الأعظم في لاهاي بقصد تأسيس محفل وطني أعظم للولايات المتحدة، ويكون هذا المحفل تحت رعاية محفل إنكلترا الأعظم وقرَّروا تأسيسه بمصادقة مندوبي ثلاثة عشر محفلًا كانوا حاضرين هذا المجمع فسُرُّوا — لما عرض عليهم — سرورًا عظيمًا؛ إذ تتحد الماسونيَّة يدًا واحدة وتعمل برأي واحد ولو تباعدت الأماكن التي تجمعها وانتخبوا البارون أبرسين بايرين أستاذًا أعظم لهذا المحفل.
  • مجامع إيينا Iéna والتانبرج سنة ١٧٦٤، وسنة ١٧٦٥ب.م: طلب اجتماعها جونسون الذي ادَّعى أنه مندوب من قِبل رؤساء معلومين، ومطلق التصرف منهم بفعل ما يراه مناسبًا مخولًا هذا الحق من الذين أُعطوا السلطة التامَّة الذين مركزهم في اسكوتسيا فدعا كل الماسونيين إلى إيينا في ٢٥ أكتوبر سنة ١٧٦٤، وطلب حضور مندوبين من قِبل كل المحافل الاسكوتسيَّة التابعة لطريقة الستريكت أوبسرفانس ليعترفوا بسلطتهِ ورئاستهِ العظمى، وطلب تشكيل محفل ثانٍ في إيينا ليعترف الكل بطريقتهِ ويسيروا عليها، وكان من جملة المدعوين إلى هذا المجمع البارون دي هند، وكل المحافل التي أنشأها، فصدق البارون دي هند أولًا دعوته، ولكن ظهر له أخيرًا خداعه وتحقق مكره، فأظهره لباقي الإخوة. وفي السنة التالية الْتأم مجمع في التانبرج القريبة من إيينا، وهناك تقرر انتخاب البارون دي هند أستاذًا أعظم لكل المحافل التابعة لطريقتهِ وهي طريقة الستريكت أوبسرفانس.
  • مجمع كوهلر Kohlo سنة ١٧٧٢ب.م: طلب الْتئام هذا المجمع المحافل التابعة طريقة الستريكت أوبسرفانس ليروا طريقة تُمكِّن بين الإخوة وسائل الحب والوئام وتجعلهم باتحادهم قادرين على دفع المصائب ومقابلة الشدائد والنوائب وليعارضوا الطريقة الجديدة التي وضعها زينندورف التي بقيت دون جدوى ولم تأتِ بثمرة قط، وفي هذا المجمع انتخب البارون فرديناند دي برونسفيك أستاذًا أعظم.
  • مجمع برونسفيك سنة ١٧٧٥: تشكَّل هذا المجمع بناءً على طلب البارون فرديناند دي برونسفيك الأستاذ الأعظم؛ ليروا واسطة تُمكِّن عقد الاجتماع وتسوية الخلاف العظيم الذي نشأ بين المحافل، إذ كان كلٌّ منهم يدَّعي بنفسهِ معرفة الشرائع الماسونيَّة الحقيقيَّة وقوانينها، وكان قد حضر في هذا المجمع البارون دي هند وثلاثة وعشرون محفلًا تابعون الطريقة التي شكَّلها في مجمع التانبرج، وظلَّ هذا المجمع منعقدًا من ٢٢ إلى ٦ يوليو ولم يأتِ بفائدة ما.
  • مجمع ليون سنة ١٧٧٨ب.م: الْتأم هذا المجمع إجابةً لطلب محفل الشيفاليه المحسنين في ليون؛ بدعوى إصلاح الماسونيَّة وتحوير ما يجب تحويره.
  • مجمع ولفنبوتل Wolfnbottel سنة ١٧٧٨ب.م: تألَّف هذا المجمع بناءً على طلب البارون دي برونسفيك الأستاذ الأعظم للغاية نفسها التي الْتأم لأجلها مجمع برونسفيك سنة ١٧٧٥، وظل من ١٥ يوليو إلى ٢٢ أغسطس، ورأى هذا المجمع أن لا سبيل له ليخرج من هذا الظلمات التي سقطت فيها الماسونيَّة فعزم على تشكيل مجمع عام في ويلهلمسباد يدعو إليهِ كل المحافل الماسونيَّة ليستنير بأنوارهم علَّهم يهتدون إلى سبيل يمهدون بهِ كل تلك العقبات القائمة سدًّا منيعًا دون إصلاح الماسونيَّة وترقيها.
  • مجمع ويلهلمسباد سنة ١٧٨٢ب.م: تعين الالتئام في هذا المجمع ١٥ أكتوبر سنة ١٧٨١، ثم إلى فصح ١٧٨٢، أخيرًا تقرر نهائيًّا انعقاده في ١٦ يوليو من السنة نفسها.

    وانعقد هذا المجمع بناءً على طلب فرديناند دي برونسفيك الأستاذ الأعظم لجملة غايات؛ أولًا: إصلاح عام على الماسونيَّة. ثانيًا: ليتذاكروا ويظهروا أنوار شرائعها وتعاليمها، وخاصة لحل هذه المسائل: هل الماسونيَّة جمعية حديثة العهد أو بعكس ذلك ترقت من جمعية أخرى قديمة الزمان؟ وما هي تلك الجمعية التي احتلَّت محلها؟ وهل للماسونيَّة أساتذة ورؤساء عظام غير الذين يعرفهم العموم؟ ومن هم وأين مركزهم؟ وما هي واجباتهم؟ وهل أقيموا ليعلِّموا أو ليحكموا؟

    وبقيت هذه المسائل التي طرحت على الأعضاء في ثلاثين جلسة عقدت لهذه الغاية بلا حل، ولم يحصل منها نتيجة ما ولكن لم يذهب تعب هذا المجمع عبثًا، فإن لم يكن قد أتم الغاية التي عُقد لأجلها فقد قام بأشياء غيرها يقصر عن إدراك شأوها فطاحل الرجال؛ فتغير كثير من العوائد الرمزية وتحورت طريقة الستريكت أوبسرفانس واستُبدلت بطريقة أخرى؛ وهي الطريقة الكهربائية.

  • مجمع باريس سنة ١٧٨٥ب.م: وهو المجمع الأول، دعا هذا المجمع أعضاء محفل الأصدقاء المجتمعين الباريسيين ليزيلوا القتام المنعقد على محيَّا الماسونيَّة ويقشعوا الغيوم المتلبدة في سمائها التي أحدثتها الفرق المتعددة والشيع المختلفة، والتي كان كلٌّ منها يخدم مصلحته الخاصة وليتذاكروا ويجلوا المبهم عن النقط المهمة في التعاليم الماسونيَّة ومعرفة أصل هذه الجمعية، ومن كان واضعها الأول، وهل هي حديثة العهد أو قديمة؟ وهل واضعها أنشأها على ما كانت عليهِ حتى الآن أم نشأت وترقت حتى أحرزت هذه الدرجة الرفيعة من المنعة والاقتدار؟ والكشف عن الأسرار الماسونيَّة الحالية المضروب على معرفتها أستار كثيفة. وظلَّ هذا المجمع منعقدًا من ١٥ فبراير حتى ٢٦ مايو ولم يأتِ بفائدة.
  • مجمع باريس سنة ١٧٨٧ب.م: وهو المجمع الثاني الذي الْتأم بناءً على طلب الإخوة الذين طلبوا الْتئام المجمع الأول، وكانت غايته كشف القناع عن المبهمات التي عرضت على محفل ويلهلمسباد ومجمع باريس الأول، وهذا المجمع لم يأتِ بفائدة أيضًا.

    ولم نذكر هنا المجامع التي حدثت في هذا الجيل، بل أجَّلنا الكلام عنها إلى غير هذا المكان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤