الخطوة الثانية وإنْ غضِبَ الغاضِبُون

عفا الله عن هؤلاء الشيوخ الأجلاء من علماء الأزهر الشريف الذين يجادلون في الخطوة الثانية، فيسرفون على أنفسهم وعلى قرَّائهم في الجدال، وهم يقرءون في كُتُبهم أن الله لا يحب الإسراف، وأن خير الأمور أوساطها، وأن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى.

وهم حين يسرفون على أنفسهم وعلى الناس لا يخالفون عن أصول الأخلاق التي تُستحَب للرجل الكريم — ولا سيما حين يكون من رجال الدين — فحسب، وإنما يخالفون عن أمر الدين نفسه وهم يتلون قول الله عز وجل: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ. ذلك أن الذين يأمرهم بألَّا يقولوا على الناس غير الحق، وهم يقولون عليَّ غير الحق حين يلحون في أني أطالب بإلغاء التعليم الديني في مصر.

ومع أني قد ألححتُ في أني لا أطالب بإلغاء هذا التعليم الديني ولم أطالب به قطُّ، فهم ما يزالون يبدئون ويعيدون في هذا الكلام؛ لأنهم لا يريدون أن يحقوا حقًّا أو يبطلوا باطلًا كما يريدهم الله على أن يفعلوا لأنهم من رجال الدين، وإنما يريدون أن يشنعوا ويشهروا ويثيروا الناس ويذكوا غيرتهم على الدين وحرصهم على رعايته وحمايته، يفعلون ذلك وهم يعلمون حق العلم أنهم يخالفون عن حق ويخالفون أمر الدين، ولا يعنيهم إلا أن يشفوا صدورهم من صديق للأزهر يرونه له خصمًا.

وشيوخ الأزهر لا يقفون عند هذا الحد، ولكنهم — وشيخهم النمر خاصةً — يورِّطون أنفسهم في إثم آخَر لا يحبه الله، وقد عاب به قومًا لا أذكرهم هنا لأني لا أريد أن أسوء الشيوخ، ولكنهم يعرفونه حق معرفتهم؛ لأن الله يقول لهؤلاء القوم: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ.

ويقول فيهم أيضًا: وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ. وقد كتبت مقالين عن هذه الخطوة الثانية، لم أذكر فيهما تصريحًا ولا تلميحًا إغلاق الأزهر، ولا إلغاء التعليم الديني فيه، ولا إلغاء التعليم الديني في غيره من المدارس والمعاهد على اختلافها، فما حكم الله في أولئك الذين يقرءون كلام الناس ثم يحرِّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون!

وما حُكْم الله في شيخ منهم يريد أن يخاصمني بكتاب من كتبي، فينشر في «الجمهورية» فصلًا طويلًا عريضًا يزعم فيه أن الدكتور طه يرد على الدكتور طه، ثم يروي جملًا من كتاب «مستقبل الثقافة» يختزلها اختزالًا مما قبلها ومما بعدها، لا يريد بذلك إلا التشنيع والتشهير وإثارة الناس، وهو يعلم أن اختزال الكلام على هذا النحو تعمُّد لإفساده، وتعمُّد للوقوع في هذا الإثم الذي لا يحبه الله من المؤمنين الصادقين. وللشيخ النمر تفوُّق في الخطف، وكنت أظن أن آفة الخطف لم تصل إلى الأزهر بعدُ، وأنها آفة مقصورة على بعض الذين يتعجلون حين يكتبون في الصحف، لا يتعمدون إساءة، وإنما يعجلهم الوقت عن القراءة المستأنية والتثبت في الفهم والنقل جميعًا، فقد أثبت لنا هذا الشيخ أنه خاطف بارع يحسن اختزال الجمل، كما يحسن تحريف الكلم عن مواضعه، يريد أن يصوِّرني فانيًا في حضارة الغرب، مُؤثِرًا لها على كل شيء، طالبًا إلى الناس أن يفنوا فيها، وهو يعلم حق العلم أني قد دافعت عن الحضارة الإسلامية وعن الثقافة العربية، كما لم يدافع عنهما إلا الأقلون من غير شيوخ الأزهر، وهو يعلم أن لي في الدفاع عن الحضارة العربية والثقافة الإسلامية وعن الإسلام نفسه مواقف لم يقف مثلها هو ولا أمثاله من الأزهريين، لأني لا أخاصم المسلمين عن الإسلام، وإنما أخاصم عنه غير المسلمين في غير موطن من أوروبا، ولأني قد أُرمَى في بعض البيئات الأوروبية بالتعصب للإسلام، على حين يقوم هو وأمثاله من الشيوخ مقامات أكرهها لنفسي ويكرهها الله لمَن يحب من عباده، فأنا لا أكفِّر مسلمًا، ولا أغري به، ولا أثير عليه ولا أحاكم على الخطأ ولا أعاقب فأسيء العقاب، والشيخ يُعرَف من الذين يفعلون هذا كله ويفعلونه باسم الإسلام، والإسلام منه بريء.

والأستاذ الشيخ نمر الذي يحاجني اليوم بكتاب «مستقبل الثقافة» بين اثنتين كلتاهما شر، فإما أن يكون قد قرأ هذا الكتاب قراءة مستوعب له مستقصٍ لما فيه، وإذن فقد تعمَّد إهمال ما فيه من خير صريح لا لبس فيه ولا غموض، إلى جانب اختزاله لما نقل من هذا الكتاب على نحو مهين لمَن يتورط فيه، وإما أن يكون قد ألقى على هذا الكتاب نظرة خاطفة، ومدَّ إليه يدًا مختلسة تلتمس ما ينفعه بعد التحريف واختزال، وتترك عن عمد ما يُلزمه الحجة ويقيم عليه البرهان ويضطره إلى الصمت؛ لأنه يبيِّن له ولغيره من الشيوخ أن الخطوة الثانية التي أدعو إليها الآن شيء قديم طالبتُ به منذ أعوام طوال قبل أن تثار الحرب العالمية الأخيرة، وطالبت به في كتاب «مستقبل الثقافة» نفسه، وفي صفحات منه طوال لم تصل إليها عين الشيخ ولا يده لأنه لم يقرأ الكتاب، وإنما خطف منه متعجلًا ما ظن أنه ينفعه فيما يعمد إليه من التشهير والتشنيع والسعي إلى السوء الذي لا يسعى إليه رجل الدين، وأنا ناشر للشيخ وأمثاله هذا الفصل الذي اختصصت به الأزهر في مستقبل الثقافة، ليقرأه في الجمهورية بعد أن تعمَّد ألَّا يقرأه في موضعه من الكتاب. والفصل يقع في صحيفة ٣٥٠ إلى صحيفة ٣٥٧:

وفي مصر لون من ألوان التعليم العالي لا بدَّ من أن نقف عنده وقفة قصيرة؛ لتكون دورتنا حول الثقافة في مصر محيطة بها من جميع أقطارها، وهو التعليم الديني في الأزهر الشريف، وقد عرضنا للأزهر أثناء هذا الحديث غير مرة، وأطلنا الوقوف عنده أحيانًا، ولكننا نحب أن نسجِّل هنا أننا مؤمنون بأن الأزهر في تكوين الثقافة أعظم خطرًا وأبعد أثرًا في حياة مصر خاصةً، وفي حياة العالم الإسلامي عامةً، مما يظن الأزهريون أنفسهم لأسباب مختلفة، منها أن الأزهر أكثر معاهد التعليم في مصر وفي الشرق الإسلامي حظًّا من الطلاب، فيجب أن تظفر فيه هذه الكثرة الضخمة من الشباب المصريين والمسلمين بثقافة ليست أقل من الثقافة التي يظفر بها الشباب في الجامعة وفي مدارس التعليم العام، لا من جهة الكم ولكن من جهة الكيف كما يقال. ومنها أن الأزهر معهد الدراسات الدينية الإسلامية، وهو من هذه الجهة شديد الاتصال، ويجب أن يكون شديد الاتصال بطبقات الشعب على اختلافها وتباينها؛ فهو إذن من أهم المصادر للثقافة في مصر والشرق، ويجب أن تكون الثقافة التي تصدر عنه وتتغلغل في طبقات الشعب كلها، ثقافةً راقيةً ممتازةً ملائمةً لحياة الشعب وحاجاته، لا مناقضة لهذه الحاجات وتلك الحياة. ومنها أن الأزهر مظهر من مظاهر المجد المصري القديم، حمل لواء المعرفة في مصر وفي الشرق الإسلامي قرونًا متصلة، فيجب أن يكون حاضره ومستقبله ملائمين لماضيه المجيد، ويجب أن يكون عنوانًا للمجد المصري الحديث كما كان عنوانًا للمجد المصري القديم.

وسبيل ذلك أن تكون الثقافة التي تصدر عنه والمعرفة التي تُطلَب فيه ملائمتين أشد الملاءمة لحاجات الناس وآمالهم في هذا العصر الحديث.

ومنها أن الأزهر مصدر الحياة الروحية للمسلمين، وهو من هذه الجهة مطالَب بما لا تُطالَب به المعاهد الأخرى، مطالب بأن يشيع في نفوس الناس الأمن والرضى والأمل والرجاء، ويعصمهم من الخوف والسخط ومن اليأس والقنوط، وهو لن يبلغ منهم ذلك إلا إذا لاءم بين الثقافة التي تصدر عنه فتنتشر في أقطار الأرض الإسلامية، وبين نفوس المسلمين وقلوبهم كما يكوِّنها العصر الحديث، وكما يصوغها التعليم المبدئي الحديث.

وليس من الخير أن يكون الأزهر حربًا على الحياة الحديثة؛ فإن هذه الحرب لا تجدي ولا تفيد، وإنما الخير والواجب أن يكون الأزهر ملطفًا للحياة الحديثة، مخفِّفًا لأثقالها، ملائمًا بينها وبين ما يأمر الله به من الخير والمعروف، مباعِدًا بينه وبين ما ينهى الله عنه من الشر المنكر، وذلك لا يكون إلا إذا عرف رجال الدين حياة الناس كما يحبونها، وأتقنوا العِلْمَ بأسرارها ومشكلاتها، وما تجرُّ على الناس من شر وما تدفعهم إليه من إثم، وسبيل ذلك أن يتثقف الأزهر بالثقافة الحديثة كما يتثقف بها غيره من المعاهد، وأن يمتاز بعد هذا بما لا تمتاز به المعاهد الأخرى من هذه الثقافة الدينية الخالصة، بحيث إذا اتصل رجاله بطبقات الناس لم يناقضوهم، ولم يباينوهم، ولم يجدوا مشقةً في الوصول إلى قلوبهم، والانتهاء إلى نفوسهم، والتأثير في هذه النفوس وتلك القلوب.

والشر كل الشر أن يتحدَّث رجل الدين إلى الناس فلا يفهمون عنه، لأنه قديم وهم محدَثون، وأن يتحدَّث الناس إلى رجال الدين فلا يفهم عنهم، لأنهم محدَثون وهو قديم، ولا ينبغي أن يغترَّ الأزهر لأن الناس يسمعون له الآن ويفهمون عنه بعض الشيء، فكثرة المصريين لا تزال متأثرة بعقلية القرون الوسطى، ولكن طبيعة الحياة ستخرجها غدًا أو بعد غد عن هذا الطور، وستصوغ الأجيال الناشئة والأجيال المقبلة صيغة حديثة أوروبية.

فلا بدَّ من أن يجاري الأزهر هذا التطور ليكون اتصاله بالأجيال الناشئة والأجيال المقبلة أقوى وأجدى من اتصاله بالأجيال الماضية والأجيال الحاضرة، ومنها أخيرًا أن الأزهر مشرق النور الديني للبلاد الإسلامية كلها. وأخص ما يمتاز به الإسلام أنه دين الحرية والعلم والمعرفة، وأنه دين الحرية والعلم والمعرفة كما تفهمها الأجيال على اختلافها لا كما فهمها جيل بعينه، وكما تحققها العصور على اختلافها لا كما حققها عصر بعينه.

فالإسلام دين التطور والطموح إلى المثل العليا في الحياة الروحية والمادية جميعًا، ويجب أن يكون رجاله الناشرون له، الذائدون عنه، الداعون إليه، ملائمين كل الملاءمة لطبيعته هذه السمحة التي تشجع التطور ولا تمانعه، وتؤيد الطموح ولا تأباه، وسبيل ذلك ألَّا تكون محافظة الأزهر على القديم مانعة له من الأخذ بأسباب الحديث.

كل هذه الأسباب يحقق ما قدَّمناه من أن مهمة الأزهر أخطر جدًّا مما يظن الأزهريون؛ وإذن فلا بدَّ من أن تكون سيرة الأزهر ونُظُم التعليم فيه ملائمة لهذه المهمة الخطيرة، وهذا يقتضي أولًا أن يعدل الأزهر عدولًا تامًّا عما دأب عليه من الانحياز إلى نفسه والعكوف عليها والانقطاع عن الحياة العامة. وقد يقال إن الأزهر قد أخذ يترك هذه السيرة ويتصل بالحياة العامة، ويأخذ حظوظًا حسنة من الثقافات الحديثة على اختلافها. وهذا صحيح في ظاهره، ولكنه في حقيقة الأمر غير صحيح؛ فالأزهر ما زال منحازًا إلى نفسه مستمسكًا بهذا الانحياز حريصًا عليه، وهو من أجل هذا الانحياز نفسه يريد أن يتصل بالحياة العامة على النحو الذي نراه الآن.

يريد أن تكون له نُظُمه الخاصة وإجازاته وطرقه الخاصة بالحياة والتعليم، ويريد مع ذلك أن يفرض نفسه على الحياة العامة فرضًا، وأن يفرض نفسه باسم الدين، وما هكذا يكون الاتصال الصحيح بالحياة العامة والاشتراك فيها. إن الأزهر حين يسلك طريقه التي يسلكها في هذه الأيام لا يشارك في الحياة العملية والعلمية، وإنما ينافس فيها ويريد الاستئثار بها أو ببعض فروعها دون غيره من المعاهد؛ تنشئ الدولة معاهد التعليم فينشئ الأزهر معاهد على نحو ما تنشئ الدولة، وتنشئ الدرجات الجامعية فينشئ الأزهر الدرجات الجامعية، ثم يقول للدولة هذه معاهدي تشبه معاهدك، وهذه درجاتي وإجازاتي تشبه درجاتك وإجازاتك، فينبغي إذن أن يكون الشباب الذين يخرجون من معاهدي ويظفرون بإجازاتي ودرجاتي كالشباب الذين تخرجينهم وتمنحينهم الإجازات والدرجات، ويجب أن يشغلوا من المناصب ما يشغله هؤلاء، وأن ينهضوا من أعباء الحياة العامة بما ينهض به هؤلاء، فإن لم تفعلي فأنت ظالمة لرجال الدين، وظالمة للدين نفسه.

وينتج عن هذا النظام ثنائي غريب في التعليم أولًا، وفي إجازاته ودرجاته ثانيًا، وفي شغل مناصب الدولة إنْ تم للأزهر ما يريده ثالثًا، وهذا شيء لا يُرَى في غير مصر ولا يلائم عقلًا ولا نظامًا، إنما طبيعة الإصلاح أن يمتاز الأزهر أولًا بتعليمه الديني، وأن يمتاز بهذا التعليم الديني من الناحيتين العملية والعلمية، فيهيئ شبابه للنهوض بالأعباء الدينية التي تحتاج إليها الحياة العامة من جهة، وللتفرغ للبحث العلمي الخالص في شئون الدين من جهة أخرى، هذا النحو من الامتياز بالتعليم الديني والاستئثار بالمناصب الدينية في الحياة العامة لا غبار عليه ولا جدال فيه، ومن طبيعته أن يمتاز الأزهر بإجازاته ودرجاته الدينية التي تؤهِّل، لا نقول لشغل المناصب الدينية العامة، بل للاستباق إلى هذه المناصب كما قدَّمنا في شأن الجامعة. فأما إذا أراد الأزهر أن يشارك شبابه في غير هذه المناصب الدينية من الحياة العامة، فحقه في ذلك واضح لا جدال فيه، وثابت لا يمكن إنكاره؛ لأن شبابه مصريون عليهم من الواجبات ولهم من الحقوق مثل ما على غيرهم وما لهم من الحقوق والواجبات، ولكن ينبغي أن يسلكوا إلى هذه الأعباء طرقها الطبيعية، وأن يدخلوها من أبوابها المألوفة، أي ينبغي أن يتعلَّموا في معاهد الدولة المدنية، ويظفروا بإجازاتها ودرجاتها المدنية، ويسابقوا غيرهم من إخوانهم المدنيين إلى المناصب العامة، ذلك أحرى أن يلغي هذا النظام الثنائي الغريب، وأن يحقق الوحدة العقلية في مصر، وأن يحتفظ لسلطان الدولة بما ينبغي له من السيطرة على الشئون العامة جميعًا، وعلى مناصب الدولة بنوع خاص، هو أحرى أن يصل الأزهر والأزهريين بالحياة المصرية اليومية، ويمزج الأزهر والأزهريين بهذه الحياة مزجًا.

وللفصل بقية لا تتسع لها صحيفة سيارة، ويستطيع مَن شاء أن يقرأها في موضعها من الكتاب، وأقل ما يدل عليه هذا الذي نشرته من هذا الفصل أن شيوخ الأزهر لم يقرءوه خاصةً، ولو قد فعلوا لأراحوا الناس من هذا الإسراف الذي لا يغني عنهم ولا من الناس شيئًا.

ولي مع الشيوخ حديث آخَر كنت أريد أن أسوقه إليهم اليوم، ولكني أردت أن يعلموا علم هذه الخطوة الثانية كما ينبغي، فيقصروا عما يلجون فيه من التكلف والتزيد والكلام الكثير الذي لا خير فيه.

والشيوخ ينذرونني اليوم في «الجمهورية» بإعلان عن مجلة الأزهر، وما سيظهر فيها من أحاديث يظنون أنها تخيف وتقلق، فأحب لهم أولًا أن يعرفوا أنهم لا يُخِيفون ولا يُقلِقون، وأن لنا جوابًا على كل سؤال، وحديثًا نرد به على كل حديث. وكم أحب أن يذكر الشيوخ ذلك البيت الذي يقرءونه في كتب البلاغة:

جَاءَ شَقِيقٌ عَارِضًا رُمْحَهُ
إِنَّ بَنِي عَمِّكَ فِيهمْ رِمَاح

وأن يقرءوا كذلك بيتًا آخَر لا يقرؤه منهم إلا الأقلون:

وَمَنْ رَبَطَ الْجِحَاشَ فَإِنَّ فِينَا
قَنًا صُلْبًا وَأَفْرَاسًا حِسَانَا

أما بعدُ، فعسى أن يكون هذا الكلام الواضح قريب المنال لا يحتاج شيوخنا إلى أن يستعينوا على فهمه بشرح أو حاشية أو تقرير، وعندي لهم من ذلك إن أحبوا ما يريدون.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤