خيُوط

كالطَّائرَاتِ الوَرَقِيَّهْ
أطِيرُ
لا أطِيرُ
تُدْهَشُ الفتاةُ اللَّعُوبْ
(على ضِفَافِ النَّهرِ كانتْ
تَتَسَلَّى باصْطِيَادِ القُلوبْ …
بزيِّها الفَاضِحِ
أو بالنَّظَرَاتِ الغَجَرِيَّهْ)
تُدْهَشُ:
كيفَ لمْ أُحَلِّقْ لسَماواتٍ فِسَاحٍ؟!
كيفَ لا تَجْذِبُني عَوَالِمُ النُّورِ
فأرْقَى … تَارِكًا عَوَالِمَ الطِّينِ وَرَائي؟!
ربَّما تسَاءَلتْ في نفسِها
عَنِ الذي في طِينِها … في ظِلِّها … اسْتَعْبَدَني
فلمْ أُحَلِّقْ خلفَ شمسٍ لُؤْلُئِيَّهْ؟
.
.
.
كالطَّائراتِ الوَرَقيَّهْ
أتْبَعها
أدورُ دَوْرَتَيْنِ في الفراغِ حَوْلي
وتَزوغُ في فَضاءاتِ السُّؤالِ نَظْرَتي
.
.
يا ليتَها مُدْرِكَةٌ أنِّي أطيرُ قدْرَ جَهْدِي
صَانِعي مِن وَرَقِ المرَاهَناتِ صَاغَنِي
صِرْتُ رَهِينَ صَانِعي
صرتُ سَجِينَ عَالمي
صرتُ ضَحِيَّهْ
يا ليتها شَاعِرَةٌ أنِّي مُقَيَّدٌ
ومَا يرْبطُني بالطِّينِ خيطُ شَهْوَةٍ …
لا جَاذِبيَّهْ
وليتها مُشْفِقَةٌ
أنا ضَحِيَّهْ
أنا بلا أجْنِحَةٍ
كالطَّائِرَاتِ الوَرَقِيَّهْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤