تَمْتَمَاتٌ على الدَّرب

… وقُدْني إليْكْ
لكَي تتجَرَّدَ نفسيَ جُرحًا فجُرحًا
على رَاحَتيْكْ
.
.
.
وقُدْني إليْكْ
لأنِّي أخَافُ الطَّرِيقْ
ويُرْعِبُنِي ليلُهُ المنْغَزِلْ
أخافُ إذا نِمْتُ ألَّا أُفِيقْ
أخافُ إذا سِرْتُ ألَّا أَصِلْ
.
.
وقُدْنِي إليْكْ
لأنِّي أخافُ السَّرَابْ
ويجذِبُنِي وهمُهُ المبتَذَلْ …
كسَاقِطَةٍ شَفَتَاها تُرَابْ
وتَدْفَعُني ظَمْأَتِي للقُبَلْ
.
.
.
وقُدْنِي إليْكْ
لأنِّي أخافُ الوُجُودْ
يطَوِّقُني عَبَثًا ومَلَلْ
وإنِّي وصلْتُ لبعْدِ الحُدُودْ
فأنْقَصَنِي الدَّرْبُ حينَ اكْتَمَلْ
.
.
.
.
.
وقُدْنِي إليْكْ
فأنتَ خَلَقْتَ النِّدَاءْ
وبعْدَ العَنَاءِ … اخْتَرَعْتُ القَلَمْ
لأخلقَ بالحَرْفِ ضِدَّ العَنَاءْ
ومَا أَوْجَدَ الحَرْفُ إلَّا عَدَمْ
فقُدنِي إليْكْ
أوِ ائْتِ إليّْ
وجَسِّدْ يَقِينِيَ نُورًا فنُورًا
على مُقْلَتَيّْ
وقدْ تتَجَلَّى فتهْوِي جِبَالٌ
ولكِنْ
سينْتَأُ مِنْهَا نَبِيّْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤