نقوشٌ على سطحِ ماء
لأنَّهمْ آمَنوا بي … إنَّني وَجِلُ
            
            لأنَّهمْ كَفَروا بي … إنَّني وَجِلُ
            
            لأنَّهمْ لمْ يرَوْا ما بالخيالِ أرَى
            
            قالوا لكلِّ الذي أخبَرْتُهمْ: «دَجَلُ»
            
         لأنَّه ليسَ سهْلًا أنْ تخُطَّ مَدَى
            
            وأنْ يسيرَ وَرَاكَ النَّاسُ دونَ هُدَى
            
            صَرخْتُ: «سِيرُوا» … فماتتْ صَرْختي بفَمِي
            
            وفي دَمِي ماتَ حُلْمُ الكَشْفِ … ماتَ سُدَى
            
         «أُريدُ أنْ لا أُرِيدَ» … اليومَ قبلَ غَدِ
            
            أُريدُ عجْزَ عُيُوني أنْ يشُلَّ يَدِي
            
            أحْيَا كعَبَّادِ شمسٍ لا مُرَامَ لهُ
            
            إلَّا اتِّبَاعَ شُعاعِ النُّورِ … للأبَدِ
            
            يا ذلكَ النُّورَ يخبُو ثمَّ يتَّقِدُ
            
            ما أنتَ؟ … ما أَنا؟ … ما أبْعادُهُ الأَبَدُ؟
            
            كمْ سارَ قبلي إليكَ العارِفُونَ …
            
            وما بعَارِفٍ أَنا … هل أصبُو لما وَجَدُوا؟
               
            
            
         فراشةً أتْبَعُ الأنوَارَ … أَحْترِقُ
            
            وفي رَمادِ جنَاحِي يُوأَدُ الأَلَقُ
            
            أعودُ في هَيْئَةِ الدُّودِ الوَدِيعِ
            
            إلى حِضْنِ التُّرابِ … فلا فِكْرٌ ولا أَرَقُ
            
         أعودُ للأصْلِ … للصَّلْصَالِ … للمَاءِ
            
            نَقْشٌ أنا فوقَ سطحِ الماءِ بالماءِ
            
            تبعْتُ خِضْرِي … فلمْ يسْطِعْ معي صَبرًا
            
            وملَّ مِنِّيَ … مِن صَمْتى وإِصْغائِي
            
            نقْشٌ أنا فوقَ سطحِ الماءِ … يا مَاءُ:
            
            ها قدْ جُعِلْنَا … أحقًّا نحنُ أحْياءُ؟!
            
            هلَّا حمَلْتَ لنا مِن برْزَخٍ نَبَأً
            
            حمَلْتَ عَرْشًا … فهلْ تُعْيِيكَ أنْبَاءُ؟!