الفصل الرابع

القدماء والمحدثون١

رأينا أن تطور الشعر في عصر بني أمية كان قويًّا منتجًا من بعض الوجوه، فقد تناول اللفظ والمعنى وأحدث فنين جديدين: فن الغزل وفن الشعر السياسي، وقلنا في آخر الفصل الماضي: إن تغير الحياة العربية أيام بني العباس أثر في حياة الشعر تأثيرًا ظاهرًا، فمحا الفن السياسي محوًا، وحوَّل الغزل عن طريقته الأموية.

وفي الحق أن الشعر قد سلك في أيام بني العباس طريقًا تكاد تخالف كل المخالفة طريقَه أيام بني أمية، فنشأت معانٍ جديدة، وذهب الشعراء مذاهب مختلفة في وصف هذه المعاني والتعبير عنها، ونشأ عن هذه المذاهب المختلفة ضروب من التصرف في فنون القول والاختيار بين ألوان الكلام، ذلك أن الحياة في عصر بني العباس كانت جديدة من كل وجه؛ فانقطعت الصلة شيئًا فشيئًا أو كادت تنقطع، بين هذه الحضارة البديعة التي كانت تزدهر في بغداد وضواحي بغداد، وبين هذه البداوة القاسية الخشنة التي كانت تبسط سلطانها على بلاد العرب، فبينما كانت دمشق، على حضارتها أيام الأمويين، ملتقى للجديد والقديم، وبينما كان الحضري الخالص يستطيع أن يعيش فيها عيشة راضية مطمئنة، وكان البدوي المغرق في البداوة يستطيع أيضًا أن يعيش هذه العيشة وكان كلاهما يستطيع أن يفهم صاحبه بدون مشقة أو عناء، وبينما كان الخلفاء من الأمويين على ضخامة ملكهم وسلطانهم، وعلى كثرة ثروتهم وغناهم، وعلى تذوقهم أنواع الترف واللذة، بادين في لغتهم وسيرتهم الظاهرة، بينما كانت دمشق وأهلها على هذه الحال، كانت بغداد على حال تخالفها كل المخالفة، فهي مدينة بنتها الحضارة الجديدة، وبنتها في أرض قد بَعُد عهدها بالبداوة، واختلفت عليها الحضارات الكثيرة، وأتاحت لها الطبيعة من خصب الأرض وثرائها واعتدال الإقليم وصفاء الجو، ما يجعل الحضارة سهلة ميسورة مستعدة للرقي والنمو في وقتٍ سريع، فليس عجيبًا أن يأنس إليها أهل الحضر وينفر منها الأعراب ومن يشبه الأعراب من الذين لم تصقلهم الحضارة، ولم يبعد عهدهم بالنعيم.

كان الحضري يأنس إلى بغداد، وكان البدوي ينفر منها وينكر نفسه فيها، ولم يكن خلفاء بني العباس يحبون البادية ولا يحنُّون إليها ولا يتكلفون في قصورهم عيشة أهلها، وإنما قطعوا بينهم وبين هذه العيشة كل صلة، واتخذوا لأنفسهم من ملوك الفرس مُثُلًا يحتذونها في ضروب الحياة، ولم يحيطوا أنفسهم بالقواد والمشيرين من زعماء العرب ورؤساء القبائل كما كان يفعل الخلفاء من بني أمية، وإنما استوزروا الفرس واستشاروهم، وقصروا أو كادوا يقصرون عليهم قيادة الجيش ومناصب الدولة، فليس غريبًا أن تكون بغداد غير دمشق والعراق غير الشام، وليس غريبًا أن ينشد في بغداد والعراق شعر يخالف ما كان ينشد في دمشق والشأم.

على أن الحياة السياسية نفسها تغيرت في هذا العصر تغيرًا شديدًا مختلفًا، فكان السلطان الفعلي للفرس كما قدمنا، وكانت الحكومة المركزية في بغداد قوية شديدة البطش ممتدته في الأمصار والأقاليم، ومن قوة الحكومة المركزية وامتدادها نشأ شيء من ضيق الحرية قضى على النزعات الحزبية القديمة، وأكره الشعراء على أن يتركوا السياسة لأهل السياسة؛ فانمحى هذا الفن الذي أزهر أيام بني أمية ولم يخلفه في الشعر فن جديد.

وهناك تغير آخر شديد الخطر وهو تغير الحياة العقلية؛ فقد اشتد الاختلاط بين الأمة العربية وغيرها من الأمم الأخرى التي سبقتها إلى الحضارة، فلم يقف هذا الاختلاط عند المجاورة والمعاشرة والحديث والتقليد، وإنما تجاوز هذا كله إلى ما هو أشد منه وأقوى أثرًا في الحياة المادية والمعنوية؛ تجاوزه إلى الإصهار والتوالد من جهة، وإلى الاختلاط العقلي الخالص من جهة أخرى، فنشأت أجيال ورثت إلى المزاج العربي المزاج الفارسي أو غير الفارسي، ونقلت إلى هذه الأجيال آثار الفرس والهند واليونان في الحكمة والموعظة، وفي الفلك والنجوم، وفي السياسة والأخلاق وفي العلم والفلسفة، فلا جرم، كان هذا كله مصدر تغير قوي شديد في حياة النفس العربية، أنتج أدبًا لم تنتجه تلك الحياة البدوية الخالصة في الجاهلية وصدر الإسلام، أو تلك الحياة البدوية المتحضرة في أيام بني أمية أنتج أدبًا حضريًّا خالصًا يعبر عن شعور حضري خالص، ولولا قوة الآداب العربية القديمة وشدة سلطانها على النفوس وقدرتها على المقاومة من جهة، ولولا أن هذه الأجيال الجديدة لم تقرأ شيئًا من آداب هذه الأمم، وإنما قرأت آثارها العلمية والفلسفية من جهة أخرى؛ نقول: لولا هذان الشيئان لاستحال الشعر العربي استحالة أشد وأعظم أثرًا وأكثر إنتاجًا من هذه الاستحالة التي نريد أن نتبين حقيقتها ومقدارها في هذه الفصول، ومهما يكن من شيء فقد كان ما وصفنا من تغير الحياة المادية والسياسية والعقلية في القرن الثاني للهجرة، تغيرًا للحياة الشعرية ليس إلى إنكاره من سبيل.

ادرس هذا العصر درسًا جيدًا، واقرأ بنوعٍ خاص شعر الشعراء وما كان يجري في مجامعهم من حديث، تدهشك ظاهرة غريبة هي ظاهرة الإباحة والإسراف في حرية الفكر وكثرة الازدراء لكل قديم، دينًا كان هذا القديم أم خلقًا أم سياسة أم أدبًا.

فقد ظهرت الزندقة وانتشرت انتشارًا فاحشًا، اضطر الخلفاء من بني العباس إلى أن يبطشوا بالشعراء والكتاب؛ لأنهم اتهموا بهذه الزندقة، وظهر ازدراء الأدب العربي القديم والعادات العربية القديمة والسياسة العربية القديمة، بل ظهر ازدراء الأمة العربية نفسها وتفضيل الأمة الفارسية عليها، وكانت مجالس الشعراء والكتاب والوزراء مظهرًا لهذا كله.

وليس يعنينا الآن أن تكون النهضة السياسية الفارسية، وحرصها على الانتقام من العرب والاستئثار دونهم بالسلطان مصدر هذا التغير، وإنما الذي يعنينا أن هذا التغير قد وجد وقوي حتى ظهر في الشعر ظهورًا جعل إنكاره مستحيلًا، فيكفي أن كان تقرأ شعر أبي نواس، وما كان بينه وبين أصحابه وخصومه من معارضة ومناقضة، لتعرف مقدار هذا التغير، ثم إن هذا التغير نفسه قد أنتج نتيجته الطبيعية، فنهض القديم للدفاع عن نفسه، واشتد الجهاد بينه وبين الجديد، وكان هذا الجهاد بالسيف مرة وباللسان أخرى … بالسيف حين يتعرض الدين أو السلطان السياسي للخطر، وباللسان حين لا يتعرض لهذا الخطر إلا الأدب وأساليبه المختلفة.

ولعل من ألذ ما يقرأ عبث أبي نواس بالفقهاء والمحدثين، وإشفاق الفقهاء والمحدثين من أبي نواس وأمثال أبي نواس … لذيذ هذا الإشفاق وذلك العبث؛ لأنه ينبئنا باستحالة غريبة في الحياة العربية؛ فقد كان أبو نواس محدِّثًا روى عنه الشافعي، وكان مع ذلك فاجرًا ماجنًا يذيق المحدثين ألوانًا من الأذى، كان هؤلاء المحدثين يعظون أبا نواس مرة، وينكرون عليه فجوره مرة أخرى، ويشهرون به في دروسهم مرة ثالثة، فكان أبو نواس يجد لكل شيء من هذا جوابًا، فيرد الواعظ ردًّا حسنًا فيه شيء من التهديد، ويهجو من ينكر عليه فيشدد النكير، ويكذب على من يشهر به، حتى لقد نظر مرة شعرًا اختلق فيه حديثًا رفعه إلى النبي ورواه عن أحد المحدثين المعاصرين، ثم كتب هذا الشعر وبعث به إلى هذا المحدث المسكين وكان تقيًّا ورعًا، وروى ابن عساكر أن صاحبًا من أصحاب هذا المحدث دخل عليه فوجده يبكي، فلما سأله عن ذلك قال للجارية: هات الرقعة، ودفع الرقعة إلى صاحبه، وهو يقول: انظر إلى الفاسق! لقد كذب على النبي والله ما حدثته بهذا قط.

وكان أبو نواس وأصحابه على فسقهم ومجونهم يتدينون ويقيمون الصلاة، ولكنهم كانوا يعبثون في هذا كما يعبثون في غيره، وربما قضوا الوقت الطويل عاكفين على الخمر، ثم يذكرون الصلاة فيقيمونها … ولعلهم أقاموا الصلاة في مثل هذا الحال يومًا، وأمهم أحد الندماء، فغلط وهو يقرأ «قل هو الله أحد» فاستحالة الصلاة من خشوع لله، إلى استهزاء بهذا الإمام الجاهل، فقال أبو نواس:

أَكثَرَ يحْيى غَلَطًا
في قُلْ هُوَ اللهُ أَحدْ

وقال العباس بن الأحنف:

قَام طَوِيلًا ساهِيًا
حتَّى إِذَا أَعْيَا سَجدْ

وقال الحسين الخليع:

يَزْحَرُ فِي مِحْرَابِهِ
زَحِيرَ حُبْلَى بوَلَدْ

وقال الرابع ولعله مسلم بن الوليد:

كَأَنَّمَا لِسَانُهُ
شُدَّ بِحَبْل مِنْ مسَدْ

ومثل هذا ما تحدث به الجاحظ: أن خمسة من الظرفاء ذهبوا إلى دير يبتغون الشراب واللهو، وإنهم لفي ذلك إذ قام أحدهم يصلي، وأقبلت دلالة فأخذوا يسألونها عن أمرهم، فقالت: كم أنتم؟ قالوا: أربعة، وأهملوا صاحبهم لأنه يصلي، ولكن هذا الصاحب لم يهمل نفسه فقال: سبحان الله! وعرفت الدلالة أنهم خمسة …

كان هذا العصر إذن عصر شك في كل شيء، وعصر مجون وإباحة وتهتك في الحياة العملية وفي القول أيضًا، ومن هنا نجد في هذا العصر شعرًا كثيرًا نستطيع أن نقرأه في الكتب، دون أن نستطيع ترديده في الصحف، بل في دار الكتب المصرية كتاب في أخبار أبي نواس ليس إلى نشره من سبيل؛ لأن قوانيننا لا تبيحه، وليس إلى إصلاحه من سبيل؛ لأن هذا الإصلاح يذهب بخير ما فيه.

على أننا نستطيع مع هذا أن نعطيك صورة واضحة من هذا العصر، دون أن نضطر إلى مثل هذا الفحش إذا روينا لك قصيدة من شعر أبي نواس، ولم نحذف منها إلا بيتًا واحدًا ليس إلى روايته من سبيل، ولكنا نحب أن نلاحظ أن الشاعر كان يستطيع أن يقول معنى البيت في غير إثم ولا فحش، إلا أنه تعمد الإثم؛ لأن الإثم والفحش كانا بدع بغداد في ذلك العصر:

دَعْ عَنْكَ لَوْمِي فَإِنَّ اللَّوْمَ إِغْراءُ
وَدَاوِنِي بِالَّتِي كانتْ هِيَ الدَّاءُ
صَفْرَاءُ لا تَنْزلُ الْأَحْزَانُ سَاحتَهَا
لَوْ مَسَّهَا حجَرٌ مَسَّتهُ سَرَّاءُ
… … … … …
… … … … …
قَامَت بِإِبْرِيقِهَا وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وجْهَا فِي الْبَيْتِ لَأْلاءُ
فَأرْسَلَتْ مِنْ فَمِ الْإِبْرِيقِ صَافِيَةً
كَأَنَّمَا أَخْذُهَا بِالْعَيْنِ إِغْفَاءُ
رَقَّتْ عَنِ المَاء حَتَّى مَا يُلائِمُهَا
لَطَافَةً وَجَفَا عَنْ شَكْلِهَا الْمَاءُ
فَلَوْ مَزجْتَ بِها نُورًا لَمَازَجَهَا
حتَّى تَوَلَّدَ أَنْوَارٌ وأَضْواءُ
دَارَتْ عَلَى فِتْيَةٍ دَانَ الزَّمَانُ لَهُمْ
فَمَا يُصِيبُهُمُ إِلَّا بِمَا شَاءُوا
لِتِلْكَ أَبْكِي وَلا أَبْكِي لِمنْزِلةٍ
كانْتَ تَحلُّ بِهَا هِنْد وَأَسْمَاءُ
حَاشَا «لِدُرَّة» أَنْ تُبْنَى الْخِيَامُ لَهَا
وَأَنْ تَرُوحَ عَلَيْهَا الْإِبْلُ وَالشَّاءُ
فَقُلْ لِمنْ يَدَّعِي فِي الْعِلْم فَلْسَفَةً
حَفِظْتَ شَيْئًا وَغَابَتْ عَنْكَ أَشْيَاءُ
لا تَحْظُرِ الْعَفْوَ إِنْ كُنْتَ امرأً حَرِجًا
فَإِنَّ حظْرَكَهُ فِي الدِّينِ إِزْراءُ

فانظر إلى هذه القصيدة على قصرها، كيف تمثل هذا العصر تمثيلًا صادقًا؛ فليس فيها لفظ واحد غريب، وإنما ألفاظها كلها مألوفة تجري على ألسنة الناس جميعًا في أحاديثهم العادية، وليس فيها معنى واحد بدوي، وإنما معانيها كلها حضرية لا تخطر إلا لمن نشئوا في المدن وامتلأت رءوسهم بما يملأ رءوس أهل المدن من جد ولعب، بل في هذه القصيدة بيت ينكر كل العصر القديم وأساليبه الشعرية؛ فهو يريد أن يبكي على الخمر لا على الأطلال والدمن:

لِتِلْكَ أَبْكِي وَلَا أَبْكِي لِمَنْزِلَةٍ
كَانَتْ تَحُلُّ بِهَا هِنْدٌ وأَسْمَاءُ

فإذا أردت أن تدرس هذه القصيدة درسًا مفصلًا، رأيت هذه الإباحة في البيت الذي لم نروه، ورأيت في آخر القصيدة بيتًا يعتز بالدين نفسه في نصر هذه الإباحة وتأييدها؛ فهو يريد أن يكون ماجنًا فاسقًا، وأن يستمتع باللذات على اختلافها دون أن يقنط من رحمة الله، وهو ينكر على صديقه «النظَّام» وأصحابه من المعتزلة تشددهم في أمر العفو والخطيئة والتوبة، ويؤثر مذهب أهل السنة الذين يفتحون باب العفو أمام المذنبين، ذلك لأن شاعرنا وأصحابه يريدون أن يفوزوا بالدنيا والآخرة، وأن يلهوا في مقتبل الشباب حتى إذا أدركهم الكبر تابوا واستغفروا وانتظروا عفو الله، وكان المعتزلة يغلقون على الناس هذا الباب، فلا عجب إذا انصرف عنهم الشعراء وأهل المجون.

ويقال: إن أبا نواس لما حضره الموت اختلف إليه أصحابه، فأخذوا يعطونه ويلومونه على ما أنفق من عمره في طاعة الشيطان، وغلا بعضهم حتى أيأسه من الآخرة، فقال: اسندوني، وتكلف النهوض، وروى حديثًا يضمن له عفو الله.

وقد تحدث الرواة بعد موته أنه دخل الجنة؛ لأن أحدهم رآه في المنام فسأله عما فعل الله به، فقال: غفر لي بأبيات قلتها، وهذه الأبيات في الزهد والند قالها في مرض موته، وزعم الرواة أنها وجدت تحت وسادته، وسنعرض لها حين نعرض لزهد أبي نواس.

إلى جانب هذا كله في هذه القصيدة معاني لا يمكن أن توجد، إلا في نفس من قرأ الفلسفة اليونانية وخالط المتكلمين والمتفلسفين؛ فانظر إلى قوله:

رَقَّتْ عنِ الْماءِ حتَّى مَا يُلائِمُهَا
لَطَافَةً وَجَفا عَنْ شَكْلِهَا الْمَاءُ

فهذا أسلوب «النظام» وغير النظام حين كانوا يتكلمون في الجزء الذي لا يتجزأ، وفي كثافة الأجسام ولطافتها، وفيما بينها من ملاءمة ومباينة، وكذلك قوله: «حتى تولد أنوار وأضواء» فلفظ التولد من ألفاظ المتكلمين واصطلاحات المعتزلة بنوعٍ خاص، والبيت الأخير من هذه القصيدة:

لا تَحْظُرِ الْعَفْوَ إِنْ كُنْتَ امرأً حَرِجًا
فَإِنَّ حظْرَكَهُ فِي الدِّينِ إِزْراءُ

ليس إلا وضعًا لمذهبين كلاميين أحدهما بإزاء صاحبه: مذهب المعتزلة ومذهب أهل السنة.

هذه القصيدة إذن تمثل الحياة الشعرية في بغداد أيام أبي نواس، ولكنها تمثلها تمثيلًا مجملًا، فإذا أردت تفصيل هذه الحياة وأن تتخذ منها صورة بينة تثبت ما قلناه من أن هذا العصر قد كان عصر شك وإباحة، وجب أن تدرس حياة الجماعات الأدبية في بغداد والبصرة وهي شيء يشبه «الصالونات الأدبية Les Salon Litéraires» في فرنسا إبان القرن الثامن عشر، وسنحدثك عن هذا في الأسبوع الآتي.
١  نُشرت بالسياسة في ١٦ جمادى الأولى سنة ١٣٤١ / ٢ يناير سنة ١٩٢٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤