الفصل الثامن

القدماء والمحدثون١

زعمت لك في الأحاديث الماضية أن أبا نواس كان مثالًا لعصره، وأن الذين عاصروه كانوا يعجبون به الإعجاب كله، ويقدمونه على شعراء عصره جميعًا إلا بشار بن برد، وأريد اليوم أن أؤيد هذا الزعيم، وأن أستوفي هذا الموضوع حقه من البحث، ويخيل إليَّ أن بحثًا كهذا — على ما فيه من الرواية والنقد — لن يخلو من فائدة، وإن خلا من لذة، أو بعبارةٍ أصح، وإن لم يحدث في نفسك هذه اللذة التي يحدثها الشعر الماجن الظريف.

لن يخلو هذا البحث من فائدة؛ لأنه سيظهر على ما كان للأدباء والشعراء والفقهاء وأصحاب الكلام وأئمة اللغة من رأي في هذا الشاعر، الذي اخترت شعره موضوعًا لهذه الأحاديث، ولأنه سيبين لك طريقة هؤلاء الناس جميعًا في نقد الشعر، وفي فهمه، وفي تصوره والحكم عليه.

وليس هذا بالشيء القليل، ولقد أضطر إلى أن أستأذن رجال الأدب القديم، من المعاصرين، في أن أكون جريئًا وحرًّا في هذا البحث، وأرجو ألا تغضبهم هذه الجرأة، ولا تسوءهم هذه الحرية، وأؤكد لهم أني لم أعمد إليهما عمدًا، وإنما اضطررت إليهما اضطرارًا، اضطرني إليهما بحث أعتقد أنه صحيح، وصدق في التاريخ أعتقد أنه واجب على الباحثين.

إذن فأنا أستأذن أئمة الأدب، وشيوخه المعاصرين في أن أكون حرًّا، وفي أن أكون جريئًا، وفي أن أزعم أن الذين عاصروا أبا نواس وجاءوا بعده من الأدباء والشعراء وأئمة اللغة، لم يكن لهم في النقد مذهب معروف، أو خطة واضحة، وإن شئت فقل: إنهم قد كانوا يذهبون في النقد مذاهب لا ترضينا، ولا تحقق ما أصبحنا نسمو إليه من مثل أعلى في النقد خاصة، وفي الأدب عامة.

ولست أدري أكانت هذه المذاهب تحقق ما كان يسمو إليه أدباء العصر العباسي أم لا، ولست أدري أكانت تظل حال النقد على ما كانت عليه أيام الجاحظ والمبرد، لو أن حياة العرب السياسية لم تفسد، ولم تتغلب أجناس أخرى أعجمية على السلطان العربي، ولكني أستطيع أن أقول: إن هذه المذاهب التي نجدها منبثة في كتب الأدب على اختلافها قبل أن يصبح البيان علمًا ذا قواعد وأصول، ليس من شأنها أن ترضي باحثًا أو تقنع أديبًا، وإننا نستطيع أن نقول: إن أدبنا العربي يخلو أو يكاد يخلو من النقد الصحيح خلوًّا تامًّا.

إلام تقصد إذا عرضت لشاعر من الشعراء وأردت أن تقرأ شعره وتفهمه ثم تنقده؟ تقصد فيما أظن إلى أشياء:
  • الأولى: أن تصل إلى شخصية الشاعر، فتفهمها وتحيط بدقائق نفسه ما استطعت، فتعرف كيف أحس ما أحس، وكيف شعر بما شعر به، ثم كيف وصف إحساسه، وأعرب عن شعوره؟
  • الثاني: أن تتخذ هذه الشخصية وما يؤلفها من عواطف وميول وأهواء، وسيلة إلى فهم العصر الذي عاش فيه هذا الشاعر، والبيئة التي خلع لها هذا الشاعر، والجنسية التي نجم منها هذا الشاعر؛ فأنت لا تقصد إلى فهم الشاعر لنفسه، وإنما تقصد إلى فهم الشاعر من حيث هو صورة من صور الجماعة التي يعيش فيها.

ومهما تكن مقتصدًا، ومهما تكن متواضعًا؛ فأنت سواء شعرت بذلك أم لم تشعر به، لا تقنع بالأشخاص، وإنما تطمع في الجماعات، لا ترضى بالجزئي، وإنما تسمو إلى الكلي، كما يقول أهل المنطق، فأبو نواس وحده لا يعنيك، وإنما يعنيك أبو نواس من حيث إنه كان يعيش، لا أقول مع فلان وفلان، وقل مثل ذلك في شوقي، وقل مثله في حافظ.

فالشاعر ليس شاعرًا لأنه يقول فيحسن، وإنما هو شاعر لأن قوله الحسن هذا يمثل عواطف الذين يسمعونه ويقرءونه، يرضيهم ويقع من نفوسهم موقع الإعجاب، ولم يرضك البيت من شعر إلا لأنه يوافق هوى في نفسك، ويلائم عاطفة من عواطفك، ويرضي حاجة من حاجاتك إلى الجمال.

إذن فأنت تنقد الشاعر لتفهم شخصيته أولًا، ثم جماعته أو عصره أو بيئته، أو هذا كله ثانيًا، وهناك شيء ثالث تقصد إليه حين تقرأ الشعر وتحاول نقده، وهو اللذة؛ اللذة الفنية، اللذة التي تجدها إذا نظرت إلى شكل جميل، أو استمعت إلى قطعة من الموسيقى، أو خضعت لمظهر من مظاهر الطبيعة الساحرة، عقلك وشعورك يعملان إذن حين تقرأ الشعر، وحين تنقده، لأنك تريد أن تفهم، وتريد أن تلتذ.

ولا تقل: إن في هذا شيئًا من التحرج، أو إن فيه تضييقًا ومحاولة من هذه المحاولات، التي أرادت غير مرة أن تجعل النقد علمًا ذا قواعد وأصول فلم تفلح، ولم توفق إلى شيء كثير، لا تقل هذا؛ فإني لا أتحرج، ولا أضيق، ولا أحاول أن أضع للنقد قواعد وأصولًا معينة، وإنما أحاول أن أفهم معك معنى النقد، وما يرمي إليه الناقد، ومهما تختلف مذاهب النقاد المحدثين ومسالكهم، فهم يقصدون إلى هذا كله أو بعضه.

سل «سانت بوف Sainte Beuve» ينبئك بأنه يُعنى قبل كل شيء إذا قرأ قصيدة من الشعر، أو فصلًا من النثر، بأن يجد شخص الشاعر أو الكاتب، وبأن يحلل هذا الشخص، ويصل إلى دقائقه ودخائله، كما يفعل علماء التاريخ الطبيعي في معاملهم، ولكن الشخص وحده لا يكفيه ولا يعنيه، وإنما هو يتخذ هذا الشخص وسيلة إلى النوع، يتخذ هذا الجزئي وسيلة إلى الكلي.
ثم سل «تين Taine» ينبئك بأن شخص الشاعر، أو الكاتب ومزاجه وعواطفه وكل ما يكوِّن نفسه، لا يعنيه إلا من حيث هو أثر من آثار العصر الذي عاش فيه، والبيئة التي خضع لها، والأمة التي نجم منها، فالشخص عنده أثر من آثار هذا العصر، وهذه البيئة، وهذه الأمة.
ثم سل «جول لمتر Jules Lemaitre» ينبئك بأن هذا كله لغو وثرثرة، وأن الفن وحده هو الذي يعنيه، ويعنيه من حيث إنه يؤثر في النفس، فيبعث فيها العواطف على اختلافها، ويبعث فيها الرضا والإعجاب.

وفي الحق أن الناقد لا يقنع بما كان يقنع به «سانت بوف» أو «تين» أو «جول لمتر» أو غيرهم من النقاد، وإنما يود لو استطاع أن يوفق إلى هذا كله، ويستخلص منه غرضًا شاملًا يطلبه ويسمو إليه حين ينقد، فيفهم شخصية الشاعر أو الكاتب، وعصره، وفنه.

ولست أريد أن أتعمق في تفصيل هذا كله؛ فإن فصلًا من فصول الصحف السيارة لا يتسع لمثل هذا التعمق، وإنما أردت أن أنتهي بك إلى ما نطلبه الآن إلى النقد؛ لأنتقل من هذا إلى ما كان يطلبه المعاصرون لأبي نواس إلى هذا النقد، والحق أن الفرق بين الغرضين عظيم جدًّا … نطلب نحن كثيرًا، ولم يكن يطلب القوم إلا شيئًا قليلًا.

•••

قلت في أول هذا الفصل: إن القوم لم تكن لهم مذاهب واضحة في النقد، أو إن مذاهبهم لم يكن من شأنها أن ترضينا، وكلا القولين صحيح؛ فإنا لا نعرف لأدباء القرن الثاني والثالث للهجرة مذهبًا في النقد معروفًا، أو خطة فيه واضحة.

ومع ذلك فقد نقدوا، وحكموا على الشعر والنثر، فاستحسنوهما وازدروهما، ولم تكن أحكامهم متفقة، ولم تكن أهواؤهم متشاكلة، وإنما كانوا يختلفون، ويختلفون اختلافًا كثيرًا، ولعلنا لا نخطئ إذا قلنا: إن كل فريق من أهل ذلك العصر كان يتخذ صناعته وفنه الذي غلب عليه مقياسًا لنقده، وميزانًا لرأيه، في جودة الأثر الأدبي أو رداءته.

فالجيد عند أبي عبيدة، ويونس بن حبيب، وأبي عمرو الشيباني، وابن الأعرابي؛ ما اشتمل على الألفاظ الجزلة المتينة، والأساليب الفخمة الرصينة، وما كان إلى لغة الأعراب أقرب منه إلى لغة أهل الحضر.

والجيد عند الجاحظ وأمثال الجاحظ من الكتاب والشعراء ورواة الأدب الذين لم يقصروا حياتهم على اللفظ، ولم يختصوا بالبحث مادة اللغة، وإنما تناولوا الأدب من حيث هو، وعنوا بالمعاني عناية لا تقل عن عنايتهم بالألفاظ، وربما تفوقها؛ ما اشتمل على المعنى الطريف في اللفظ المستعذب، الذي لم يمعن في الغرابة، ولم يسفل إلى لغة السوقة.

والجيد عند الفقهاء والمحدِّثين: ما لاءم أصلًا من أصول الدين، أو غرضًا من أغراضه، أو نزعة من نزعاته.

ومن هنا كان يونس بن حبيب وأبو عبيدة يؤثران الفرزدق على جرير، وكان بشار وأبو نواس يؤثران جريرًا على الفرزدق، ولما كُلِّم بشار في ذلك قال: ليس ذا من عمل أولئك القوم، إنما يعرف الشعر من يضطر إلى أن يقول مثله … إلخ. وروي مثل هذا في أمر أبي نواس ومسلم؛ فقد كان الأدباء والشعراء يفضلون أبا نواس، وكان ثعلب يفضل مسلمًا، وسُئل البحتري عن ذلك ففضل أبا نواس، فلما ذكر له أمر ثعلب قال كلامًا كالذي قاله بشار.

ولعل مما يمثل لك هذا المعنى تمثيلًا حسنًا ما كان بين المأمون وابن الأعرابي، فقد سأل المأمون هذا الإمام اللغوي عن أجود ما قيل في الخمر، فأخذ يذكر له شعر الأعشى والأخطل، ومما رواه قول الأعشى:

تُرِيكَ الْقَذَى مِن فَوْقِها وهْيَ فَوْقَهُ
إِذَا ذَاقَها مَنْ ذَاقَها يَتَمَطَّقُ

فلم يحفل المأمون بشيءٍ من ذلك، بل آثر قول أبي نواس:

فَتَمَشَّتْ فِي مَفاصِلِهِمْ
كَتَمَشِّي الْبُرْءِ فِي السَّقَمِ
فَعَلَتْ فِي الْبَيْتِ إِذْ مُزِجَتْ
مِثْلَ فِعْلِ الصُّبْحِ في الظُّلَمِ
فَاهْتَدَى سارِي الظَّلامِ بِهَا
كاهْتِدَاءِ السَّفْرِ بالْعَلَمِ

فانظر إلى هذين الذوقين المختلفين، فأما المأمون فحضري يؤثر المعنى الجيد في اللفظ السهل، وأما ابن الأعرابي فمحب للغريب، مؤثر للفظ الجزل.

وكان أبو عمرو الشيباني يقول: لولا ما أخذ فيه أبو نواس من الرفث لاحتججنا بشعره، وكان كثير من أئمة اللغة والفقهاء والمحدثين والمتكلمين يعجبون بأبي نواس، ولا يكرهون منه إلا هذا الرفث والمجون؛ ذلك لأن مقامهم وصناعاتهم كانت تضطرهم إلى هذا التحفظ.

فأما الأدباء والشعراء ومن إليهم فكانوا يعجبون بأبي نواس إعجابًا لا حد له، لا يصرفهم عنه أنه آثر السهل على الغريب، أو الهزل على الجد، وربما رغَّبهم ذلك في شعره، وحبب إليهم سيرته.

ولو أني ذهبت أروي لك آراء هؤلاء العلماء، والأدباء، والشعراء، في أبي نواس، لأطلت عليك إطالة ثقيلة مملولة، ولكنك تستطيع أن تصدقني، وأن ترجع إلى الكتب فترى أن إجماع هؤلاء منعقد على أن أبا نواس أشعر المحدثين، لا يستثنون منهم إلا بشار بن برد.

ومع هذا فلست أرى لهذا الإجماع قيمة ولا خطرًا؛ لأن القوم حين استحسنوا شعر أبي نواس لم يستحسنوه عن درس مفصل مستقصى، وإنما كان يعجب أحدهم البيت أو البيتان أو المقطوعة أو القصيدة، فلا يأبى أن يقول: إن أبا نواس أشعر الناس؛ فانظر إلى من فضل أبا نواس على الشعراء جميعًا لأنه قال:

يَا قَمرًا أَبصَرْتُ في مَأْتَمٍ
يَنْدُبُ شَجْوًا بَيْنَ أَتْرَابِ

القصيدة …

وانظر إلى الأصمعي يفضل أبا نواس لأنه قال:

أَمَا تَرَى الشَّمْسَ حَلَّتِ الْحَمَلا
وَقامَ وَزْنُ الزَّمَانِ فَاعْتَدلا

وانظر إلى ابن الأعرابي، الذي كان يفضل أبا نواس على الشعراء جميعًا لقوله:

تغَطَّيْتُ مِنْ دَهْرِي بِظِلِّ جَناحِهِ
فَعيْنِي تَرى دَهْرِي وَلَيْسَ يَرَانِي
فَلَوْ تُسْأَلُ الأَيَّامُ مَا اسْمِي لَمَا دَرَتْ
وَأَيْنَ مَكَاني مَا عرَفْنَ مَكانِي

وانظر إلى أبي العتاهية والعتابي، اللذين كانا يفضلان أبا نواس على الشعراء جميعًا لقوله:

إِذَا نَحْنُ أَثْنَيْنا عَلَيْكَ بِصَالِحٍ
فَأَنْتَ كما نُثْنِي وَفَوْقَ الَّذِي نُثْنِي

وكان أبو نواس نفسه يفضل أبا العتاهية على الشعراء جميعًا لقوله:

النَّاسُ في غَفَلاتِهِمْ
وَرحَا المَنِيةِ تَطْحَنُ

وفضَّل المبرد أبا نواس على المحدثين جميعًا؛ لأنه شبب ومدح في أربعة أبيات، فقال:

تَقُولُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إِحْدَى نِسَائِهِمْ
لِيَ الكَبِدُ الْحَرَّى فَسِرْ وَلَكَ الصَّبْرُ
وَقَدْ خَضَبَتْها عَبْرَةٌ فَلِدَمْعِها
عَلَى خَدِّهَا خَدٌّ وَفِي نحْرِهَا نَحْرُ
وَقالَتْ إِلى العَبَّاسِ؟ قُلْتُ فَمَنْ إِذَنْ
ومَا لِي مِنَ الْعَبَّاسِ مَعْدًى وَلا قَصْرُ
فهَلْ يَكْلَفَنْ إِلَّا بِرَاحَتِهِ النَّدَى
وَهَلْ يَزْهُوَنْ إِلَّا بِأَوْصَافِهِ الشِّعْرُ

وأعجب من هذا أن هؤلاء الناس الذين كانوا يفضلون أبا نواس في هذه اللحظة، كانوا يفضلون غير أبي نواس في لحظةٍ أخرى، فلو أنك أردت أن تعرف من أشعر الناس عند هؤلاء الأدباء والعلماء، لكان الناس جميعًا أشعر الناس!

وما زال العرب يسأل بعضهم بعضًا: من أشعر الناس؟ فيجيب المسئول أشعرهم من قال، ثم يروي بيتًا أعجبه، ولا يمنعه ذلك أن يروي غدًا بيتًا آخر لشاعرٍ آخر، على أن هذا البيت أجمل الشعر، وعلى أن هذا الشاعر أشعر الناس، وعلى هذه القاعدة وصل كل شاعر إلى هذه المنزلة؛ لأن لكل شاعر بيتًا جيدًا على أقل تقدير.

فأنت ترى أن مثل هذه الأحكام لا يمكن أن يطمئن إليها ناقد في نفسها، ولا أن يطمئن إليها من حيث إنها تمثل آراء أصحابها، فإن هؤلاء النقاد إنما كانوا يجيبون بما يحضرهم لا أكثر ولا أقل.

ومع هذا كله فما زلت أرى أن معاصري أبي نواس كانوا يقدمونه ويدينون له بالزعامة، وليس هذا الاقتناع عندي أثرًا من آثار هذه الأحكام التي رويت لك طرفًا منها، وإنما هو أثر القراءة الطويلة في الكتب الكثيرة، وأثر الموازنة بين الشاعر ومن عاصره ومن جاء بعده.

كان القدماء يؤثرون أبا نواس على معاصريه، وكانوا في ذلك محقين، ولكنهم لم يقولوا، ولعلهم لم يعلموا، لماذا كانوا يؤثرون أبا نواس؟ فمن الحق أن نبحث نحن عن مصدر هذا الإيثار، أو عن مصدر هذا التفوق الذي ليس فيه شك، وأن نبحث عن هذا المصدر، لا كما بحث المتقدمون في البيت أو البيتين أو القصيدة، وإنما في الديوان كله، ومن الحق ألا يكون سبيلنا في هذا البحث جودة اللفظ والمعنى وحدهما، إنما سبيلنا فيه اللفظ والمعنى، وما بين اللفظ والمعنى ونفس الشاعر من صلة، وما بين نفس الشاعر وعصره من صلةٍ أيضًا، وهذا هو الذي سنبدأ به في الأسبوع الآتي.

١  نُشرت بالسياسة في ١٤ جمادى الآخرة سنة ١٣٤١ﻫ/٣١ يناير سنة ١٩٢٣م.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤