المواد الفلزعضوية والمتراكبات
(١) المواد الفلزعضوية
أما الحالة الثالثة فهي مركب الروثاسين، وهو يُشبه الفيروسين إلا أن الفلز المُستخدَم هو عنصر الروثينيم الموجود أسفل الحديد في نفس مجموعته في الجدول الدوري للعناصر، ويتميَّز عن الفيروسين بطول المسافة بين الليجاندات العضوية، كما أن شكله الهندسي المثالي يُظهِر تطابقَ مجموعتَي السيكلوبنتادايين إحداهما فوق الأخرى (وضع خسوفِ مجموعةٍ بمجموعةٍ أخرى).
(٢) المتراكبات ونظرية المجال الليجاندي Ligand Field Theory (LFT)
وجود عدد من الليجاندات بالقرب من العنصر الانتقالي يؤدِّي إلى انقسامات في أوربيتالات الفلز الانتقالي نتيجةَ مجالٍ إلكتروستاتيكي يُسمَّى المجال الليجاندي. ويُمكن بسهولة معرفة هذه الانقسامات الأوربيتالية وتماثُلها طبقًا لتماثُل شكل المتراكب، وذلك بالنظر إلى جداولِ السمات، ومصدرُها هو نظرية المجموعات. وسنوضح لاحقًا مثالًا لهذه الانقسامات في حالة مُتراكب ثُماني الأوجه.
فالفلوريد يُسبِّب أقوى انقسام، بينما يُسبِّب الأيوديد أقلَّ فجوة في الطاقة.
-
فئة eg المكوَّنة من أوربيتالَيْن، وهي الأعلى في الطاقة.
-
وفئة t2g المكوَّنة من ثلاثة أوربيتالات، وهي الأقل في الطاقة (وجب ملاحظة امتزاج هذه الأوربيتالات بأوربيتالات الليجاند الطرفية).
التماثل لن يكون ثُمانيَّ الأوجه مُنتظمًا؛ نظرًا لوجوب التشوُّه الحادث في الجزيئات اللاخطية، وبالأخصِّ الحالات المُتساوية الطاقة لينخفض التماثُل حول الذرَّة المركزية كما يُفسِّره مؤثر يان-تيلر. وفي حالة المتراكبات حيث تكون الليجاند جزيئات ماء أو أمونيا (أو غيرهما من المُعقَّدات الأخرى غير المستوية)، فإن وجود ذرات الهيدروجين سيُقلِّل من التماثل الكلي للجزيء.
ففي حالة الفلوريد تكون الفجوة كبيرة، وتقلُّ في حالة الكلوريد، وتقل أكثر في حالة البروميد، حتى تصِل إلى أقل فجوة في حالة الأيوديد.
تغير خواص المتراكب تبعًا لقوة الليجاند (الهاليد) لمُتراكبات الهاليد مع الكوبالت الثلاثي.
| LUMO-HOMO (eV) | Co-X Bond Length | ELUMO (eV) | EHOMO (eV) | Relative Energy (kJ/mol) | Co-X | |
|---|---|---|---|---|---|---|
| 83251.44 | 10.32 | 1.88 | 3.31 | −7.01 | −1392429 | F |
| 63890.64 | 7.92 | 2.366 | −0.55 | −8.47 | −7069710 | Cl |
| 57840.39 | 7.17 | 2.528 | −0.85 | −8.02 | −4000000 | Br |
| 50822.10 | 6.3 | 2.766 | −1.08 | −7.38 | 0 | I |
طريقة الفراغ النَّشِط تمامًا للمجال المُتَّسق ذاتيًّا Complete Active Space Self-Consistent Field (CASSCF)
هي طريقة متقدمة تجِدها في حُزَم برامج أوركا وجاوسيان وغيرهما من حُزَم البرامج المستخدَمة في الكيمياء الحاسوبية، وهي من أدق الطرق الملائِمة لدراسة مُتراكبات العناصر الانتقالية؛ فهي تمكِّننا من اختيار الأوربيتالات المطلوب دراستها، وتمكِّننا من تحديد مصادر الانتقالات الإلكترونية بين هذه الأوربيتالات ومعرفة خواصِّها لمُقارَنتِها بالمُقاس معمليًّا.
المثال الآتي سيوضح كيفية استخدام هذه الطريقة.
وملف إدخال البيانات لبرنامج أوركا سيكون كالتالي:
(٣) متراكبات انتقال الطاقة Energy Transfer Complexes
من المعروف أن أملاح اللانثانيدات يصعب عليها امتصاص الطاقة الضوئية؛ فأيون اللانثانيد مثل التيربيوم لا يمتصُّ الضوءَ بطبيعته، لأسبابٍ لا يتَّسِع المجال هنا لشرحها. لكنْ لحُسن الحظ يمكن لأشعة الليزر ذات الشدَّة العالية أن تُجبر التيربيوم على امتصاص الطول المَوجي المناسب. ومن الظواهر المدهشة ملاحظةُ أنَّ بعض متراكبات اللانثانيدات تُظهِر وميضًا ضوئيًّا مميزًا بعدَّة حُزَمِ انبعاثٍ ضوئيٍّ محدَّدةِ المكان (الطول الموجي) في نهاية المنطقة المرئية وتحت الحمراء، إذا ما امتصَّتْ هذه المُتراكبات الضوء في المنطقة فوق البنفسجية أو حتى المرئية والقريبة من فوق البنفسجية. يُعزَى ذلك إلى ما يُسمَّى انتقال الطاقة. فكيف يتمُّ انتقال الطاقة؟
ويمكن حساب طاقة الترابط بين الكراون إيثر وبين أيون التيربيوم باستخدام المعادلة البسيطة:
حيث القِيَم التي نحصل عليها للطاقات هي:
ومنها نحصل على طاقة الترابط ومقدارها بالكيلوجول لكل مول هو ١٥٣٫٣٦، وهو مقدار يدلُّ على مُتراكبٍ مستقر نظرًا لانطلاق طاقة عند تكوينه.
(٤) متراكبات الاحتواء
احتواء بعض المواد داخل فراغ البيتا-سيكلوديكسترين
إن احتواء بعض المواد داخل فراغ البيتا-سيكلوديكسترين يُستخدَم عادةً في نقل الدواء وزيادة الذوبانية للعديد من المركبات الهامة، سواء في صناعة الأدوية أو الصناعات الأخرى. فيمكن للسيكلوديكسترين كإحدى هذه المواد الاحتوائية أن ينقل الدواء إلى أماكن مُعينة داخل جسم الإنسان دون أن يتأثَّر بالوسط المُحيط. وللمزيد من التطبيقات ومعرفة أنواع المواد الاحتوائية، يُرجى الرجوع إلى المراجع المَعْنية.
هنا نستخدم طريقةً مُتقدمة للحسابات كي نستطيع التعامل مع مثل هذه النوعية من المركبات الكبيرة والمعقدة؛ فجزيء البيتا-سيكلوديكسترين — وهو من السكريَّات الصديقة للبيئة وغير ضارٍّ صحيًّا — يحتوي على ١٤٧ ذرة و٦٠٢ إلكترون. هذا بجانب احتوائه على جزيئات مُتراكبات للكوبالت أو للنحاس.
وكما حسبنا من قبل، فطاقة الترابط هي الفرق بين طاقة المتراكب وطاقة مكوناته الحرة:
وكذلك يمكِّننا البرنامج من حساب قيمة فرق الطاقة الحرة لجيبس من حسابات الديناميكا الحرارية:
الخُلاصة
- (١)
حسابات الكم لبعض المواد الفلزعضوية بهدف التعرُّف على تركيبها والتوزيع الإلكتروني فيها، وأي الأجزاء تكون مُستقبلة للإلكترونات وأيُّها تكون مُعطية لها، كما في حالة مركب بنزو ثلاثي كربونيل الكروم.
- (٢)
تعرَّفنا على مُتراكبات السندوتش للحديد والروثينيم (وهي الفيروسين والروثروسين)، وكيف تترابط المجموعات العضوية مع الفلز مكوِّنةً السندوتش وبداخلها الفلز.
- (٣) تعرفنا على بعض المتراكبات غير العضوية مثل هاليدات الكوبالت، وأثر الذرَّات والمجموعات الطرفية فيها على انقسام أوربيتالات الفلز الانتقالي، في ضوء نظرية المجال الليجاندي Ligand Field Theory.
- (٤)
تغير طول الرابطة بين الليجاند والفلز المركزي، وأثر ذلك على الفجوة الإلكترونية.
- (٥)
طبيعة الانتقالة الإلكترونية المُسبِّبة لِطَيف الامتصاص الإلكتروني.
- (٦)
متراكبات انتقال الطاقة، ودرَسْنا مثال التيربيوم والكراون إيثر، وكيف نُطبِّق طَيف انبعاثه في تعيين تركيزات ضئيلة من دواءٍ مُخدر.
- (٧)
عرفنا ما هي مركبات الاحتواء ذات الأهمية في مجالات تطبيقية منها زيادة ذوبانية المتراكبات، التي تُستخدَم في الصيدلة.
- (٨)
كيفية حساب طاقة الترابط لهذه المتراكبات.