النهضة والسقوط في الفكر المصري الحديث
«الثورة الثقافية ليست حوارًا فوقيًّا مع البناء الفوقي للمجتمع، ولا هي حوار تحتي مع البنى التحتية فحسب. إنها النقطة الحاسمة في الصراع الاجتماعي حين يتعارض خط التطور مع خط الردة، بحيث لا تصبح هناك جدوى من الترميم الفكري أو الترقيع الاقتصادي.»
يطرح «غالي شكري» في هذا الكتاب إشكالية النهضة والسقوط في التاريخ المصري الحديث، فيما بين عهدَيْ محمد علي وجمال عبد الناصر، كاشفًا عن تأثُّر القوانين الثقافية بالسياق الاجتماعي، وذلك ضمن مشروع الكاتب الطامح إلى تأسيس سوسيولوجيا ثقافية عربية مستقلة. ويشير الكاتب إلى أن خصوصية كتابه تكمن في إنشائه إطارًا تاريخيًّا مُحدَّدًا بالقرنين الأخيرين اللذَين شهِدَا نهضة الثقافة المصرية وسقوطها. يعرض الكاتب التحديات التي واجهت الثقافة المصرية في محاولتها لتحقيق نهضة فكرية، ومنها الاستعمار والصراعات الأيديولوجية الداخلية، ويخصِّص الجزء الأول من الكتاب لرصد ظواهر الثقافة الناصرية، وتوضيح كيفية تأسيس ثقافة مصرية حديثة في ظل الظروف الراهنة، ويدرس في الجزء الثاني الجذور التاريخية للسوسيولوجيا الثقافية في عهد محمد علي وصولًا إلى ثورة ١٩١٩م، ويسلِّط الضوء على أحداثٍ ثقافية بارزة مثل محاكمة طه حسين.