بايرويت ونهاية المطاف

كانت لا تزال أمام ڤاجنر‎ مهمة كبرى، هي بناء مسرحه المثالي، الذي اعتقد أنه سيكون مدرسة الفن الصحيح في المستقبل. وفي خلال طوافه بالمدن الألمانية في عام ١٨٧١م شاهد ڤاجنر‎ القصر العتيق في بلدة «بايرويت Bayreuth» فأُعجب به كل الإعجاب، وخاصة موقع منه على رابية مشرفة على ما حولها، فاستقر رأيه على أن يقيم هناك مسرحه المرتقب؛ على أن ذلك لم يكن السبب الوحيد لاختياره هذا؛ فقد وضع ڤاجنر‎ مقدمًا عدة شروط لا بد من توفرها في المدينة التي يختارها لبناء مسرحه، فكانت بايرويت خير مدينة توفرت فيها تلك الشروط؛ إذ رأى أنها لا بد أن تكون مدينة لا يوجد فيها مسرح من قبلُ، ولا مياه معدنية؛ كي لا تجتذب في الصيف حشودًا من الناس لهم هدف لا صلة له بالفن الرفيع إطلاقًا. وكان من المستحسَن في نظره أن تكون في قلب ألمانيا، بل في باﭬاريا ذاتها؛ إذ أراد ڤاجنر‎ أن يقيم في مدينته المختارة على الدوام، وهو لا يمكنه أن يحيا على الدوام إلا في باﭬاريا. وتلك كلها شروط توفرت في بايرويت، وزاد عليها أنها أرضٌ بِكر في ميدان الفن؛ ففي وسعه إذن أن ينمِّي فيها فنه الجديد كما يشاء.

وأخذ ڤاجنر‎ يطوي ألمانيا الكبرى داعيًا إلى مشروعه الجديد، وأكرمت برلين وفادته في حفلٍ حضره الإمبراطور وزوجته. وتَقابل ڤاجنر‎ وبسمارك؛ غير أن رجل الفن لم يتفاهم جيدًا مع رجل السياسة والواقع، وظل بسمارك حذرًا من ذلك الثائر الذي ظل يذكر جهوده عام ١٨٤٨م. ولم يحاول ڤاجنر‎ من جانبه أن يطلب من بسمارك شيئًا تساهم به حكومة بروسيا في مشروعه، بل كان يعلم أن جمعيات عديدة قامت في كبريات المدن الألمانية باسم جمعيات «أصدقاء ڤاجنر‎»، وأخذت تجمع التبرعات حتى تكمل مليونًا من الفرنكات، وهو المبلغ الذي قُدِّرت به نفقات المشروع. وكانت سرعة التبرع مثار دهشة ڤاجنر‎ وإعجابه، ومما شجعه أن بلدية بايرويت تبرعت له بأرض المسرح بلا مقابل. وفي الوقت الذي كان فيه ڤاجنر‎ يُتِم الأجزاء الأخيرة من الدراما الرباعية الكبرى، جاءته نسخة من كتاب «ميلاد التراجيدي» يهديها إليه نيتشه بقوله: «سترى أنني قد حاولت في كل صفحة أن أعبِّر لك عن شكري على ما أفدتني إياه. وإني لأشعر والفخر يملؤني بأن لي شأنًا، وبأن اسمي سيقرن دائمًا باسمك.»

وفي أبريل سنة ١٨٧٢م ودَّع ڤاجنر‎ تريشن لينتقل إلى حيث آثر أن يقضي بقية أيام حياته. وكان استقبال بايرويت له رائعًا. أما أول حفلة فكَّر ڤاجنر‎ في إقامتها هناك؛ فقد عزف فيها السيمفونية التاسعة لبيتهوفن؛ وفاءً منه واعترافًا بجميل أستاذه العظيم، وإشارة إلى أنه منها قد بدأ.

وفي اليوم التالي لذلك الحفل، أمسك ڤاجنر‎ بالحجر الأساس وثبَّته في التراب، وفي تلك اللحظة أتته برقية من الملك لودفيج الثاني يقول فيها: «أعبِّر لك من أعماق قلبي عن أخلص وأحرِّ أمنيات السعادة في هذا اليوم المشهود من تاريخ ألمانيا. فليبارك الله مهمتك الكبرى في العام القادم. وإني اليوم — أكثر مني في أي وقت مضى — لأشاركك شعورك بكل روحي.»

وكان شحوب ڤاجنر‎ مخيفًا وهو يستقل عربته عائدًا مع زوجته ونيتشه بعد ذلك اليوم الحافل. وقد وصفه نيتشه فيما بعدُ فقال: «كان ڤاجنر‎ صامتًا، يُلقي من وقت لآخر نظرة طويلة إلى داخل ذاته؛ نظرة لا تُعبِّر عنها أية كلمة … كان قد بدأ في ذلك اليوم عامه الستين، ولم تكن كل حياته الماضية إلا إعدادًا لتلك اللحظة ذاتها.»

وبعد عامين، أحس ڤاجنر‎ بأنه قد أتم رسالته أو كاد؛ إذ اكتمل بناء مسرحه الجديد، وبُني معه بيته الذي ضم قبره وقبر كوزيما فيما بعدُ، وهو «فانفريت Wahnfried»، وأتم آخر صفحات «أفول الآلهة» وهي آخر حلقة في الدراما الرباعية، فكتب ڤاجنر‎ على الصفحة الأخيرة: «تمت في فانفريت، ولن أضيف أي تعليق.» وما كان في وسع أي تعليق أن يعبِّر عن ذلك العمل الذي بدأ يطوف بمخيلته منذ ربع قرن من الزمان، والذي تخللته واعترضته أحداث هائلة تغلَّب عليها آخر الأمر بعزيمته وإصراره.

وقضى ڤاجنر‎ عام ١٨٧٥م بأكمله يعمل في مسرحه الجديد على إعداد الدراما الرباعية الكبرى، «خاتم النيبلونجن». وكان المسرح محققًا لكل أغراضه؛ إذ كانت الفرقة الموسيقية تشغل مكانًا لا يشاهده النظارة؛ وبذلك كانت الموسيقى تنساب حرة في خيالهم، دون أن يعوق تأثيرَها مشاهدةُ حركات العازفين، ودون أن ينشغل العازفون أنفسهم بمشاهدة النظارة. وكانت قاعة المسرح واسعة متدرجة، ليست بها طوابق عُليا ولا مقصورات؛ ففي ذلك المسرح ما يذكِّرنا بالمسارح القديمة إلى حد كبير، مع فارق هام هو أن المقاعد الحجرية عند الرومان قد استبدلت بها مقاعد أخرى خشبية لا يستند ذراعا الجالس عليها على شيء. وكانت القاعة تتسع لألف وخمسمائة متفرج، وعلى جانبيها رسوم تنتمي إلى أسلوب عصر النهضة. ولأول مرة ابتدع ڤاجنر‎ طريقة فتح الستار أفقيًّا من اليمين واليسار، بعد أن كان يرتفع دائمًا إلى أعلى. وقد اقتبست كل مسارح العالم تلك الطريقة عنه.

وكان أغسطس من عام ١٨٧٦م هو شهر الافتتاح، وتوالت الوفود على بايرويت من جميع أنحاء ألمانيا وخارجها، فكان خليطًا عجيبًا جمع بين أفراده إعجابهم وتقديرهم للفن الجديد. ووصل الملك لودفيج الثاني، ولكن غيبة ثمانية أعوام عن صديقه كانت كفيلة بأن تجعله صامتًا فاترًا لا يدري ماذا يقول.

وفي الليلة الأخيرة لذلك العرض الأول الذي استغرق أيامًا أربعة، وقف ڤاجنر‎ يخاطب مستمعيه الذين شهدوا الدراما الرباعية للمرة الأولى قائلًا: «لقد شاهدتم ما يمكننا أن نفعله بوصفنا ألمانًا. ولو شئتم فسيكون لنا فن مستقل.» ثم عاد يقول: «لا أستطيع أن أقول إننا لم نجعل لأنفسنا فنًّا مستقلًّا قبل الآن، ولكن الألمان كانوا يفتقرون دائمًا إلى فن قومي، كذلك الذي نلمسه لدى الإيطاليين والفرنسيين، رغم الفارق بين فننا وفنهم.» وهكذا كان ڤاجنر‎ يذكر وطنه وقومه على الدوام في لحظات انتصاره.

لم يكن الهدوء والاستقرار كافيين ليتفرغ ڤاجنر‎ لعمله الجديد، بل كان في حاجة إلى شيء آخر؛ إلى حب جديد. حقًّا إن كوزيما كانت معه، ولكن كوزيما زوجته، وهو وإن كان حقًّا يحبها، فإنه لم يزل بحاجة إلى اقتناص حب آخر فيه مقامرة وتهيُّب وإلهام. وقد عاوده هذا الشعور بعنف أمام جوديت جوتييه Judith Gautier ابنة الشاعر الفرنسي تيوفيل جوتييه، حين زارته مع زوجها وصديق لهما في تربشن. كانت جوديت قد أغرقته من قبلُ برسائلها التي بلغ فيها إعجابها حد التقديس، وأشادت فيها بفنه في أرقِّ أسلوب شعري. ولكَم عاود ڤاجنر‎ مرحه وهو يتحدث مع هؤلاء الزوار الجُدد حديثًا يفيض طربًا وفكاهة! بل لقد عاد طفلًا من جديد، فأصبح يقفز ويستلق الأشجار بخفة القرود أمام زائريه المتعجبين! وفي ظل ذلك الشعور الملهِم، واصل عمله في تأليف بارسيفال؛ فما كان في وسعه المضيُّ فيها دون أن يطمئن إلى أنه يحوز إعجاب امرأة. وهكذا كانت ردوده على رسائلها حافلة بعبارات الحب الواله. ولكن أحقًّا أن هذا الشيخ الذي تجاوز الستين كان يحب الفرنسية الجميلة ابنة الخامسة والعشرين؟ لقد كان يعرف أن هذا وهم، وأنه يخادع نفسه؛ ولكن لا بد من هذا الخداع حتى يقتنع بأن روحه ما زالت فتيَّة، وبأن في وسعه أن يحب ويعيش ويلحن.

ولكن وطأة الإقامة في بايرويت كانت شديدة على ذلك الذي كان يعلم أنه يدوِّن آخر أعماله، كان في حاجة إلى هدوء الجنوب وصفائه، فليمضِ إلى إيطاليا! وفي نابلي كان ڤاجنر‎ يطلُّ من شُرفته فيشاهد بركان فيزوف، فيراه قديمًا عتيقًا، ولكنه لم يزل حيًّا يثور ويثور … وكذلك كان ڤاجنر‎. وفي ذات يوم أتته رسالة من الملك لودفيج الثاني يَعِده فيها بأن يعرض بارسيفال على نفقته الخاصة حين يتمَّها. وكان لا بد أن يعود ڤاجنر‎ إلى ألمانيا ليشكره. وفي ميونيخ قرر أن يقيم حفلًا موسيقيًّا يعزف فيه مقطوعات من دراماته؛ غير أن الملك تأخر قليلًا عن الحضور، فغضب ڤاجنر‎، واشتد غضبه حين أخذ الملك يلح عليه في عزف قطع أخرى لم تكن ضمن برنامجه، فلم يلبث أن قذف بعصا القيادة إلى أحد أصدقائه، ثم أسرع إلى منزله، حيث انتابته نوبة مرضية عنيفة، وانفجر غضبه على شكل سباب ولعن لكل الحكام في العالم: الملك، والإمبراطور، وبسمارك؛ الكل على حد سواء!

وساءت صحة ڤاجنر‎ في عام ١٨٨١م. وحين عاده الأطباء لم يروا شكواه راجعة إلى علة جسمية، بل كان في حاجة إلى هواء الجنوب لتهدئة نفسه المتعبة. ومرة أخرى تتجه الأسرة إلى إيطاليا، وهناك لم يُضِع ڤاجنر‎ لحظة واحدة بغير تأليف؛ فقد أصبح يخشى أن يفاجئه الموت قبل أن يُتم عمله الأخير؛ وما كان في وسعه أن يحتمل نقصان بنائه الشامخ حجرًا واحدًا.

ويعود ڤاجنر‎ إلى بايرويت في أوائل عام ١٨٨٢م ليشهد افتتاح بارسيفال. ويتكرر العرض ست عشرة مرة، ويحقق نجاحها كل آمال ڤاجنر‎، حتى يزهد في المجد والنجاح، ويتوق مرة أخيرة إلى هدوء الجنوب … لقد عمل بنصيحة كوزيما إذ قالت: على المرء أن يعيش في ألمانيا ويموت في إيطاليا.

وها هي ذي إيطاليا تناديه، والبندقية خاصة تنتظره … لقد بلغت الحياة قمَّتها والشمس المشرقة سمتها في تلك المدينة؛ وما أجمل الموت حيث تزدهر الحياة.

وفي الثاني عشر من فبراير عام ١٨٨٣م نام ڤاجنر‎ ليلة هادئة، كان أفراد أسرته يستمعون إلى صوته خلالها كثيرًا، كما اعتاد أن يفعل حين يؤلِّف أشعارًا جديدة … وحين استيقظ في فجر اليوم التالي، كان يحس قلقًا لا يدري سببه، عبَّر عنه بقوله: «لا بد لي أن آخذ حذري اليوم.» وبينما كانت الأسرة تتناول الغداء، وهو لم يزل ملازمًا غرفته وحيدًا، سمع الجرس الصادر عن غرفته يرن بقوة، ثم أسرعت خادم تطلب من كوزيما أن تأتي على عجل، ولكن ڤاجنر‎ في سَورة ألمه ونضاله الأخير يطلب من زوجته أن تبتعد، زاعمًا أنه لم يكن في حاجة إليها. وفي المرة الثانية، حين علا رنين الجرس، استسلم لكوزيما، ولم يكن في وسعه هذه المرة أن يقاوم، فأسند رأسه إلى صدرها في سكون، ثم صمت إلى الأبد.

وكان موكب جسد الفنان وهو ينتقل من إيطاليا إلى ألمانيا رهيبًا مهيبًا. وانتهى المطاف به في بايرويت، حيث رست أخيرًا سفينة «الهولندي الطائر»، واستقر حيث كان يتمنى دائمًا أن يكون.

•••

في حياة ڤاجنر‎ صفحة واحدة متكررة، هي الثورة مع التقلب والحركة الدائمة. وفي ضوء هذه الصفحة تتضح كل تفاصيل تلك الحياة وتفسَّر جميع وقائعها. ولا شك في أن هذه لم تكن صفة عارضة شاءتها الظروف القاسية التي مر بها، بل كانت راجعة إلى تركيبه وتكوينه؛ فطبيعته النشطة الدائمة الحركة هي التي شاءت أن تكون حياته كذلك. وكانت تلك الطبيعة الثائرة هي أول ما يلفت أنظار مشاهديه … ولنستمع إلى بعض مَن وصفوه لتكمُل بذلك الصورة الحية التي نودُّ رسمها ﻟﭭﺎجنر ولشخصيته.

وصفه موسيقي فرنسي هو «لوي لاكومب Louis Lacombe» في عام ١٨٦٠م بقوله: «كانت تضيء جبهته الجليلة نظرة ملؤها الحيوية والقوة والحرارة النفاذة. ولقد كان في كيانه بأكمله عنصرٌ من الحيوية والصراحة والقوة والروحية كان يجذبنا إليه. ولا زلنا نذكر — بعد عشرة أعوام طوال — ذلك الأثر الذي كانت تُحدِثه فينا عينه الذكية، التي كان يبدو لنا أن شعاعًا من الشمس يكمن دائمًا فيها.»
وفي نفس العام وصفه فيورنتينو Fiorentino وصفًا اقترن بالتلميح إلى براعته في التوفيق بين الأنغام وبعث الانسجام بينها، وضعفه في الإتيان بلحن مستقل جميل melodie فقال: «ﻟﭭﺎجنر جبهة جميلة نبيلة رفيعة، أما أسفل الوجه فقبيح وضيع — حتى لكأن جنِّيتين إحداهما ثائرة والأخرى هادئة قد ساهمتا في إنجابه؛ فداعبت جنية التوافق والانسجام harmonie جبهته وجمَّلتها، ومن هنا نبعت عنها تلك الأفكار القوية والآراء الجريئة. أما جنِّية اللحن melodie فقد تنبأت مقدمًا بالأذى الذي سيُلحقه بها طفلها، فجثمت على وجهه وحنَت أنفه.»
وفي عام ١٨٦١م يصفه شارل لورباك Charle Lorbac بقوله: «كان ڤاجنر‎ متوسط القامة، يُنبئ كل ما فيه بتكوين عصبي؛ فحركاته مباغتة، تنمُّ عن صبر نافد، كحركات شخص يلتهم فكره زمانه؛ ولجبهته اتساع غير عادي، وتحتها عينان صغيرتان، ولكن يشع منهما لهب نفاذ، أما الأنف فانحناؤه أقوى … والصفة العامة في الرجل هي الإرادة الطاغية والنشاط الدائب.»
مثل هذه الطبيعة كان من المحال أن يغيِّرها الزمان أو يبعث فيها الهرم تأثيره المخدِّر. وها هو ذا فيكتور تيسو Victor Tissot يقارن بينه في عام ١٨٧٥م وبينه في عهد شبابه فيقول: «لم يتغير فيه سوى الشعر الذي اكتسى بريقًا فضِّيًّا خفيفًا. أما الرأس فكما هو؛ لا يزال له نفس التركيب بزواياه الحادة … وظلت لحركاته نفس السرعة والمباغتة … وللسانه نفس القدرة على الدوران كالطاحون … إنه دائمًا ثائر تبدو عليه الرغبة في النضال أو الحض على حرب صليبية، فهو كبركان دائم التفجر؛ في كل ما يفعله وكل ما يقوله خليط من الحمم واللهب والدخان، وإن المرء ليحس بالوهج بمجرد أن يقترب من ذلك الرجل البركان، حتى لتدفعه الرغبة إلى عودة رجال المطافئ ليُبردوا لهيبه.»

وما كان لتلك الحيوية المتدفقة أن تعبِّر عن نفسها إلا على شكل هجوم دائم، وما كان لها أن تحيا إلا حياةً كلها صراع ونضال لا تعرف الهدوء أو السرعة حتى لحظتها الأخيرة. وهكذا كانت حياته هجومًا متواصلًا: على تقاليد الفن عامةً، والموسيقى والشعر والدراما والمسرح بتفاصيلها، وعلى السياسة والمجتمع، وعلى الكنيسة، واليهود والفرنسيين والإيطاليين. كانت ثورة جارفة دعمت الأيام نتائجها وثبَّت التاريخ أركانها، واستمرت عناصرها في كثير من التيارات الموسيقية والدرامية والمسرحية الحالية، بحيث لا يستطيع أحد أن ينكر أن ڤاجنر‎، شأنه شأن كل فنان أصيل، قد ترك في الفنون التي عالجها طابعًا خاصًّا به لا يمكن أن تمحوه الأيام.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤