رحلة هادئة!

نجح الشياطين اﻟ «١٣» في كسب ثقة «يوجاراجا» زعيم عصابة تهريب «الهيروين» إلى مصر …

دخل «عثمان» السجن، واستطاع بدهاء أن يقنع «يوجاراجا» أنه مهرِّب مثله … ثم ساعده على الهرب من السجن، حيث ذهب للإقامة في منزل بعيد على شاطئ بحيرة «قارون»، حيث تصوَّر أنه في مأمنٍ من رقابة الشرطة … التي كانت بالطبع تراقبه ليل نهار.

واتفق «أحمد» مع «يوجاراجا» أن يذهب إلى الهند لجلب كمية كبيرة من «الهيروين» … وأنه بعد عودته سوف يتمكَّن من تهريبه إلى خارج مصر … ومعه ثروة ضخمة …

وارتاح «يوجاراجا» إلى هذا الحل … ومنَح «أحمد» كامل ثقته، وقال له الكثير عن عصابة «مهارشا» التي يتبعها … وهي أكبر عصابة لتهريب «الهيروين» والأفيون إلى مصر …

ثم قام «يوجاراجا» بنزع دبُّوس ثَمِين كان قد أخفاه في شعره وأعطاه ﻟ «أحمد»، وقال له إن زعماء العصابة فقط هم الذين يحملون مثل هذا الدبوس …

وقال له إن مقر العصابة يقع في المسافة بين «الهند» و«سيريلانكا» في منطقة جسر آدم … وإن كلمة السر هي «ماهاويلي» … وإن العصابة هناك سوف تزوده بالهيروين دون أن يدفع شيئًا … على أن يدفع لها الثمن بعد تهريب المخدرات وبيعها في القاهرة …

ترك الشياطين المهرِّبين الثلاثة في منزل بحيرة «قارون» وعادوا إلى القاهرة، ومعهم كَنز ثمين من المعلومات … واتصل «أحمد» برقم «صفر»، وطلب منه الموافقة على سفره مع «بو عمير» و«رشيد» للقيام بالتعرف على العصابة الرئيسية والتعامل معها …

رد رقم «صفر»: خذوا راحة لمدة ثلاثة أيام … ثم ضعوا خُطة واعْرِضوها علينا … إنَّ لنا عميلًا ممتازًا في «مادراس»، وهي أقرب مدن الهند الكبيرة من «سيريلانكا»، ضعوا في اعتباركم أن تتلقوا مساعدة طيبة منه.

قضى الشياطين اﻟ «١٣» الأيام الثلاثة في السفر بين القاهرة و«بحيرة قارون» … فقد كان «أحمد» حريصًا على الحصول على أكبر قَدْر من المعلومات من «يوجاراجا» … عن وسائل الاتصال بالعصابة، وأفضل طرق التهريب … وعن حجم الصفقة التي يطلبها من عصابة «مهارشا».

وكان «يوجاراجا» سعيدًا بهروبه من السجن … وهكذا كتب رسالة إلى العصابة يوصي فيها ﺑ «أحمد»، ويحكي عن المساعدة التي حصل عليها منه … وأنه يعيش الآن حياة سعيدة بعد أن عجزت الشرطة عن الوصول إليه … وأنه سيستأنف نشاطه بعد عودة «أحمد» ومساعدته على الخروج من مصر …

في اليوم الثالث كانت خطة الشياطين جاهزة … ودخل «أحمد» غرفة اللاسلكي ودق الرسالة التالية:

«من «ش. ك. س» إلى رقم «صفر»: أسافر مع «بو عمير» و«رشيد» إلى الهند … محطتنا النهائية هي «مادراس» حيث نقابل عميلنا هناك، عندنا وسائل الاتصال بعصابة «مهارشا» حيث نسلِّمهم خطاب توصية من «يوجاراجا».

سنسعى إلى جمع أكبر كمية من المعلومات عن العصابة، وسنبلِّغكم بها أولًا بأول بواسطة العميل … ليست هناك تفاصيل يمكن تقديمها الآن … ولكن حسب الظروف التي سنمرُّ بها، سنتصرف … نرجو الحصول على إذن من السلطات المصرية بأخذ بعض الأسلحة معنا.»

بعد ساعتين من الرسالة وصلت موافقة رقم «صفر» مع تمنياته بالتوفيق. أما الأسلحة فقال إنهم سيتسلَّمونها في الهند.

على الفور قامت «إلهام» بحجز تذاكر الطائرة على شركة مصر للطيران المسافرة إلى «دلهي» عاصمة «الهند»، حيث يركبون الخطوط الداخلية من «دلهي» في الشمال إلى «مادراس» في الجنوب على شاطئ المحيط الهندي.

وفي السابعة صباحًا من اليوم التالي كان الشياطين الثلاثة يستقلُّون طائرة مصر للطيران من طراز «جامبو» العملاقة في الطريق إلى الهند …

كان «أحمد» يضع الدبوس الذهبي المرصَّع بالجواهر وخطاب «يوجاراجا» في كيس صغير من الجلد في جيبه الداخلي … فقد كان مِفتاح التعامل مع عصابة «مهارشا» … ولم يكن معهم أسلحة حسب تعليمات رقم «صفر» … لأنهم سوف يتسلَّمونها من العميل في «مادراس».

مضت الرحلة هادئة حتى أشرفوا على جبال الهند العالية … ووقعت الطائرة الضخمة في عدد من المطبَّات الهوائية، ولكن القائد البارع استطاع أن يتجاوزها دون صعوبات تُذكر … وبعد نحو عَشْر ساعات من الطيران المتصل، أعلن كابتن الطائرة عن الهبوط في مطار «دلهي» الدولي.

•••

لم يكن في انتظارهم أحد … وقال المسئولون في مطار «دلهي» إن الطائرة المتجهة إلى «مادراس» ستُقلِع بعد ثلاث ساعات.

تجوَّلوا في مطار «دلهي» حتى حان موعد إقلاع طائرة الخطوط الهندية الداخلية في رحلتها إلى «مادراس» … وأسرع الشياطين الثلاثة إليها …

بعد نحو ساعتين كانت الطائرة تهبط في مطار «مادراس» وقد هبط الليل … وكان الشياطين الثلاثة يحسُّون بقَدْر من الرهبة؛ لأنهم مُقبِلون على مغامرة غريبة في عالم غريب …

اتصل «أحمد» من تليفون المطار بعميل رقم «صفر» الذي رد على الفور …

قال «أحمد»: إننا أصدقاء!

رد الرجل: إن عندي تعليمات بخدمة الأصدقاء.

أحمد: هل دبَّرت مكانًا للمبيت؟

الرجل: طبعًا … فيلَّا منعزلة على شاطئ المحيط.

أحمد: كيف نصل إليها؟

الرجل: خارج المطار سيارة من طراز «فيات» صفراء رقم ٧٧٠٧٧٧ (م) … السائق يُدعى «أمين» وسوف يقوم بكل الخدمات … قولوا له «شاملال» أرسلنا.

وضع «أحمد» سمَّاعة التليفون، ثم عاد إلى «رشيد» و«بو عمير» واتجه الثلاثة إلى خارج المطار … بحثوا في موقف السيارات، وشاهدوا السيارة «الفيات» الصفراء، وتأكَّدوا من الأرقام … ووجدوا السائق واقفًا بجوار السيارة … اتجه إليه «أحمد» وقال له: مساء الخير … إن «شاملال» أرسلنا.

رد السائق بأدب: إنني في الخدمة.

وقفز الثلاثة إلى السيارة وانطلقت بهم في ليل «مادراس» المظلم … ظلت السيارة تسير نحو ساعة بسرعة متوسطة حتى خرجت من حدود المدينة، وأشرفت على المحيط … وبعد مسيرة ربع ساعة أخرى وصلوا إلى غابة من أشجار جوز الهند والنباتات الاستوائية …

سارت السيارة بجوارها فترة، ثم انحرف السائق داخلًا إلى شاطئ المحيط … وظهرت فيلَّا قديمة على الشاطئ … مُضاءة بأنوار خافتة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤