الباب الثالث

في النحو

وهو اثنا عشر فصلًا

الفصل الأول: في مبادئ النحو ووجوه الإعراب على مذهب النحويين عامة. الفصل الثاني: في وجوه الإعراب وما يتبعها على ما يُحكى عن الخليل بن أحمد. الفصل الثالث: في وجوه الإعراب على مذهب فلاسفة يونان. الفصل الرابع: في تنزيل الأسماء. الفصل الخامس: في الوجوه التي تُرفع بها الأسماء. الفصل السادس: في الوجوه التي تُنصب بها الأسماء. الفصل السابع: في الوجوه التي تخفض بها الأسماء. الفصل الثامن: في الوجوه التي يَتْبَع بها الاسمُ ما قَبْلَه في وُجوه الإعراب. الفصل التاسع: في تنزيل الأفعال. الفصل العاشر: في الحروف التي تنصب الأفعال. الفصل الحادي عشر: في الحروف التي تَجْزِم الأفعال. الفصل الثاني عشر: في النوادر.

الفصل الأول: في وجوه الإعراب ومبادئ النحو على مذهب عامة النحويين

هذه الصناعة تُسمى باليونانية: غراماطيقي،١ وبالعربية: النحو.
الكلام، ثلاثة أشياء: اسم كزيد وعمرو،٢ وحِمَار وفرَس. وفِعْل؛ مثل: ضَرَبَ يَضْرِب، ومَشَى ويَمْشِي، ومَرِضَ ويَمْرَض. وحَرْف يجيء لمعنًى؛ مثل: هَلْ، وبَلْ. وأهل الكوفة يُسمون حروف المعاني: الأدوات، وأهل المنطق يُسمونها: الرباطات. النعت؛ كقولك: زيد الطويل، فالطويل هو النعت،٣ ويُسَمَّى صفة. والخبر؛ كقولك: زيد طويل، فقولك: طويل، هو خبر.
الحركات التي تَلْزَم أواخِرَ الكلام للإعراب ثَلاث: رفع، ونَصْب، وخَفْض. وقد تُسمى أيضًا ضمًّا، وفتحًا، وكسرًا، وقد يُسَمَّى الخفض أيضًا جَرًّا.٤ وقد فرَّق البصريون بين هذه الأسماء فجعلوا الرفع لِما دخل على الأسماء المتمَكِّنة التي يَلْزمها الإعراب بالحركات الثلاث؛ مثل قولك: زيد وعمرو وعبد الله. وجعلوا الضم لما بُني مضمومًا؛ مثل: نحن وقط وحيث. وجعلوا النصب للأسماء المتمكنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث، وجعلوا الفتح لما بُني مفتوحًا، نحو: أين وكيف وشَتَّانَ. وجعلوا الخفض للأسماء المتمَكِّنة التي يَلْزَمها الإعراب بالحركات الثلاث، وجعلوا الكسر لما بُني مكسورًا، نحو: هؤلاءِ وأَمْسِ وجَيْرِ،٥ وكذلك فعلوا في الجزم والوَقْف، جعلوا الجزم في الأفعال لما جُزم بعامل، والوقف لما بُني ساكنًا، نحو: لَمْ وقَدْ وهَلْ.

الفصل الثاني: في وجوه الإعراب وما يتبعها، على ما يُحْكَى عن الخليل بن أحمد

الرفع: ما وقع في أَعْجاز الْكَلِم مُنَوَّنًا، نحو قولك: زيد. والضم: ما وقع في أَعْجاز الْكَلِم غير مُنَوَّن، نحو: يفعل. والتوجيه: ما وقع في صدور الكلم، نحو عين عُمَر، وقاف قُثَم.٦ والحشو: ما وقع في الأوساط، نحو جيم رجل. والنجر: ما وقع في أعجاز الأسماء دون الأفعال غير منوَّن مما يُنَوَّن؛ مثل اللام من قولك: هذا الجبل. الإشمام: ما وقع في صدور الكَلِم المنقوصة، نحو قاف قيل إذا أُشِمَّ ضَمَّةً. النصب: ما وقع في أعجاز الكَلِم مُنَوَّنًا، نحو: زيدًا. الفتح: ما وقع في أعجاز الكلم غير منون، نحو: باء ضرب. القعر: ما وقع في صدور الكلم، نحو ضاد ضرب. والتفخيم: ما وقع في أوساط الكلم على الألِفات المهموزة، نحو: سأل. الإرسال: ما وقع في أعجازها على الألفات المهموزة، نحو ألف قرأ. والتيسير: هي الألفات المستخرجة من أعجاز الكلم، نحو قول الله تعالى: فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا. الخفض: ما وقع في أعجاز الكلم منونًا، نحو: زيد. والكسر: ما وقع في أعجاز الكلم غير منون، نحو لام الجمل. والإضجاع: ما وقع في أوساط الكلم، نحو باء الإبل. والجر: ما وقع في أعجاز الأفعال المجزومة عند استقبال ألف الوصل، نحو: لم يذهب الرجل. والجزم: ما وقع في أعجاز الأفعال المجزومة، نحو باء اضرب. والتسكين: ما وقع في أوساط الأفعال، نحو فاء يفعل. والتوقيف: ما وقع في أعجاز الأدوات، نحو ميم نعم. والإمالة: ما وقع على الحروف التي قبل الياءات المرسلة، نحو: عيسى وموسى، وضدها: التفخيم. النبرة: الهمزة التي تقع في أواخر الأفعال والأسماء، نحو: سبأ، وقرأ، وملأ.

الفصل الثالث: في وجوه الإعراب على مذهب فلاسفة اليونانيين

الرفع عند أصحاب المنطق من اليونانيين واو ناقصة، وكذلك الضم وأخواته المذكورة. والكسر وأخواته عندَهم ياء ناقصة. والفتح وأخواته عندهم ألف ناقصة. وإن شئت قلت الواو الممدودة اللَّيِّنَة ضَمَّة مُشْبَعَة، والياء الممدودة اللينة كسرة مُشْبَعَة، والألف الممدودة فتحة مُشْبَعَة، وعلى هذا القياس. الرَّوْم والإشمام، نسبتهما إلى هذه الحركات كنسبة الحركات إلى حُروف الْمَدِّ واللِّين، أعني الألف والواو والياء.

الفصل الرابع: في تنزيل الأسماء

الاسم السالم المتمَكِّن، نحو: زيد، وعمرو، وحِمار، وفرس.

الاسم المضاف، نحو: عبد الله، وصاحب الفرس. الاسم المعتل، مثل: غازٍ، وقاضٍ، ومشترٍ، ومُفْتَرٍ. الاسم المقصور، نحو: قفًا، وعصًا، ورحًى، ومصطفى، وعيسى، وموسى. الاسم الممدود، نحو: سماء، ولقاء. الاسم المنقوص، مثل: يد، ودم، وأخ، وأب.

ما لا ينصرف من الأسماء، نحو: إبراهيم، وإسماعيل، وعطشان، وأحمد، وطلحة، وحمزة. الاسم المعدول، نحو: حَذَامِ، وقَطَامِ، ورَقَاشِ، عُدلت عن: حاذِمَة، وقَاطِمَة، ورَاقِشَة.

الأسماء المبهَمة،٧ مثل: هذا، وذاك، وهذه، وتلك. الأسماء المضمَرة،٨ مثل: أنت، وهو، وهي.

الفصل الخامس: في الوجوه التي تُرفع بها الأسماء

الوجوه التي تُرفع بها الأسماء سبعة:٩ المبتدأ وخبره، كقولك: زيد منطلق، فزيد المبتدأ، ومنطلق خبره. والفاعل، كقولك: ذهب زيدٌ، وضرب زيدٌ عَمْرًا. والمفعول الذي لم يُسَمَّ فاعلُه،١٠ مثل: ضُرِبَ زيدٌ، ودُخِلَ البيتُ. والأفعال التي ترفع الأسماء بعدَها وتنصب الأخبار، وهي: كان، وليس، وصار، وما زال، وأصبح، وأمسى، وظل، وبات. والحروف التي ترفع بعدَها الأسماء والأخبار، وهي: أين، وكيف، ومتى، وهل، وبل. والحروف التي تنصب الأسماء بعدَها وترفع الأخبار، وهي: إن، وأن، وكأن، ولكن، وليت، ولعل.١١

الفصل السادس: في الوجوه التي تُنصب بها الأسماء

النصب يدخل الأسماء من ثلاثةَ عَشَرَ وجهًا:١٢ المفعول، مثل قولك: ضربت عَمْرًا. وخبر ما لم يُسَمَّ فاعلُه، مثل قولك: أُعْطِيَ زيدٌ درهمًا، فزيد مفعول به، ودرهمًا مفعول ثانٍ. وخبر كان وأخواتها، مثل: كان الله غفورًا رحيمًا. والمصدر، نحو قولك: قَتَلْتُ قَتْلًا، وأَكَلْتُ أَكْلًا. والظَّرْف كقولك: ذهب زيدٌ اليومَ، ويذهب غدًا، وزيد خَلْفَك، وفوقَك، وتحتَك. والتعجب، كقولك: ما أحسنَ زيدًا، وما أكرمَ عَمْرًا. والحال، كقولك: خرجْتُ ماشيًا، وهذا زيدٌ قائمًا. والتمييز، كقولك: هو أحسنُ مِنْكَ ثَوْبًا، وأكبر مِنْك سِنًّا، وهذه عشرون درهمًا. والاستثناء من الْمُثْبَت، كقولك: أتاني القومُ إلا زيدًا. والنفي بلا، كقولك: لا مالٌ لك، ولا بَأْسٌ عليك. والنداء، إذا كان المنادى مضافًا أو نكرة، كقولك: يا عبدَ الله، ويا راكبًا بلغ. والمدح والذم بإضمار أَعْنِي، كقولك: الحمد لله، أَهْلَ الْحَمْد، ومعناه: أَعْنِي أهلَ الحمد، وكقول الله عز وجل: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ في قراءة مَنْ نَصَبَ حَمَّالَةَ، معناه: أَعْنِي حَمَّالةَ الحطَب.

الفصل السابع: في الوجوه التي تُخفض بها الأسماء

الخفض يدخل الأسماء من وجهين: أحدهما الإضافة إلى اسم أو إلى ظَرْف، كقولك: دار زيد، وكقولك: بعدَ عمرو وقبلَ سعد. والوجه الثاني: حرف المعنى، وحروف المعاني الخافضة: مِنْ، وعَنْ، وعلى، وإلى، والكاف الزائدة، والباء الزائدة، واللام الزائدة، ورُبَّ.١٣

الفصل الثامن: في الوجوه التي يَتْبَع بها الاسمُ ما قبلَه في وجوه الإعراب كلها

الوجوه التي تتبع بها الأسماء ما قبلَها ثلاثة: العطف، والبدل، والصفة.١٤ فالعطف هو النسق، وحروفه عشرة: الواو، والفاء، وثم، وأو، وأَمْ، ولا، وبل، ولكن، وأما، وإما. والبدل على وجهين: بدل بيان، كقول الله عز وجل: لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ، وبدل غَلَط، كقولك: مررت بفَرَسٍ حِمارٍ. والصفة هي في حَيِّز المفعول به لا شيء آخَر مُبايِن له. النعت، كقولك: مررت برجل ذي مال، ومررت بالرجل الحسن.

الفصل التاسع: في تنزيل الأفعال

الأفعال أربعة أجناس:١٥ فعل قد مضى، كقولك: أَكَلَ أَمْسِ، وذَهَبَ، وهو مفتوح أبدًا. وفعل مستقبل، كقولك: هو يأكل غدًا. وفِعْل ما أنت فيه، ولفظه ولفظ المستقبل واحد، ويُسَمَّيان معًا الفعل المضارع؛ لأنه يضارِع الأسماءَ بقبول وُجوه الإعراب. وفعل مبنيٌّ للأمر، كقولك: كُلْ، واذْهَبْ، وهو عندَ بعضهم مجزوم بعامل وهو لام الأمر.

الفصل العاشر: في الحروف التي تُنصب بها الأفعال

الحروف التي تَنْصِب الأفعالَ المضارعة، هي: أن، ولن، وكي، وكيما، وكيلا، واللام المكسورة. ومن الحروف النواصب ما ينصب الفعل المضارع في حال ولا ينصبه في أخرى، وهو: حتى، وإذا، وأَلَّا، والفاء، والواو، وأو. فأما حتى فإنها تنصب لا مَحالةَ إذا تقَدَّمها فعلٌ غيرُ واجب كالأمر والنهي والاستفهام، فإذا تقدمها فعل واجب رَفَعَتْ في حالٍ ونَصَبَتْ في أخرى، مثل قول الله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ يجوز فيه النصب إذا كان معناه: ليقولَ الرسول، ويجوز فيه الرفع إذا كان معناه: حتى قال الرسول. وأما إذا فإنها تنصب في أول الكلام لا غير إذا لم يكن بينها وبين الفعل حاجزٌ غير اليمين فإنها لا تحجز، تقول: واللهِ إذًا لا أفعلُ، بالرفع، وإذًا واللهِ أفعلَ، بالنصب، بطرح «لا». وألَّا إذا كانت بمعنى أنَّ المشددة ارتفع ما بعدَها، كقول الله عز وجل: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ، أي أنهم لا يقدرون على شيء. والفاء تنصب إذا كان الفعل جوابًا لما ليس بواجب، وكذلك الواو، إلا أن معناها غير معنى الفاء، وكذلك «أو» إذا كانت بمعنى «حتى».

الفصل الحادي عشر: في الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة١٦

الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة: لم، ولَمَّا، وأَلَمْ، وأَلَمَّا. وحروف الجزاء، وهي: إنْ، وما، ومَهْما، وإذْ ما، وحَيْثُما، ومَنْ، وأَنَّى، وأَيْنَ، وأَيْنَمَا، ومَتَى، ومَتَى ما، وكيفَ، وكَيْفَما. هذه تجزم الشرط والجزاء معًا، كقولك: إنْ تضرِبْني أضرِبْك، وما تفعلْ أفعلْ، ونحو ذلك. والفعل يُجزم إذا كان جوابًا لما ليس بواجب، وما ليس بواجب هو: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنفي، والعَرْض. وهذه إذا أدخلت الفاء في جوابها انتصبَتْ، تقول: زُرْنِي أَزُرْكَ، ولا تفعلْ يَكُنْ خيرًا لك، ولَيْتَكَ عِنْدَنا فنكرِمَك، وألا ماءَ أشربه.

الفصل الثاني عشر: في النوادر

الإغراء، كقولك: دُونَكَ زيدًا، وعَلَيْكَ عَمْرًا. التوكيد، كقولك: مررتْ بقومِك أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ وكُلِّهم. الظروف، هي التي يسميها أهل الكوفة الْمَحَالُّ، وهي عندَ الْبَصْرِيِّينَ على نوعَيْنِ: ظَرْف زمان، وظَرْف مكان، فالزماني: كاليوم، وأمسِ، وغدًا. وظرف المكان مثل: فوقَك، وتحتَك، وخَلفَك، وقُدَّامَك. التَّبْرِئَة،١٧ كقولك: لا مالَ لي، وهو النفي. النُّدْبَة، كقولك: وا غُلامَاهُ، وا أَبَاهُ، وا ابْنَاهُ، وا زَيْدَاهُ. الْعِمَادُ عندَ أهل الكوفة، كقولك: زَيْدٌ هو الظَّرِيف، ﻓ «هو» الْعِماد عندَهم. جمع التكسير، مثل: دراهم جمع درهم، وكِلاب جمع كَلْب، وإنما سُمي جمع التكسير لأن لفظ الواحد تغيَّر عن حاله، وضِدُّه جَمْع السَّلَامَة،١٨ وهو كالصالحين والصالحات، وإنما سُمِّيَ جمع السلامة لأن لفظ الواحد ثابت على حاله. الترخيم١٩ في النداء أن يقال: يا حَارِ، ومعناه: يا حارِثُ.
١  غراماطيقي: الغراماطيقي هو علم الصَّرْف واشتقاق الكلمات، لا علم النحو كما يقول المؤلف، بل علم النحو هو اسمه سينتاكس.
٢  كزيد وعمرو: ليس في التمثيل بزيد وعمرو إشارة إلى نوعين من أنواع الاسم بل هما شيء واحد، وكذلك قوله: حِمار وفَرَس. وكان الأَوْلَى أن يمثِّل هكذا: كزيد وفرس، وشجَر وحَجَر، إشارة إلى أنواع اسم الذات الأربعة التي هي اسم الإنسان والحيوان والنبات والجماد. وكان الأَوْلَى به أن يُمَثِّل للفعل بأمثلة أبواب الثلاثي المجرد، كنَصَرَ وضَرَبَ وفَتَحَ وعَلِمَ وحَسُنَ ووَرِثَ، حتى يكون في التمثيل إفادة.
٣  هو النعت: مفهوم كلامه أن النعت هو الصفة، وليس الأمر كذلك، بل النعت عبارة عن الحلية الظاهرة الداخلة ماهية الشيء وما شاكَلَها كالأنف والأصابع والطول والقِصر ونحو ذلك، والصفة عبارة عن العوارض كالقيام والقعود ونحو ذلك، والله تعالى يُوصف ولا يُنعت، إلا أن يقال إن علماء النحو لا يفرِّقون بين النعت والصفة.
٤  اصطلح النحاة على أن يُسموا حركات الإعراب: رفع ونصب وجر، أو خَفْص وضم وجزم. وحركات البناء: ضم وفتح وكسر وسكون، والتفريق بين المعرَب والمبنيِّ.
٥  جَيْرِ، بفتح الجيم وكسر الراء من غير تنوين: كلمة جَوَاب بمعنى نَعَمْ، وكلمة يَمِين أي حقًّا، والعرب يقولون: جَيْر لَآتيك، أي حقًّا لآتينك.
٦  قُثَم، بوزن عُمَر: الكثير العطاء والْجَمُوع للخير والْجَمُوع للشر أيضًا، فهو من الأضداد، واسم ابْنٍ لسيدنا العباس بن عبد المطلب.
٧  الأسماء المبهَمة، هي نوعان: اسم الإشارة كما مَثَّلَ، واسم الموصول، ولم يذكره، وهو: الذي والتي ومَنْ وما.
٨  الأسماء المُضْمَرة، لم يمثِّل لضمير المتكلم بل أتى بمثالين بضمير الغائب أحدهما للمذكر والثاني للمؤنث، وكان الأَوْلَى أن يكتفي بواحد ويذكر ضمير المتكلم.
٩  لا بل ثمانية كما تَراه بَعْدُ.
١٠  وهو نائب الفاعل، ولم يذكر تمام السبعة، ونحن نكملها فنقول: والخامس: خبر باب إن وأخواتها، والسادس: اسم باب كان وأخواتها، والسابع: خبر ما ولا المشَبَّهَتَيْنِ بِلَيْسَ، والثامن: خبر لا التي هي لنفي الجنس مثل: لا فاعلَ شَرٍّ فائزٌ.
١١  لم يذكر «إلا» في الاستثناء المنقطع ولا «لا» التي لنفي الجنس.
١٢  بل أربعةَ عَشَرَ وجهًا، وهي هذه: المفعول المطلَق وهو المصدر، والمفعول به، والمنادَى منه، والمفعول فيه، والمفعول له، والمفعول معه، والحال، والتمييز، والمستثنى، وخبر باب كان وأخواتها، واسم باب إن وأخواتها، وخبر ما ولا المشبَّهَتَيْنِ بِلَيْسَ، واسم «لا» لنفي الجنس، وما مَثَّلَ به للتعجب والمدح والذم داخِلٌ.
١٣  حروف الجر واحد وعشرون حرفًا، المتفق عليه منها، وهو الذي لا يكون إلا حرف جر، عشرة: مِنْ، وإلى، وعَنْ، وعلى، وفي، ورُبَّ، والكاف، والباء، وواو القسم وتاؤه. والباقي يكون حروف جر بشروط، وهي: لولا، ولا تَجُرُّ إلا ضميرًا متصلًا في محل رفع على الابتداء، مثل: لولاك يا رحمة الله لهلك الناس. وحتى، ولا تكون حرف جر إلا إذا كان ما بعدها جزءًا مما قبلها، نحو: أكلت السمكة حتى رأسِها. وخلا وعدا وحاشا، تكون حروف جر، وتكون حروف استثناء فيُنصب ما بعدَها، ويتعين النصب إذا دخل عليها ما، نحو: جاء الناس ما عدا زيدًا. ومُذْ ومنذ، يكونان حرف جر إذا دخلا على اسم ظرف زمان، مثل: ما جئت عندَه مُذْ أو مُنْذُ يومِ الجمعة. وكي، ولا تكون حرف جر إلا إذا دخلت على ما الاستفهامية، مثل: كَيْمَ فَعَلْتَ؟ أي لماذا فعلت. ولعل، تكون حرف جر في لغة بني عَقِيل فقط. ومَتَى، تكون حرف جر في لغة بني هُذَيْل بمعنى مِنْ.
١٤  ترك اثنين تكملة الخمسة، وهما: عطف البيان وعطف النسق.
١٥  المعروف أن الأفعال ثلاثة: ماضٍ، ومضارع، وأمر. والمضارع يشمل الحالَ والاستقبال، فلا حاجة إلى عدها أربعة.
١٦  جعله إياها حروفًا كلها، ليس على إطلاقه، بل منها ما هو أحرف، وهي: لم، ولمَّا، ولام الأمر، ولا في النهي، وإن الشرطية. وما عداها أسماء، منها ما يختص بالزمان، ومنها ما يختص بالمكان، ومنها ما هو للإنسان، ومنها ما هو لغيره.
١٧  التبرئة: لام التبرئة هي اللام النافية للجنس، مثل: لا أحدَ أَغْيَرُ من الله. وهي من نواصب الاسم وروافع الخبر، واسمها مبنيٌّ معها على الفتح في محل رفع على أنه مبتدأ.
١٨  جمع السلامة، وهو قسمان: جمع المذكر السالم كالصالحين، وجمع المؤنث السالم كالصالحات.
١٩  الترخيم: هو حَذْف آخِرِ المنادَى المفرد، مثل: يا حارِ، وأصله: يا حارِثُ، فإذا حُذف الحرفُ الأخيرُ يبقَى الحرفُ الذي ما قَبْلَه على حركته قَبْلَ الحذف، أو يُبنى على الضم كأنه آخِرُ الِاسْمِ حقيقةً فنقول: يا حارِ، بكسر الراء ويا حارُ بضمها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤