الباب الثالث

في الطب

وهو ثمانية فصول

الفصل الأول: في التشريح. الفصل الثاني: في ذكر الأمراض والأدواء. الفصل الثالث: في الأغذية. الفصل الرابع: في الأدوية المفردة. الفصل الخامس: في أدوية مفرَدة مشتبهة الأسماء. الفصل السادس: في الأدوية المركبة. الفصل السابع: في أوزان الأطباء ومكاييلهم. الفصل الثامن: في النوادر.

الفصل الأول: في التشريح

الشرايين، هي العُروق النابضة، واحدها شِرْيان، ومَنْبِتُها من القَلْب، تنتشر فيها الحرارة الغَرِيزية، أي الطبيعية، وتجري فيها الْمُهْجَة، وهي دَمُ القلب. وأما العُروق غير النوابض فمَنْبِتُها من الكبد، ويَجْرِي فيها دمُ الكبد. ومن الشرايين: الْأَبْهَرَانِ، وهما يَخْرُجانِ من القلب ثم يتشَعَّبُ منهما سائرُ الشرايين. ومن العروق المشهورة غير الضوارب: الباسِلِيق، وهو في اليَدِ عند الْمَرْفِق في الجانب الإِنْسِيِّ إلى ما يَلِي الإِبْطَ. والقِيفَال: عند الْمَرْفِق أيضًا في الجانب الوَحْشِيِّ. والْأَكْحَل: بين الباسِلِيق والقِيفَال. واسم الأَكْحَل عَرَبِيٌّ، وأما الباسِلِيق والقِيفَال فمُعَرَّبَانِ. الوَدَجَانِ: عِرْقانِ في العُنُق، أحَدُهما الوَدَج الظاهر، والآخَرُ الوَدَج الغائر، والوَدَج والوِدَاج لُغَتَانِ، والجمع أوداج. حبل الذراع: عِرْق في ظاهر الساعد، وهو من شُعَب القِيفَال. الْأُسَيْلِم: عِرْق بين الخِنْصِر والبِنْصِر، وهو من شُعَب الباسِلِيق، وهو مُعَرَّب. الصافِن: عِرْق في الساق يظهر عند الكَعْب الداخل في الجانب الإنسي. عِرْقُ النَّسَا، بفتح النون، مَقْصُور: قُبَالَةَ الصافِنِ في الجانب الوحشيِّ. العَضَل، واحدتها عَضَلَة، وهي أشياءُ جعلها الله تبارك وتعالى آلات الحركة الإرادية للحيوان، مركَّبة من لَحْم وعَصَبٍ ورُبُط، وأعظَمُها في الإنسان عَضَلَة الساق، وأصغَرُها عَضَلَة العَيْن التي تُحَرِّكُ أجفانَها. النُّخَاعُ: العِرْق الأبيض الذي في فَقَار الظَّهْر، وينبت منه ومن الدماغ العَصَب. طَبقات العَيْن، سُميت بالأشياء التي تشبهها، كالْمَشِيمة شُبهت بالْمَشِيمة وهي التي فيها الولد في البطن، والشَّبَكِيَّة شُبِّهَتْ بالشَّبَكَة، والعَنْكُبوتِيَّة شُبِّهَتْ بنسيج العَنْكَبُوت، والقَرَنِيَّة شُبهت بالقَرْن في صلابته. والْمُلْتَحِم: هو بَيَاض الْمُقْلَة. قَصَبَة الرِّئَة: هي الحُلْقُوم، وهو مَجْرَى النَّفَس المتصِل بالرئة فقط، وهو إلى قُدَّامِ الْمَرِيء، وهو مَجْرَى الطعام والشراب إلى الْمَعِدَة، وهو إلى القَفَا. الحَنْجَرة: هي العَظْم النَّاتِئُ في العنُق تحت اللَّحْيِ، وهي آلة الصَّوْتِ. الْمَعِدَة للإنسان: بمنزِلة الكَرِش للشاة. البَوَّاب: مِعًى متصل بالمعِدَة من أسفل، ينضَمُّ عند دخول الطعامِ المعدةَ إلى أن يَنْهَضِمَ، فحينئذٍ ينفتحُ بإذن الله تعالى؛ ولذلك سُمي البَوَّاب. الاثْنَا عَشَرِيُّ: مِعًى متصل بالبوَّاب، طُوله اثنتا عشْرةَ إصْبَعًا. الْمِعَى الصائم: مِعًى يلي الاثْنا عَشَرِيَّ؛ يُسَمَّى صائمًا لأنه لا يَثْبُتُ فيه الطعامُ. الْمَرَابِض: مَجارِي الطعام والغذاء من المعِدَة إلى الكبد. القُولُون: هو الْمِعَى الذي يحدث فيه القُولَنْج، ومنه اشتُقَّ. الأَعْوَر: مِعًى على هيئة الكِيس، وسُمِّيَ الأعورَ لأنه لا مَنْفَذَ له، ويُسَمَّى الْمِمْرَغَة. الْمِعَى المستقيم: هو مَخْرَج الثُّفْل، وطَرَفه الذي تسميه العامة السُّرْم. الحِجَاب: هو شَبِيه بالجِلْد يَأْخُذ مِنْ رَأْس القَصِّ إلى الظَّهْر، فيتصل بتجويف البطن، فيكون في التجويف الأعلى الرئة والقلب، وفي التجويف الأسفل سائر الأحشاء. الْمَسَامُّ: المنافذ التي يخرج منها العَرَق، ولا واحِدَ لها من لفظها إلا السم، ومثاله: الْمَذاكر، والْمَحاسن، والمعالي، ولا واحدَ لشيء من هذه من بِناءِ جَمْعِه، وكذلك مَرَاقُّ البطن: ما رَقَّ منه ولَانَ، ولا واحدَ لها من بِناء جمعها.

الفصل الثاني: في الأمراض والأدواء

السَّعْفَة في الرأس والوجه: قُروح فيه، وربما كانت قَحِلة يابسة، وربما كانت رَطْبَة يَسِيل منها ماء صَدِيد. الحَزَاز، والْإِبْرِيَّة، والْهِبْرِيَّة، في الرأس: شيء كالنُّخَالة فيه. الْبَهَق: بياض على الجِلد دون البَرَص، وربما يكون أسود. الشَّرَى: داء يأخذ في الجلد أحمر كهيئة الدراهم. الحَصَف: بُثُور تهيج من كثرة العَرَق. القُوباء: معروفة، وهي خلط غليظ يظهر إلى ظاهر الجلد ويأخذ فيه. الجُذَام: علة تُعَفِّن الأعضاء وتُشَنِّجها وتُقرحها وتُبِحُّ الصوتَ وتمرِّط الشعر. الشعيرة في الجفن: ورم مستطيل. الجساء: أن يَعْسُرَ فتحُ العينين على الإنسان إذا انتبه من النوم. الحفر في الأسنان: ما يلتصق بها ظاهر وباطن. الصُّنَان: هو رائحة الآباط والأرفاغ١ المنْتِنَة. العِذْيَوْط، من الرجال: الذي يُحدث إذا جامع. الخَلُوف: تغيُّر فَمِ الرجل إذا جاع. قَمِرَت العينُ تَقْمَر قَمرًا، إذا نظرت إلى ثلج فأصابها فساد في بصرها، وذلك إذا أدامت النظر إلى الثلج. السَّحْج: تقشُّر الجلد ونحوه. الخنازير: أشباه الغُدَد في الآباط والأُرْبِيَّة.٢ السَّرَطان: ورَمٌ صُلْب له أصل في الجسد كبير تَسقِيه عُروق خُضْر. السَّلْعَة، بفتح السين وتسكين اللام: زيادة تحدُث في الجسد تتحرك إذا حُركت بلا ألم، مثل حِمَّصَة إلى بِطِّيخَة. النَّمْلَة: بُثور صِغار مع وَرَمٍ قليل وحكَّة وحُرْقة وحرارة في اللمس تُسرع إلى التقَرُّح. النار الفارسية: نُفَّاخات ممتلئة ماءً رقيقًا تخرج بعد حَكَّة ولَهِيب. الداحس: وَرَمٌ يأخذ في الأظفار ويظهر عليها شَدِيد الضريان. ومما يتصل بهذا الباب ذوات السموم، منها: الجرارات، وهي عقارب صِغار تجر أذنابها وتكون ببلاد الخوز، ويقال لها بالنَّبَطِيَّة: كرورًا. الرُّتَيْلاء: جنس من العناكب يشبه المسمَّى منها الفُهَيْد، وهي صغيرة. الشَّبَث: يشبه العنكبوت العظيم الطويل الأرجل. النِّمْس: دابة، قال الخليل: هو سَبُع من أخبث السباع. الكلْب الكَلِب: الذي يُجَنُّ ويَكْلَب ويمتنع من الأكل ويهرب من الماء، وإذا عض إنسانًا هاجت به أعراض رديئة وصار يفزع من الماء ومن كل شيء رَطْب إلى أن يموت عطشًا. الشقيقة: صداع في شق واحد من الرأس. الدُّوَار: هو أن يكون كأنه يدور ما حَوَالَيْهِ وتُظْلِم عينُه ويَهُمُّ بالسُّقوط، يُقال: دِير به يُدار دُوارًا. السِّرْسَام: حُمَّى دائمة مع صُداع وثِقَل في الرأس والعين وحُمْرة فيها شديدة وكراهيَة الضوء. السَّكْتَة: أن يكون الإنسان ملقًى كالنائم يَغُطُّ من غير نوم ولا يحس إذا نُخس، يُقال: أُسْكِتَ الرجل إسكاتًا، إذا أصابتْه سَكْتَة. السُّبَات: أن يكونَ الرجل ملقًى كالنائم، يُحِسُّ ويتحرك، إلا أنه مُغْمَض العين، وربما فتحها ثم عاد. الشُّخُوص: أن يكون ملقًى لا يَطْرِف وهو شاخص. الفالِجُ: معروف، وهو استرخاءُ أحدِ الجانبين من الإنسان، وقد فَلِجَ فلانٌ: إذا ذهب الحِسُّ والحركة عن بعض أعضائه. الخَدَر: أن يَعْرِضَ في يَدِ الرجل أو رِجْلِهِ خَدَرٌ لا يُزايِلُه. اللَّقْوَة: أن يَتَعَوَّجَ وجهُ الإنسان فلا يَقْدِر على تغميضِ إحدى عينيه، وقد لُقِيَ فهو مَلْقُوٌّ. التشنُّج: أن يتقلَّصَ عضو من أعضائه. التُّخْمَة، معروفة، مشتقة من الوَخَامَة، وتاؤها واو، مِثْل التهمة من الوَهْم، واللغة الفصيحة فيها فتح الخاء. والصَّرَع: أن يكون الإنسان يَخِرُّ ساقطًا ويَلْتوي ويضطرب ويفقد العقل، وقد صُرع يُصْرَع صَرَعًا. الكابوس: أن يُحِسَّ في النوم كأن إنسانًا ثقيلًا قد وقع عليه وضَغَطَهُ وأخَذَ بأنفاسه. المالنخوليا: ضَرْب من الجنون، وهو أن تحدثَ للإنسان أفكارٌ رديئة، ويغلبَه الحزن والخوف، وربما صرخ ونطق الأفكار الرَّدِيَّة، وخَلَطَ في كلامه. السَّبَل في العين: أن يكونَ على بياضها وسوادها شِبْهُ غِشاء ينتسج بِعُروق حُمْر غِلَاظ. الظَّفَرَة: غشاء يأتي من الماقِ الذي يَلِي الأنف على بياض العين إلى سوادها. الطَّرْفَة: أن تحدُثَ في العين نقطةٌ حمراءُ من ضَرْبَةٍ أو من غيرها. الانتشار: اتساع ثَقْب الناظر حتى يلحق البياض من كل جانب، من ضَرْبَة أو عَقِبَ صُداع شديد. الغَرْب: هو أن يَرْشَحَ ماءُ العين ويَسِيلَ منها إذا غُمِزَ صديدٌ، وهو الناصُور أيضًا، وربما يكون الناصور في مواضعَ أُخَر. البواسير في الأنف: أن يَنْبُتَ لحمٌ داخلَ الأنف فيَحْتَشِي به، واحدها باسور، وقد يكون في الأنف السَّرَطان، وقد مر تفسيرُه. الخَشَمُ: فقدان حاسَّة الشم، ورجل أَخْشَم: لا يُحِسُّ رائحةً طيبة ولا خبيثة، مشتقة من الخيشوم، كأنما أصيب خيشومه. القُلَاع: بُثُور في الحَنَكَيْنِ واللسان. الضِّفْدَع: غُدَّة تَنْعَقِد تحتَ اللسان. الخُنَّاق: أن يحدث في الْمَبْلَع ضِيق، يُقال: له خوانيق، وهو مخنوق. ذات الجَنْب: وَجَعٌ تحت الأضلاع ناخِسٌ مع سُعَال وحُمَّى. ذاتُ الرِّئَة: قُرْحَة في الرئة يَضِيق منها النَّفَس. الشَّوْصَة، قال الخليل: رِيح تَنْعَقِد في الأضلاع، وشاصَتْهُ شَوْصَةٌ. السُّلُّ: أن يَنْتَقِصَ لَحْمُ الإنسان بعدَ سُعالٍ مُزْمِن ونَفَثٍ شديد. معنى الْمُزْمِن: العَتِيق، وهو مُشْتَقٌّ من الزَّمَان، يُقال: مَرَضٌ مُزْمِنٌ، أي طويل، والْمُزْمِن: الذي يُورِث الزَّمَانَة أيضًا. الهَيْضَة: مَغَسٌ وكَرْبٌ يحدث بعدَهما قَيْءٌ واختلاف، وقد هِيضَ الرَّجُل، أي أصابَتْه هَيْضَة، ومعنى الهَيْض: الكسر. الشهوة الكَلْبِيَّة: أن يَدُومَ جُوعُ الإنسان ثم يأكل الكثير ويثقل ذلك عليه فيَقِيئه أو يَغْثِيه، يُقال: كَلِبَت شهوتُه كلَبًا، كما يُقال: كَلِبَ البردُ إذا اشتد، ومنه الكَلْب الكَلِب: الذي يُجَنُّ. اليَرَقَان والْأَرَقَان: هُما صَفَار، وهو أن تَصْفَرَّ عَيْنا الإنسان ولونُه لِامتلاء مَرارتُه واخْتِلاطِ الْمِرَّة الصفراء بدمه، يقال: أَرِقَ الرجل فهو مأروق. الاستسقاء: أن ينتفخ البطن وغيره من الأعضاء، وهو ثلاثة أنواع: زِقِّيٌّ، وطَبْليٌّ، ولَحْمِيٌّ. فأما الزِّقِّيُّ فهو أن ينتفخَ البطن وتَنْتُؤَ السُّرَّةُ وتَسْمَعَ خَضْخَضَتَهُ إذا حَرَّكْتَهُ. واللَّحْمِيُّ: أن يكون في الأجفان والأطراف وَرَمٌ رِخْو وتَرِمُ الْأُنْثَيَانِ ويَتَرَهَّلَ الوجه والبدن كله. والطَّبْلِيُّ: أن يكون البطن منتفخًا متمددًا يُسمع منه إذا ضُرب مِثْلُ صوت الطَّبْل، وسُمي هذا الداء: الاستسقاء والسقي؛ لدوام عطش صاحبه. القُولَنْج: اعتقال الطبيعة لانسداد الْمِعَى المسمى قُولون. الخِلْفَة: أن لا يلبثَ الطعامُ في البطن اللُّبْثَ المعتاد بل يخرج سريعًا وهو بحالِهِ لم يتغير مع لَذْعٍ ووجَعٍ في البطن واختلاف صديدي. الزَّحِير: مشتق من التزَحُّر، وهو معروف. الحَصَاة: حَجَر يتوَلَّد في المثانة أو الكُلْيَة من خَلْط غليظ ينعقد فيها ويتحجَّر. سَلَسُ البَوْل: أن يَكْثُرَ بَوْلُ الإنسان بلا حُرْقَة. البواسير، في الْمِقْعَدَة: أن يخرجَ منها دَمٌ غَلِيظٌ عَبِيطٌ بدور، وربما كان بها نُتُوٌّ أو غُؤُورٌ يَسِيل منها صَدِيد، وربما كان معلقًا أيضًا معها، والنواصير ربما تحدث فيها. الرَّحَا: عِلَّة تحدُث للمرأة تُشْبِهُ حالُها حالَ الحُبْلَى في عِظَم البطن وفساد اللون واحتباس الطَّمْث. الفَتْق: أن يكون بالرَّجُل فَتْقٌ في مَرَاقِّ بطنِه، فإذا هو استلقَى وغَمَزَهُ إلى داخل غاب، وإذا استوى عاد. القَرْو: أن تعظُم جِلْدَة البَيْضَتَيْنِ لرِيحٍ فيها أو ماءٍ، أو نُزول الأمعاء، أو الثَّرْب، ويُقال له أيضًا: قَرْوَة. النِّقْرِس: ورم في المفاصل لموادَّ تَنْصَبُّ إليها. عِرْق النَّسَا، مفتوح مقصور: وجع يمتد من لَدُنِ الوَرِك إلى الفَخِذ كله في مكان منه في الطول، وربما بلغ الساقَ والقدم ممتدًّا. الدوالي: عُروق تظهر في الساق غِلاظٌ مُلْتَوِيَة شديدة الخُضْرَة والغِلَظ. داء الفِيل: هو أنْ تتورَّمَ الساق كلها وتعظم. حُمَّى يَوْم: هي التي لا تدوم بل تكون نوبةً واحدة فقط. الدِّقُّ: حُمَّى تدوم ولا تُقْلِع، ولا تكون قوية الحرارة، ولا لها أعراض ظاهرة، مثل القلق، وعِظم الشفتين، ويُبْس اللسان وسوَاده، وينتهي الإنسان منها إلى ذُبول وضَنًى. الوِرْد: هي الحمى النائبة كلَّ يوم، وهي بَلْغَمِيَّة على الأكثر. الغب: الحمى التي تنوب يومًا ويومًا لا، وهي صفراوية على الأكثر. الرِّبْع: التي تَنوب يومًا ويومين لا ثم تعود في الرابع، وهي سوداوية. وكذلك الخِمْس والسِّدْس على هذا القياس. وهذه الأسماء مُستعارة من أَظْماء الإبل. الحُمَّى الْمُطْبِقَة: هي الدائمة التي لا تُقْلِع، وتكون دموِيَّة تَحْمَرُّ معها العينانِ والوجهُ والأذنان، ويكون معها قلقٌ وكَرْبٌ. الحُمَّى المحرقة، من جِنْس الغِبِّ، إلا أنها لا تُفارق البدن، وتكون أقوى وأشد حرارة وتشتد غبًّا. الوباء، مهموز مقصور: مَرَضٌ عامٌّ، وجمعه الأوباء، ولا يجوز مده، وجمعه أوبئة.

الفصل الثالث: في ذكر الأغذية

الأَطْرِيَة، على وزن الأَكْسِيَة: مِنْ طعام أهل الشام، ولا واحِدَ له، هكذا قال الخليل، وقال بعضهم بكسره، على بناء زِبْنِيَة. الفَرَاني، جمع فُرْنِيٍّ، قال الخليل: هي خُبْزَة غليظة مشكلة مُصَعْنَبَة،٣ تُشْوَى ثم تُروى لبنًا وسمنًا وسكرًا، وهو منسوب إلى الفُرْن وهو تَنُّورٌ ضخم يُخبز فيه القطايف، شُبهت بالقطايف من الثياب، التي واحدتها قَطِيفة، وهي دِثَار مُخْمَل معروف. النَّشَا: هو النَّشَاسْتَج، حُذف شطره تخفيفًا، كما قيل للمَنازل: الْمَنا. الحِنْطة المسلوقة، هي التي تُطبخ بالماء، وكذلك كل شيء يُغْلَى بالماء فهو مسلوق، ومنه البيض السليق، فأما البيض النِّيمرَشْت فلفظة فارسية،٤ وهو الذي سُخن حتى حَثِرَ ولَمَّا يَتِمَّ نُضْجُه، وهو يُسَمَّى الرعاد أيضًا. حب الصَّنَوْبَر الكبير: حمل الشجرة المعروفة، وحب الصنوبر الصغير هو الْجِلَّوْز.٥ النارجيل: جَوْز الهند. الصَّبَّار: تَمْرُ الْهِنْد.٦ الملبق: الفراريج، فارسية معربة، جمع فَرُّوج، مثل تَنُّور: أفراخ الدجاج. البهطة، كلمة سندية، وهو الأرز يُطبخ باللبن والسَّمْن. كِشْك الحِنْطة والشَّعِير: ما هُرس هَرْسًا بالمهراس، أي دُق حتى ينسلخ قِشْرُه. القَطَف: نبات رَخْص عريض الورق. الطَّرْخَشْقوق: هو اليَعْضِيد.٧ الحُمَّاض: بَقْلَة لها زَهْرَة حمراء، فأما حُمَّاض الْأُتْرُجِّ فما في جَوْفِه. الحَزَاء: بَقْلَة تشبه الكَرَفْس؛ لِريحها خَمْطَة، وهي بالفارسية دينارويه، الواحدة حَزاءة. التُّوت الشامي: هو الخرتوت. الأَمْبَر بارِيس: هو الزرشك بالفارسية، ويُقال له: الزرت والزرك.٨ التُّرْمُس: حَبٌّ أكبر من العَدَس،٩ وهو من أجناس الباقلاء، وهو بقلاء مصري. الحَرْشَف: هو الكنكر.١٠ الرواصير، جمع ريصار، وهو الريجار، معَرَّب. الهِلْيَوْن، قال الخليل: هو نبات يشبه الحاج في أول ما يبدو، ويؤكل بالزيت، ويستعان به على الباه. الملوكية، والْمُلُوخِيَّة: بَقْلة تشبه الخِطْمِيَّ.١١ الحَلَزون، والإربيان، والصَّدَف: من حيوان البحر، يأكلها الملَّاحون والغواصون. الهازِباء البُنِّيُّ، والجِرِّيث، والشَّبُّوط، والشلوق: من أصناف السمك. الربيثاء، والصخناء، والصير، والسميكات: تُعمل من السمك الصغار والْمِلْح. السمك الْمَمْقُور المالح: الذي يُنقع في الخل ونحوه.

الفصل الرابع: في الأدوية المفردة

الأدوية المفردة، إما نباتية، وهي ثمر، أو بذور، أو زهر، أو ورق، أو قُضْبان، أو أصول، أو قُشور، أو عُصَارات، أو ألبان، أو صُمُوغ. وإما مَعْدِنِيَّة، وهي حَجَرية، أو مما ينبع، مثل القار.١٢ وإما حيوانية، كالذراريح١٣ وأعضاء الحيوانات وأحشائها ومراراتها. الأقاقيا: هو عُصارة القَرَظ. الأصطرك: هو صمغ الزيتون. البَسْباسة: هو قُشور جَوْزبَوَّا.١٤ دارشيشغان: هو أصل السنبل الهندي. الدِّبْق: يُجمع من شَجَر البَلُّوط والتفاح والكُمَّثْرَى وشجر آخر. الوَرَس: يُجلب من اليمن، أحمرُ قانٍ، يوجد على قُشور شجر يُنحت منها ويُجمع، وهو شبيه بالزَّعْفَران المسحوق. حَبُّ النِّيل: هو قُرْطُم هندي. الحَضَض الهندي: أن يُؤخذ خشب الزِّرْشِك ويُطبخ طبخًا جيدًا حتى لا يَبْقَى في خشَبِه شيء من القوة، ثم يُصَفَّى الماء ويُطبخ حتى يَحْمَرَّ. فيل زَهْرَج، وهو بالسريانية: مرارت فيلا. قال: هو ثلاثة أصناف: أحدها: الحَضَض الذي يُعمل من الزَّرْشَك. والثاني: عُصارة الخَوْلان. والثالث: دواء يُتَّخذ من أبوال الإبل، ولا أرى هذا صحيحًا. طاليسفر: قشرة تُجلب من بلاد الهند. الكاكَنْج: هو عِنَب الثَّعْلَب الأحمر الثمر. لاعِيَة: شجرة تنبت في سفح الجبال، لها ورق طيب الريح، تَجْرُسُه النَّحْلُ، ولها لبن غزير إذا قُطعت. اليَتُوعات: كل ما له لَبَن من النبات. الْمَيْعَة: صَمْغ يَسِيل من شجَر بالروم، يُتَحَلَّب منه، ثم يُؤخذ فيُطبخ، فما صَفا فهو الْمَيْعَة السائلة، وما بَقِيَ شبه الثَّجِير١٥ فهو الْمَيْعَة اليابسة. الْمُغَاث:١٦ هو عِرْق الرُّمَّان البري. نارمشك فُقَّاح:١٧ شجرة تُسمى ناماشير. سنجسبويه: هو بذر السبستان.١٨ الساذج: نبت في أماكن من بلاد الهند فيها حَمْأة، يظهر على وجه الماء بمنزلة عدس الماء، وليس له أصل، فإذا جمعوه شدوه على المكان في خيط كَتَّان وجففوه. السَّقَمُونْيا:١٩ لبن شجرة يسيل منها. سيلاسيساليوس: هو الْأَنْجُذان الرومي. الفاغرة: أصل النَّيْلُوفَر الهندي. فُلفُلمويه: هو أصل الفُلفُل، والدارفُلفُل هو ثمرته أول ما يطلع، ثم الفلفل الأبيض ما لم ينضج منه والأسود ما نضج. الضِّرْو: صَمْغ شجرة تُدعى الكَمْكام يُجلب من اليمن. القِرْفَة: جنس من الدارَصِيني، وقيل: هو جنس آخر يشبهه. القردمانا: هو كَرَوْيا رومي. إقليميا: المعروف قليميا، يُعمل من دُخَان النُّحاس ودُخَان حجارة الفِضَّة ومنه مَعْدِني غير معمول. ثفسيا: هو صمغ السَّذَاب. الحِلْتيت: هو صَمْغ الْأَنْجُذان. الضَّيْمَران: هو شاهسفرم. الكُرْكُم: الزَّعْفران، وبه سُمِّيَ دواء الكُرْكُم. الحماما: جنس من السَّلِيخة. الجنطيانا: أصل السنبل الرومي. الجند بيدستر: خُصَى حيوانٍ في البحر، وهو الخزميان أيضًا. شحم الحَنْظَل، هو بالفارسية: كبسته. اليَبْرُوح، هو بالفارسية هزار كشاي، وتفسيره: يحل ألف عُقْدَة. حب البَلَسانِ: هو الْمَنْشَم.

الفصل الخامس: في ذكر أدوية مشتَبِهة الأسماء

الأصابع الصُّفْر: نبات يَنفع من الجنون. إكْلِيل الملك: نبات معروف. الأظفار، بالفارسية: ناخنه، تُستعمل في الطب. آذان الفار: حَشِيشة تنفع وتمنع من الظَّفَرَة. بَصَل الفار: هو إسقيل. بَقْلَة الحَمْقَاء: هي الرِّجْلَة، ويُقال لها: البَقْلَة اليَمَانِيَّة، ويُقال هي غيرها. البَقْلَة اليهودية أخرى. جار النهر: يشبه النَّيْلُوْفَر يَنبت في شُطوط الأنهار. حيُّ العالم:٢٠ هو بستان أفروز، وهو الأردشيرجان، والمرو جنس منه، ومرماخور جنس منه آخر. خُصَى الكلب وخُصَى الثعلب: نَباتانِ جيدان للباه. خانِق النَّمِر: نبات يعفن. ذَنَب الخيل: نبات قابض ذو ثلاث شُعَب. الأوراق: من أدوية البواسير. رِجْل الغُرَاب: حَشِيشة. رَيْحان سُلَيْمان: حَشِيشة تَنْبُت بأَصْفهان، كالشَّبَث الرَّطْب. رِجْل الجَرَاد: بَقْلَة معروفة. سِرَاج القُطْرُب: نبات. شقائق النعمان: هي لاله. شجرة مريم: هي حارة يابسة. بخور مريم: نبات آخر. عصى الراعي: نبات قابض. عِنَب الثَّعْلَب: هو روباه زرك، ويُقال هو العَنَم. قُرَّة العَيْن: نبات ينبت في الماء يُفتت الحَصَى في المثانة. قاتِل الكلاب: نبات معروف. قاتل أبيه: يقتل الذباب، وهو قابض. لسان الحَمَل: نبات قابض يجفِّف. ألسنة العصافير: حمل شجرة معروفة، وهي من أدوية الباه. لسان الثَّوْر: نَبْتٌ مُفرح، وهو حارٌّ رَطْب. لِحْيَة التَّيْس: نبت فيه قَبْض، وزهرته أقوى من ورقه. مِزْمَار الراعي: من أدوية الحَصَى. وَرْدُ الحُبِّ: هو كبيكج. وَرْد الحِمار: من الأدوية الحارَّة اليابسة. قاتل نفسه: جنس من الآس. بَقْلَة الغَزَال: هي مشكطرامشير. عَيْن البقر: هو البَهَار الأصفر. لِحْيَة العَنز: هو كوزن كيا. شعر الجن: هو برسياوشان، وقيل: شعر الخنازير، ويُسَمَّى بقلة البئر لأنه ينبت في أوساط البيار بين أحجارها. حي العالم: هو هميشك.

الفصل السادس: في ذكر الأدوية الْمُرَكَّبة

التِّرْيَاق، مشتق من تيريون باليونانية، وهو اسم لِمَا يَنْهَش من الحيوان، كالأفاعي ونحوها، ويُقال له بالعربية أيضًا: الدِّرْيَاق.٢١ تِرْيَاق الأفاعي: هو التِّرْيَاق الفاروق. تِرْيَاق الأربعة، سُمِّيَ بذلك لأنه من أربعة أخلاط: جنطيانا، وحب الفار، وزراوند طويل، ومُرٍّ. أطريفل، هو بالهندية: ترى أبهل، أي ثلاث أخلاط، وهي: إهليلج أصفر، ويليلج، وأملج.

أصناف الأدوية المعجونة والأرياجات والمطبوخات والحُبوب واللَّعُوقات والأقراص والجوارشنات والأضْمِدَة والأَطْلِيَة والأَدْهِنة والأَشْرِبة والرَّبُوب والْأَنْبِجات

الْمَيْبِهْ،٢٢ يُركَّب من رُبِّ السَّفَرْجَل ومن الخَمْر، وكذلك اسمه مركَّب من اسميهما. الجَلَنْجَبِين، تفسيره: الوَرْد والعَسل. السَّكَنْجَبِين: هو المركَّب من الخل والعسل، ثم يُسَمَّى بهذا الاسم، وإن كان مكان العسل سُكَّر ومكان الخل رُب السَّفَرْجَل أو غيره. الْمُرَبَّيَات، تُسمى: الأَنْبِجَات. قال الخليل: الأَنْبِيج حمل شجرة بالهند يُرَبَّب بالعسل على خِلْقَة الخَوْخ، مُحَرَّف الرأس، في جوفه نواة كنواة الخَوْخ، يُجلب إلى العراق. فمِنْ هناك تُسَمَّى الأَنْبِجات وهي التي رُببت بالعسل من الأَتْرُجِّ والإِهْلِيلَج ونحو ذلك. الْمُرَبَّى: هو أن يُرَبَّى الشيءُ كما يُرَبَّى الصبي، وأصله من رَبا الشيء إذا انتفخ ونما. فأما المُرَبَّب فيَحْتَمِل أن يكون من رَبَّبْتُ الصبيَّ في معنى رَبَّيْتُه، ومن ذك اشتُق اسم الرابِّ والرابَّة، ويَحْتَمِل أن يكون من الرُّبِّ وهو ما يَحلبه العَصْر من الفواكه، فكأنه معالَجٌ بالرب، والأول أقرب إلى الصواب. ومن الأدوية المركَّبَة: الحُقَن، واحدتها حُقْنَة، وقد احْتَقَن إذا تعالج بالحُقنة في دُبُره، والفرْزَجات، والشِّيافات، والحمولات، كل هذه يَحْتَمِل في الدُّبر وفي قُبُل المرأة. ومنها أدوية العَيْن، وهي شِيَافات، وأَكْحال، وذَرُورات، وبَرودات، بفتح الباء، وهي أدوية تُبَرِّد العَيْن. والمراهم: التي تُعالَج بها الجراحات أو القُروح، قال الخليل: مَرْهَمْتُ الجُرْحَ أُمَرْهِمُه؛ لأن الميمَ فيه أصلية. السَّنُونات: هي الأدوية التي يَسْتَنُّ بها الإنسانُ أسنانَه، أي يُسِنُّها بها. الغُمْر، جمع غُمْرة: التي تَطْلي بها النساءُ أوجهُهَن. وأسماء الأدوية يكون أكثرها على فَعول، بفتح الفاء، كالغَسُولات، والنَّطولات، والسَّكوبات، والوَجورات، والسَّعوطات، واللَّدودات، واللَّعوقات.

الفصل السابع: في أوزان الأطباء ومكاييلهم

إيطاليقوس: هو ثماني عشرة أوقية، وقد ذكرت مقدار الأوقية في باب الفقه. القسط العطري: أربع وعشرون أوقية. القِنْطار: مِائة وعشرون رِطْلًا. قوطيل: اثنان وسبعون مِثْقَالًا. الكوب: ثلاثة أرطال. الكُوز: ستة أقساط. البُنْدُقة: وَزْن دِرْهَم. النواة: وزن ثُلث مِثْقال، وفي أصلٍ: وزن ثلاثة مثاقيل. الجرجر: وزن ثلثي مِثقال. ططرطين: وزن أربع نويات. قِيراط: وزن أربع شعيرات عندهم، وهي حبة خَرْنُوب شامي. اللَّعقة من المعجونات: أربعة مثاقيل. باقلاة يونانية: وزن أربع وعشرين شعيرة. باقلاة مِصْرِيَّة: وزنها ثمان وأربعون شعيرة، وهو اثنا عشر قيراطًا. باقلاة إسكندرية: تسعة قراريط. تُرْمُسة: قيراطان. درخمي: اثنتان وسبعون شعيرة. جاما الكبير: ثلاثة مثاقيل. جاما الصغير: مِثْقالان. قليخيون: مثقال ونصف. أُسْكُرُّجَة صغيرة: ثلاث أواقٍ. أُسْكُرُّجَة كبيرة: تسع أواقٍ. الكَفُّ: ستة درخميات. اليهودية: نصف قسط. السميطر: أربعة أقساط. طالنطون: وزن مائة وخمسة وعشرين رِطْلًا بالرطل الذي هو اثنتا عشرة أوقية. طولون: تسع أواقٍ، ويُسَمَّى قوطول وأُسْكُرُّجَة كبيرة. حُزْمَة: أربعة مثاقيل. النواة: وزن خمسة دراهم. كُباس: وزن ستة دراهم ونصف. الجَوْزَة: وزن أربعة مثاقيل. الإبريق: مَنَوانِ. الناطل: وزن سبعة دراهم. هكذا مكاييلهم.

الفصل الثامن: في النوادر

الأمزجة تسعة، وهي: المعتدل، والحارُّ، والبارد، والرَّطْب، واليابس، والحارُّ الرَّطْب، والحارُّ اليابس، والبارد الرَّطْب، والبارد اليابس. الأخلاط، هي: الدم، والبَلْغَم، والْمِرَّة الصفراء، والْمِرَّة السوداء، وهي الأمشاج. الأعضاء الرئيسة أربعة: الدماغ، والقلب، والكبد، والأُنْثَيَانِ. الحارُّ بالفعل هو كالنار، والحارُّ بالقوة هو كالفُلفُل ونحوه. وكذلك البارد بالفعل هو مثل الثلْج، والبارد بالقوة مثل الخَسِّ والهِنْدِباء. الكَيْمُوس: المادة، يقال: هذا الطعام يُوَلِّد كَيْمُوسًا رديئًا أو جيدًا، يعني به ما يولِّده في البدن من الغذاء. والكَيْلُوس يُسَمَّى به الطعام والشراب إذا امتزَجا في المعِدَة فصار كماء الشَّعِير. البِرَاز: هو كِنَاية عن ثُفْل الغذاء، أعني الغائط. التَّفْسِرَة: كناية عن البَوْل، وبها سَمَّى أيوب الرُّهاوي كتابَ التفسرة. الطبيعة: يُكَنَّى بها عن حال البطن في اللِّين واليُبْس، فيُقال: طبيعته يابسة، أي بَطْنُه مُعْتَقَل. وطبيعته لَيِّنة، أي بطنه لَيِّن. العلاج: يُكَنَّى به عن القَيْءِ. السِّحْنَة: حال الإنسان في بدنه من الضخامة والقضافة ونحوهما. الناقِهُ: الذي تماثل ولَمَّا تَثِبْ إليه قُوَّتُه، يقال: نَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ يَنْقَهُ فهو ناقِهٌ. الرياضة يعني بها التعب والحركة. البُحْرَان: حالة تحدث للعليل دَفْعَةً، استفراغًا وتغيرًا عظيمًا، ويكون هذا في الأمراض الحادة أكثر، أعني بالأمراض الحادة: الحُمِّيَّات الْمُحْرِقة والْمُطْبِقَة، وينتقل المريض من البُحْرَان إلى صلاح، وربما انتقل إلى ما هو أشد منه، وهذه كلمة سُريانية، والأطباء يقولون: هذا يوم باحوري، إذا نسبوه إلى البُحْرَان، ولا يكادون يقولون: بُحْرَانيٌّ. الاستفراغ: يعني به إخراج الطبيعة الفضول من البدن إما بالرُّعاف، وإما بالخِلْفَة،٢٣ وإما بالقيء، وإما بالعَرَق، أو نحو ذلك. والنَّفْض: إخراج الفضول من البدن بالعلاج، أعني بالفَصْد، أو بالإسهال، أو بالقيء. يُوصَف من البول لونه وقوامه، أعني غِلَظَه ورِقَّته وما يَرْسُب تحتَه. ولهذه الأحوال الثلاثة تشبيهات وصِفات، كما يُقال في اللون: ناريٌّ وأُتْرُجِيٌّ، وتِينِيٌّ، بالياء، وهو منسوب إلى ماء التين من الفواكه. وكما يُقال في الرسوب: سَويقِيٌّ، ورَمْلِيٌّ، وشَعِيري. أصناف النبض كثيرة، وأصولها: الطويل، هو ما قويَ في طول الساعد. والعريض: ما قوي في عَرْض الساعد. والشاهق: الذي يُدافع أصابِعَ الجاسِّ بقوة. فإذا جمع هذه الصفات فهو العظيم. وإن كان ناقصًا في هذا كله فهو صغير. ثم له حالات كثيرة، ولكل واحد منها ألقاب يطول الكلام بذكرها، ولا يكاد يتصورها إلا حُذَّاق الأطباء، مثل: النَّمْلي، والدودي، والْمِنْشاري، والغزالي، وذَنَب الفار، والمطرقي، والموجي، ونحو ذلك من التشبيهات.
١  كل محل من البدن يجتمع فيه الوَسَخ.
٢  أصل الفَخِذ أو ما بين أعلاه وأسفل البطن.
٣  قال في القاموس: صَعْنَبَ الثريدةَ جَمَعَ وسطها وقوَّر رأسها، والصَّعْنَبَة: الانقباض.
٤  مركبة من نيم بوزن ميم ورَشْت بفتح الراء وسكون الشين، ومعناه: المطبوخ نصف طبخة، وقوله: حتى حَثِرَ، أي حتى جمد.
٥  بوزن سِنَّوْر: البُنْدُق.
٦  بوزن غُراب ورُمَّان، وهو نوع حامض يُنقع في الماء ويُضاف إليه سُكَّر ويُشرب، معروف بين الناس باسم تمر هندي.
٧  هو الهِنْدِباء الْبَرِّيُّ وخَسُّ السلاطة.
٨  هو حب حامض.
٩  بل أكبر من حَبِّ الفول المصري.
١٠  هو الخَرْشوف والأنكنار بلسان الترك.
١١  نوع من البقول يُعمل منه طعام معروف بمصر، وهي باردة لَزِجَة يضرُّ الإكثار منها بالمرطوبين وأصحاب البَلْغَم، ولم تكن معروفة قديمًا وإنما حدثت بعد ثلاثمائة وستين سنة من الهجرة، واسمها في الأصل: ملوكية، نسبة للمُعِزِّ باني القاهرة حيث هو أول من وُصفت له، حرَّفتها العامة فقالوا ملوخية.
١٢  هو الزفت.
١٣  جمع ذرنوح: دُوَيْبَّة حمراء منقَطَّة بسواد تطير، وهي من ذوات السموم تنفع لعَضَّة الكلْب الكلِب.
١٤  جَوْزَة الطِّيب.
١٥  ثُفْل البُسْر.
١٦  هو شيء كالعَظْم صُلْب يُدق ويُغْلَى كالقهوة وتُسْقَى منه النُّفَسَاء يَشُدُّ عَصَبَها ويُقَوِّيها، ويُقال له في مصر: مُغَات، بوزن غُراب وبالتاء في آخِرِه بدل الثاء، والجيد منه يوجد في بغداد. قال في القاموس: وشُرب قِيراطَيْنِ منه يُقِيئ ويُسهل.
١٧  بوزن رُمَّان: نَوْر الإذْخِر، أي زَهْره.
١٨  مخففة من سك بستان وهو ثمرة بشكل الخَوْخ (البُرْقوق) لا لذة فيها تُستعمل للأدوية، واسمها في العربية: أَطْبَاء الكَلْبَة على سبيل التشبيه، ويُقال لها أيضًا: الخَوْخ العَجَمي، وشجرتها أطول من قامة الإنسان وساقها مائل للبياض وورقها مُدَوَّر وكبير.
١٩  نبات يُستخرج منه رطوبة دَبِقَة تُجَفَّف، تنفع المعدة والأحشاء أكثر من جميع المسهِّلات، وتصلح بالأشياء العَطِرة كالفُلْفُل والزَّنْجَبِيل والأنِيسُون، وست شعيرات منها إلى عشرين شعيرة يُسْهِل الْمِرَّة الصفراء واللُّزوجات الرَّدِيَّة من أقاصي البدن، وجزء منه بجزء من تُرْبُذٍ في حَلِيب على الرِّيق لا يَتْرك في البطن دودةً، والتُّرْبُذ هو حشيشة الجبل الهندي. ويُقال للسقمونيا أيضًا: المحمودة. وقد حوَّل الشاعر معناها إلى غير المراد منه، فقال:
عواقب الصبر فيما قال أكثرهم
محمودةٌ قُلْتُ نَخْشَى أن تخرينا
٢٠  قال في آخر الفصل عنه: هو هميشك، أي بالفارسية، وهو جزء من أجزاء الإكْسِير، والإكْسِير هو الجوهر الذي إذا وُضع منه على النُّحاس صَيَّرَهُ ذهبًا في صناعة الكيمياء. قال الشاعر:
إن للحظ كيمياء إذا ما
مَسَّ كلبًا أصارُه إنسانَا
٢١  رومي معرب وتكلموا به قديمًا. قال ابن الوكيل الشاعر:
إن الذي جعل الهُموم عقاربًا
جعل الْمُدَام حقيقة تِرْياقها
٢٢  مي، بوزن حي: الخَمْرَة. وبِهْ، بكسر الباء وسكون الهاء: السَّفَرْجَل.
٢٣  قال في القاموس: وأخذته خِلْفَة، بكسر الخاء وسكون اللام: كثر تردده إلى الْمُتَوَضَّأ (أي إلى بيت الراحة).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤