الباب السادس

من المقالة الثانية: في علم النُّجوم

وهو أربعة فصول

الفصل الأول: في أسماء النُّجوم السَّيَّارة والثابتة وصُوَرها. الفصل الثاني: في تركيب الأفلاك وهيئة الأرض وما يتبع ذلك. الفصل الثالث: في مبادئ الأحكام ومواضعات أصحابها. الفصل الرابع: في آلات الْمُنَجِّمِين.

الفصل الأول: في أسماء النُّجوم السَّيَّارة والثابتة وصورها

علم النُّجوم يُسَمَّى بالعربية: التنجيم، وباليونانية: إصطرنوميا، وإصطر هو النَّجْم، ونوميا هو العِلْم. الكواكب السَّيَّارة: زُحَل، والْمُشْتَرِي، والْمِرِّيخ، والشَّمْس، والزُّهْرَة، وعُطَارِد، والْقَمَر،١ وأسماؤها بالفارسية: كيوان، هرمز، بهرام، خور، ناهيد، تير، ماه. الكواكب الثابتة، هي النُّجوم كلها التي في السماء، ما خلا السبعة التي تقدم ذِكْرُها، وسُميت ثابتة لأنها تحفظ أبعادها على نظام واحد ولا تسير عرضًا، وقيل لأن سَيْرها إذا قِيس بسَيْر السبعة فهو يَسير جدًّا، والأول أصح. والكواكب الثابتة تقع في خمس وأربعين صورة، منها اثنتا عشرة صورة في وسط الفلك، وهي صورة البروج الاثني عشر، وهي: الحَمَل، والثَّوْر، والْجَوْزاء، والسَّرَطان، والأَسَد، والسُّنْبُلَة، والمِيزان، والعَقْرَب، والقَوْس، والْجَدْي، والدَّلْو، والْحُوت،٢ والْحَمَل يُسَمَّى الكَبْش أيضًا، والْجَوْزاء تُسمى التَّوْأَمَيْنِ، والأَسَد: اللَّيْث، والسُّنْبُلَة: العَذْراء، والْجَدْي: التَّيْس،٣ والْحُوت: السمكة. ومنها تسع عشرة صورة شمالية، أولها: الدُّبُّ الأصغر، وتُسَمِّيه العرب: بَنَات نَعْش الصغْرَى، وهي سبعة أنجم، الأربعة منها نَعْش، والثلاثة هي البنات، والثانية: التِّنِّين، والعرب تسمِّي كواكبَه: العوائذ. الثالثة: الدُّبُّ الأكبر، وهو بَنات نَعْش الكبرَى. والرابعة: قيفاوس، ويُسَمَّى الأَثَافِيَّ. والخامسة: بؤرطيس الحارس، وهو العَوَّاء، ويُسَمَّى: راعي الشاء، ومن كواكبه: السِّمَاك الرامح. والسادسة: الإكليل الشاميُّ، وهو الفَكَّة. والسابعة: الجاثي على رُكْبَتَيْهِ، وكواكبه التماثيل. والثامنة: الحَوَّاء وحَيَّتُه. والتاسعة: اللورا، غير معجمة الراء، معناه باليونانية: الصَّنْج، لضوئه، وتسميه العرب: النَّسْر الواقع، ويُسَمَّى أيضًا: السُّلَحْفَاة. والعاشرة: العُقَاب والسهم، وتسميه العرب: النَّسْر الطائر. والحادية عشرة: الدُّلْفِين، ويُسَمَّى الصليب، سُمي دُلْفِين تشبيهًا بالسمك البحْري الذي يُنْجِي الغَرْقَى. والثانية عشرة: الدَّجاجة، وتُسمى الفوارس، ومن كواكبها: الرِّدْف، وهو ذَنَب الدجاجة. والثالثة عشرة: الفَرَس الأول. والرابعة عشرة: الفَرَس الثاني. والخامسة عشرة: المرأة ذات الكرسي، ومن كواكبها: الكف الخَضِيب. السادسة عشرة: هي المرأة التي لم تَرَ بعلًا، وتسميها العرب: الناقة. والسابعة عشرة: المثَلَّث، وهي الأشراط. والثامنة عشرة: حامل رأس الغُول. والتاسعة عشرة: إنيخس، وهي حامِل العَنَاق، ومن كواكبه العَنْز، وهو العَيُّوق. وأيضًا أربع عشرة صورة جنوبية: الأولى: قيطس، وهو سبع البحر، وكواكبه النعامات. والثانية: النهر. والثالثة: الجبَّار. والرابعة: الأرنب. والخامسة: كلب الجبَّار، وهو الكلب الأكبر، وهو الشِّعْرَى العَبُور لأنها عبرت الْمِجَرَّة، والشِّعْرَى اليَّمَانِيَّة. والسادسة: الكَلْب الأصغر، وهو الشِّعْرَى الشامِيَّة، وهي الغُمَيْصَاء، معجمة الغين غير معجمة الصاد، اشتُقت مِنْ غَمَصِ العين وهو ما يجتمع في مَأْقها عند النوم. السابعة: السَّفِينة، ومن كواكبها سُهَيْل، وهو في الْمِجْذَاف. والثامنة: الشُّجَاع، وهو الحَيَّة. والتاسعة: الغُرَاب. والعاشرة: الكأس. والحادية عشر: قنطورس، وهو حامل السبع، وهو الظَّلِيم. والثانية عشرة: هي الْمِجْمَرَة، وهي النفاطة. والثالثة عشرة: هي الإكليل الجنوبي. والرابعة عشرة: هي الْحُوت الجنوبي. منازل الْقَمَر في ضمن هذه الصورة، وهي ثمانية وعشرون منزلًا: أولها: الشَّرَطان، وهي معجمة الشين، وهي تثنية الشَّرَط. ثم البُطين. ثم الثُّرَيَّا. ثم الدَّبَران، على وزن سَرَطان وضَرَبان. ثم الهَقْعَة. ثم الهَنْعَة. ثم الذِّراع. ثم النَّثْرَة. ثم الطَّرْف. ثم الجبهة. ثم الزُّبْرَة. ثم الصَّرْفَة. ثم العَوَّاء. ثم السِّمَاك، وهما سِماكَانِ: أَعْزَل ورامِح.٤ ثم الغَفْر. ثم الزُّبَانَى. ثم الإكليل. ثم القلب. ثم الشَّوْلَة. ثم النَّعائم. ثم البَلْدَة. ثم سَعْد ذابِح. ثم سَعْد بُلَع. ثم سَعْد السُّعود. ثم سَعْد الأَخْبِيَة. ثم الغرغان، بإعجام الغين المقدم والمؤخر. ثم الرِّشَاء، ويُقال له أيضًا: بَطْن الْحُوت. الأنواء، النَّوْء سُقوط النَّجْم ضعف القوس الذي هومن منازل الْقَمَر في المغرِب بعد الفجر، وطُلوع آخر يقابله من ساعته في المشرِق وهو رَقِيبه، وسُقوط النجم منها في ثلاثة عشر يومًا، ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يومًا، ويقال: خَوَى النَّجْمُ يَخْوِي خَيًّا وخَوَاءً، إذا مَضت مدة نَوْئِه ولم يكن فيه مَطَر أو رِيح أو برد أو حَرٌّ.

الفصل الثاني: في ذكر الأفلاك وتركيبها وأحوال الكواكب فيها وهيئة الأرض وأقاليمها

علم الهَيْئَة: هو معرفة تركيب الأفلاك وهَيْئتها وهَيْئة الأرض. قال الخليل: الفَلَك هو دَوَران السماء، وهذا يُشْبِه قولَ الْمُنَجِّمِين لأنهم يُسَمُّونَ السموات: الأفلاك، وهي عِنْدَهم تَدُور بِكُلِّيَّتِها. الفلك المستقيم، هو مُعَدَّل النَّهار، وهو الدائرة العظمى التي تحيط على قُطْبَيِ السماء اللذين عليهما يتحرك من المشرق إلى المغرب دورةً في كل يوم وليلة، سُمي مُعَدَّل النَّهار لأن الشَّمْس إذا بلغته اعتدل النهار. خط الاستواء من الأرض، هو الخط الذي يُقابل مُعَدَّل النهار، وهو حيث يُرى القطبان الجنوبي والشمالي ملاصِقَيْنِ للأرض، والليل والنهار مستويان فيه أبدًا. فلك البروج: هو الدائرة التي ترسمها الشَّمْس بسَيْرِها من المغرب إلى المشرق في سنة واحدة، وهو مقسوم اثني عشر قسمًا، وهي البروج. وقد ذكرْتُ أسماءها في الفصل الأول. وطول كل برج منها ثلاثون درجة، وكل درجة ستون دقيقة، وكل دقيقة ستون ثانية، وكل ثانية ستون ثالثة، وعلى هذا المثال الروابع والخوامس والسوادس والعواشر والحوادي عشر إلى ما لا نهاية له. دائرة الأفق: تفصل ما فوق الأرض مما تحتها من السماء. دائرة الارتفاع: هي التي تمر بقطبي الأفق، وقَوْس الارتفاع قطعة من تلك الدائرة. الْمَيْل: هو بُعد الشَّمْس أو الكواكب من مُعَدَّل النهار. سَعة المشرق للشمس، هو من الأفق ما بين مُعَدَّل النهار وبين مطلعها. نقطة الاعتدال الربيعي، هي رأس الْحَمَل لأن الشَّمْس إذا بلغَتْه اعتدل النهار في الربيع. ونقطة الاعتدال الخريفي، هي رأس المِيزان لأن الليل والنهار يعتدلان في الخريف إذا بلغته الشَّمْس. نقطة الْمُنْقَلَب الصيفي، هي رأس السَّرَطان لأن الشَّمْس إذا بلغته تناهى طول النهار وبدأ في النقصان. نقطة الْمُنْقَلَب الشِّتْوي، هي رأس الْجَدْي لأن الشَّمْس إذا بلغته تناهَى قصر النهار وبدأ في الزيادة. عَرْض البَلَد هو بُعده من خط الاستواء. طول البَلَد هو بُعده من المشرق أو المغرب. وليس للمشرق والمغرب نهاية في الحقيقة عند الْمُنَجِّمِين لأن كل نقطة من دائرة خط الاستواء هي مشرق لموضع ومغرب لموضع آخر،٥ فإذا ذُكر المشرق على الإطلاق عُني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الشرق،٦ وكذلك إذا ذُكر المغرب على الإطلاق عُني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الغرب،٧ وبينهما نصف الأرض طولًا. والمعمورة، من الأرض: رُبعها الذي على مَهَبِّ الشمال، وذلك أن الأرض تنقسم قسمين؛ فأحد القسمين بَحْري خَلَاء ولا يمكن الوصول إليه لإحاطة البحر المحيط بالأرض. وينقسم النصف الأعلى قسمين بخط الاستواء، فما وراء خط الاستواء إلى مهب الجنوب هو خَرَابٌ لشدة الحر فيه، وما دون خط الاستواء إلى مَهَبِّ الشمال أكثرُه عُمرانٌ؛ فلذلك يُسَمَّى هذا الربع: الْمَعْمُورة. كنكدز: هي أقصى مدينة في المشرق، وهي في أقاصي بلاد الصين والواقواق. السُّوس الأقصى: مدينة في نهاية عمران المغرب فيما وراء الأندلس في الساحل الجنوبي من بحر الروم، وبين هاتين المدينتين نصف الأرض طولًا على ما يُقال. والله أعلم. القبة: وسط الأرض؛ أعني ما بين نقطة المشرق المفروضة وبين نقطة المغرب المفروضة، وذلك مِائة وثمانون درجة، وبين نقطة نهاية ناحية الجنوب وبين نقطة نهاية ناحية الشمال، وذلك أيضًا مائة وثمانون درجة. بارَه: اسم مدينة في جزيرة البحر الأعظم قريبة من القُبَّة، وبحذائها من بلادنا هذه خجندة، وبإزائها الشبورقان، وهي الفاصلة بين البلاد الشرقية والغربية. فالمدن التي هي أعلى منها كفَرْغَانة وكإشغار إلى الصين. والواقواق: هي المدن الشرقية وما هو أسفل منها، كالشَّاش وإيلاق وأشروسنة وسَمَرْقَنْد وبُخَارَى إلى السُّوس الأقصى، هي المدن الغربية. المعمورة من الأرض سبعة أقسام، تسمى الأقاليم، واحدها إقليم، وكل إقليم يبتدئ من المشرق وينتهي إلى المغرب. الزِّيج: كتاب منه يُحسب سَيْر الكواكب، ومنه يُستخرج التقويم؛ أعني حسابَ الكواكب لسنة سنة، وهو بالفارسية: زِه، أي الوَتَر، ثم أُعرب فقيل: الزِّيج، وجمعه زِيَجَة، على مثال: قِرْد وقِرَدَة. الزانجة: هي صورة مربعة أو مُدَوَّرة تُعمل لمواضع الكواكب في الفلك ليُنظر فيها عند الحكم لمولِد أو غيره، واشتقاقه بالفارسية من زائش، أي المولِد، ثم أُعربت الكلمة فاستُعملت في المولِد وغيره. مَطالِع الفَلَك المستقيم: هي ما يَطْلُع مع قِسِيِّ فلَك البُروج من معدل النهار في خط الاستواء، وهو بالفارسية: جوي راست. مطالع البلد من البلدان: هي ما يَطْلُع مع قِسِيِّ فلَك البروج من أفق ذلك البلد. الساعة الْمُعْوَجَّة: هي نصف سُدس النَّهار أو الليل الذي ليس بمعتدل، وتُسمى الساعة الزمانية أيضًا. والساعة المستوية، هي مقدار ما يدور من الفلك خَمْسَ عَشْرَةَ درجةً. الأزمان: هي أجزاء الساعات الْمُعْوَجَّة. قَوْس النَّهار: هي القَوْس التي فوقَ الأرض من الدائرة الموازِيَة لِمُعَدَّل النَّهار التي فيها تدور الشَّمْس في يوم واحد من الأيام. قَوْس الليل: ما يبقى لتمام تلك الدائرة. وأزمان الساعة للنهار أو الليل نصف سدس تلك القَوْس. الجَوْزَهْر: هو النقطتان اللتان تتقاطع عليهما الدائرتان من الأفلاك، تُسَمَّيانِ: العُقْدَتَيْنِ، والجَوْزَهْر كلمة فارسية، وهي كوزجهر، أي صورة الجَوز، وقيل: كوي جهر، أي صورة الكرة، والأول أصح. وتُسمى أيضًا التنين، وإحدى العقدتين تسمى الرأس والأخرى الذنَب، وهذا في كل فلكين يتقاطعان فإذا أُطلق له هذا الاسم، أعني به جوزهر، الْقَمَر خاصةً، وهذا الذي يثبت حسابه في التقويم. الأَوْج: هو أَرْفع موضع من الفلَك الخارج الْمَرْكَز؛ أعني أبعدَه من الأرض، وهي كلمة فارسية، وهي أوك، وقيل: أوره.٨ الحَضِيض، هو مُقابِل الأَوْج، وهو أَخْفَض موضع في هذا الفَلَك وأقربه من الأرض. الأفيجيون هو الأَوْج باليونانية، والأفريجيون هو الحَضِيض. مِنْطقة البُرُوج، هي نطاق البُروج ووسط البُروج الذي فيه مَسِير الشَّمْس. سَيْر الطول للكوكب، هو سَيْره في نطاق البُروج. سَيْر العَرْض، هو تباعُد الكوكب عن نطاق البروج إلى ما يَلِي قُطْب الشمال أو قُطْب الجنوب. رُجوع الكواكب ورَجْعَتُها، هو سَيْرُها طولًا على خِلاف نضد البروج، واستقامتها هو سيرها على نضد البروج. الإقامة: وقْفَة الكواكب قبل الرُّجوع وقبل الاستقامة في رَأْيِ العَيْنِ، فأما في الحقيقة فإن الكواكب لا تَقِفُ أَلْبَتَةَ ولا تَسْكُنُ عن سَيْرِها. فَلَك الأَوْج، هو الخارج الْمَرْكز، وسُمي خارجَ الْمَرْكز لأن مَرْكزه غير مَرْكَز الأرض، ولكنه يُحيط بالأرض. فَلَك التدوير، هو فلك صغير لكل كوكب، ولا يحيط بالأرض، ويكون فيه سَيْر جِرْم الكوكب. البركسيس، هو اختلاف الْمَنْظَر، لفظة يونانية، ومعنى اختلاف الْمَنْظَر: اختلاف الموضع الذي يُرى فيه الكوكب إذا نُظر إليه من مَرْكز الأرض، والموضع الذي يُرى فيه إذا نُظر إليه من حَدَبَة الأرض. كُسُوف الشَّمْس والْقَمَر، معروف، يقال: كَسَفَتِ الشَّمْسُ كُسوفًا وكَسَفَها اللهُ كَسْفًا، فأما قولُهم: انكسفت الشَّمْس، فلفظة عامِّيَّة ليست بفصيحة، وعلة كسوف الشَّمْس أن الْقَمَر يحُول بينَها وبين أبصارنا ويَحْجِز عنا شُعاعها؛ ولذلك لا يكون كُسوف الشَّمْس إلا آخِرَ الشهر عند اجتماعهما طولًا وعرضًا. وأما كُسوف الْقَمَر،٩ فإن الأرض تَحُول بينَه وبين ما يقبله من شعاع الشَّمْس؛ ولذلك لا يكون الكسوف الْقَمَري إلا وسط الشهر عند تقابلهما طولًا وعرضًا. وسط الكوكب، هو سَيْرُه الوسط في فَلَكه الخاص الخارج الْمَرْكز. والسَّيْر المعَدَّل هو تقويمه، وهو حرَكته في فلَك البُروج، والتعديل ما يُزاد على وسطه أو يُنْقَص منه حتى يُعْلَم سَيْرُه المعَدَّل الْمَقِيس بِرَأْيِ العَيْنِ في فَلَكِ البُروج. الْمَرْكَز، يُعنى به سَيْر مَرْكز فَلَك التدوير في الفلك الخارج المَرْكز. الحاصة، هو سير الكوكب نفسه في فلك التدوير، ويُسَمَّى الحصة، وهو بالفارسية: الكندر. البهت المعَدَّل، هو سَير الكوكب المعَدَّل ليوم وليلة. النهندر: هو ما يبقى من سير الكوكب ليوم وليلة، إذا ألقى من مسير الشَّمْس ليوم وليلة، أو ألقى مسيرها من مسيره، وسُمي أيضًا: حِصَّة المسير. الكوكب الصَّميم، والتصميم، والمصمم: أن يكون بين الشَّمْس وبينه ست عشرة دقيقة فما دونها. الاحتراق: أن يكون الكوكب مقارِنًا للشمس وبينهما أكثر من دقائق التصميم. تحت الشعاع، هو أن يكون مع الشَّمْس قبل الاحتراق أو بعدَه. الكَبِيسَة، في تاريخ اليونانيين: مَعناها أن سَنَتَهُمْ ثلاثُمِائةٍ وخمسةٌ وستون يومًا وربع يوم بالتقريب، فإذا مضت أربع سنين انجبرت الأرباعُ فصارت يومًا واحدًا، وصارت أيامُ السنة ثلاثَمِائة وستةً وستين يومًا، وتُسمى تلك السنة: الكَبِيسَة، واللفظة سُرْيانية مُعَرَّبة، والنَّسِيءُ الذي نُهِيَ عنه في القرآن كان شبيهًا بهذا. الكَرْدَجَة، كلمة فارسية، معناها: القِطْعَة، يُسَمَّى بها بعض الجداول كَرْدَجات تشبيهًا بقِطاع الأرَضَينَ. الجَيْب، مِقداره قد ذكرناه في باب الهندسة، ومقدار فلَك الشَّمْس الذي يُذكر في باب الكسوف هو مِقْدار جِرْمها بِرَأْيِ العَيْنِ على القياس المصطَلح عليه، ومِقْدار فلَك الْقَمَر كذلك، فأما مِقْدار فلَك الجَوْزَهْر فهو الموضع الذي يقطعه الْقَمَر من صَنَوْبَرَةِ ظِلِّ الأرض.

الفصل الثالث: في مبادئ الأحكام

بيت الكوكب: برج يُنسب إليه، ولكل واحد من النَّيِّرَيْنِ بيت واحد، ولكل واحد من الخمسة المتحَيِّرة بَيْتانِ، فالأسَدُ بيتُ الشَّمْس، والسَّرَطان بيت الْقَمَر، الْجَدْي والدَّلْو بَيْتَا زُحَل، الْحُوت والقَوْس بَيْتَا الْمُشْتَرِي، الْحَمَل والعَقْرَب بيتا الْمِرِّيخ، الثَّوْر والمِيزان بَيْتَا الزُّهْرَة، السُّنْبُلَة والْجَوْزاء بَيْتَا عُطَارِد. شرف الكوكب: دَرَجة في بَرْجٍ يُنسب إليه، ولكل واحد من السبعة شَرَف، فشَرَف زُحَل في المِيزان، وشَرَف الْمُشْتَرِي في السَّرَطان، وشَرَف الْمِرِّيخ في الْجَدْي، وشَرَف الشَّمْس في الْحَمَل، وشَرَف الزُّهْرَة في الْحُوت، وشَرَف عُطَارِد في السُّنْبُلَة، وشَرَف الْقَمَر في الثَّوْر، وشَرَف الرأس في الْجَوْزاء، وشَرَف الذنَب في القَوْس. المثلَّثة: كل ثلاثة أبْرُج تكون على طبيعة واحدة، تُنسب إلى ثلاثة كواكب، ويكون أحدها صاحب المثلَّثة المقدَّم بالنهار، والثاني المقدَّم بالليل، والثالث شَرِيكهما بالنَّهار والليل. فالْحَمَل والأَسَد والقَوْس مثلَّثة، وهي حارَّة يابسة، وأربابها بالنهار الشَّمْس ثم الْمُشْتَرِي، وبالليل الْمُشْتَرِي ثم الشَّمْس، وشريكهما بالليل والنهار زُحَل. والثَّوْر والسُّنْبُلَة والْجَدْي مثلَّثة باردة يابسة، وأربابها بالنهار الزُّهْرَة والْقَمَر، وبالليل بالعكس، وشَرِيكهما الْمِرِّيخ. والْجَوْزاء والمِيزان والدَّلْو مثلَّثة حارَّة رَطْبة، وأربابها بالنَّهار زُحَل وعُطَارِد، وبالليل بالعكس، وشَرِيكهما الْمُشْتَرِي. والسَّرَطان والعَقْرَب والْحُوت مثلَّثة باردة رَطْبة، وأربابها بالنَّهار الزُّهْرَة ثم الْمِرِّيخ، وبالليل بالعكس، وشَرِيكهما الْقَمَر. الوجه والصورة والدريجان والدهج، مَعناها: كل عشر درجات من كل برج، ويكون لكل وجه صاحب من الكواكب السبعة، وبين الروم والهند والفرس اختلاف في أربابها. الحد: هو أن درجات كل برج مقسومة بين الكواكب الخمسة المتحيرة على غير سوية، وكل قسم يُسَمَّى حدًّا، وهو بالفارسية مرز. النهبهر: هو تسع البروج، وهو بالهندية نوبهر. الوَبَال: هو البرج المقابل للبيت، وهو البطياج، معرَّب من بتياره بالفارسية، وهو البرج السابع من كل بيت، ويُسَمَّى نظيرَه ومقابِلَه، وذلك أن يكون بينهما نصف الفَلَك، وهو ستة أبراج. الهبوط: مقابل الشَّرَف. الآبار: دَرَج في البروج إذا بلغتها الكواكب نُحست فيها، واحدها بئر. والدرجات المظلمة، دَرَج معروفة. والدرجات القَتِمة، من القَتَام، وهو الغُبَار. الطالِعُ من البروج الذي يَطْلُع من المشرق، والغارب نَظِيرُه الذي يَغْرُب في أُفُق المغرِب. ووسط السماء: هو البرج الذي يتوسط السماء. ووتِد الأرض نَظِيره، وهو الذي تحت وسط الأرض. والطالع والغارب ووسط السماء ووتِد الأرض، تُسمى: الأوتاد الأربعة. والبروج التي تلي هذه تُسمى: ما يلي الأوتاد. والبروج التالية لما يلي الأوتاد تُسمى: السواقط والزوائل. بيت النفس: هو الطالِع، والبرج الذي يَلِيه هو بيت المال، والثالث بيت الإخْوة، والرابع بيت الآباء، والخامس بيت الوَلَد، والسادس بيت المرض والعَبيد، والسابع بيت النساء، والثامن بيت الموت، والتاسع بيت السفر والدين، والعاشر بيت السلطان والعمل، والحادي عشر بيت الأصدقاء، والثاني عشر بيت الأعداء. للأيام السبعة أرباب: فرَبُّ يوم الأحد الشَّمْس، وهو رب الساعة الأولى منه، ورب الساعة الثانية منه الزُّهْرَة التي تليه، ورب الساعة الثالثة عُطَارِد، وعلى هذا إلى أن ينتهي الساعة الرابعة والعشرون إلى عُطَارِد، فيكون رب الساعة الأولى من يوم الاثنين الْقَمَر، وهو رب اليوم أيضًا، وعلى هذا القياس أرباب ساعاته، إلى أن يكون يوم الثلاثاء للمِرِّيخ، ويوم الأربعاء لعُطَارِد، ويوم الخميس للمُشْتَرِي، ويوم الجمعة للزُّهْرَة، ويوم السبت لزُحَل. الكواكب المتحَيِّرة، هي التي ترجِع وتستقيم، وهي خمسة: زُحَل، والْمُشْتَرِي، والْمِرِّيخ، والزُّهْرَة، وعُطَارِد. النَّيِّرانِ: هما الشَّمْس والْقَمَر. السَّعْدانِ: الْمُشْتَرِي والزُّهْرَة. النَّحْسانِ: زُحَل والْمِرِّيخ. الكواكب العُلْوِيَّة، هي: زُحَل، والْمُشْتَرِي، والْمِرِّيخ؛ لأنها فوق الشَّمْس. والكواكب السُّفْلِيَّة، هي: الزُّهْرَة، وعُطَارِد، والْقَمَر؛ لأنها تحت الشَّمْس. الكيد: نَجْم نَحس في السماء لا يُرى، وله حساب معلوم يُستخرج به موضعه. الحَيِّزانِ: يكون الكوكب الذَّكَر في بُرج ذَكَر بالنَّهار فوقَ الأرضِ وبالليل تحتَ الأرضِ، أو يكون الكوكب الأنثى في بُرج أنثى بالنَّهار تحتَ الأرضِ وبالليل فوقَ الأرضِ، فيُقال: هو في حَيِّز. المزاعَمَة: هي الحظ، يُقال: لهذا الكوكب في البروج مُزاعمة، أي حظ من بيت أو شرَف أو نحو ذلك. الابْتِزاز: أن يكون للكوكب حظوظ كثيرة في البرج، فيقال: هو مُبْتز عليه. الاستعلاء: أن يكون الكوكب في البرج العاشر من الآخر، فيقال: هو مستعْلٍ عليه. الحصار: أن يكون الكوكب مضغوطًا بين نحسين، أحدهما أمامه، والآخر وراءه. التَّشْريق: هو أن يُرى الكوكب في المشرق يطلع قبل طلوع الشَّمْس. التَّغْريب: أن يُرى في الْمَغْرِب يغرب بعد غروب الشَّمْس. الكنار روزي: الذي يُرى بالعشاء. الكنارشبي: الذي يُرى صباحًا، والكلمتان فارسيتان.١٠ الدستورية: أن يكون الكوكب مباينًا للشمس. الهَيْلَاج:١١ أحد الهيالج الخمسة، وهي: الشَّمْس، والْقَمَر، والطالِع، وسهم السعادة، وجزء الاجتماع أو الاستقبال، وهي أدلة العمر؛ وذلك أنها تسير إلى السُّعود والنُّحوس. ومعنى التسيير أن يُنظر كم بين الهَيْلَاج وكم بين السَّعْد أو النَّحْس؛ فيُؤخذ لكل دَرجة سَنَة، فيُقال تُصيبه السعادة أو النَّكْبة إلى كذا وكذا سَنَة. الكَدْخُدَاه:١٢ هو الكوكب المبتزُّ على الهَيْلَاج، وهو الذي يدل على كَمِّيَّة العمر بسنين موضوعة لكل كوكب: كبرى، ووسطى، وصغرى. وقيل: هَيْلاج بالفارسية امرأة الرجل، وكَدْخُدَاه هو الزوج، ومعناه: رب البيت؛ لأن كده هو البيت، وخداه هو الرب، ويُسَمَّى هذان الدليلان بذلك لأن بامتزاجهما وازدواجهما يُستدل على كمية العمر. الفردار: قسمة العمر بين الكواكب السبعة، لكل كوكب منها سنون معلومة يُقال لها: سنو الفردار. الجان بختان، معناه: قاسم الروح، وذلك أن درجة الطالع تسير إلى السُّعود والنُّحوس، فصاحب الحد الذي يبلغه التسيير يُسَمَّى قاسم الحياة. والجان بختان البرماهي، هو الامتلاء، وهو أن يصير بدرًا، وهو الاستقبال؛ لأنه يقابل الشَّمْس حينئذٍ. النيمبري، هو نصف الامتلاء، وذلك في الليلة السابعة، وفي الليلة الحادية والعشرين، وهو حين يصير في تربيع الشَّمْس، ومعنى التربيع: أن يصير منه على ربع الفلك. التثليث: أن يصير منه على ثلث الفلك. والتسديس: أن يصير منه على سدس الفلك. والمقابلة: أن يصير منه على نصف الفلك. الاجتماع: يعني به المحاق؛ لأن الْقَمَر يقارن الشَّمْس. القِران: يعني به اجتماع زُحَل والْمُشْتَرِي خاصةً إذا أُطلقت، فإذا عُني قِران كوكبين آخرين قُيد بذكرهما.

الفصل الرابع: في آلات الْمُنَجِّمِين

الأَصْطُرْلاب،١٣ معناه: مِقياس النُّجوم، وهو باليونانية: أَصْطُرْلابون. وأصطر هو النجم، ولابون هو المرآة، ومن ذلك قيل لعلم النُّجوم: أصطرنوميا. وقد يهذي بعض المولَعِين بالاشتقاقات في هذا الاسم بما لا معنى له، وهو أنهم يزعمون أن لاب اسم رجل، وأسطر جمع سطر وهو الخط، وهذا اسم يوناني واشتقاقه من لسان العرب جَهْل وسُخْف. الأَصْطُرْلاب التام هو المعمول لدرجة درجة، والنِّصف هو المعمول لدرجتين درجتين، والثُّلث هو المعمول لثلاث دَرَج ثلاث دَرَج، والسُّدس هو المعمول لست دَرَج ست دَرَج، والعُشْر هو المعمول لعَشْر دَرَج عَشْر دَرَج، فأما الربع فإنه آلة غير الأَصْطُرْلاب على شكل ربع دائرة يُؤخذ به الارتفاع وتُستخرج الساعات. العِضَادَة: شِبْه مِسْطَرة لها شَظِيَّتان تُسمى اللبنتين، وفي وسط كل لبنة ثُقبة، وتكون هذه العِضَادَة على ظهر الأَصْطُرْلاب وبها يُؤخذ ارتفاع الشَّمْس والكواكب. الحُجْرة: هي الحلقة المحيطة بالصفائح الملصقة بالصفيحة السفلى، وقد تكون مقسومة بثلاثمائة وستين قسمًا. الأُمُّ: هي الصفيحة السفلى. العَنْكَبُوت: هي الشبكة التي عليها البروج والعظام من الكواكب الثابتة. مِنْطَقة البروج في العنكبوت، هي المقسومة بدَرَج البروج. الْمُرِي: زيادة عند رأس الْجَدْي يماسُّ الحُجرة، ويُسَمَّى مريًّا لأنه يرى أجزاء الفلك. المقنْطَرات: هي الخُطوط المقوَّسة المتضايقة المرسوم فيما بينها أعداد دَرَج الارتفاع في الصفيحة، وفوقها يَجْرِي العنكبوت. خُطوط الساعات: هي الخطوط المتباعدة، وهي تحت المقنطرات. خط الاستواء: هو الخط المقسوم الآخِذ من المشرق إلى المغرب المارُّ على مركز الصفيحة. خط نصف النهار: هو الخط الذي يقطع خط الاستواء على زوايا قائمة وابتداؤه من العُرْوة. الأَصْطُرْلاب الكُرِّيُّ: هو كُرَة فوقَها نصف كُرَة مشبَّكة بمنزلة العنكبوت من الأَصْطُرْلاب الْمُسَطَّح. الفَرَس: هو قطعة شبيهة بصورة الفَرَس يُشد بها العنكبوت على الصفائح. القطب: هو الوتِد الجامع للصفائح والعنكبوت. أنواع الأَصْطُرْلابات كثيرة، وأساميها مشتقة من صُوَرِها، كالهلالي من الهلال، والكُرِّيُّ من الكُرَة، والزَّوْرَقي، والصَّدَفي، والْمُسْرَطَن، والْمُبَطَّح، وأشباه ذلك. آلات الساعات كثيرة، فمنها: الطَّرْجَهارَة، ومنها: صُندوق الساعات، ومنها: دَبَّة الساعات، ومنها: الرُّخامة، ومنها: الْمُكْحُلَة، ومنها: اللَّوْح. وذات الحَلَق: هي حَلَق متداخلة يُرصد بها الكواكب. الكُرَة، معروفة، من آلات الْمُنَجِّمِين، وبها تُعرف هيئة الفَلَك وصورة الكواكب، وتُسَمَّى أيضًا البَيْضَة.
١  وترتيبها في السموات السَّبْع على حَسَب ذِكْرها في هذا البيت:
زُحَلُ شَرَى مِرِّيخَهُ مِنْ شَمْسِهِ
فتَزاهَرَتْ لِعُطَارِد الأقمار
زُحَل في السماء السابعة والْمُشْتَرِي في السماء السادسة وهَلُمَّ جَرًّا، والْقَمَر أقرب إلينا من كل الكواكب لأنه في السماء الدنيا أي السماء الأولى.
٢  والشَّمْس تحل في كل شهر في بُرج، ففي نَيْسَان (أبريل) تحل في برج الْحَمَل وهو من أفضل الربيع وأطيب فصول السنة، وفي شهر أيار-مايس (مايو) تحل في برج الثَّوْر، وفي شهر حَزِيران (يونيه) تحل في برج الْجَوْزاء، وفي شهر تَمُّوز (يوليو) تحل في برج السَّرَطان، وفي شهر آب (أغسطس) تحل في برج الأسد، وفي شهر أَيْلُول (سبتمبر) تحل في برج السُّنْبُلَة، وفي شهر تِشْرِين الأول (أكتوبر) تحل في برج المِيزان وهو زمن الاعتدال بين الحر والبرد، وفي شهر تِشْرِين الثاني (نوفمبر) تحل في برج العَقْرَب، وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) تحل في برج القَوْس، وفي شهر كانون الثاني (يناير) تحل في برج الْجَدْي، وفي شهر شُبَاط (فبراير) تحل في برج الدَّلْو، وفي شهر آذار (مارس) تحل في برج الْحُوت، وكل ثلاثة أشهر فصل من فصول السنة.
٣  من لطيف نُكَت الشاعر البارع عبد الباقي العمري البغدادي المتوفَّى سنة ١٢٧٨ أنه كان له معاش شهري يتقاضاه من مديرية الأوقاف في بغداد، وكان كلما استُحِقَّ له المعاش وجاء ليطالبَ المدير به يقول له المدير: ما في الخزانة دراهم؛ فقال هذه الأبيات تسليةً لنفسه وتنفيسًا لكَرْبِه:
قد أَوْقَفَ الأَرَضِينَ السَّبْعَ واقِفُها
وقفًا صحيحًا على ثَوْر إلى الأبد
وصَيَّرَ الْجَدْيَ في الأفلاك فهو لها
قطب تدور عليه محكم الوتد
فهلْ يُؤَمِّلُ إنسانٌ وظيفَتَه
وصاحبُ الوقْفِ ثَوْرٌ والْمُدِيرُ جَدْي
٤  استنبط أبو العلاء المعري المتوفَّى سنة ٤٤٩ من وصف السِّمَاكَيْنِ معنًى حسنًا، فقال في «لزوم ما لا يلزم»:
لا تَطْلُبَنَّ بِغَيْرِ حَظٍّ رتبةً
قَلَمُ البْلَيغِ بِغَيْرِ حَظٍّ مِغْزَلُ
سَكَنَ السِّماكَانِ السَّمَاءَ كِلَاهُما
هذا له رُمْحٌ وهذا أَعْزَلُ
وكلامه صحيح، ويؤيده قول الله تعالى: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ. قال الراغب الأصفهاني: وفي هذه الآية دليل على أن الحظ بالقسمة أيضًا.
٥  وعليه قول الله تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ.
٦  وهو اليوم بلاد اليابان في شرق آسيا.
٧  وهو اليوم بلاد المغرب الأقصى على ساحل البحر المحيط الأطلسي.
٨  وفي شِفَاء الغَلِيل للخَفاجي: مُعَرَّب أود، بالدال المهملة، وهي كلمة هندية معناها: العلو، والأصح قول المؤلِّف لأنه أعرف منه باللغات.
٩  قال في القاموس: كَسَفَ للشمس وخَسَفَ للقمر، أو الخُسوف إذا ذهب بعضهما والكُسوف إذا ذهب كليهما. قال الله تعالى: فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ. وقال الشاعر:
فالشَّمْس طالعة ليست بكاسفة
تبكي عليك نجومَ الليل والْقَمَرا
نجوم والْقَمَر منصوبان على أنهما مفعولان لكاسفة، وفاعلُ «تبكي» الشَّمْسُ لا ما بعدَه وهو النُّجوم، فتأمل.
١٠  روز: النهار، وشب: الليل بالفارسية، فعليه يقتضي أن يُقال الكنار روزي الذي يُرى صباحًا والكنارشي الذي يرى ليلًا بعكس ما قاله المؤلف.
١١  الهَيْلَاج والكَدْخُدَاه الآتي ذكره بعد، هما كوكب المولود، فالكَدْخُدَا لرزقه والهَيْلَاج لعمره، فإن وُلد في صعود كان زائدًا فيه، وإن كان في هبوطه كان بعكسه، وهذا على ما يذكره الحكماء والمنجِّمون وأرباب المواليد، وعرَّبوه قديمًا. قال ابن الرومي المتوفَّى سنة ٢٨٣، في الربيع:
ذو سماءٍ كأَدْكَنِ الخَزِّ قد غَيَّـ
ـمت وأرضٍ كأخضرِ الدِّيباجِ
فتَجَلَّى عن كل ما يتمَنَّى
موضع الكَدْخُدَاه والهَيْلَاج
١٢  الكَدْخُدَا، بالدال المهملة لا المعجمة: صاحب الدار، والرجل العزيز الموَقَّر في قومه، وصاحب الحل والربط في الأمور، ويطلق على الملك أيضًا، وعلى الرجل المتأهِّل. وفي اصطلاح الْمُنَجِّمِين دليل روح المولود تُعرف به حياة الطفل وعمره، وهو فارسي.
١٣  وهو آلة تُعرف بها المواقيت للصلاة وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤