النواحي التي اتهم الأدب العربي بالعجز فيها

هذه التهم لا يخلو بعضها من حق، ولكن معظمها تغلب عليه المبالغةُ والوهم، وتنحصر التهم المذكورة في النواحي الآتية: القصة وفن التمثيل، السياسة والإدارة، الاجتماع والعلم، الألفاظ الفنية لمستحدثات هذا العصر، وِحْدة الغرض وجَعْله محورًا يدور عليه الكلام.

أمَّا القصة وفن التمثيل فلا شك أنهما لم يخصبا ويزدهرا في الأدب العربي كما أخصبا وازدهرا في الآداب الإفرنجية، لا لأن أدبنا عاجز بطبيعته عنهما بل لأن أدباءنا لم يولعوا بهما ويلتفتوا إليهما كما أُولِعوا وشغفوا بغيرهما من ألوان الأدب. ودليلي على ذلك وجود النوع القصصي والتمثيلي بمقدار يستحق الذكر، وإنْ لم يكن مقدارًا عظيمًا في آثارنا الأدبية الجديدة تأليفًا وترجمة، والقصة منهما وجدت في جميع عصور الأدب العربي، ولا يزال سلطان القصة والتمثيل عندنا يشتد ويمتد بصورة مطردة.

ولما وصلت إلى هنا تذكرت قصيدة لي قديمة فيها قصة خيالية رمزية، أخرج منها إلى النتيجة المتوخاة من المقام الذي كنت فيه، وهي التحذير من السكر، وإنذار الناس أنَّ عادته تدهم صاحبها تدريجًا، حتى تجعله أسيرَها فصريعَها.

ذكرتُ شابًّا وسيم الطلعة، حلو الشمائل، رأيته عرضًا في أحد المتنزهات، ثم قلت:

وكان في جانب للنهر قطعة رمـ
ـل قد بدت مجلسًا في مركز وسم
فقام شوقًا ليغشاها فقلت له
مهلًا فما هي إلَّا مجلس الندم
فسطحها غير مأمون لرقته
يهوي بصاحبه لليم عن أمم
أجاب لا تخش إني حازم يقظ
وهكذا عن سماعي كان في صمم
تركته يائسًا منه وقام إلى الـ
ـمكان يسعى إليه ثابت القدم
وقال أقضي يسير الوقت فيه فلا
يغور بي أو يكون اللج ملتهمي
لكنه ما قضى الوقت اليسير وقد
أعاره جهده شيئًا من الألم
واستنشق النسمات الطيبات من الـ
ـمروج تزهو بنور البدر في القمم
وحاك فيه هدوء الليل يقلقه
صوت من الموج حلو السير منتظم
حتى أهاب به داعي النعاس وما النـ
ـعاس سهل فلم يعرض ولم يجم
أغفى ولم تغف عنه عين مصرعه
بل كان مجلسه في حكم منهدمِ
ينهار شيئًا فشيئًا والشقي به
ينحو رويدًا رويدًا عالم العدم
كذا بدا ليَ عن بعد فرحت على
عَدْو لأنقذه من تلكم النقم
لكنني قبلما أدركت موضعه
جرى عليه قضاء البارئ النسم
اغتاله اللج لم يرحم محاسنه
ولا صباه وآواه مع الرمم
وبينما كنت أبكيه وأندبه
مفكرًا حائرًا في زي ذي لمم
سمعت صوتًا من الأفلاك يهتف بي
رمز إلى السكر هذا فاتعظ وقم

وأمَّا السياسة والإدارة فقد ظهرتا في أدبنا على الشكل الذي يوافق زمانهما، ظهرتا بصبغة حزبية يوم كانت أحزاب العرب تتطاحن، لا سيما بين أُموية وعباسية، وبين عباسية وفاطمية، وأمَّا في هذه الأيام فقد تضاءل أثر هذا اللون الأدبي، أو زال بطبيعة الحال، فليس لنا ما يوجب ذلك، أو يسيغه من وجود دول عربية تامة الاستقلال مع بروز خصومات لدودة في صميمها.

وكلما احتيج اليوم إلى كلام في السياسة أو الإدارة، فالصحافة تقوم مقام الشعر على أهون سبيل، وتأتي من التفصيلات ما لا يستطيع الشعر بعضه، وأمَّا فيما سبق فمهما نسي راوي الأدب، فلا أظنه ينسى شأن ذينكم البيتين اللذين أنشدهما سديف مولى بني العباس الخليفة الأول العباسي أبا محمد السفاح، موغرًا صدره على ضيوفه ساعتئذ من أمراء أمية، وكانوا سبعين أميرًا، حتى ثار ثائر الخليفة، وأمر بقتلهم فقتلوا جميعًا، والبيتان هما:

لا يغرنك ما ترى من وجوه
إنَّ طي الضلوع داء دويًّا
فضع السيف وارفع السوط حتى
لا ترى فوق ظهرها أمويًّا

وقريب من هذا الحادث أنَّ بعض أعداء البرامكة وحسادهم دسوا عليهم إحدى المغنيات الشهيرات، فغنت بحضرة الخليفة هارون الرشيد البيتين التاليين:

ليت هندًا أنجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد

وجعلت تردد العجز الأخير مرارًا حتى تنبه ذهن الخليفة أشد تنبه إلى حاله مع البرامكة، وكانوا قد احتكروا أعمال المملكة وتدبيرها، فصاح: واللهِ ما العاجز إلَّا أنا، ولكني لن أبقى كذلك وبعد أيام يسيرة فتك بالبرامكة.

وأمَّا الاجتماع والعلم فلهما في الأدب العربي شأنان مختلفان، إنَّ الاجتماعيات من أقسامها مكارم الأخلاق، وكل ما يتعلق بكيفية المعايشة والمعاشرة وآداب السلوك، وهذه أمور لها في أدبنا حيز غير صغير، وإنْ بدا صغيرًا لعين الذي لا يحسن التأمل؛ لأن غيرها من الأبواب يكاد يغمرها ويخفيها عن النظر — أي: أبواب الفخر، والحماسة، والغزل، والنسيب، والمدح، والتهنئة — فإذا أعاد القارئ النظر، وأحكم البحث رآها ضاربة بسهمٍ صالح من الأدب العربي، ككتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، والأدب الكبير والأدب الصغير للجاحظ، ومقدمة ابن خلدون، وعدة فصول للماوَردي والقليوبي. ومن آثار أبناء العصر كتابات لفارس الشدياق، والشيخ نجيب الحداد، والمنفلوطي، وولي الدين يكن، وغيرهم جمهور عظيم.

بقي أمر المباحث العلمية ونصيبها من الأدب العربي ضئيل بحد ذاته، ولا غضاضة في ذلك، فهذه المباحث ومثلها المباحث الفلسفية يجب أنْ تُطلب في مواطنها، وما الأدب إلَّا دار غربة لها؛ لأنه لا يتحمل فيها بسطًا وإشباعًا، وإنما أوطانها أقلام العلماء والفلاسفة، فمن أرادها فليلتمسْها في آثارهم ضاربًا صفحًا عن النابغة، ولبيد، وأبي تمام، والبحتري، وأبي نواس، وبهاء الدين، وخليل مطران، وشوقي، وأضرابهم. نعم، إنَّ الأدب المحض يحتمل من مباحث العالم إشارات ولمحات، بل تكون له هذه إذا أحسن استخدامها زيادة بهجة، ودعامة قوة وتأييد، ولم يعدم أدبنا العربي بصيصًا من هذه الإشارات واللمحات، ومن ذلك قول سعد الدين بن العربي:

ألقيت أكسير اللحاظ بخده
فقلبت فضته النقية عسجدا

وقول غيره:

لم أنسه إذ قال أين تحلني
حذرًا عليَّ من الخيال الطارق
فأجبته في القلب قال تعجبًا
أرأيت ويحك ساكنًا في خافق

وقول غيره:

وما بال برهان العذار مسلمًا
ويلزمه دور وفيه تسلسل

وقول الآخر:

شهدتْ لواحظُهُ علي بريبة
وأتت بخط عذاره تذكارا
يا قاضي الحب اتئد في قتلتي
فالخط زور والشهود سكارى

وقول بعضهم:

لا فضل لي فيما بعثت لأنني
أهدي له ما نلت من نعمائه
كالبحر يمطره السحاب وما له
فضل عليه لأنه من مائه

وقول الرئيس ابن سينا:

اجعل طعامك كل يوم أكلة
واحذر طعامًا قبل هضم طعام
واحفظ مَنِيَّكَ ما استطعت فإنه
ماء الحياة يراق في الأرحام

وقول إبراهيم الحوراني:

محمول أم المجد موضوع العلى
روحي فدى المحمول والموضوع

والمحمول والموضوع عند أهل المنطق هما المسند إليه والمسند عند أهل العربية، وربما امتد نفس الأدب إلى أكثر من هذه الإشارات الخفيفة في مباحث العلم، وهكذا فعل الشيخ إبراهيم اليازجي ناظمًا في كوكب الزهرة قصيدة عامرة منها قوله:

قف بي نُحَيِّ رباها أيها الحادي
فتلك أبياتها في عدوة الوادي
قد خيمت باللوى الغربي ضاربة
عليه أطنابها من غير أوتاد
مقيمة لم تقم إلَّا على سفر
لا ينقضي بين تأويب وأسآد
فنبئينا — رعاك الله — جارتنا
بل أنت سوغ لنا من عهد ميلاد
قد انقطعنا فما إنْ بيننا صلة
ولا سبيل لملاح ولا حاد
ولم يكن بيننا سد وقد ضربت
أيدي الفضا دون لقيانا بإسداد
يا ليت شعريَ هل تدرين موضعنا
وهل لديك رجال أهل إرصاد
وهل رأوا ركبنا النوري منطلقًا
في ليلهم بين تصويب وإصعاد

أمَّا التقصير في الألفاظ الفنية لمستحدثات هذا العصر، فلا أُنكر أنه موجودٌ في لغتنا وأدبنا، وإننا لا نزال نُعاني مضضه وألمه، ولكننا أخذنا نكافحه مكافحة ناجحة منذ خمسين سنة، بحيث أوجدنا قسمًا من هذه الألفاظ التي تعوزنا عن طريق الاشتقاق والمجاز، وبقي علينا قسم آخرُ نرجو سَدَّ ثلمته رويدًا رويدًا، ولَعَلَّنَا قضينا إلى الآن نصف حاجتنا في هذه الناحية الواسعة الأرجاء.

وأقربُ دليلٍ على نجاحنا في هذا السبيل أنَّ المدرسة الجامعة في دمشق، ومدارس الحكومة في سائر سورية مع كثير من مدارس القُطر المصري؛ اتخذتْ اللغة العربية لتدريس العلوم والفنون المختلفة، وكلها سائرةٌ على قدم النجاح، ولا عبرة بما يعترض المدارس أحيانًا من صعوبة جزئية وحيرة موقتة؛ فهذه المزعجات منتظَرة في فجر هذا الانتقال، وستزول بعد سنوات يسيرة.

وكل ما عندي في هذا الصدد وجوبُ اتخاذ الحيطة التي ناديت مرارًا باتخاذها، وجوب اتفاق علمائنا وأدبائنا ومجامعنا على كل لفظ فني جديد؛ لكي يستعمله الناطقون بالضاد على السواء، ويتفاهموا به على السواء، وإلَّا وُجِدَ لكل معنى جديد ولكل غرض جديد لفظان أو عدة ألفاظ مما يُحدث ارتباكًا وتشويشًا، بل يهدد وحدة لغتنا الفصحى، وإنْ لم يظهر خطر ذلك في عصرنا الحاضر فلا بُدَّ من ظهوره في عصر مقبِل، ما دمنا لا نتخذ الحيطة المذكورة لتوحيد الآراء والأحكام في هذا السبيل.

ومناسبة لهذه الناحية أقول: إنَّ كثيرين تعودوا أنْ ينعوا على لغتنا كثرةَ المترادفات فيها على غير طائل، وقولهم هذا فيه مبالغةٌ، وشططٌ في الحكم؛ إذ يُجَسِّمون القبيح من متعلقاته، ويضربون صفحًا عن الحسن، لا ننكر أنَّ في لغتنا فئات من المترادفات الكثيرة، ولكن هذا الكثير لم يوضع إلَّا لقليلٍ من المعاني، فإن المترادفات الكثيرة المحضة تنحصر في الأسماء الحسنى، أي: أسماء الله — عز وجل — وأسماء حضرة النبي العربي، وفي اسم السيف، والرمح، والجمل، والبحر، والقفر، والخمر، والداهية مع قليل غيرها.

فليس الخطب فيها عظيمًا ما دامت لا تزيد على بضعة عشر اسمًا، ومما اقتضى كثرتها معايش أهلها الأولين في الجاهلية، واختلاف مصطلحاتهم حسب اختلاف قبائلهم، وأمَّا غيرها من المترادفات فهي قليلة العدد لكل معنًى يُراد، أي: أنه قد يكون للمعنى الواحد مرادفان، أو بضعة مرادفات، ومما يجب التنبيه عليه بهذا الصدد أن عندنا مترادفات ليست بالمترادفات المحضة، بل بينها فروق في المعنى حسب كمية الشيء، أو نوعه، أو حالات مختلفة من أحواله.

وهذا لا يحسب على الأدب العربي عيبًا، بل برهانًا جليًّا على الدقة والسعة، مما قدمت عليه أمثلة كافية منذ سنوات في خطابي الذي عنوانه: «نحن ولغتنا العربية في العصر الحاضر»، وهذا هو الوجه الحسن الذي قلت: إنَّ جمهورًا من النُّقَّاد يضربون عنه صفحًا، إمَّا عمدًا وإمَّا جهلًا، وإمَّا سهوًا.

وأمَّا عدم العناية بوحدة الفرض، الذي يجب أنْ يُجعل محورًا يدور عليه القول في كلياته وجزئياته؛ فهو تقصيرٌ لعله وقع في شيء من آثار العصور الأولى، لا سيما العصر الجاهلي يوم كان البدوي يُطلق لقريحته وعواطفه العنان غير متقيد بشيء؛ وذلك بمقتضى فطرته وما تعوده في معيشته. وأمَّا معظم آثارنا الأدبية فيما عدا ذلك فلا تفوتها وحدة الغرض ووضوحه، لا سيما أقوال الكُتَّاب والشعراء في نهضتنا الحديثة.

وخير ما أختم به بحثي الحاضر إجمال ما فصلته من أنَّ الأدب العربي مشرقُ الوجه، جميل المحيا، حلو الشمائل؛ لأن وراءه سندًا ومددًا عظيمًا من لغته التي فيها — مع قوتها العجيبة — مرونةٌ وطواعية. وقد برهنت على ذلك بما حواه صدرها من كنوز آثار المدنيات القديمة، وهضمها في أحشائها هنيئًا مريئًا بدون أنْ يصيبها شيءٌ من سوء الهضم.

وأظن خمسة عشر قرنًا كافية للشهادة بذلك وتأييده، فما بال خاصتنا في العلم والأدب، وخاصتنا في الثروة والجاه، ونفوذ الكلمة لا يَحْذُون حذو أسلافهم الكرام في إنعاش لغتهم وآدابها بشتى الوسائل الفعالة، حتى جعلوها واسطة العقد بين اللغات الحية في تلك العصور مما استحقتْه بطبيعتها ومركزها، فلم يجهل أولياؤها ذلك الحق ولم يتجاهلوه، بل عملوا على تحصيله فحَصَّلوه، وأصبح بذلك اسمهم خالدًا مسكي النفحات:

وحَدَّثْتَني يا سعدُ عنهم فزدتني
هيامًا فزدني من حديثك يا سعد
هواهمُ هوًى لم يعرف القلب غيره
فما قبله قبل ولا بعده بعد
وأمَّا ما أشرنا إليه من مطاعن الأدب العربي فهو لا يزيد على تُسع أو عُشر حسناته، وكل أدب من آداب الأُمم العابرة والغابرة يَعتريه من المطاعن ما يُعادل الذي ذكرناه أو يفوقه أضعافًا، وهو غير متمتِّع إلَّا ببعض المحاسن التي عُرف بها أدبنا. وأمَّا نهضتنا الحديثة فخطواتها في التقدم ظاهرةٌ للعيان، وإنْ لم تكن سريعة، والذي أراه أنها تتطلب ثلاثة شروط لكي تصبح آمنة مأمونة عزيزة الجانب:
  • الشرط الأول: إيجادُ صلة معنوية وثيقة العرى بين الطبقة المفكرة منا، وطبقة أهل اليسار والنفوذ، وخيرُ وسيلة لذلك أنْ يتذوق الموسرون النافذون طعم الأدب منذ نُعُومة أظفارهم، فيعطفوا على أهله وأنصاره.
  • الشرط الثاني: أنْ تُقلَّم أظفارُ الأدب الخفيف — إذا صح تسميته أدبًا — ويقلص ظله، من صحافة غير راقية ولا نزيهة، ومن قصص تافهة، ونحو ذلك، وينشط الأدب الصحيح الذي هو فوق ما ذكر بصورة ظاهرة، سواء كان تصنيفًا، أو جمعًا، أو تعريبًا.
  • الشرط الثالث: أنْ يُعنى بحسن التعريب في متانةٍ ورشاقة عن لغات الفرنجة، وإلَّا فالترجماتُ الضعيفة السخيفة يظل ضررُها وخطرها على أدبنا أعظمَ من فوائدها.

ويضاف إلى هذه الشروط الثلاثة أن ينبه الأدباء وناشئة العلم إلى وجوب الحكم على كل أثر أدبي لذاته، أي: بغَضِّ النظر عن قائله، بحيث ينظر إلى القول بعين النقد الصحيح لا إلى القائل. فعلى هذا المنهاج يميز بين الغث والسمين في أدبنا، ويعطى كل ذي حق حقه، ويخف فيما بيننا سلطان تأثيرات جمة كالحزبية، والطائفية، والقربى، والصداقة، والمركز الاجتماعي والشهرة.

وكثيرًا ما تكون الشهرة في بلادنا مزيفة مصطنعة، أو ثوبًا فضفاضًا على الواحد، وثوبًا قصيرًا ضيفًا على الآخر بعوامل مختلفة، فلا تحسب الشهرة ومقدارها بيننا مقياسًا صحيحًا لاستحقاق ذوي القرائح، وإنما يمكن اتخاذها دليلًا استئناسيًّا، لا حجة دامغة لإصدار حكم حاسم ليس وراءه نقض ولا إبرام.

كذا داؤنا يا قومنا ودواؤنا
فإنْ نتهاونْ فالهلاك قريبُ
وإنْ نتدارك أمرنا فأمامنا
طريقُ نجاة واضح ورحيبُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤