الفصل السادس

ملخص

لكي ألخص النتائج الرئيسية لإسهامي هذا، تبدو لي النقاط التالية ذات أهمية:

  • (١)

    نقد المادية، وبخاصة قسم ٢١.

  • (٢)

    نقد مذهب التوازي ونقد نظرية الهوية (أقسام ٢٠، ٢٣، ٢٤).

  • (٣)

    الدفاع عن التفاعل، والدعوى بأن مذهب التوازي هو نتيجة لنظرية ديكارت المغلوطة في العِلِّيَّة (قسما ٤٨-٤٩).

  • (٤)

    رفض وجهة النظر القائلة بأن النظرية الخاصة بوجود العقل هي مجرد أيديولوجيا أخرى (قسم ٤٤).

  • (٥)
    الملاحظات الإيجابية لمصلحة الانبثاق وانفتاح العالم ١ وعدم اكتمال النظريات العلمية جميعًا (أقسام ٧–٩ وكتابي 1974(z2)).
  • (٦)
    وجود «العِلِّيَّة الهابطة» downward causation قد أقره د. ت. كمبل (١٩٧٤م) وأقره بخاصة ر. و. سبيري (١٩٦٩م)، (١٩٧٣م)، بل اقترح سبيري أن أي فعلٍ للعقل على الدماغ هو مجرد مثال للعلية الهابطة. قُدِّمت أمثلة للعلية الهابطة في أقسام ٧–٩.
  • (٧)

    كل فعلٍ مخطَّط من مثل إبحار سفينة (مثال أفلاطون) هو مثال ليس فقط على العِلِّية الهابطة بل على التأثير العِلِّي (غير المباشر) للحدوس الافتراضية لعالم ٣، وللقرارات الأخلاقية، على العالم ١.

  • (٨)

    تشييد ودَوزَنة آلة موسيقية هو فعلٌ من هذا القبيل. فهو يسبغ على موضوعٍ للعالم ١ خواصَّ نزوعية للعالم ٣. وإنما هذه الواقعة هي ما يجعل نظرية سيمياس في الروح (انظر قسم ٤٦) شائقةً للغاية.

    ثمة نقطة أخيرة مضمَرة غالبًا في فصولي تستحق أن يُصَرَّح بها:

  • (٩)
    يُنظَر عادةً إلى الانتخاب الطبيعي والضغط الانتخابي على أنهما نتاجان لصراعٍ عنيف من أجل الحياة. غير أنه مع انبثاق العقل، وعالم ٣، والنظريات، تَغَيَّرَ الأمر؛ وصار بوسعنا أن نترك نظرياتنا تصطرع نيابةً عنا، وتموت بدلًا منا.١ ومن وجهة نظر الانتخاب الطبيعي فإن الوظيفة الرئيسية للعقل وللعالم ٣ هي أنهما جعلا من الممكن استخدام منهج المحاولة وإقصاء الخطأ بدون إقصاءٍ عنيفٍ لأنفسنا، ها هنا تكمن القيمةُ البقائية الكبرى للعقل وللعالم ٣. فمع انبثاق العالم ٣ لم يعد الانتخابُ بحاجة إلى العنف، لقد أصبح بوسعنا أن نستبعد النظريات الزائفة بواسطة نقدٍ لا عنفي. لم يعُد التطور الثقافي اللاعنفي مجرد حلمٍ يوتوبي، بل أصبح نتيجة ممكنة لبزوغ العقل من خلال الانتخاب الطبيعي.٢
١  يقول مايكل كول في كتابه «علم النفس الثقافي»: «مع ظهور الإنسان العاقل homo sapiens، وربما قبل ذلك، بدأ مبدأ جديد للنمو، وهو التطور الثقافي، في التفاعل مع مبادئ التطور التي تحكم الأنواع الأخرى من الكائنات … إن السمة الأساسية في هذا التغيير كانت هي أن التعديل في المنتجات (المصنوعات) artifacts بدلًا من التعديل في الخصائص المورفولوجية أو التشريحية مثل الفك أو الأسنان أو الأيدي أصبح هو الشكل الأساسي في آلية التكيُّف.» (مايكل كول: علم النفس الثقافي ماضيه ومستقبله، ترجمة د. كمال شاهين، د. عادل مصطفى، دار النهضة العربية، بيروت، ٢٠٠٢م، ص٢٤٦.) (المترجم)
٢  يُلخِّص وستون لابار فكرة شكل جديد من الوراثة والتغير كما يلي: «مع ظهور الأيدي البشرية أصبحت الطريقة القديمة في التطور عن طريق الجسد طريقةً بالية. خضعت كل الحيوانات السابقة على الإنسان لتطورٍ أوتوبلاستي (ترقيع ذاتي) لمادتها، مُسلِمةً أجسادَها لتجارب في التكيف، في رهانٍ نشوئي أعمى من أجل البقاء. كانت المقامرة في هذه اللعبة عالية؛ الحياة أو الموت. أما الإنسان فقد تم تطوُّره، على العكس من ذلك، من خلال تجارب «ألوبلاستية» (ترقيع غيري) على الأشياء خارج جسده، وتتعلق فقط بمنتجات يدَيه ودماغه وعينيه، وليس بجسده نفسه.» (La Barre, W., The Human Mind, Chicago: University of Chicago Press, 1954, p. 90.) (المترجم)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤