رسائل الحب والحزن والثورة
«هذا الكتاب ليس إلَّا مجموعة من الرسائل الحقيقية التي جرت بيني وبين زوجتي عايدة ثابت الصحفية المصرية، خلال فترةٍ عَصيبة من تاريخ مصر الحديث، وهي فترة كانت شديدةَ القسوة علينا نحن الاثنين؛ إذ لم يكن قد مضى على زواجنا أكثر من شهرَين عندما بدأت رياح العواصف العاتية.»
في أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات من القرن العشرين، عاشت مصر اضطراباتٍ سياسيةً واجتماعية، زجَّت بالكثير من الثوريين في غياهب السجون والمعتقلات، وكان الكاتب «عبد العظيم أنيس» واحدًا من هؤلاء، وفي تلك الظروف الحرجة، لم يجد أنيس متنفَّسًا لمشاعره سوى رسائل يخطُّها إلى رفيقةِ دربه وزوجته «عايدة ثابت» تحت اسمٍ مُستعار. كانت رسائله مزيجًا فريدًا من مشاعر الحب والحنين، ومن الحزن والأسى لما آلت إليه الأوضاع، وتُظهِر هذه الرسائل كيف استطاع الزوجان المُحبَّان، رغم قسوة الظروف، أن يتغلَّبا على محنتهما بالحب والصبر. لقد كانت رسائل «أنيس» إلى «عايدة» شاهدًا على قوة الروح الإنسانية التي لا تنكسر أمام أي تحدٍّ.