الخطاب الأخير
أختتم تلك الرسائل بخطاب أرسلته عايدة ثابت لي وأنا في الدنمارك في أغسطس ١٩٦٥م. وكانت حنان على وشك أن تولد. اخترته لأنها فيه تعبِّر عما أعانيه الآن.
زوجي العزيز:
وصلني كارتك. أرجو أن تكون الأمور قد استقرت، كما أرجو ألا تحمل هم الفلوس. استمتع بوقتك وعُد إلينا في صحة جيدة راضيًا سعيدًا.
المهم إنك وحشتني أوي. وحشتني كلماتك الحلوة عندما توقظني في الصباح وتقولي قومي بقه يا ماما، ومعك الوردة البنفسجية الجميلة. إنني أخرج كل صباح لأنظر إليها وأكتفي بذلك حتى تعود إليَّ وتقدمها لي مع قُبلة الصباح.
وحشتني ضحكاتك ومشاكساتك وجلساتنا في البلكونة البحرية. كل شيء هنا يذكرني بك، ولكن كل شيء يلفه الصمت … لا أحد أتحدث معه، ولا أحد أضحك معه، إنني وحدي هكذا دائمًا حتى تعود إليَّ.