شنجالة

ولنذكر الآن المهم من بلاد شقورة فنقول: إن المسافر إذا جاء بالخط الحديدي من مجريط قاصدًا إلى قرطاجنة، فلا بد له من أن يمر بشنجالة Chinehilla، وهي مدينة معروفة بالأندلس، وتكتب بأشكال مختلفة؛ منها شنجالة، ومنها شنشالة، ومنها شنتجالة، ومنها شنت جاله، ومنها شنشيلة، وهذا لفظ الإسبانيول لها اليوم، وذكرها ياقوت في المعجم قال: شنتجالة بالأندلس.

وبخط الأشتري: شنتجيل بالياء، ينسب إليها سعيد بن سعيد الشنتجالي أبو عثمان، حدَّث عن أبي المطرِّف بن مدرج، وابن مفرج وغيرهما، وحدَّث عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن بنان. قال ابن بشكوال: وعبد الله بن سعيد بن لبَّاج الأموي الشنتجالي المجاور بمكة، وكان من أهل الدين والورع والزهد، وأبو محمد رجل مشهور، لقي كثيرًا من المشايخ وأخذ عنهم، وروي أنه صحب أبا ذرٍّ عبد الله بن أحمد الهروي الحافظ، ولقي أبا سعيد السجزي وسمع منه صحيح مسلم، ولقي أبا سعد الواعظ صاحب كتاب «شرف المصطفى» فسمعه منه، وأبا الحسين يحيى بن نجاح صاحب كتاب «سبل الخيرات» وسمعه منه، وأقام بالحرم أربعين عامًا لم يقضِ فيه حاجة الإنسان تعظيمًا له، بل كان يخرج عنه إذا أراد ذلك. ورجع إلى الأندلس في سنة ٤٣٠، وكانت رحلته سنة ٣٩١، وأقام بقرطبة إلى أن مات في رجب سنة ٤٣٦. ا.ﻫ.

وينسب من أهل العلم إلى شنجالة الآتي ذكرهم:

أبو الوليد يونس بن أبي سهولة بن فرج بن بنج اللخمي، من شنجالة، سكن دانية، وتوفي بها سنة ٥١٤، ترجمه ابن الأبَّار في التكملة، وكان يكنى أبا الوليد، وكان قد أخذ عن أشياخ طليطلة؛ لأن شنجالة واقعة في خط تلك المدينة، وحدَّث عن المذكور أبو عبد الله بن برنجال، وأبو عبد الله بن سعيد الداني وغيرهما، وكانت إقامته بدانية أربعين سنة.

وأبو الحسن مفرِّج بن فيرُّه، من أهل شنتجالة، أخذ عن أبي الوليد الوقَّشي، وأبي عبد الله بن خلصة الكفيف وغيرهما، وكانت له معرفة بالعربية والأخبار والأشعار، وعلَّم بها أحيانًا، وتوفي حول الثمانين والأربعمائة، ترجمه ابن الأبَّار.

وأبو عثمان سعيد بن سعيد الشنجالي قد ذكره ياقوت الحموي، وجاءت ترجمته في الصلة لابن بشكوال، وقال إنه حدَّث عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن نبات، وإنه — أي المترجم — أخذ عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مدراج.

وأبو عثمان سعيد بن عيسى بن أبي عثمان كان يعرف بالشنجيالي، ترجمه ابن بشكوال أيضًا، وهو يذكره بجيمين؛ أي بقوله «الجنجيالي»، سكن طليطلة، روى أيضًا عن عبد الرحمن بن مدراج، وكان حافظًا للمسائل عارفًا بالوثائق.

وخديجة بنت أبي محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي، سمعت مع أبيها من أبي ذر الهروي صحيح البخاري، وسمعت مع أبيها من شيوخ آخرين بمكة حرسها الله. قال ابن بشكوال في الصلة: ورأيت سماعها في أصول أبيها بخطه، وقدمت معه بالأندلس وماتت بها رحمها الله.

وأبو عبد الله بن الشنتجالي يروي عن أبي المطرف بن مدراج، حدَّث عنه محمد بن بكير — قاضي قلعة رباح — وزكريا بن غالب التملاكي. من خط ابن الدباغ، قاله ابن الأبار.

هذا ومن شنجالة١ يخرج القطار الحديدي فيمر بالقمة الفاصلة بين نهر بلنسية Turia ونهر شقورة، وعلى نحو من أربعين كيلومترًا يجد بلدة يقال لها «طوبارة Tobarra» علوها عن البحر ٦٣١ مترًا، وفيها ثمانية آلاف نسمة وموقعها بديع، وبالقرب منها جبل يقال له «شارة الكرز» ارتفاعه ١٨٠٠ متر، وجبال أخرى أقل منه ارتفاعًا، وعلى خمسين كيلومترًا بالخط الحديدي مدينة «هلِّين Hellin» فيها عشرة آلاف نسمة إلى الجنوب منها على مسافة عشرين كيلومترًا معدن الصفر. ثم ينزل الخط الحديدي في وادٍ عميق يقال له «المندو Mundo»، وهناك جسر على المكان الذي يقال له رملة شلتبار Rambla de Saltavar، ثم يدخل القطار في نفق تحت الأرض، ثم يصل إلى مصب نهر مُندو في نهر شقورة، وهناك أيضًا معادن الصفر، ثم إن القطار الحديدي يتبع نهر شقورة في تعاريجه حول شارة قابشة Cabeza، وعلى ٨٧ كيلومترًا محطة يقال لها «قلعة بارة Cala Parra»، وعلى مسافة ١١٢ كيلومترًا بلدة يقال لها «سيزا Cieza» علوها عن البحر مائة وثمانون مترًا، وأهلها ١٣ ألفًا في موقع بديع تحيط بها آكام مشرفة على الضفة اليسرى من نهر شقورة، وحولها جنان غنَّاء، وهناك قرية يقال لها «بلانكا Blanca» على الضفة اليسرى من شقورة، وفيها قصر عربي دارس، وهناك بساتين برتقال.
وعلى ١٣٥ كيلومترًا بلدة «أرشنة Archena»، وهي على الضفة اليمنى، وبالقرب منها حمامات معدنية يقال لها «حمامات أرشنة»، وعلى ١٤١ كيلومترًا من شنجالة مدينة «لوركي»، وكان العرب يقولون لها لورقة، وإلى شماليها بحيرة من النترون، ثم هناك بلدة يقال لها «مولينا Molina»، وهي ذات ملاحات، ثم يمر الخط الحديدي برملة يقال لها «سالادا Salada»، وإلى الشمال مكان يقال له «جبلي نوفو Jibali Nuevo»، وعلى مسافة ١٥٥ كيلومترًا من شنجالة بلدة «القنطرية Alcantarilla»، سكانها خمسة آلاف نسمة هي في أول بساتين مرسية، ولا تبعد المدينة عنها أكثر من بضعة عشر مترًا.
وقد ورد في مذكراتي المحفوظة عندي ذكر مسيري إلى مرسية، وقد جئت هذه المرة من غربي الأندلس إلى الشرق، آتيًا من ناحية إشبيلية، مارًّا على أندوجر، ثم على ميَّاسة، وفي نصف الليل نزلت في محطة يقال لها «القصر Alcasar»، وركبت قطارًا ذاهبًا إلى مرسية؛ فسرى بنا القطار إلى شنجالة حيث كنا الساعة السادسة من صبيحة ٢١ أغسطس، وفي الساعة السابعة وصلنا إلى محطة «طويارا»، وفي الساعة السابعة وربع الساعة إلى محطة «أغرامون»، ثم إلى محطة «ميناس»، وكنا نساير نهرًا يقال له «الموندو» جاريًا في تعاريج بين الجبال، ثم وصلنا إلى محطة اسمها «كالاسبارا»، وهذه هي أظنها محرفة عن «قلعة بارَّة»، وهناك زراعة الأرز.

ثم في الساعة الثامنة وربع الساعة وصلنا إلى محطة بلد يقال له «سيزا»، ثم إلى بلد اسمها «بلانكا» على ضفة شقورة، وفيها حصن عربي قديم، وفي الساعة التاسعة وصلنا إلى «أرشانة»، وفيها حمامات معدنية، ثم إلى «لورقة»، ثم إلى «كوتيلاس»، وهذه البلدان الأخيرة ذات بساتين وكروم كثيرة، وعليها جداول من نهر شقورة، وقد شاهدت في كوتيلاس من شجر التوت والتين والمشمش ما لم أعهد له مثيلًا في الكبر؛ مما يدل على التناهي في جودة الأرض، فأما الجبال المحيطة بهذه الرياض فهي جرد خالصة. وفي الساعة التاسعة والنصف وصلنا إلى «قنطرية»، وفيها معامل كثيرة لحفظ الثمار، ثم وصلت إلى مرسية في ٢١ أغسطس سنة ١٩٣٠ نهار الخميس، ووجدت البلدة حارة، وهذا بالرغم من النهر والبساتين والأشجار والأدواح. انتهى.

ثم نعود إلى ذكر البلاد المعروفة من زمن العرب في ناحية شنجالة، فنقول: إنه غير بعيد إلا نحوًا من عشرين كيلومترًا عن شنجالة توجد بلدة «البسيط»، جاء ذكرها في الانسيكلوبيدية الإسلامية، وقيل فيها: إنها ناحية الشمال الغربي من مملكة مرسية، واقعة في الجنوب الشرقي من قشتالة الجديدة وفي وسط إسبانية، وارتفاعها عن البحر سبعمائة متر، ولم يعرف اسم «البسيط» إلَّا من كلام الضبِّي القرطبي، وكلام ابن الأبَّار البلنسي بمناسبة المعركة الكبرى التي وقعت في ٢٠ شعبان سنة ٥٤٠ للهجرة وفق ١١ فبراير سنة ١١٤٦، ولم يذكر مؤرخو الإسبانيول ولا غيرهم من الإفرنج شيئًا تقريبًا عن هذه القوعة التي وقعت بين الأذفونش السابع — ملك قشتالة — وسيف الدولة المستنصر أحمد بن هود، الذي انهزم يومئذ هو وحليفه عبد الله بن محمد بن سعد؛ ولهذا يقول العرب لابن سعد هذا «صاحب البسيط»؛ أي الذي استشهد فيها، ويقولون أيضًا للوقعة المذكورة «وقعة اللجِّ»؛ فإن ابن الأبَّار يقول عنها إنها وقعت بالموضع المعروف باللج وبالبسيط على مقربة من جنجالة، فهل اللج هذه هي نهر «لزوزة Leziza» إلى الغرب أو «الأتوز Alatoz» إلى الشرق من البسيط؟ لا يمكن الجزم، وقد ذكر فحص اللج ابن الكردبوس في تاريخه.

ومن المدن التابعة لإقليم تدمير التي كانت معروفة في زمان العرب مدينة لورقة؛ وهي بلدة سكانها اليوم ثلاثون ألف نسمة واقعة إلى الشمال الغربي من شارة «كانيو»، يخترقها وادٍ يسمَّى بوادي «الأنطين»، وهي قسمان: المدينة العتيقة، وشوارعها ضيقة، ولها حصن عربي لا يزال أكثره محفوظًا. والمدينة الجديدة؛ وفيها كنيسة سنتامريا مبنية في المكان الذي خيَّم فيه ألفونس الملقَّب بالحكيم، عندما استولى على لورقة سنة ١٢٣٤.

وأطراف لورقة كثيرة الثمار والفواكه، وسُقيا أرض لورقة من خزَّان ماء كبير في جنوبي البلدة يأتي ماؤه من الجبل، وقد تم بناؤه سنة ١٧٨٩، ومن لورقة يمتد الخط الحديدي إلى بسطة. وهي مدينة كانت في زمان بني الأحمر الدولة الأخيرة الإسلامية في الأندلس هي الحد بين ممالك النصارى ومملكة غرناطة؛ فلذلك أبقينا الكلام على بسطة ووادي آش والمرية وغيرها من ذلك الخط إلى أن نكون دخلنا في مبحث مملكة بني الأحمر المذكورة.

هوامش

(١) بمناسبة شنجالة أو جنجالة نذكر ما قاله الحميري في الروض المعطار وهو: جنجالة حصن بالأندلس في شمال مرسية. فيها حُبِس أبو زيد عبد الرحمن بن موسى بن وجان بن يحيى الهنتاتي، الذي كان وزير المنصور من بني عبد المؤمن، ثم نُهِّض في زمان ابنه الناصر إلى ولاية تلمسان وإصلاح الطرق من عُتاة زنانة.
ولما تمكن أبو سعيد بن جامع وزير المستنصر سعى في ولاية تلمسان لعمه السيد أبي سعيد بن المنصور، فحبس ابن وجان وجعل بنوه يكتبون سطورًا في البراءة من أفعاله وفرقوها على البلاد. ولما زار أبو سعيد بن جامع الوزير غنكيت في سنة ٦١٧ بعد تأخيره من الوزارة بلغه أن ابن وجَّان شمت به وهو في حبسه بتلمسان، وتلكم ورجا التسريح، فما كان عنده خبر حتى وصل إليه من جاز به إلى الأندلس وحبسه في حصن جنجالة. وما حُمِل إلى ذلك الثغر السحيق وظنوا إذ ذاك أنه قد حُسم بذلك الإقصاء والتفريق وفرَّقوا بنيه على البلاد قضى الله تعالى أن مات أبو سعيد بن جامع، وخلص ابن وجان من ذلك الحصن، وقلَّب الدولة، وسعى في الفتنة؛ وذلك أنه لما وصل الخبر إلى مرسية بوفاة المستنصر يوسف بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن، واستخلاف المبارك عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بمراكش، والأمر لابن وجان بالمسير إلى جزيرة ميورقة، قرأ قول الله تعالى: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ، وطلب الاجتماع بالسيد أبي محمد عبد الله بن المنصور — صاحب مرسية يومئذ — فلما حضر عنده قال له: أراهم قد أخرجوا الإمامة عن عقب سيدنا المنصور — رحمة الله عليه — وأنا أشهد أنه قال: إن لم يصلح محمد فعبد الله قد نصر عليكم، وإن طالبتموهما لم يخالفكم أحد مع كراهية الناس في بني جامع الذين قد اتخذوا الوزارة وراثة، وجعلوا يُقصون من الحضرة كل من هو مؤهَّل لوزارة واستشارة، وقد وطأ الله لكم هذا الأمر بأن جعل إخوتكم الميامن أولاد المنصور بقرطبة ومالقة وغرناطة، فأول ما يقدم فمخاطبتهم بذلك، وتهييج حفائظهم في خروج الإمامة عن بيتهم.
وكان السيد أبو محمد هذا لم يبايع عمه عبد الواحد وهو ناظر في البيعة، فأصغى إلى ابن وجَّان، وعلم أنه قد تقدم له في هذا الأمر سابقة بوزارة المنصور، وأن الموحدين يصيرون إلى قوله في البرين، فنصب نفسه للإمامة وتلقَّب بالعادل، وخاطب إخوته فجاوبوه، ثم انتقل العادل من مرسية إلى إشبيلية ومعه ابن وجَّان وهو غالب على جميع التدبير ناطر في مخاطبات ولاة العدوة والتطلع لأخبار مراكش.
ثم إن العادل أراد أن يستريح من ابن وجَّان لتفرغ أتباعه إلى تدبير الآراء والاستبداد بحضرته، فإنه غمَّ الجميع، وكان ابن وجَّان إذا احتوى على أمر ضم أطرافه ولم يترك لأحد منه شيئًا؛ ولذلك رماه أهل الدولة عن قوس واحدة؛ فرسم له العادل ركوب البحر إلى سبتة ليكون بها نائب سلطانه وناظرًا في جميع برِّ العدوة، فركب في القطائع من نهر إشبيلية إلى سبتة، وذلك كله في سنة ٦٢١؛ فاشتغل بالنظر في بلاد العدوة.
ثم إن العادل خلع، واجتمع أهل الحل والعقد وقالوا: نحب ألَّا نَبيت الليلة إلَّا بإمام، فقال لهم ابن وجان: إن رأيتم أن تتربصوا حتى تتحقق أخبار أبي العُلا — صاحب الأندلس — فقد ظهرت نجابته بتلك البلاد وقد ذاق الاستبداد، وما أظنه يترك هذا الأمر لغيره؛ فعدلوا عن كلامه، وأجمع أبو زكريا بن الشهيد، وأبو يعقوب بن عليٍّ على مبايعة أبي زكريا يحيى بن محمد الناصر. ثم خاطب أبو العلا المذكور لابن وجان يدعوه إلى مبايعته فأجابه، وكذلك خاطبه هلال بن مقدم — أمير الخُلْط — وعمر بن وقاريط — شيخ هسكورة — في شأن مبايعة أبي العلا والتضييق على أهل مرَّاكش الذين انحرفوا عن مبايعة أبي العُلا، وأخذ رأي ابن وجان ومشاركته في ذلك فأجابهما بأن: لا تزالا تشنان الغارات طرفة عين، وأن تجتهدا في قطع الطرق حتى تحوج الضرورة أهل مراكش إلى مبايعة أبي العلا، وإخراج من لا ينفعهم.
فلما تواصلت مصائب العرب وهسكورة على مراكش وصاروا لا يخرج منهم جيش إلا هزموه وغنموه حتى أفنوا كثيرًا من رجالها اجتمع أهل الرأي فيها على قتل ابن وجَّان؛ إذ كان في اعتقادهم أنه يغري العدو الظاهر بإهلاكهم. فاطَّلع ابن وجان وابنه الأكبر أبو محمد على ذلك فاختفى هو في غرفة لبعض أتباعه في جهة ربما تخفى عن العيون، ووقع ابنه في درب من دروب هَرْغَة، فاختفى في مسجد هناك ووقع النهب في جميع ما كان لهما، وصار الزمال والسائس والدخاني وأمثالهم يضع كل واحد منهم يده فيمن وقع له من الحرم وغير ذلك، ولا أحد ينكر ولا يقدر من ينكر أن يتلفظ بذلك؛ لأنهم كانوا عند العامة مباطنين لأعدائهم، ووقع البحث على الشيخ ابن وجَّان وعلى ولده، فأما الشيخ فانتهى إليه جزار فصاح بصاحب له استعان به على جرِّه، فجرَّاه وذبحه الجزَّار وغدا برأسه إلى أبي زيد بن الشيخ أبي محمد عبد الواحد؛ إذ هو ابن عمه؛ لأن أبا زيد المقتول هو عبد الرحمن بن وجان بن يحيى الهنتاتي، وأبو زيد الواصل بالعسكر هو عبد الرحمن بن عبد الواحد أبي جعفر بن يحيى، فيحيى يجمع بين أبي حفص وبين وجَّان. وجعل الله تعالى بين هذين البيتين ما جعل بين بني هاشم وبني أمية. وأما ابنه الوزير أبو محمد فنمى خبره إلى أولاد أبي زكريا بن الشهيد، فوصلوا إليه وأخرجوه وضربوا عنقه على باب المسجد، وكان قتلهما في سنة ٦٢٥.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤