عبيد الحراثة

لما كانت أمة الرومان أمة لا اشتغال لها إلا الحرب والأسر، ولا ساعد لها إلا السيف والرمح؛ أهملت في جانب ذلك خدمة الأرض وكثرت بنصراتها العبيد، حتى أصبح أقل الرومان مقامًا يملك العدد العديد منهم، ولهذه الحال تنبَّه القوم؛ حيث صرفوا بعض عبيدهم نحو حراثة الأرض وزرعها، مع إعطائهم قليلًا من الحرية تنشطهم على العمل؛ فمتعوهم بالحقوق الخصوصية، وشرطوا عليهم ألا يعقدوا أي عقد إلا برضاهم، ومنحوهم في مقابل خدمتهم الأرض أجرًا، ولكنهم مع كل ذلك لم يزالوا تحت سلطة الأسياد — التي تكاد أن تكون مطلقة — فهم في الحقيقة يكونون طبقة بين العبيد والأحرار.

وتلازم عبد الحراثة هذه الصفة ما دام رقيقًا.

منشأ عبودية الحراثة، يصير الإنسان عبد حراثة:
  • (١)

    بالولادة «أيْ يرث هذه الصفة عن أبيه».

  • (٢)

    بنص قانوني «الذي يجعل في بعض الأحيان أمة كاملة عبيد حراثة».

  • (٣)

    بالاختيار «كأن يطلبها حر».

  • (٤)

    بمضي مدة قدرها ثلاثون سنة، ومثال ذلك إذا استمر حر يحرث أرض غيره هذه المدة، فإنه يصير عبده هو ومن يولد من أولاده بعد ذلك.

«نهاية عبودية الحراثة»، تنتهي عبودية الحراثة:
  • (١)

    بالعتق.

  • (٢)

    بالترقي إلى درجة الأسقفية.

  • (٣)

    بمضي مدة قدرها ثلاثون سنة.

وقد محى جوستينيان هذه الحالة الثالثة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤