الفصل الثالث

يمثل الملعب مكانًا مجاورًا لمنزل جيرونت

المشهد الأول

لياندر – سغاناريل
لياندر : أظن أن هيئتي هذه تدل على أني صيدلي، وبما أن والدها لم يرني إلا قليلًا، فهذا التغيير في الثياب والقبعة يكفي لأن ينكرني على عينيه.
سغاناريل : بدون ريب.
لياندر : وكل ما أتمنى هو أن أتعلم خمس كلمات أو ست كلمات ضخمة، تساعدني على تزيين حديثي وتعيرني طلعة رجل حاذق.
سغاناريل : هيا، هيا، لا حاجة لك بكل هذا، فالثياب وحدها تكفي، وأنا لا أعرف أكثر منك.
لياندر : كيف؟
سغاناريل : أخذني الشيطان إن كنت أفهم شيئًا في الطب، أنت رجل طيب ولهذا أريد أن أثق بك وأكشف لك أمري كما تثق بي وتكشف لي أمرك.
لياندر : ماذا؟! ألست …؟!
سغاناريل : قلت لك: لا، فلقد عملوني طبيبًا بالرغم مني، ولم أكن قبل ذلك لأحشر نفسي في مصاف العلماء كما هو شأني اليوم؛ فجميع دروسي لم تتجاوز الصف السادس، ولا أعرف لماذا أرادوني على أن أكون طبيبًا، إلا أني عندما رأيتهم يلحون عليَّ في ذلك لم أجد بدًّا من القبول، ولكنك لا تستطيع أن تتصور كيف انتشر الوهم في جميع العقول وخُيِّل إلى الجميع أني رجل حاذق؛ فراح هؤلاء يطلبونني إلى جميع الجهات، وأؤكد لك أنه إذا استمرت الحال على هذا المنوال فلن أرجع عن مهنة الطب؛ إذ هي أفضل المهن على الإطلاق، وبرهاني على ذلك هو أن الطبيب إذا أخطأ أو أصاب فعلى حدٍّ سواء، ويقبض أجرته على الشاكلة نفسها، ثم إن العاقبة الوخيمة لا تقع على ظهورنا نحن الأطباء، وهذا ما يساعدنا على تفصيل أقمشتنا بالطريقة التي نريدها خلافًا لصانع الأحذية مثلًا؛ فهذا العامل إذا عطَّل قطعة من الجلد يضطر إلى دفع ثمنها من كيسه، أما الطبيب فيستطيع أن يعطل رجلًا كاملًا من غير أن يكلفه شيئًا، فإذا مات المريض فيكون الخطأ عليه هو ولا ندفع ثمنه. وخلاصة القول: إن الناحية الحسنة في هذه المهنة هي أن في الأموات أخلاقًا طيبة لا تجدها في غيرهم، ولن تجد في هؤلاء واحدًا يشكو من الطبيب الذي قتله!
لياندر : الحق يُقال: إن الأموات كرماء جدًّا من هذه الناحية.
سغاناريل (يرى قومًا قادمين إليه) : وهذا اثنان قادمان ليستشيراني. (للياندر): اذهب وانتظرني بالقرب من غرفة عشيقتك.

المشهد الثاني

تيبو – برين – سغاناريل
تيبو : سيدي جئنا نطلبك، ولدي برين وأنا.
سغاناريل : ما وراءك؟
تيبو : إن والدته التي تُدعَى باريت مريضة منذ ستة أشهر.
سغاناريل (باسطًا يده كمن يريد أن يقبض دراهم) : ماذا تريد أن أعمل لها؟
تيبو : نرجو منك يا سيدي أن تخترع لها إحدى سخافاتك لتشفيها!
سغاناريل : يجب أن أعلم أولًا بماذا هي مريضة!
تيبو : هي مريضة بداء الخبث يا مولاي.
سغاناريل : بداء الخبث؟!
تيبو : نعم؛ أي أنها مورمة في كل مكان، ويُقال إن في جسمها كمية من الأسرار حولت دمها إلى ماء. والحمى تزورها يومًا بعد يوم فتحمل إليها تعبًا شديدًا وأوجاعًا في مفاصل الفخذين، وكان في قريتنا صيدلي، ألفظ اسمه بكل احترام، أعطاها لا أعلم كم حكاية كلفتني دزينة ليرات ولم ينتج عنها فائدة، وكان هذا الصيدلي مع احترامي لحضرتك، يريد أن يكم فمها بنوع من العقاقير هو من جنس النبيذ، ولكني أقول لك بصراحة: لم أجرؤ أن أجرعها هذا الدواء خوفًا أن يؤديها إلى العالم الثاني، ولا أخفي عنك أني سمعت من يقول إن الأطباء قتلوا بهذا الدواء الذي اخترعوه لا أعلم كم حياة.
سغاناريل (باسطًا يده دائمًا) : تعالَ إلى الجوهر يا صديقي، لنبحث في الجوهر.
تيبو : الجوهر يا سيدي، هو أننا جئنا إليك نسألك ماذا يجب علينا أن نعمل.
سغاناريل : لا أفهم ماذا تقول.
برين : سيدي، أمي مريضة وهذه ثلاث ليرات أجرة استشارتك.
سغاناريل : آه! فهمت الآن، هذا الغلام يتكلم بوضوح ويجيد التفسير، قلت إن أمك مريضة بداء الخبث وإنها مورمة الجسد مع حمى مرفقة بأوجاع في الفخذين؟!
برين : نعم؛ يا سيدي هكذا تمامًا!
سغاناريل : فهمت ماذا تقصد، أما والدك فلا يعرف ماذا يقول، والآن تريد دواء؟!
برين : نعم، سيدي!
سغاناريل : دواء لشفائها؟!
برين : نعم، آه! لقد حزرت.
سغاناريل : خذ، هذه قطعة جبنة يجب عليك أن تطعمها إياها.
برين : جبنة يا سيدي؟!
سغاناريل : أجل؛ هذه جبنة مركبة من الذهب والمرجان والياقوت وغير ذلك من الأشياء الثمينة.
برين : أنا مدين لك يا سيدي بهذا الفضل.
سغاناريل : هيا، وإذا ماتت فلا يغرب عنك أن تدفنها دفنًا يليق بها.

المشهد الثالث

جاكلين – سغاناريل – لوكاس (في طرف الملعب)

(يتبدل المشهد ويمثل غرفة في بيت جيرونت.)

سغاناريل : هذه هي المرضع الجميلة، آه! يا مرضع قلبي، إني مسرور جدًّا بلقائك، فرؤيتك هي الدواء الذي يسهل مجرى أحزان نفسي.
جاكلين : وحقك، يا سيدي الطبيب، إن كلامك هذا خير ما تستطيع أن تفهمني به لأني لا أفهم شيئًا من لغتك اللاتينية.
سغاناريل : امرضي يا مرضعي الجميلة، أتوسل إليك، امرضي وحياة حبك لي فأشفيك برأسي وعيني.
جاكلين : أنا خادمتك، وأحب أن لا يشفيني أحد.
سغاناريل : لو تشعرين يا مرضعي الجميلة بالحزن المستولي على نفسي.
جاكلين : لماذا؟!
سغاناريل : لأن القدر ابتلاك بزوج ملؤه غيرة وغضب.
جاكلين : ماذا تريد يا سيدي؟! هذا جزاء ذنوبي، وقد قال المثل: إن المعزى ترعى حيث هي مربوطة.
سغاناريل : كيف؟! حيوان كهذا! رجل يترصدك دائمًا ويأبى على أي كان أن يخاطبك!
جاكلين : واأسفاه! لم ترَ شيئًا بعد، فالذي رأيته ليس سوى نموذج صغير من أخلاقه السيئة.
سغاناريل : أيستطيع رجل في العالم مهما كانت نفسه خسيسة أن يسيء التصرف مع امرأة مثلك؟! آه! إني أعرف أشخاصًا كثيرين ليسوا بعيدين من هنا يعدون نفوسهم سعداء إذا هم قدروا أن يقبلوا أطراف ثدييك! لماذا شاء القدر أن تقع امرأة جميلة مثلك بين أيدٍ كهذه؟! ولماذا شاءت الحكمة أن يستولي عليك حيوان، وحش، تافه، أبله؟! سامحيني يا مرضعي الجميلة إذا أنا تناولت زوجك بهذه اللهجة.
جاكلين : آه يا سيدي، أعرف جيدًا أنه يستحق أكثر من ذلك.
سغاناريل : أجل، يا مرضعي، إنه يستحقها ويستحق فوق ذلك أن تضعي على رأسه أشياء، عقابًا على ظنونه.
جاكلين : الحق يُقال؛ لو لم أكن أهتم به وبصالحه لكان دفع بي لا أعلم إلى أي أمر مريب.
سغاناريل : وحق نفسي، لا أظنك تخطئين إذا انتقمت مع أحد الناس؛ فهو رجل — كما قلت لك — يستحق كل ذلك، وإذا أسعدني الحظ يا مرضعي الحسناء، أن تختاريني …

(في حين يكون سغاناريل باسطًا ذراعيه ليعانق جاكلين يمر لوكاس رأسه تحتهما ويقف حائلًا بين الاثنين، عند هذا يلتفت سغاناريل وجاكلين إلى لوكاس ويخرج كل منهما من جهة.)

المشهد الرابع

جيرونت – لوكاس
جيرونت : هلا لوكاس، ألم ترَ طبيبنا هنا؟
لوكاس : أجل، وحق الشياطين جميعًا رأيته ورأيت امرأتي أيضًا.
جيرونت : أين تُراه يكون؟
لوكاس : لا أعلم، ولكن أود أن يكون في أبعد طبقات جهنم.
جيرونت : اذهب وانظر ابنتي ماذا تعمل.

المشهد الخامس

سغاناريل – لياندر – جيرونت
جيرونت : آه سيدي! كنت أسأل أين أنت.
سغاناريل : كنت ألهو في أقبيتك بإعطاء مسهل لإحدى الخوابي، كيف حال المريضة؟
جيرونت : ساءت حالتها منذ أخذت دواءك.
سغاناريل : حسن جدًّا، فهذا دليل التقدم إلى الشفاء!
جيرونت : نعم، ولكن أخشى من هذا التقدم أن يخنقها.
سغاناريل : لا تزعج نفسك، فلدي عقاقير تهزأ بكل شيء، وإني أنتظر ساعة النزع.
جيرونت (مشيرًا إلى لياندر) : من هذا الذي تصحبه معك؟
سغاناريل (يعمل إشارات بيده تدل على أنه صيدلي) : هو …
جيرونت : ماذا؟
سغاناريل : الذي …
جيرونت : من؟
سغاناريل : الذي، الذي …
جيرونت : فهمت الآن.
سغاناريل : فابنتك تحتاج إليه.

المشهد السادس

لوسند – جيرونت – لياندر – جاكلين – سغاناريل
جاكلين : سيدي، هذه ابنتك تريد أن تمشي قليلًا.
سغاناريل : لا بأس، فالمشي يفيدها. (للياندر): تقدم يا حضرة الصيدلي وجس لها نبضها قليلًا، ثم نبحث معًا في مرضها، (يأخذ جيرونت إلى ناحية من الملعب ويمر ذراعه على كتفيه ليمنعه من أن يلتفت إلى جهة لياندر ولوسند) سيدي، لا يزال الأطباء الدكاترة يختلفون على نظريات عديدة، فمنهم من يقول: إن المرأة أقرب شفاء من الرجل ومنهم من يقول خلاف ذلك، أما أنا فأقول بالاثنين، وبرهاني على ذلك هو أن اختلاف المزاج في الجنسين يتوقف على حركة دوران القمر، وبما أن الشمس التي ترسل أشعتها إلى الأرض …
لوسند (للياندر) : لا، لن أغير شعوري.
جيرونت : هذه ابنتي تتكلم! يا للدواء العجيب! يا للطبيب المدهش! سيدي، إني مدين لك بهذا الشفاء العجائبي! ماذا تريد؟ ماذا تطلب بعد هذه الخدمة؟
سغاناريل (يتمشى على الملعب ملوِّحًا بقبعته) : هذا مرض كلفني جهودًا شاقة!
لوسند (لوالدها) : نعم يا أبي، لقد استعدت الكلام، ولكني استعدته لأقول لك: إني لن أتزوج غير لياندر، وإنه من العبث أن تسعى لتزوجني من هوراس.
جيرونت : ولكن …
لوسند : ما من قوة على الأرض تُرجعني عن عزمي.
جيرونت : ماذا …؟!
لوسند : عبثًا تحاول أن تقنعني بالبراهين.
جيرونت : إذن …
لوسند : جميع خطاباتك تذهب سدى.
جيرونت : إني …
لوسند : عزمت عزمًا أكيدًا لن أُحوَّل عنه.
جيرونت : ولكن …
لوسند : ما من سلطة أبوية تستطيع أن تزوجني بالرغم مني.
جيرونت : لديَّ …
لوسند : قلت لك لا تحاول.
جيرونت : إنه …
لوسند : لن يستطيع قلبي أن يخضع لهذا الظلم.
جيرونت : إن …
لوسند : وأفضِّل أن أطرح نفسي في الدير على أن أتزوج رجلًا لا أحبه.
جيرونت : ولكن …
لوسند (بحدة) : لا، لا تحاول، لا تسعَ، لا تُضيِّع الوقت، قلت لك إني عزمت ولن أُحوَّل عن عزمي.
جيرونت : آه! يا للوقاحة! أليس من وسيلة لإقناعك؟! (لسغاناريل) سيدي، أرجو منك أن تعيدها خرساء.
سغاناريل : مستحيل يا سيدي، لا أقدر، وكل ما أقدر عليه هو أن أجعلك أطرش إذا شئت.
جيرونت : أشكرك. (للوسند): فكِّري …
لوسند : لا، لن تستطيع شيئًا.
جيرونت : ستتزوجين هوراس هذه الليلة!
لوسند : بل أتزوج الموت!
سغاناريل (لجيرونت) : يا ألله! اصبر قليلًا ودعني أداري هذه القضية، فهذا المرض يملكها من جميع جهاتها ولا يستطيع أن يشفيها منه غيري.
جيرونت : أيمكنك يا سيدي أن تشفيها من هذا المرض الروحاني؟!
سغاناريل : أجل؛ دعني أفعل، فلديَّ عقاقير لكل شيء، ولا أرى صاحبنا الصيدلي إلا مساعدنا على إعطائها هذا الدواء. (للياندر): كلمة، رأيت بأم عينك أن تعلقها الشديد بلياندر هذا هو مخالف لإرادة والدها، وتعرف جيدًا أن الضرورة تقضي بإيجاد دواء مستعجل لهذا المرض الذي قد يستفحل أمره إذا طال. أما أنا فقد اكتشفت دواء واحدًا لشفائها، وهو جرعة من الهرب المسهل تمزجه أنت بنفسك بدرهمين من التزاوج، وقد تجد صعوبة في إعطائها هذا الدواء، ولكن بما أنك حاذق في مهنتك فتدبر الأمر حسب معرفتك، اذهب الآن وقُمْ معها بنزهة في الحديقة لتهدئة خاطرها، أما أنا فأبقى هنا مع حضرة الوالد، ولكن لا تُضيِّع الوقت، هيا إلى الدواء، إلى الدواء الشافي.

المشهد السابع

جيرونت – سغاناريل
جيرونت : ما هذا الدواء يا سيدي؟! لم أسمع في حياتي بمثله.
سغاناريل : هذه عقاقير تُستعمَل عند الحاجة المُلِحَّة.
جيرونت : أرأيت يومًا وقاحة كهذه الوقاحة؟!
سغاناريل : جميع الفتيات هنَّ عنيدات أحيانًا.
جيرونت : لا تستطيع أن تتصور شدة جنونها بلياندر هذا.
سغاناريل : إن حرارة الدم تؤثر هذا التأثير في العقول الفتية.
جيرونت : أما أنا، فلمَّا اكتشفت حدة هذا الغرام عَرَفْتُ أن أغلق على بنتي جميع المنافذ.
سغاناريل : لقد نهجت نهجًا حكيمًا.
جيرونت : وأن أمنعها من الاتصال به منعًا باتًّا.
سغاناريل : حسن جدًّا.
جيرونت : ولو سمحت لهما بمواجهة أحدهما للآخر لكان حدث ما لا تُحمَد عقباه.
سغاناريل : بدون ريب.
جيرونت : ولكانت بنتي هربت مع عشيقها.
سغاناريل : نطقت بالصدق.
جيرونت : قيل لي إنه يسعى جهده ليكلمها.
سغاناريل : يا له أحمق!
جيرونت : ولكنه سيضيع وقته.
سغاناريل : آه، آه!
جيرونت : وسأمنعه من مشاهدتها.
سغاناريل : بدون ريب، فلست أبله أنت، وتعرف مخارج لا يعرفها هو.

المشهد الثامن

لوكاس – جيرونت – سغاناريل
لوكاس : آه سيدي! إن ابنتك هربت مع عشيقها لياندر، فالصيدلي كان لياندر بعينه، وحضرة الطبيب هو الذي دبر هذا العمل.
جيرونت : ماذا؟! أأُصرَع بهذا الشكل؟! هيا، جيئوني بشرطي ولا تدعوه يهرب. آه يا خائن! سأُنْزِل بك عقاب القانون.
لوكاس : آه يا سيدي الطبيب! ستُشنَق شنقًا، ولكن لا تتحرك من هنا.

المشهد التاسع

مرتين – سغاناريل – لوكاس
مرتين (للوكاس) : آه يا ألله! كم شقيت في الوصول إلى هذا المكان! قل لي بحقك ماذا حل بالطبيب الذي هديتكم إليه؟
لوكاس : هذا هو، وسيُشنَق عن قريب.
مرتين : ماذا؟! سيشنق زوجي! واحسرتاه! وماذا فعل ليُشنَق؟
لوكاس : لقد عمل على خطف ابنة سيدنا.
مرتين : آه! أصحيح يا زوجي أنك ستُشنَق؟!
سغاناريل : أرأيتِ؟! آه!
مرتين : أتموت على مشهد من هذا الجمع الغفير؟!
سغاناريل : ماذا تريدين أن أفعل؟!
مرتين : لو كنت أنجزت قطع الأخشاب لهان الأمر قليلًا.
سغاناريل : اخرجي من هنا، إنك تقطعين شرايين قلبي.
مرتين : لا، بل أريد أن أبقى لأشجعك على الموت، ولن أنصرف من هنا قبل أن أراك شُنِقْت.
سغاناريل : آه!

المشهد العاشر

جيرونت – سغاناريل – مرتين
جيرونت (لسغاناريل) : الشرطي قادم إلى هنا، وستنال جزاءك.
سغاناريل (راكعًا) : آه! ألا يستبدل ذلك ببعض عصي؟!
جيرونت : لا، لا، سيأخذ القانون مجراه، ولكن ماذا أرى؟!

المشهد الحادي عشر

جيرونت – لياندر – لوسند – سغاناريل – لوكاس – مرتين
لياندر : سيدي، لقد جئت إليك، أنا لياندر، أضع لوسند تحت تصرفك وبين يديك، كنا عزمنا على الهرب فالزواج، على أن هذه الخطة لم تَرُقْنا واستبدلنا بها خطة أشرف وأنبل، فأنا لا أريد أن أسرق بنتك بل أرغب أن تسلمها إليَّ بيدك، ولقد جئت أقول لك إني استلمت الآن رسائل تطلعني على أن عمي مات مورِّثًا إياي كل ثروته.
جيرونت : سيدي، إن فضيلتك كبيرة في نظري، وإني أهبك بنتي بسرور عظيم.
سغاناريل (على حدة) : لقد نجا الطب!
مرتين : بما أنك لن تُشنَق فاشكرني على جعلي إياك طبيبًا؛ لأنك لولاي لما حظيت بهذا الشرف.
سغاناريل : أجل، ولولاك لما حظيت لا أعلم بكم عصًا!
لياندر (لسغاناريل) : إن النتيجة التي حصلت تمحو كل أثر للانتقام.
سغاناريل : طيب. (لمرتين): إني أغفر لك ضربات العصي التي أُطْعِمْتُها فداء المكانة السامية التي رفعتني إليها، ولكن استعدِّي من الآن فصاعدًا لاحترام رجل مثلي، وتذكري أن غضب الطبيب هو أكبر مما يظن الناس.
(تمت)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤