مسجد الضِّرَار

لما اقترب النبي من المدينة علم أن بني غنم بن عوف إخوة بني عمرو بن عوف أصحاب مسجد قباء بنوا مسجدًا ينافسون به إخوتهم ويصرفون الناس إليه، وأن أبا عامر الراهب الملقب بالفاسق هو الذي زين لهم ذلك، فقال لجماعة من المسلمين، منهم وحشي قاتل حمزة: «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فأحرقوه واهدموه»، ففعلوا ما أمرهم به.

يا بني غنم بن عوف ما لكم
تجعلون الدين كيدًا وضرارَا؟
أغضبتم إذ بنى إخوتكم
في قباء مسجدًا يهدي الحيارى؟
فاتخذتم غيره تبغونه
فتنة للناس جهلًا واغترارا؟
وجمعتم فيه من أشياعكم
كل غاوٍ يجعل السوأى شعارا
مفترٍ يهذي بقول الزور في
سيد الرسل ويؤذيه جهارا
يا بني غنم بن عوف إنها
شيم الحمقى وأخلاق السكارى
إستفيقوا إنه قد جاءكم
من جنود الله أقوام غيارى
قال مولاهم هلموا فاهدموا
مسجد السوء جدارًا فجدارا
وابعثوا النار عليه جهرة
إنما المؤمن من يُصليه نارا

•••

صدعوا بالأمر وازداد الألى
طاوعوا الفاسق ذلًّا وصغارا
زيَّن الفاحشة الكبرى لهم
فأتوها لا يخافون البوارا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤