سرايا زيد بن حارثة

السَّرِيَّةُ الأُولَى

كانت عقب وقعة بدر على عير لقريش فيها أبو سفيان وصفوان بن أمية وعبد الله بن أبي ربيعة وحويطب بن عبد العزى، وكانت العير ذاهبة إلى الشام عن طريق غير التي تسلكها من قبل، فخرج إليها زيد بن حارثة في مئة راكب، فأصابها وهرب القوم، وبلغ الخمس ما قيمته عشرون ألف درهم، وكان دليلهم رجلًا من أسارى بدر ثم هرب، جيء به إلى النبي فعرض عليه الإسلام فأسلم.

نهض الغزاة فأين تمضي العير؟
أَعلَى الغمام إلى الشآم تسير؟
زيد بن حارثة يطير وراءها
ما ظنها بالنسر حين يطير؟
مهلًا أبا سفيان إن طلابكم
عسر وإن مصابكم لكبير
صفوان يرعد خيفة وحويطب
مما عراه مروَّع مذعور
زولوا بأنفسكم فتلك حتوفها
غضبى إليها بالسيوف تشير
هي غارة البطل المظفر ما لكم
منه إذا خاض الغمار مجير
ظنوا الظنون به فلما استيقنوا
زالوا عن الأموال وهي كثير
أمست تساق إلى النبي غنيمة
لله فيها فضله المشكور
هذا دليل العير غودر وحده
خلف الألى خذلوه فهو أسير
الله أطلقه على يد منقذ
هو للأسارى المرهقين بشير
عقدت من الإسلام فوق جبينه
تاجًا عليه من الجلالة نور
من علم القوم العكوف على الهوى
أن الحياة جهالة وغرور
تلك المغانم ما لها كمحمد
في الناس من أحد إليه تصير
هي قوة للمسلمين ومظهر
للقائمين على الجهاد خطير
بوركت يا زيد بن حارثة فما
لك في الموالي الصالحين نظير
إيه أمير الجند ليس كمثله
جند ولا مثل الأمير أمير

السَّرِيَّةُ الثَّانِيَةُ

كانت إلى بني سليم بالجموم — اسم لناحية من بطن من نخل — سار في جنده إلى ذلك المحل، فأصابوا فيه امرأة من مزينة دلتهم على محلة من محال القوم، فأصابوا فيها إبلًا وشاء، وأسروا منها جماعة منهم زوج المرأة، ثم عادوا إلى المدينة، فوهب النبي لها نفسها وزوجها.

بني سليم أعدوا الخيل واحترسوا
إن كان ينفعكم كرُّ وإقدام
زيد بن حارثة زيد بن حارثة
خطب جليل وجرح ليس يلتام
هل عندكم إن تغشَّتكم سريته
للسيف سيف وللضرغام ضرغام؟
مشى إليكم فهل قرَّتْ منازلكم؟
واستمسكت منكم الأعناق والهام
لولا التي انطلقت تهديه ما عُرِفَتْ
منكم ومنهن آيات وأعلام
فما الجموم وما ضمت منازله
إلا ظنون خفيَّات وأوهام
أين الأناسيُّ جل الله هل مسخوا
لما رأوك فهم يا زيد أنعام؟
ما ثم إلا الألى أدركتهم قنصًا
لم يغنه إذ هوى خوف وإحجام
عد بالأسارى وبالغنم التي قسمت
لك القواضب إن الغنم أقسام
يا زيد ما حق من دلتك إذ صدقت
أسر تضيق به ذرعًا وإرغام
منَّ النبي عليها ثم أكرمها
في مشهد كله منٌّ وإكرام
نالت بنعمته من بعلها هبة
زالت لها كرب شتى وآلام

•••

بني سليم أفي دين الفسوق لكم
إلا ذنوب تغشَّاكم وآثام؟
ما أخيب النفس في الدنيا وأخسرها
إن أخطأ النفس إيمان وإسلام
يا للبلاء أيعصى الله ليس له
كفو وتعبد أوثان وأصنام؟

السَّرِيَّةُ الثَّالِثَةُ

كانت إلى العيص، وهو محل بينه وبين المدينة أربع ليالٍ، أقبلت عير لقريش من الشام فيها أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي ، فخرج إليها زيد في سبعين ومئة راكب، فقدموا به وبالعير إلى المدينة، واستجار بزينب فأجارته، وسألت النبي أن يرد عليه ماله، ففعل، وعرض عليه بعضهم الإسلام ليغنم أموال أهل مكة فأبى، وذهب إليهم، فأعطى كل ذي حق حقه، ثم أعلن إسلامه هناك، وقدم على النبي فرد عليه زينب.

يا أبا العاص أيَّ أرض تريد؟
إن ما تبتغي لصعب شديدُ
سُدَّت السبل يا أبا العاص فانظر
أين تمضي إذن وأين تحيد؟
أرأيت الحديد يزجيه زيد
مستطير السنا عليه الحديد؟
إيه يا ابن الربيع تلك جنود
تتهاوى عن جانبيها الجنود
ليس للعير غيرها فدع العير
وعد سالمًا وأنت حميد
بعدتْ مكةٌ فلا تردَنْها
وإلى يثربٍ فثَمَّ الورود
جاء صهر النبي في ناب مولا
ه ولليث حكمه إذ يصيد
رام من زينبَ الجوار فقالت
إن في ذا الحمى يجار الطريد
ومشت تخبر الرسول وترجو
عنده الخير والفؤاد كميد
قال إني أجرته فله ما
شئت عندي وماله مردود
أكرميه فما عليك جناح
وامنحيه الجميل وهو بعيد
إنه مشرك فأنت حرام
شرعة الله فليكن ما يريد

•••

قال قوم أسلِمْ يا أبا العاص تغنم
مال قوم هم العدوُّ اللدود
قال كلا فلست أبدأ ديني
بالتي يأنف الشريف الرشيد
وتولَّى فجاء مكة ما يُجـ
ـحد فيها مقامه المشهود
قال يا قوم ليس بي من جحود
إنه مالكم إليكم يعود
فخذوه فقد وفيت ورب البيـ
ـت سبحانه عليَّ شهيد
أشهد الآن موقنًا مطمئنًّا
أنه الله ربنا المعبود
بعث الصادق الأمين رسولًا
يهدم الشرك دينه فيبيد
بكتاب فيه الشرائع تهدي النـ
ـاس أعلامها وفيها الحدود
ما حياة الشعوب في الرشك فوضى؟
الحياة الإيمان والتوحيد

•••

يا أبا العاص عدت برًّا تقيًّا
فهنيئًا لك المعاد السعيد
اعتزل ما مضى لنفسك في دنـ
ـيا الخطايا فأنت خلق جديد
أنت صهر النبيِّ لا الودُّ ممنو
ع ولا الباب موصد مسدود
زال ما كان من حجاب فلا الإسـ
ـلام ينهى ولا الكتاب يذود
ليس من حاجة لم تُتح لك بعـ
ـد ولا ثَمَّ مطلب منشود
ساعَفَتْك المنى وطاب لك العيـ
ـش ألا هكذا تواتى الجدود

السَّرِيَّةُ الرَّابِعَةُ

كانت إلى بني ثعلبة بالطرف — مكان — بعثه النبي في خمسة عشر رجلًا فلم يجد أحدًا، لأنهم ظنوا أن الغازي لهم هو الرسول الكريم، فهربوا، وأصابت هذه السرية نعمًا وشاء عادت بها إلى المدينة، وقد خرج القوم في طلب زيد بن حارثة فلم يدركوه.

بني ثعلبة هبوا
فإن الليث قد عزما
رماكم بابن حارثة
رسول الله حين رمى
زعمتم أنه هو زعـ
ـم من يهذي وما علما
فطارت قبل مقدمه
نفوس أشعرت لمما
ونِعْم أخو الوغى زيد
إذا ما جدَّ فاقتحما
يخوض النقع مرتكمًا
ويحمي السيف والعلما
تولى جمعهم فرقًا
ولو لاقاه ما سلما
لبئس الجمع ما صدقت
قواه وبئس ما زعما
تلمَّسه ابن حارثة
فلا صددًا ولا أمما
تسرب في مخابئه
فكان وجوده عدما
هلم هلم يا زيد
هلم الشاء والنعما
رويد القوم هل طلبوا
سوى ما يعجز الهمما؟
مضوا في إثره ومضى
يجرُّ حسامه قُدُما
فما بلغوه إذ جهدوا
ولا رزأوه ما غنما
رويدًا عابدي الأصنا
م إن الله قد حكما
رضيتم ظلم أنفسكم
فأرداكم وما ظلما

السَّرِيَّةُ الْخَامِسَةُ

كانت إلى جذام بمحل يقال له «حسمى» وراء وادي القرى، سببها أن دحية الكلبي (رضي الله عنه) أقبل من عند قيصر ملك الروم ومعه من عنده مال وكساء، فلما كان بهذا المحل لقيه الهنيد وابنه في ناس من جذام فقطعوا عليه الطريق وسلبوه ما معه، فسمع بذلك نفر من مسلميهم من بني الضبيب، فنفروا إليهم واستنقذوا منهم ما أخذوه من دحية، فأخبر النبي فبعث زيدًا في خمس مئة رجل، ورد دحية معهم، فأقبل حتى هجم على الهنيد وابنه ورجاله فقتلوهم جميعًا، وأخذوا من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف، ومئة امرأة وصبي، وجاء بنو الضبيب فقال رجل منهم لزيد: إنا مسلمون، فقال له: اقرأ أم الكتاب إن كنت صادقًا فقرأها، وذهب منهم جماعة إلى النبي يقولون مثل ذلك، فأرسل عليًّا بن أبي طالب بسيفه إلى زيد ليطلق سباياهم، ويرد عليهم الإبل والشاء ففعل.

أما ومضارب البيض الرقاق
تضيء النقع للجرد العتاق
لقد غرَّ الهنيدُ بني جذام
فما للقوم مما جرَّ واق
دعا سفهاءهم فمشوا إليه
وما التفَّتْ لهم ساق بساق
لصوص ما يبالون الدنايا
إذا عقدوا العزائم لانطلاق
أحاط بدحيةٍ منهم أناس
تعدُّهم الذئاب من الرفاق
مضوا بحباء قيْصَر وهو جمٌّ
فما منه لدى الكلبيِّ باق
أتى مستصرخًا فأصاب مولى
يغيث صريخه مما يلاقي
وما لمحمد كفؤ إذا ما
سقى الأبطال كأس الموت ساق
دعا زيدًا فأقبل في جنود
تبيت إلى الملاحم في اشتياق
إلى حِسْمَى فما للداء حسم
إذا لم تَرْقِه بدم مراق
إليه يا ابن حارثة إليه
فثَمَّ البغي ممتدَّ الرواق
لدحية حقه والسيف ماضٍ
وما لبني جذام من إباق
عبيد الشرك أوثقهم فقرُّوا
بدار الهُون يا لك من وَثاق
ألا إن الهنيد أديل منه
فهل وجد الردى عذب المذاق؟
وهل نظر ابنه لمَّا تردَّى
وعاين روعة الموت الذُّعاق
توالى القوم في الهيجاء صرعى
كأن صراعهم خيل السباق
فأهلًا بالشويِّ تساق نهبًا
وأهلًا بالجمال وبالنياق
ويا ويح الحلائل والذراري
تعاني البرح من ألم الفراق

•••

أتى النفر الأماجد من ضبيب
وقد شدَّ البلاء عُرى الخناق
فقال إمامهم إنَّا جميعًا
من الدين القويم على وفاق
هو الإسلام يجمعنا فلسنا
بحمد الله من أهل الشقاق
ألا اكشف ما بنا يا زيد عنَّا
فليس بمستطاع أو مطاق
وجاء الكتاب ببيِّنات
فما يُرمى بكفر أو نفاق
وسار إلى رسول الله منهم
بغاة الخير والكرم الدُّفاق
فقال إلى السرية يا ابن عمي
فإن تلحق فنعم أخو اللحاق
وذا سيفي فخذه دليل صدق
فيا لك من دليل ذي ائتلاق
مضى أمر النبيِّ فيا لَخطب
تكشف ليله بعد اطِّراق
أيُنصر كل لصٍّ من جذام
ويقهر رافع السبع الطباق؟
تعالى الله لا يرقى إليه
من العالين فوق الأرض راق

السَّرِيَّةُ السَّادِسَةُ

كانت إلى مدين قرية سيدنا شعيب (صلاة الله وسلامه عليه)، وهي تجاه تبوك، وقد أصابت هذه السرية سبيًا عادت به إلى المدينة، وفرق المسلمون في بيعه بين الأمهات والأولاد، وسمعهم النبي يبكون فأمر ألا يفرقوا بينهم.

يمينًا ما لمدين من قرار
فبعدًا للقطين وللديارِ
شعيب كيف أنت وأين قوم
عصوك؟ وما الذي فعل الذراري؟
هم اتخذوا الهوى ربًّا وساروا
من العهد القديم على غرار
أتى الإسلام فاجتنبوه حرصًا
على دين المهانة والصغار
وصدُّوا عن سبيل الله بغيًا
وكان البغي مجلبة الدمار
سما زيد إليهم بالمنايا
تريك مصارع الأسد الضواري
تأمل يا شعيب أما تراه
شديد البأس ملتهب المغار؟
توقى القوم صولته فضنوا
بأنفسهم وجادوا بالفرار
لبئس الجود تلبسه سوادًا
وجوهُ القوم من خزي وعار
تلفتت النساء ولا رجال
سوى السُّرُج الزواهر كالدراري
وضجَّتْ تستغيث ولا غياث
سوى العبرات والمهج الحرار

•••

تولَّى الجند بالسبي المخلَّى
وبالنصر المحجَّل والفخار
فيا لبضاعة للكفر تُزجَى
ويا للشوق يجمع كل شار
ويا لك من بكاء كان حقًّا
لدين الله داعية افترار
أتمسي الأم تعزل عن بنيها
لمولى غير مولاهم وجار؟
أبى البرُّ الرحيم فقال رفقًا
وتلك إهابة الهمم الكبار
فأمسك كلَّ دمع مستهلٍّ
وسكَّن كل قلب مستطار
تتابعت المواهب والعطايا
على قدَرٍ من الرحمن جار
فغنم بعد غنم وانتصار
ينير المشرقين على انتصار
أصاب الدهر بغيته وأمست
تجلَّتْ حكمة الفلك المدار

السَّرِيَّةُ السَّابِعَةُ

كانت في رمضان من السنة السادسة، وسببها أن زيد بن حارثة (رضي الله عنه) خرج في تجارة إلى الشام، ومعه بضائع لأصحاب النبي ، فلما كان بوادي القرى لقيه ناس من فزارة فضربوه هو وأصحابه، وأخذوا ما كان معهم، ثم قدم على النبي فبعثه إليهم في جيش داهمهم، وأعمل فيهم القتل.

أمنكِ فزارةُ انبعث الغزاةُ؟
فما تغني السيوف ولا الحماة؟
لعمركِ ما ابن حارثة بحلٍّ
وإن زعم القراصنة الجفاة
أثاروا الشرَّ لا هو يبتغيه
ولا أصحابه الغرُّ الهداة
أصابوهم على ثقة وأمن
فلا سيف يُسلُّ ولا قناة
وجاءوا يشتكون إلى أبيٍّ
على الأعداء تحرجه الشكاة
رسول الله ليس له كفاء
إذا التقت الفوارس والكماة
دعا زيدًا هلمَّ إلى قتال
تُنال به من القوم الترات
قُدِ الأبطال للهيجاء واصبر
فنعم الصبر فيها والثبات
إليها يا ابن حارثة إليها
ولا يَحزنك ما صنع الطغاة
مشى البطل المقذَّف لا اتئاد
تضيق به السيوف ولا أناة
يخفُّ بها إلى الأعداء بيضًا
عليها من مناقبها سمات
أقامت حائط الإسلام ضخمًا
تدين له الجبال الراسيات
وجاءت بالفتوح محجَّلات
له في ظلها الضافي حياة
توقَّتها فزارة وهي حتم
فما عصمت مقاتلها التقاة
رأوها بعدما هجعوا بليل
لها فيهم وللقدر انصلات
هداها في الدجى منهم دليل
تسدِّده الأواصر والصلات
لواه عن السبيل قضاء ربٍّ
له الحِكَم الصوادع والعظات
يسوق الأمر ظاهره عناء
وباطنه كما اقترح العُناة
كمثل الوِرد أوله أجاج
وآخر مائه عذب فرات
ظُبًى طرقت جماجمهم بَياتًا
وما خيف الطروق ولا البيات
توثبت الحتوف فلا فرار
وأبرقت السيوف فلا نجاة
نقيع شقاوة يسقاه قوم
هم الشرب المذمَّم والسقاة
تردَّوا في مصارعهم فأمسوا
كسرب الوحش صرَّعه الرُّماة
وحاق بأم قرفة ما أرادت
بأكرم من تُفدَّى الأمهات
أرادت قتله فجرى عليها
قضاء القتل وانتصف القضاة
فيا لك منظرًا عجبًا تناهت
به الصور الروائع والصفات
أحيط بها وبابنتها جميعًا
فما نجت العجوز ولا الفتاة
لتِلك جزاؤها المُردِي وهذي
لها الأسر المبرِّح والشتات
تساق ذليلة من بعد عزٍّ
كما سيقت غداة النحر شاة
هو ابن الأكوع البطل المرجَّى
سباها حين أسلمها الرعاة
قنيصة نافذ الأظفار ضارٍ
له في كل ذي ظفر شباة
هي الهبة الكريمة صادفتها
يمين ما تفارقها الهباة
يمين محمد لا خير إلا
له فيها معالم بيِّنات
حباها خاله في غير ضنٍّ
وأين من الضنين المكرمات؟
رسول الله أكرم من أناخت
به الآمال وانتجع العفاة
بنى دين السلام بكل ماضٍ
به وبمثله ارتفع البُناة
لإنقاذ النفوس من البلايا
تلحُّ على مباضعها الأساة
تأملت الحياة وكيف تبقى
حقائقها وتمضي التُّرَّهات
فأدَّبني اليقين وهذَّبتني
وصاة الله بوركت الوصاة
هنيئًا يا ابن حارثة وأنَّى؟
وما ترقى إليك التهنئات
سموت فما تطاولك الأماني
ولا ترجو مداك النيِّرات
ظفرت من النبي بخير نعمى
تطيب بها النفوس الصالحات
بلَثْمٍ زان وجهك واعتناق
شفاك فما بجارحة أذاة
على النور الذي انجلت الدياجي
به وعليك يا زيد الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤