أَهْلُ فَدْك

هم قوم من اليهود بعث إليهم النبي محيصة بن مسعود (رضي الله عنه)، وهو على مقربة من خيبر، يدعوهم إلى الإسلام، وينذرهم عاقبة أمرهم إذا عصوا، فقالوا: إن في خيبر عشرة آلاف مقاتل؛ فيهم عامر وياسر والحارث ومرحب، فلن يغلبهم المسلمون، على أننا سنبعث معك بعد يومين رجالًا للصلح، وذلك من مكرهم ليروا لمن يكون النصر، فلما جاءهم الذين هربوا من حصن ناعم بعد فتحه، أرسلوا نون بن يوشع، وهو رجل من رؤسائهم، في جماعة منهم إلى النبي يطلبون الصلح فأجاب سؤلهم.

محيصة بلِّغ ما أُمرت فإنما
هو الدين دين المسلمين أو القتل
إلى فدك فاحمل بلاغ محمد
وأنذر بها قومًا أضلَّهم الجهل
أبوا أن يُجيبوا داعي الله وابتغوا
سبيل الألى أعماهم الحقد والغلُّ
يقولون لن يسطيع جيش محمد
بخيبر نصرًا إنها مطلب بَسْلُ
يدافع عنها من صناديد أهلها
رجال إذا خاضوا الوغى بَطَلَ الهزل
لها عامر عند البلاء وياسر
لها مرحب والحارث البطل الفحل
وإنَّ بها من كل رامٍ وضارب
ألوفًا هم السمُّ الذعاف لمن يبلو
على أننا لا نكره السلم فانتظر
محيصةُ واصبر إنها خطة فصل

•••

كذلك قالوا يمكرون كدأبهم
وماذا يفيد المكر أو ينفع الختل؟
أطالوا المدى حتى يروا جَدَّ قومهم
وجَدَّ رسول الله أيهما يعلو
فلمَّا رُموا بالحق من حصن ناعم
وقيل لهم ضاقت بقومكم السبل
مشت رسلهم للصلح تهوي أمامها
قلوب هي الكتب الحثيثة والرسل
يَظَلُّ عميد القوم نون بن يوشع
يقول هلمُّوا ذلك المركب السهل
ولاذوا بأكناف النبي فصادفوا
كريمًا يُرجَّى عنده العفو والفضل
أحلَّ لهم صلحًا وإن دماءهم
وأموالهم إن ردهم خيَّبًا حلُّ
لئن خلفوا للؤم أهلًا فإنه
لكل الذي يسمو الكرام به أهل
له النصف من تلك الحقول يعُدُّه
لكل فقير عضه البؤس والأزْل
كذلك مولى القوم يرجون ظلَّه
وما خير مولى لا يكون له ظل؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤