سُرَاقة بن مالِك يُريد قتل النَّبِي

جعل كفار قريش لمن يقتل النبي أو يأسره مئة ناقة، فذهب سراقة في أثره، قال سراقة — بعد أن ساخت قوائم فرسه مرارًا، وبعد أن اعتذر إلى النبي الكريم: يا محمد، إني لأعلم أنه سيظهر أمرك في العالم وتملك رقاب الناس، فعاهدني على أن تكرمني إذا جئتك يوم ملكك، فأمر عامر بن فهيرة — وقيل أبا بكر — فكتب له العهد الذي طلب — أسلم بالجعرانة (رضي الله عنه)؛ قال له النبي عند منصرفه: «كيف بك يا سراقة إذا تسوَّرت بسواري كسرى»، وقد ألبسه عمر إياهما في خلافته لما فُتحت بلاد فارس.

إتق الله يا سراقة وانظر
هل ترى الأمر هينًا ميسورا؟
أم تظن الجواد تمسكه الأر
ض وتلوي عنانه مسحورا؟
أم هو الله ذو الجلال رماه
يمسك الشر راكضًا مستطيرا؟
غرك القوم فانطلقت ترجِّيـ
ـه خسيسًا من الجزاء حقيرا
وضح الحق فاعتذرت وأولا
ك الرسول الأمين فضلًا كبيرا
فزت بالعهد فاغتنمه وأبشر
بسواري كسرى فديت البشيرا
قل لأهل النياق أوتيت أجري
جللًا فابتغوا سواي أجيرا
ليس من رام رفعة أو سناءً
مثل من رام ناقة أو بعيرَا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤