دراسات حديثة في عِلم النفس الصناعي

تقوم الصناعة الحديثة على التخصُّص في العمل وعلى تقسيمه، كما أنها تقوم على الإنتاج الكبير، وضخامةُ الإنتاج تَقتضي اتِّباع نظامٍ دقيق في تَسلسُل العمليات في أزمِنةٍ مُحدَّدة وتَبعًا لإيقاعٍ مُعيَّن. ويؤدِّي اختِلال هذا النظام الأمثل إلى تبديد الجهود وخفْض الإنتاج وفشَل المشروع الصناعي. ولم يلبَثْ رجال الصناعة طويلًا حتى أدرَكوا أنَّ عملهم لا يحتاج فقط إلى مُهندِسين مِيكانيكيين لتصميم الآلات وتشغيلها، بل إلى مُهندِسين بَشريِّين يُعنَون بجانب تحليلهم لقُدرات العامِل بتحليلِ الشُّغل ذاته، وبالكشف عن أحسن المناهج للتدريب، وللقِيام بالحركات التي تقتضِيها كلُّ شُغلةٍ من الشُّغلات الصِّناعية.

وتقوم الهندسة البشريَّة — وهي تَسمِية جديدة لعِلم النفس الصناعي — على تيَّارَين من الأبحاث، بدأ كلٌّ منهما مُستقلًّا عن الآخر، ثم اجتمَعا بشكلٍ واضِح منذ رُبع قرن. والتيَّار الأول خاصٌّ بالأبحاث التي تناوَلَت تحليل الشُّغل وقِياس الأزمنة التي تَستغرِقها كلُّ حركةٍ ضرورية بعد إسقاط الحركات التي تَستنفد طاقةً بدون جَدْوى. وكان هذا الاتجاه الأول صناعيًّا بَحْتًا يَرمي إلى تنظيم يوم العمل من وِجهة نَظر الإنتاج البحت. أمَّا التيَّار الثاني — وكان سَيكولوجيًّا وتربويًّا في نزعتِه — فيتمثَّل في حركة الاختبارات والأقْيِسة السَّيكولوجيَّة. وكان غرضُه الأساسي تصنيف الأفراد بالقِياس إلى ما يَتميَّز بينهم من فروقٍ فردِيَّة من حيث القُدرة العقلية العامَّة.

وكان التيَّار الأول سابِقًا في ظُهوره على الثاني، ويُمكِن إرجاع تاريخه إلى عام ١٨٨٣م عندما حصل أحد الأسطوات الذين كانوا يعملون في إحدى شركات الصلب الأمريكية على شهادة الهندسة المِيكانيكية من معهد استيفنس للتكنولوجيا، وكان اسم هذا الأسطى فردريك تيلور Frederick Taylor، وكانت عَقيدته الراسِخة أنه مُمكِن قِياس الشُّغل الإنساني قِياسًا دَقيقًا وتحديد الحدِّ الأعلى الذي يُمكِن أن يَصِل إليه الإنتاج في كلِّ يوم. وأخذ تيلور يُطبِّق منهجه بطريقةٍ واسِعة منذ عام ١٨٩٨م في إحدى شركات الصُّلب الكبيرة. وكانت النتيجة المَحسوسة تتلخَّص في خفْض المجهود العَضَليِّ بِمقدار الثُّلثين وزيادة الإنتاج اليومي لكلِّ عاملٍ بنسبة ٣٦٠٪ وزيادة الأجر بنسبة ٦٥٪، وخفض استهلاك الآلة بنسبة ٥٠٪.١
وعندما يَجيء ذِكر تَيلور لا بُدَّ من ذِكر عالِمٍ آخر فرنك جلبرت Frank Gilbreth. كان في عام ١٨٨٥م يعمل بنَّاءً، وكان يُلاحِظ عمل زُملائه وطريقتهم في رصِّ الطُّوب، فوجَد أنَّ بعضهم سَريع والبعض الآخر بطيء، ففكَّر في البحث عن أحسنِ طريقةٍ لرصِّ الطُّوب بحيث يقلُّ المَجهود ويزداد الإنتاج. وأدَّى تحليل شُغلة رصِّ الطُّوب إلى خفْض عدد الحرَكات من ١٨ إلى ٥ وإلى زيادة الإنتاج بنسبة ٣٠٠٪ تقريبًا.٢ فالفضل في إنشاء دِراسة الزَّمن وتحليل الحرَكة في الصِّناعة الأمريكية يرجِع إلى تيلور وجلبرت.
أما التيَّار الثاني في تحليل القُدرات فإنَّه نشأ في فرنسا في أوائل هذا القَرن بفضل الأبحاث التي قام بها بينيه وسيمون Binet & Simon والتي أدَّت إلى وضع اختِبار الذَّكاء المعروف باسمهما. وعندما التقى التيَّاران خفَّض التيار السيكولوجي مما قد شابَ الاتجاهَ الصناعيَّ البَحْتَ من تطرُّفٍ وتَعسُّف، وصبَغ دراسات علم النفس الصناعي بصِبغةٍ إنسانية مُذكِّرًا المهندسين المِيكانيكيين وأصحاب العمل بأن العامل لا يُمكن تَشبيهه بالآلة، وإن كان من المُمكن إخضاع عمَله للدراسة التجريبية والقِياس العَمَلي، بل هو إنسان قبل أن يكون عامِلًا، وإنه لا بُدَّ من مُراعاة ما يتفاعَل فيه من العوامِل النفسية من دَوافع وحاجات ورغَبات.

والتِقاء هذين التيَّارين أدَّى إلى نتائج هامَّة في مَيدان الاختيار والتَّوجيه المِهني، فاهتمَّ عُلماء النفس الفنيُّون بالاشتراك مع المهندسين بعَمَليَّتين أساسيَّتَين:

  • أولًا: تحليل كلِّ عملٍ صناعي إلى عوامله الميكانيكية والاقتصادية والسيكولوجية، وأخيرًا العوامل الماديَّة من ظروف الحرارة والضَّوء والتَّهوية والرُّطوبة والضَّوضاء … إلخ.
  • ثانيًا: تحليل الحركات التي تتطلَّبها كلُّ شغلةٍ صناعيَّة مع تسجيل اتِّجاه الحركات وتداخُلها وصُوَر تآزُرها والزَّمن الذي تَستغرِقه كلُّ حركة.

ومن جهة أخرى قام عُلماء الأقْيِسة السيكولوجية بتحليل القُدرات الإنسانية من عقليَّة وميكانيكية وخُلقيَّة ومِقدار توزيع هذه القُدرات في السكان، ونِسبة ارتِباطها داخل الفرد نفسه ومدى تَضافُرها أو تنازُعها.

وأدَّت جميع هذه الدراسات إلى وضع قائمتين كبيرتَين تضمُّ الأولى مُختلِف الحِرَف والمِهَن مُرتَّبة في أُسَر تَبعًا للعوامل المُشتركة بين وحدات كلِّ أُسرةٍ وما تتطلَّبه من قُدرات حذْق ومَهارة. وتضمُّ الثانية القُدرات البشرية الأساسية مع الإشارة إلى طُرق قياسها وتقديرها، وتتلخَّص مُهمَّة السيكولوجي الذي يقوم بالاختبار والتوجيه المِهني في تطبيق البيانات التي تضمُّها القائمتان لتحقيق أكبر قدْرٍ مُمكِن في التكييف بين المِهنة وشاغِلها.

والكُتب الأربعة المذكورة بعدُ تتناوَل مُختلِف موضوعات علم النفس الصناعي بكثيرٍ في التفصيل والدِّقَّة، وبروح عمليَّة مُجدِيَة، مُستنِدةً إلى أدقِّ التَّجارب العِلمية.٣

علم النفس في الصناعة: تأليف استنلي جراني.

J. Stanley Gray: Psychology in Industry. McGraw-Hill, New York, 1952, pp. 401.

دراسة الزمن والحركة: تأليف ل. أرثر سلفستر.

L. Arthur Sylvester: The Handbook of Advanced Time-Motion Study. Funk & Wagnalls Cy, New York, 1950, pp. XIV + 273.

مطالعات في علم النفس الصناعي وسيكولوجية الأعمال: بإشراف كارن وجلمر.

Readings in Industrial and Business Psychology, Edited by Harry W. Karn & B. Von Haller Gilmer, MCGraw-Hill, New York, 1952, pp. 476.

علم النفس التطبيقي: تأليف الدكتور هنري فالون، وترجمة الدكتور عزَّت راجِح مكتبة الأنجلو، مصر ١٩٥٣م.

ويحتوي الكتاب الأول «علم النفس في الصناعة» على أربعة عشر فصلًا.

ومؤلِّف هذا الكِتاب استنلي جراي معروف بالكُتب التي نشرَها بمُفرده أو بالاشتراك مع غيره في مَيدان علم النفس التطبيقي. ونذكُر من هذه الكتب: «الأسُس السيكولوجية للتربية» عام ١٩٣٥م، ثم تطبيق علم النفس عام ١٩٤١م، ثم «علم النفس في خِدمة الشئون الإنسانية» عام ١٩٤٦م. وهو يُقدِّم لنا اليوم كِتابًا جديدًا يهدف إلى بَيان ما في إمكان علم النفس من أن يُقدِّمه في خِدمات للصناعة.

ويتناوَل الفصل الأول المفاهيم الأساسية في الهندسة البشرية، وهذا الفصل — وهو بمثابة مَدخل إلى علم النفس الصناعي — يَستعرِض بإيجازٍ ووضوح الموضوعات الآتية: كميَّة الشُّغل، قياس الشُّغل بواسطة الاختِبارات العضليَّة والحِسَّية والاختبارات الفسيولوجية، كميَّة الإنتاج ونوعه، التَّعَب الناشئ عن الشُّغل من الوِجهتَين الفسيولوجية والسيكولوجية، تأثير التَّعَب في خفْض الإنتاج، وأخيرًا إنتاجية Efficiency الشُّغل.

ويُمكن تقسيم فصول الكِتاب إلى أربعة أقسام: قِسم يتناوَل في أربعة فصول تحليل الشُّغل، تحليل العامِل، التدريب على العمل، مناهج تأدِية العمل. ويُعالِج القسم الثاني في فَصلَين مُشكلة الأجور: أولًا بالنسبة إلى المجهود الذي يبذُله العامل، وثانيًا بالنسبة إلى طبيعة العمل. ويَستعرِض المؤلِّف في القِسم الثالث أهمَّ الظروف التي تؤثِّر في مَقدرة العامل وفي إنتاجيَّته، كالتَّغذية والراحة ووسائل منع الحوادث وعوامِل المَلل والإضاءة والتَّهوية، وذلك في أربعة فصول. أمَّا القِسم الأخير فهو بِقلم الدكتور كارل جريسون ويشمَل الموضوعات الآتية: سنَّ العمال، الرُّوح المَعنوية للعامل، وأخيرًا مُشكلة تكيُّف المُوظَّفين في المُنشآت الصناعية.

•••

أمَّا الكِتاب الثاني في دراسة الزَّمن والحركة فمؤلِّفُه مُنشئ شركة سلفستر لمُهندسي الإدارة والتَّنظيم في نيويورك، ونُشِرَ الكِتاب في مجموعة: كُتب الصناعة الحديثة Modern Industry Books، ويُلخِّص المؤلِّف خِبرته الشخصية في مجال تحليل الشُّغل وقياسه.

ينقسِم الكتاب إلى قِسمين؛ يتناوَل الأول نظريَّة الشُّغل والأسباب التي تؤدِّي إلى تَغيير نِسبة الإنتاج، والثاني الوسائل الفنيَّة لقِياس الحركات والأزمنة. ويُلحُّ المُؤلِّف على ضرورة إخضاع دراسة الشُّغل للأسلوب العِلمي، أي للمُعالَجة الكَميَّة بقدْر الإمكان، ويجِب أن تتناوَل الدراسة العِلمية الكَميَّة المُقوِّمات الثلاثة للشُّغل البشري وهي:

  • أولًا: المُقوِّم الميكانيكي وهو القوَّة مضروبة في المسافة.
  • ثانيًا: المُقوِّم الشخصي ويَشمَل السنَّ والجسم وحجم الجِسم والقوَّة العَضليَّة والذَّكاء والقُدرات الخاصة من مَهارةٍ وحذْقٍ وإيقاعٍ وسُرعة، ثم مدى التَّدريب والخِبرة مع مُراعاة سِمات الشخصية العامة، وكيفية الاستِجابة للظروف المادِيَّة والاجتماعية، وأخيرًا الاتِّجاهات والمُيول وما إليها من دَوافِع وبَواعِث.
  • ثالثًا: المقوِّمات الخارِجيَّة من وضعٍ وإضاءة وحرارة وتَهوية وما يَطرأ من ظروفٍ مُعطِّلة للعمل.

وتقتضي قراءة الكِتاب معرفةً جيِّدة بأصول الإحصاء بنُظم الصناعة الحديثة وأصولها الهندسية الميكانيكية؛ فدراسة سلفستر دراسة عالِيَة في التخصُّص السيكولوجي الصناعي.

•••

أما الكتاب الثالث: «مُطالَعات في علم النفس الصناعي وسيكولوجية الأعمال»، فإنه يدعونا إلى جَولةٍ واسِعة في جميع ميادين علم النفس الصناعي، وهو يضمُّ ثلاثًا وخمسين مقالةً لمُؤلِّفين مُختلِفين نُشِرَت بعضها في مَجلَّات سيكولوجية واجتماعية وفنيَّة، ومُقتَبسة بعضها الآخر من كُتبٍ سبَق نشرها. ونذكُر من هذه المجلَّات:

Personnel Psychology, Advanced Management, American Sociological Review, Journal of Consulting Psychology, Journal of Social Issues, Journal of applied psychology, Harward Business Review, American Journal of Psychology, American Journal of Orthopsychiatry, Modern Industry, The Annals, The American Psychologist.
وكتب المُطالَعات المُختارة في شتَّى ميادين العلوم السيكولوجية والاجتماعية عظيمة الفائدة؛ لأنها تُقدِّم أوضَحَ صُورة لِمَا وصلَتْ إليه الأبحاث، فضلًا عن أنها توفِّر مشقَّة البحث عن المقالات القَيِّمة المنشورة في عددٍ كبير في المجلَّات. وحيث إن المقام لا يتَّسِع للإشارة إلى جميع مقالات الكتاب فسنكتفي بِذِكْر الأبواب الأحد عشر. يبدأ الكِتاب بمُعالَجَة العوامل الأساسية للسلوك من حيث بَعثِهِ واستمراره، أي مُشكلة الدَّوافع والرُّوح المعنوية. ويَجدُر الإشارة إلى مقال روس ستاجنر Ross Stagner عن الأوجُه السيكولوجية للصِّراع الصناعي. ويتناول الباب الثاني موضوع التدريب في الأعمال الصناعية وأثَر التدريب في تَحسِين طُرق التنفيذ والمُلاحظة. أما الباب الثالث فهو خاصٌّ بتحليل العمل وتقديره، كما أنه يتناوَل دراسة الحرَكات والأزمِنة. ومن الطبيعي بعد وَصفِ المِهَن وتحليلها وتحديد مجموعة القُدُرات التي يَتطلَّبها القِيام بكلِّ مِهنةٍ أن يتَّجِه الباحث نحوَ وسائل تقدير قُدرات الأشخاص، وهذا هو ما يُعالِجه الباب الرابع في الاختبارات السيكولوجية. غير أنَّ تطبيق الاختبارات وحدَها لا يُعطي دائمًا صورةً وافِيَة عن شخصية كلِّ عامل؛ ولذلك يجِب الاستعانة بالمَناهج التي تسمح للسيكولوجي بِسَبْر غَور مُحدِّثه، والوقوف على مُشكلاته الشخصية لتَوجيهه بما يُحقِّق له أكبر قسطٍ من التوافق؛ ولذلك خُصِّص الباب الخامس لطريقة الاستِبار أو المُقابَلة الشخصية ثمَّ لوسائل الإرشاد.
وحيث إنَّه على الرَّغم من جميع الاحتِياطات التي تُؤخَذ في اختِيار العُمَّال وتَوجيههم لا تزال مُشكلة الحوادِث قائمة، ولا بُدَّ من زيادة الإجراءات التي تضمَن الأمن والسلامة للعاملين. ويَتناوَل الباب السادِس بِصفةٍ خاصَّة مُشكلة قابِليَّة بعض العمَّال للتعرُّض للحوادث وما تقوم عليه من عوامل انفِعالية. غير أنَّ زيادة الاهتمام بالعوامل الانفعالية وخاصَّةً النَّزْعة اللاشعورية إلى الإيذاء الذَّاكي قد تَجعلُنا نُهمِل بعض العوامل الموضوعية الخارجية التي لا تقلُّ أهميَّةً عن العوامل الانفِعالية اللاشعورية. ويُعالِج الباب السابع موضوع التَّعَب وإنتاجية العامل. ومِمَّا هو جديرٌ بالذِّكر أنَّ البحث الذي نَشَرَه  مايرس C. S. Myers سنةَ ١٩٢٤م عن التَّعب لا يزال مُحتفِظًا بقِيمته العلمية، ولم تَزِد عليه الأبحاث الحديثة شيئًا جديدًا، فهو لا يزال المَرجِع الأساسي لمدرسة التَّعَب في العمل الصناعي. وتعرِض مقالات هذا الباب لموضوع المَلَل في الصناعة وأثر الضَّوضاء في الإنتاج، وكذلك أثَر المُوسيقى في سَير أعمال صناعية مُعقَّدة.

ثم ينتقِل بنا الكِتاب إلى لَونٍ جديد في الدراسة، فليس المُهمُّ تنظيم العمل الصناعي وزيادة الإنتاج، بل يجِب أيضًا دراسة حاجة السُّوق ومَعرفة المناطِق التي تكون أكثر من غيرها في حاجةٍ إلى سِلعةٍ من السلع؛ وذلك لتوجيه حركة الإنتاج وتَنويعها حسْب مُقتضَيات الأسواق، ثم لأنه من المُهمِّ معرفة أذواق المُشتَرين والكشْف عن أحسن الوسائل لجذْب اهتمامِهم. تلك هي أهمُّ مَوضوعات الباب الثاني. أمَّا الأبواب الثلاثة الأخيرة فهي تَتناوَل القِيادة ثُمَّ العَلاقات الصناعية، وأخيرًا تنظيم عمل السَّيكولوجي داخل المَصنع، مع الإشارة إلى المَشاكل الخُلقِيَّة التي قد تُثيرُها طبيعة العَلاقة بين السَّيكولوجي وصاحِب العمل من جِهةٍ والعُمَّال من جهةٍ أخرى.

وخلاصة القول: إنَّ هذا الكتاب يُقدِّم لنا ثَروةً عِلمية كبيرة، وحَبَّذا لو تَظفَر المَكتبة العربية بكِتابٍ من هذا النوَّع في هذا المَيدان الذي يزداد حيَوِيَّةً واتِّساعًا مع زيادة تعقُّد المشاكل الصِّناعية.

•••

وبِمناسبة ذِكر المَكتبة العربيَّة يَسرُّنا أن نُنوِّه بالمجهود العظيم الذي بذَلَه الدكتور عزَّت راجِح في نقل كِتاب هنري فالون Henri Wallon في علم النفس التطبيقي. وعلى الرَّغم من أنَّ تاريخ نَشر هذا الكتاب يرجعِ إلى عام ١٩٣٠م فهو لا يزال مُحتفِظًا بقِيمته العلمية؛ إذ يُقدِّم لنا المَعلومات الأساسية الخاصَّة بسيكولوجية الشُّغل والتَّعَب والاختبارات السَّيكولوجية وتَطبيقها في المَصنع، ثم سيكولوجية الإعلان والشَّهادة أمام المَحاكِم.
فيكاد يكون هذا الكِتاب مع عدَد مجلَّة عِلم النفس الخاصِّ بعِلم النفس الصِّناعي الصادر في فبراير ١٩٤٨م، كلَّ ما تَحويه المَكتبة العربية في هذا المَيدان الحيوي.٤
١  Taylor, F.W.: The Principles of Scientific Management. Harper & Brothers, New York. 1911.
٢  Gilbreth, F.B.: Motion Study. D. Van Nostrand Cy, New York, 1911.
٣  يجدُر بنا أن نذكُر هنا كِتابًا رابعًا لم يتيسَّر لنا بعد الاطِّلاع عليه، وهو من أُمَّهات الكُتب التي تتناوَل دراسة الحركة والزَّمن في الأشغال الصناعية:
Barnes, R.M. — Motion and Time Study. John Wiley & Sons, Inc., New York, 1940.
وقد تُرْجِمَ هذا الكتاب القَيِّم إلى اللُّغة الفرنسية في العام الماضي بإشراف «مكتب الأزمِنة العُنصرية» Bureau des Temps Élémentaires في باريس بالعنوان الآتي:
“L’Etude des Movements et des Temps” par Ralph Barnes, Un Volume Illustré Relié Toile in-8., 600 Pages, 6000 fr. En Vente aux Editions d’Organisation, 8, rue Alfred de Vigny à Paris.
انظر المجلة الآتية: PRODUCTIVITE FRANÇAISE, No. 25 Janvier 1954. P. 7 du Supplément. II, Rue du Faubourg St-Honoré, Paris 8e.
٤  راجع أيضًا مَقالنا: «علم النفس في خِدمة الإنتاج القومي» مجلَّة علم النفس، أكتوبر ١٩٥٢، ص١٤٥–١٥٢، دار المعارف بمصر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤