الفصل الثلاثون

الأدب في السُّودان

كان للقبائل العربية النازحة إلى السُّودان في عصور التَّاريخ المختلفة ولطبيعة البداوة التي شاهدتها في مهابطها ومنتجعاتها أثر في إيجاد شعر أشبه موضوعًا بشعر الأقدمين، شعر ينزع إلى الحماسة، والفخر بالعشيرة، والأنفة، وإباء الضيم، والحب، والرثاء، وغير ذلك. وقول الشعر لديهم سهل ميسور بفضل روحهم العربية، وطبيعة بلادهم. غير أن هذا الشعر ليس فصيحًا متَّفقًا مع قواعد العربية وأوزان الشعر إلَّا إذا صدر عن الذين اتصلوا بلغة العرب اتصال تعلم وتثقُّف، ثمَّ هو يحتذي الشعر المصري في تطوره، وتغلب عليه النزعة الدينية وروح الإيمان. انظر إلى قول المرحوم الشيخ مكي الدقلاشي أحد شعرائهم من قصيدة:

الله لي عدةٌ في كلّ نائبةٍ
أقول في كلِّ حال حسبي اللهُ
يا فاعلًا للمعاصي عند خلوتِهِ
أما علمت بأن الشاهد اللهُ

وانظر إلى قول صاحب الفضيلة المرحوم الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم شيخ العلماء:

وسائل الناس عنَّا إنَّنا نجبٌ
لنا التقى وسوانا اللهو واللعبُ
وفي المحامد لا يُلفَى لنا بدلٌ
وما تعدى حمانا الظُّرف والأدبُ

وانظر إلى قول الشيخ الحسين الزهراء في المهدي مؤيدًا دعوته، ذاهبًا بها مذهب المتصوفة وأهل الطريق:

وإن كان علم العقل غير موصلٍ
إلى شرح علم السر إذا لم يزل قشرا
قديمًا أرتنا من وراء خبائها
ستور رسوم لم تزل للعلا سترا
بنفسي فتًى بالشمس راد الضحى أزري
ونورًا يفوق النور والنجم والبدرا

وانظر إلى قول الشيخ الأمين محمد الضرير المحسي الأنصاري في توفيق باشا خديوي مصر لما عيَّنه رئيسًا للشيوخ في مسجد أسَّسه للعلم:

أما حويتم بتوفيق العزيز حمًى
أبعد توفيق رب العز خذلانُ؟!

وبجانب هذا الشعر المجيد الذي غزته الروح العلمية المنتشرة حينًا بعد حين على يد مصر، تجد شعراء آخرين تغلب على ألسنتهم رطانة البدو.

انظر إلى قول أحد شعرائهم «أبو جروس» في عهد الأرباب يمدح الملك حمد ابن الشيخ إدريس الأرباب من قصيدة:

ولد القرشي ضيفانه ماية وألفينْ
هيلك هيل أبوك يا جامع الشرفينْ

ومن شعرائهم المجيدين الذين أخذوا عن جمهرة من الأساتذة المصريين الذين قاموا بالتدريس بكلية غوردون الشيخ عبد الله البنا، ومن شعره يخاطب الهلال:

يا ذا الهلال عن الدنيا أو الدين
حدِّث فإنَّ حديثًا منك يشفيني
طلعت كالنون لا تنفك في صغرٍ
طفلًا وإنَّك قد شاهدت ذا النونِ
سايرت نوحًا ولم تركب سفينتهُ
وأنت أنت فتًى في عصر زبلينِ

أمَّا المحدثون من الشبَّان فنزعتهم إلى الشعر لا تقل عن سابقيهم، وهم يتتبَّعون بانتباه روح مصر في نزعاتها، ويكادون يلتهمون شعرها ونثرها وعلمها التهامًا، ومن أولئك الشبان الذين تقوى فيهم النزعة الشعرية زين العابدين أفندي إبراهيم طالب بمدرسة كتشنر الطبية، ومن شعره في الرثاء:

ناح هذا الطير في أفنانِهِ
بافتنان في عبارات النحيبْ
غنِّنَا بالله ألحان الأسى
فوداع المرء للروح قريبْ
إنَّما الدنيا خيال زائلٌ
كل حي في زواياها غريبْ

أمَّا النثر فلم ينل الحظ الذي ناله الشعر لديهم؛ إذ لم يزل للسَّجع سلطان في الكتابة على كثرة الكاتبين، وكان المرحوم محمد عباس أبو الريش من الأدباء الذين امتازوا بحصافة الرأي، وقوة التعبير، وفضيلة الأستاذ الشيخ أحمد عثمان القاضي رئيس تحرير حضارة السُّودان من أرباب القلم القادرين على إبراز المعاني الدقيقة في عبارات خلَّابة طلية.

ويدخل في منطوق كلمة «النثر» أمثالٌ وحكمٌ سارت على لسانهم كما سارت الأمثال قديمًا على ألسنة العرب، وكما كانت الحكمة تُلقى من أفواههم فإذا هي نور وهدى.

ومن هذه الأمثال قولهم:

«الْبِتْسَوِّي تِلْقَى» يريدون: ما تعمل من عمل تجد جزاءه خيرًا أو شرًّا، و«الجعلي بعدي يودعه خنق» يضربونه للرجل الشجاع الذي لا يبالي بأحداث الأيام وهمومها، و«لا محمد في القراية ولا فاطمة في السقاية» يضربونه عندما يُعيِّرون رجلًا عقيمًا أو امرأة عقيمًا.

وممَّا يلفت النَّظر أن كثيرًا من ألفاظهم المتداولة عربية فصيحة، فمثلًا تقول المرأة عندما تريد أن تغتسل: أريد أن أتبرد بالماء «وكلمة أتبرَّد كلمة عربية فصيحة». قال عمر بن أبي ربيعة القرشي:

زعموها سألت جارتها
وتعرت ذات يوم تبتردْ
أكما ينعتني تبصرنني
عمركن الله أم لا يقتصدْ

ويقولون: «أنت يا زول» يعني يا إنسان، وهي عربية ولكن بفتح الزاي، وهو الظريف من كلِّ شيء، قال الحطيئة يصف ناقته:

همها الأعور الهجان مباري
الريح للشريحية الأزوال
وخلاصة القول: إن الأدب اليوم يحمل في ثناياه طابعًا عربيًّا إسلاميًّا مصريًّا متأثرًا بلون من ألوان الثَّقافة الفرنجية. إذ الثَّقافة في السُّودان تتغذى من ينابيع كثيرة:
  • (١)

    فهي تتغذى من الينبوع العربي الأصيل الفياض؛ ولذا ففيها شجاعة، وفيها كرم، وفيها وفاء، وفيها حماسة، وفيها مروءة.

  • (٢)

    وتتغذى من الينبوع الإسلامي؛ ولذا فللدين فيها نصيب كبير، وللقرآن حظ عظيم، وللأحاديث النبوية سيادة واسعة، وللأخلاق الإسلامية سيطرة روحية نافذة، وحافظة واعية، لا سيَّما بوجود المعهد العلمي بأم درمان ودروس القرآن في المعاهد الصغيرة، واحترام المذاهب.

  • (٣)

    وتتغذى من الثَّقافة الأدبية المصريَّة بما يقرأه الشبان من كتب وجرائد ومجلات مصرية. وممَّا يحفظونه من قصائد الشعراء المصريين، وكلمات كبار الكتاب وأساطين الصحافة المصرية، وممَّا يتأثرونه من أساليبهم، التي أصبحت متجددة، وأضحت مبتكرة، متنافسة، متبارية، في الصيغ والجمال والروح والمعاني.

  • (٤)

    وأخيرًا وجدت الثَّقافة السُّودانية ينبوعًا جديدًا، في الثَّقافة الإنكليزيَّة — في التَّعليم في كلية غوردون، وفي تعليم بعض الشبان الأذكياء في مدارس القاهرة وجامعة بيروت الأمريكية وفي لندن، وفي وجود عدد كبير من الموظفين الإنكليز، وبينهم خريجو الجامعات وأبناء المدرسة الإنكليزية، وفيما توافرت عليه النخبة الفنية المتعلمة من مطالعة الكتب الإنكليزية.

ويلوح لي أن الثَّقافة السُّودانية ستتَّجه في المستقبل — إذا ظلَّت متجددة أو مُحبَّة للتَّجديد — إلى انتحاء الثَّقافة المصريَّة والأخذ بقليل من الثَّقافة — الإنكليزيَّة الخالصة؛ لأنَّ في الثَّقافة المصريَّة الجديدة نفسها مزيجًا من الثَّقافة الإسلامية والثَّقافة الإنكليزية.

•••

على أنَّ حديث الثَّقافة السُّودانية يجب أن ينبِّه كلَّ متحدِّث عن الثَّقافة، إلى ذلك التَّطور العالمي البارز، فإنَّ الثقافات أصبحت متداخلة، ونحن نوشك أن نرى العالم كله تغمره ثقافة واحدة؛ لأنَّ العالم في سبيل أن يحيا حياة متماثلة، في التوافر على استعمال الآداب والطائرات وأساليب الدفاع، وصيغ المجاملات، والولائم، ولأنَّ المواصلات قد تعدَّدت، ولأنَّ العارفين باللغات الأجنبية يكثرون، ولأنَّ الكثير من المنتجات الأدبية والتاريخية وما إليها يُترجم إلى اللغات الأخرى.

وهناك حقيقة أخرى — يجب أن يذكرها الذاكرون — ذلك أنَّ في البلد الواحد — ولا سيَّما ما كان في اتساع الأطراف كالسودان — تتنوع الثقافات، وذلك أنَّ الثَّقافة الجديدة، وإن بدا أنَّها وقف على قلة صغيرة، فهي التي بيدها المستقبل ولها الانتشار؛ لأنَّ الإنسان يملُّ القديم، ولأنَّ القديم نفسه يهرم ويبلى.

•••

قال عطوفة الأمير شكيب أرسلان عن الشعر في السُّودان:

بيني وبين الشاعر «السوداني» عثمان حسن بدري في رثاء كلٍّ منا لأخيه فإنَّه هو يقول:

لو كان كلُّ الناس مثلك في التقى
ما احتاج هذا الناس للتشريعِ

وأنا أقول في المرحوم أخي نسيب:

لو كانت الناس في الدنيا نظيرك لم
تحتج لعمري لحكام وعمالِ

ولا شكَّ أنَّ كلًّا منَّا لم يطلع على بيت الآخر؛ فإنِّني أنا رثيت أخي «نسيبًا» سنة وفاته، أي من ثماني سنوات، ولم أنشر رثائي له بعد لأقول إنَّ هذا الشاعر اطَّلع عليه فبقي في ذهنه هذا المعنى، وسينشر هذا الرثاء قريبًا في ديواني الذي هو تحت الطبع بمطبعة المنار، كما أنه سينشر في ديوان أخي رحمه الله الذي هو اليوم أيضًا تحت الطبع في دمشق الشام. وأمَّا أنا فما اطلعت على هذه المرثية التي لعثمان حسن بدري إلَّا في عدد في محرم الجاري من جريدة «الجهاد»، ولم تكن هذه المرثية ممَّا أورده الأستاذ عثمان هاشم في جريدة السِّياسة من قبل. وقد رأيت ممَّا رأيته من العجب في نوادر الخاطرين أن أضع أمام أنظار القراء في وقت واحد رثاء السيد عثمان حسن لأخيه ورثاء كاتب هذه السطور لأخيه، فهو يقول:

هل تنطفي حرق الأسى بدموعي
وتُعين صبري أو تُعيد هجوعي

وهذا المعنى لا شكَّ في أنَّه مطروق، ولكنني أنا منذ شهرين كنت أقول في مطلع رثائي للحاج عبد السلام بنونة فقيد المغرب رحمه الله ما يلي:

يا مدمعيَّ اكفياني نار أحزاني
فقد عهدتكما من خير أعواني
نارٌ تأججُ في قلبي فهل لكما
أن تطفئاها بتسكاب وتهتانِ

ثم يقول:

هيهات مات أخي وتلك رزيةٌ
أفلت ببدر لم يعد لطلوعِ
هيهات مات أخي وتلك مصيبةٌ
طاحت بكوكب معشري وربوعي
رحب الفؤاد فلا تراه معبسًا
لنزول نائبة ولا بجزوعِ
ولهي عليه فلا أراه بمنقضٍ
أبدًا ودمعي فيه غير منوعِ

وأنا أقول في أخي:

إن طالما كانت الأحزان زائلةً
مع الزمان فحزني غير زيالِ

ثم يقول:

يرنو إليَّ بعينه ولسانِهِ
عقد الضنى أطرافه بنسوعِ
حتى أناخ اليأس حول رجائِهِ
وتسارعت آماله لنزوعِ
ألقى إليَّ يديه في ترجافها
فمسكت كفًّا منه ذات صنيعِ

يصف احتضار أخيه رحمه الله، وكيف كان خروج نفسه الأخير. وأمَّا أنا فلم يكن لي — واحسرتاه — أن أودِّع أخي ولا أن ألقي عليه النظرة الأخيرة؛ لأنَّ المحتل لبلادي يمنعني من دخولها بجريمة أنِّي أدافع عن استقلالها.

ثم يقول:

قد كنت درعي في المكارِهِ كلها
فالآن بعدك قد وهين دروعي

وهذا مثل قولي:

شعرت إذ ذاك أن لا أزر ينهض بي
وأنني رازح من تحت أثقالي

ثم يقول:

لله نفسك ما أشم صفاتها
وأبرّ في ضنك وفي توسيعِ
ويلم دائك لم يراع يتيمةً
أضحت تمني نفسها برجوعِ
ظنت مضيك كاغترابك قبل ذا
لبناء مجد أو لدفع شنيعِ
فتغمدتك من المهيمن رحمةٌ
وسقت ضريحك كلُّ ذات هموعِ

وأمَّا رثائي لأخي فهو هذا:

نسيب قد كان ساري الطيف أبدى لي
رؤيا تناهى بها ذعري وإجفالي
رأيت في دارنا الأفواج أشبه بالأ
مواج ما بين إدبار وإقبالِ
فقمت والبال مني كاسف قلقًا
مستقبلًا من حياتي كلَّ ذي بالِ
وما مضت ساعة إلَّا أذنت بها
مصيبة حقَّقَتْ خوفي وأوجالي

ومن قصيدة ألقاها الشيخ مدثر علي البوشي القاضي الشرعي بمناسة المولد النبوي سنة ١٣٤٢ﻫ، تليت بسرادق الحكومة بأم درمان عند زيارة الحاكم العام، وكان لها أثر شديد في النفوس وصدًى بعيد حتَّى ترجمت يومئذ مع النثر إلى اللغة الإنكليزيَّة، وسارت مسير الأمثال.

نأت بك عن ذات الحجال الرواسمُ
فقلبك مقسوم وبينك قاسمُ
مدامع تذريها من البين مثلما
همت من خلال المرسلات غمائمُ
جراح بأعماق النفوس نفرتها
وهيهات منها أن تفيد المراهمُ
أنين ولا كالثاكلات ومهجةٌ
براها حنين قلدته الحمائمُ
عيون ولا كالمرهفات تألبت
عليها جيوش الهم والهم لازمُ
ترفَّق فما يُجدي البكاء ولا أرى
من الخير ما يلقاه في الناس نائمُ
أرانا هجرنا الدين والدين معقل
فما خير دين لم يؤيده قائمُ
أرى البدعة الحمقاء أرخت سدولها
على السنة الغراء أين الصوارمُ

إلى أن قال:

إليك رسول الله والخطب فادحٌ
تطل نفوس أرهقتها الأشائمُ
عنتها سهام المفسدين فأسبلت
بليلتك الغرا دموع سواجمُ
فلا تبتئس يا من تريد جوارَهُ
ستعلم بعد الغرم أنك غانمُ
ولي ذمة في الله لا أخفرنَّها
وفي شأن قومي فلتلمني اللوائمُ
ومالي وللأيام أخشى نزالها
(وأحمد) عون للضعيف وعاصمُ
فلا تلهيَنِّي بالزمان وأهلِهِ
فإن فؤادي منه للغيظ كاظمُ

(١) أسماء الشعراء

هم الأساتذة والشيوخ والأفندية:

الحسين الزهراء عالم أزهري، والأمين محمد العزيز شيخ العلماء سابقًا، وإبراهيم شريف عالم، وأبو القاسم هاشم شيخ المعهد العلمي بأم درمان، وإسماعيل عبد القادر المفتي عالم أزهري، والطيب أحمد هاشم مفتي السُّودان سابقًا، وأحمد المرضي قاضٍ شرعي، وأحمد محمد صالح ناظر مدرسة ابتدائية، وإبراهيم محمد مدني قاضٍ شرعي، والطيب السراح مترجم بحكومة السُّودان، وأحمد يوسف نعمة، والسيد الباقر الشيخ إسماعيل عالم ومدرس جامع الخرطوم سابقًا، وتوفيق أحمد بالجامعة المصرية، وحسيب علي حسيب كاتب بالمحاكم الشرعية، وصالح عبد القادر موظف بالبوستة سابقًا، ومدثر علي باشا قاضٍ شرعي، وعبد الله محمد عمر البناء مدرس بالمعارف، وعبد الله عبد الرحمن، وعبد الله حسن كردي موظف بالحكومة سابقًا، وعبد الرحمن شوقي مهندس، وعبد الحميد وصفي موظف سابقًا، وعثمان هاشم، وعلي الشامي، وعمر الأزهري عالم أزهري، ومجذوب جلال الدين مدرس بالمعارف، ومحمد عمر البنَّاء عالم أزهري ومفتش المحاكم سابقًا، ومحمد سعيد العباسي خليفة سجادة، ومحمد الطاهر المجذوب، ومحمد حافظ الأمير موظف، ومحمد أنيس موظف، ويوسف نعمة عالم، ومحمد مضوي عالم أزهري جليل، ولد يفادي عالم، وإبراهيم عبد الدافع عالم، القاضي السلاوي عالم وقاضٍ سابقًا، وتوفيق صالح جبريل مأمور، والصاوي عبد الماجد عالم، وحسن عمران زهري مدرس بالمعارف، ومكاري يعقوب مهندس سابقًا، ويوسف القاضي مدرس، وإبراهيم أبو النور عالم بمعهد أم درمان، والسيد البكري الشيخ إسماعيل صوفي. ومحمد عبد الوهاب القاضي طالب علم، محمد الأمين القرشي قاضٍ شرعي، التجابي أفندي يوسف بشير موظف وله ديوان شعر، محمد أحمد محجوب مهندس بالأشغال، يوسف مصطفى التني موظف، محمد كوبادي مهندس.
figure
السير برسي لورين سفير إنكلترا بأنقره والمندوب السَّامي البريطاني في مصر سابقًا من سنة ١٩٢٩–١٩٣٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤