صورة مجملة

تخلص لنا مما تقدَّمَ صورة مجملة لبرنارد شو واضحة الملامح، كثيرة الإشراق، قليلة التظليل، يقبلها الصديق ولا يرفضها العدو؛ لأن أصدقاء برنارد شو يحسبون حساب المبالغة المألوفة منه فلا يبلغون به مبلغ دعواه، أما أعداؤه فلا يحقدون عليه.

ومجمل الصورة التي تخلص لنا من أوصاف برنارد شو «الإنسان» أنه رجل طيب القلب محمود الطوية، مطبوع على البساطة والسلامة، يكاد يعيش في حياته الخاصة معيشة النسَّاك المتألهين، فلا يأكل اللحوم ولا يشرب الخمر، ولا يحتفل بالمائدة في طعام ولا شراب ولا حلية، وأيسر ما يقال عن بساطة مائدته المفضَّلَة أنها خشب بغير مفرش؛ لأن المفرش فضول، وجمال الفن مطلوب في مواضعه، وليس من مواضعه مائدة الطعام.

يعيش في حياته الخاصة معيشة البساطة، بل التقشف الذي لا يميزه من عامة الفقراء، وهو على هذا معدود من كبار الأغنياء، بل هو فعلًا من أكبر الأغنياء بين زمرة الأدباء العالميين، وكثير من غير زمرة الأدباء.

وليست معيشته هذه عن شح ولا كزازة، ولكنها نفور من البذخ والبهرجة، وإيثار للسهولة و«ذوق» الرياضة … وإنه ليحب المال ويعلن حبه ولا يرى معابة في جمعه وتوفيره، ولكنه حب لا يملك عليه رشده، ولا ينسيه ما هو خير من المال وأولى بتقديمه وإيثاره، فترك التأليف المسرحي زمنًا وهو يدرُّ عليه الألوف من أرباح المسرح، والصور المتحركة، وحقوق الطبع والترجمة في البلاد المختلفة، وشغل نفسه بتأليف كتاب رخيص الثمن يعلِّم به النساء ما ينبغي أن يتعلمنه من حقوق السياسة وآدابها وأسرارها، ولا تقل خسارته في هذا البدل المغبون عن عشرات الألوف من الجنيهات.

وهو على حقيقة طبعه في حياته الخاصة، لا صفة له أصدق وأعمق من البساطة والسلامة، وكل ما يعزى إليه من البذخ والتهجم فهو في ميدان الحياة العامة، على سن القلم وصفحات القرطاس.

ولك أن تسمي التنفج المألوف منه بذخًا، والغلو الذي يلازمه في نقده وسخريته تهجمًا، إلا أنه بذخ القافية وتهجم النكتة، فليس بينه وبين النية المدخولة والطبيعة السيئة وشيجة من وشائج الطبع الذميم.

ونحن نستطرد هنا من صورة الرجل في حياته الخاصة إلى صورته في حياته الفكرية، أو حياته العامة على الإجمال.

فقياس النكتة هو قياسه الوحيد في هذه الصورة.

وهو لا يرتضي هذا القياس، ولا يزال يقول كلما فرق بينه وبين شكسبير إنه هو صاحب رسالة لجيله وللأجيال المقبلة، وإن شكسبير لم تكن له رسالة يؤديها لجيل من الأجيال.

والواقع أن هذه التفرقة نفسها هي إحدى نكاته التي تخضع لذلك القياس، وليس هو في حكمه على شكسبير ولا في حكمه لنفسه بمصيب.

إن شكسبير قد أحيا التاريخ بقريحته الخالقة، فعرف أبناء قومه بأنفسهم وعرف الناس بالتاريخ وعرفهم بالحياة، وليس بعد إيجاد الوجدان القومي ولا بعد تعريف الناس بالتاريخ والحياة من رسالة يطمع فيها شاعر عظيم.

أما شو فلو أراد الناس أن يتبعوه في وجهة من وجهاته المتعددة لحاروا في مفترقها، ولم يجدوا بين تلك الوجهات المتعارضة غير جامعة واحدة، وهي جامعة النكتة البارعة أو «الوثبة الرياضية» التي ترضيه بحركتها وهو يقفز إلى اليمين كما ترضيه بالحركة نفسها وهو يقفز إلى اليسار! ومن حوله النظارة يعجبون ويصفقون، ولا يعنيهم أن يقيسوا مسافة الاتجاه كما تعنيهم الوثبة «الفنية» على أي اتجاه!

فهو من الفرديين مع أبسن، ومن الاشتراكيين تارةً مع كارل ماركس، وتارةً مع جماعة الفابيين.

وهو هو من أنصار الحرية المتطرفين، ومن المشيدين بالسلطة الموحدة، والدولة التي يحكمها بأمره زعيم.

وهو من أنصار الجماعات البشرية، ومن المؤمنين بالبطل أو السوبرمان.

وهو يوصي بحب المال ويعظم شأنه، ثم يرى أنه قاصر عن إسعاد صاحبه، وأن سعادة الضمير تُكسَب بثروة الروح لا بثروة المال.
figure
ينظر إلى صورة زوجته من صنع المصور «سرتوربوس».

ونقائضه في المسائل الصغيرة أكثر من نقائضه في تلك المسائل الكبيرة، وقد يقول الكلمة ويرد عليها بغيرة واحدة في القول وفي الجواب، والقراء أو المستمعون يعجبون بضربته هنا وضربته هناك، كما يعجبون بضربة اللاعب وقِرْنِه في حلقة الملاكمة والصراع.

فالشعور الرياضي، أو الشعور بالنكتة البارعة، هو الشعور الغالب على فارس هذا الميدان والناظرين إليه.

ولهذا تسمع الإعجاب به من المحافظ والمجدد، ومن الروحي والمادي، ومن أنصار الديمقراطية وأنصار الفاشية، وكلهم يقبلون «النكتة» ولا يُمْعِنون بعد قبولها في التحليل والتعليل.

قال شرشل في الفصل القيم الذي كتبه عنه: «يُخيَّلَ إليَّ أن الندماء المهرجين الذين قاموا بذلك الدور النفيس في القرون الوسطى إنما أنقذوا جلودهم من السلخ، ورقابهم من اللَّيِّ بتلك الحيدة أو تلك المساواة التي كانوا يتوخونها في توزيع نكاتهم وسخرياتهم على كل جانب وكل إنسان بغير تمييز ولا استئثار، فقبل أن يجرِّد هذا النبيل سيفه ليجزي النديم على ما أصابه من لسانه اللاذع، إذا به يغرب ضاحكًا مما أصاب منافسه أو زميله، وإذا بهم جميعًا في شاغل بأنفسهم عن مد أرجلهم بالرفس لمَن يرفسهم، وهكذا نجا النديم المهرج ووجد سبيله إلى أخطر المواطن، ونعم بألاعيبه في الحرية تحت نظرات الهمجية والطغيان الزائغة من العجب والدهشة.»

وقد أصاب السياسي الكبير في تصويره للأديب الكبير، فهذا الذي جعل شو كما قال أينشتاين: «يدرك حب الناس وإعجابهم المرح به من طريق قادت الآخرين إلى الاستشهاد».

فلا محل للاستشهاد حيث لا يضرب الضارب في معسكر واحد، وقلما يتعصب الناس على أحد لم يتعصب لشيء يؤثره بحماسته وتوقيره، ويغضب من أجل هذا مَن كانت لهم حماسة في جانب سواه.

على أنه لا محل للاستشهاد عامة في معركة شو بين الأرباب والأوثان، فقد أصبحت الأرباب التي يضربها وليس لها عابدون ولا مقدسون، وتحطمت الأوثان من حوله وهو يقذف النظارة بأعشارها، فيحسبونها لعبة رماية واتقاء، ولا يخطر على بالهم أنها معركة هياج وسفك دماء.

•••

ومن إغراء السانحة الأولى تلك المقارنة التي تنعقد أحيانًا بين شو وڤولتير على اعتبار أنهما الساخران الثائران في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.

والحقيقة أن الشبه بينهما لا يتقارب في موضع حتى يتباعد في مواضع، وأهم ما بينهما من مواضع الخلاف أن ڤولتير قد اتخذ «النكتة» اللاذعة سلاحًا في حرب حامية. أما شو فقد عكس الآية وجعل «الحرب الحامية» نكتة أو ملعب رياضة. وكان ڤولتير يعمل في ميدان قائم الأصنام والأوثان، ولم يكن في ميدان شو غير أصنام دالت دولتها وأوثان مالت قوائهما، ولعله لم يُطلِق غاراته على وثن قائم غير وثن «العلم الحديث» دون غيره، فذاك هو الوثن الذي حاربه شو وهو قائم الأركان في أوج القوة والسلطان.

ولم يحاربه شو لأنه يعادي العلم كما عاداه أبناء القرون الوسطى، وإنما عاداه لأنه عدا طوره وجاوز حده، وطلع على الناس أول مطلعه في نهاية القرن الثامن عشر كأنه صانع المعجزات وخليفة الدين والفلسفة والمعرفة الإنسانية في جميع شعابها غير مدافع إلى آخِر زمان. فطامن شو من هذه الدعوى العريضة، وأعطى ما للعلم للعلم وأخذ منه ما ليس له أن يدعيه فضلًا عن أن يدعي التفرد فيه، وكان توفيقه الأكبر في تفنيد مزاعم العلماء الذين زحفوا على محاريب الفنون الجميلة، فحاولوا أن يأخذوها بالمبضع والمشرحة كما يصنعون في المعامل والمستشفيات، فكانت صولة شو عليهم زاجرًا نافعًا جاء في إبَّانه، واستنقذ النقد الفني على الخصوص من المبضع والمشرحة ليرد إلى الفنون ما للفنون، ويعلِّم العلماء أين يسكتون وأين يتكلمون!

إلا أن حرب الأوثان لا تتشابه في جميع الأحوال، ولا سيما وثن العلم الحديث في أواخر القرن العشرين.

فليس لِوَثَنِ العلم الحديث سَدَنَة يقدرون على تسخير العامة والجهلاء في خلق الشهداء والضحايا، وربما كان الراضون بنقد العلم أكثر عددًا وأشد بأسًا من الساخطين على ناقديه.

ولا نَنْسَ أن العلم الحديث كان قد مضى على نشأته قرن كامل في عصر شو «الذهبي» وهو أوائل القرن العشرين، وكان في هذه الفترة قد استنفد قوة الدفعة الأولى، وترك أنصاره ومنكريه سواء على استعداد للشك في معجزاته أو الشك في خلافة «البحث التجريبي» لسائر البحوث الإنسانية، ومنها بحوث العقل والعقيدة. فلم يكن في المعركة محل للشهداء، بل كانت على دأب شو في جولاته وصولاته معركة رياضية، يتصافح بعدها الغالبون والمغلوبون.

ويبقى بعد هذا جميعه أن البراعة الفنية هي غاية ما ينشده برنارد شو من نكاته ولذعاته، وأنه قد ينسى الواقع والصواب، بل ينسى التبعة الأدبية في سبيل البراعة و«اللعبة» البهلوانية المتقَنة.

ويبدو لنا أن تعليل هذه الخصلة في الرجل والكاتب على السواء غير عسير، فإنه ورث من أبيه وأمه معًا قلة الاكتراث بالأوضاع القائمة، وقلة الشعور بالتبعة و«المسئولية»، وكثيرًا من الاستخفاف بما يهم الناس ويلعجهم ويضطرهم إلى الجهد والتدبر الطويل.

فكان أبوه يدمن السكر ولا يحفل بشيء، وكان إذا أصيب بخسارة أو تعرَّض لبلية أرسل القهقهة وراء القهقهة، حتى يُخَيَّل إلى ناظره أنه مسلوب الرشاد، وقد اجترأت أمه على أن تترك زوجها وتعيش مع معلمها الموسيقي، دون أن تحفل بالبيت والبنين، وبما تلوكه الأفواه من التهم أو المعاذير.

أما تعليل تلك الخصلة من الناحية الفنية فقد نلتمسه في شيئين اثنين؛ أحدهما: نشأته الموسيقية وانصرافه إلى العزف والإيقاع منذ صباه الباكر، فأصبح «الوقع» عنده مقدَّمًا على الجوهر واللباب، ولا سيما الوقع الذي يتوخاه مَن لم يبلغ من الفن الموسيقي مبلغ الرجل الذي يؤدي فيه معاني الجوهر واللباب.

وثانيهما: أنه بلغ سن الكتابة والاشتغال بالمسائل العامة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وهي الفترة التي كثرت فيها الدعوة إلى نبذ كل قديم والتعلق بكل جديد، فأصبح الإغراب والإبداع مُقَدَّمَيْن على التحقيق والتمحيص، وأصبحت الحاجة إلى التنبيه والإعلان لازمة من لوازم الصحافة والمسرح وما يتصل بهما من أبواب الكتابة.

قال في جزيرة جون بل الأخرى: «إن طريقتي في المزاح أن أقول الحق الصراح … إنه أعجب مزحة في هذه الدنيا.» وقال في أجوبته على الأسئلة التسعة: «إن أسلوبي هو أن أتعب غاية التعب في استنباط ما ينبغي أن يقال، ثم أن أقوله بعد ذلك بأدنى العبارات إلى الاستخفاف.»

وقد يكون سر صناعته في هاتين الكلمتين بغير مواربة ولا تدجيل؛ لأنه على أسوأ ما يكون يعربد ولا يدجل.

ولن يستخلص من كلامنا في هذه الصورة المجملة أن شو لم يعمل شيئًا، ولم تكن له رسالة خاصة في تاريخ الإنسانية، فغاية ما في الأمر أن الرسالة التي أدَّاها فعلًا غير الرسالة التي أرادها أو أراد أن يتَّسِم بها في حكمه وتقديره.

وإنما يقال عن الكاتب إنه لم يعمل شيئًا ولم تكن له رسالة إذا استوى ظهوره وخفاؤه، وكان الميدان بعده كما كان يوم وصوله إليه.

وكل شيء يمكن أن يقال عن شو غير هذا المقال.

فإن الفرق لعظيم بين ما كانت عليه الثقافة الفنية في منتصف القرن التاسع عشر، وما صارت إليه في منتصف القرن العشرين، وفضل شو في هذه النقلة البعيدة لا يعلو عليه فضل كاتب ولا أديب في تاريخ الثقافة الحديث.

لقد خلت الساحة التي عمل عليها من ركام الأنقاض والطلول التي كانت مبعثرة فيها، وقامت على موضعها أسس تنتظر البناء وحجارة تصلح للتعمير.

وقد عود الناس السماحة معه فتعودوها مع غيره، ووسع الآفاق الإنسانية بمحاسنه وعيوبه على السواء، فقد عيب عليه أنه يقول بالرأي ونقيضه، ويهجم على المعقل الذي ذبَّ عنه وحماه، فلما رأى الناس كتابًا واحدًا يحيط بالفكرة الواحدة من جانبَيْ نقدها وتأييدها، آمنوا بحق الخلاف بين الخصمين، وألفوا تعدُّد النظر حيثما انحصر النظر في جانب واحد يتشبث به ولا يمتد إلى سواه، ولم يعرف العصر الحديث في الأدب الإنجليزي — أو الأدب العالمي — كاتبًا يُنسَب إليه فضل مأثور في ذلك التحول إلا اقتُرِن به فضل مثله لشو، لا ينقص عنه وقد يزيد عليه.

وقد تم لشو ما لم يتم لأقرانه من حسن الأداة في صناعتيه: صناعة الكاتب وصناعة الخطيب، فهو صاحب أسلوب لا يضارعه أسلوب معاصر في السلاسة والصفاء، وهو صاحب صوت أخَّاذ، يستهوي الآذان ويستحب السامعون أن يصغوا إليه وإن لم يعتقدوا ما يقول.

وقد أنصفه أبناء عصره بما أحاطوه به من الشهرة والإعجاب، فإذا كان نصيبه من الشهرة أوفى نصيب فهو حق لا محاباة فيه ولا مغالاة.

سطور وشذور

نختتم هذا الكتيب بمقتبسات من مؤلفات شو توخَّيْنا فيها الإيجاز لتمثيل أسلوبه الخاص في صوغ الكلمات الجامعة، والأوابد البارعة والمفارقات «المعقولة»، وهي المجال الذي يفوق فيه غيره، حتى ليصح أن مطولاته جميعًا لم تكن إلا مناسبة يسوق فيها هذه «الفلتات» المقصودة.

ولم نَرَ ضرورة لترتيبها على حسب الموضوعات؛ اكتفاءً بما أجملناه في الصفحات السابقة من آرائه في هذه الموضوعات.

وهي على هذا النسق أدنى إلى طبيعة التفرق التي صدرت بها أو صدرت عنها، في مختلف الأوقات والمناسبات.

التقاليد

لا تغضي من شأن الحكمة الهاجعة التي يتخذها التقليديون، فليس في مقدور أحد أن يعيش في مجتمع بغير تقاليد، والذي يجعل معشر الحصفاء تقليديين جهد استطاعتهم أن التقاليد تغنيهم عن كثير من الوقت والفكر والتعب والاحتكاك في مواطن شتى، فتبقى لهم من وقت الفراغ للحرية ما لا يجدونه إذا خرجوا على التقاليد. وصدقيني إذا قلتُ لك: إنك إذا لم تكوني قد وطنت النفس على قضاء العمر مبشرة بالخروج على التقاليد كأنها صناعة محترفة، فأنت كلما التزمتِ التقاليد من غير إسفاف إلى البلاهة أو العبودية أو الابتئاس والنكد، كانت الحياة أسلس لكِ وأيسر، وعليك حتى إذا اتخذت الإصلاح صناعة أن تقنعي بضرب واحد من مخالفة التقاليد تبشرين به وتقتصرين عليه، فإذا عولت مثلًا على محاربة الكعب العالي في الأحذية، فاحرصي على أن تفعلي ذلك وعلى رأسك قبعة من الطراز الأنيق.

الدليل السياسي للمرأة الذكية

فاجعتان

في الحياة فاجعتان: إحداهما أن تفقد أمنية قلبك، والأخرى أن تظفر بها.

الإنسان والسوبرمان

نوع من الانتحار

أكبر التضحيات في الزواج هي التضحية بمسلك الإقدام والاقتحام قبل الحياة، وهي ما يسمونه بالاستقرار. إن الذين وُلِدوا متعبين يشوقهم أن يستقروا، ولكن الاستقرار عند مَن وُلِدوا بنفوس نضرة قوية نوع من الانتحار.

مقدمة أندروكليز والأسد

متى تموت الأكذوبة

إذا شاعت الأكذوبة كما تشيع أحاديث الخرافات والمعجزات فاللحاق بها في سرعتها مستحيل، ومهما يجتهد المفندون في إثبات بطلانها، فالأغبياء لا يزالون يرددونها والصحفيون يتناقلونها، حتى يسأموا الرغبة في تصديقها، ويومئذٍ تموت ميتتها الطبيعية، ولكنها لن تموت قبل ذلك.

وإنها لميتة بطيئة قد تظل قرنًا أو قرنًا ونصفًا إذا جاز أن أعتمد على إحصاء الأكاذيب التي كشفت في طفولتي ولا تزال حية في مختتم حياتي.

الدليل السياسي للجميع

إن الناس مسئولون أن يقترفوا كثيرًا من الخِسَّة ليحتفظوا بالكرامة.

على لسان دورا في رواية فاني

القانون

سير هوارد سيسلي : إذا أردتِ أن تفعلي شيئًا يخالف القانون، فارجعي دائمًا إلى مشورة رجل قدير من رجال القانون.
ليدي سيسلي : نعم، هكذا أفعل …
ارتداد كابتن براسبوند

أشفقوا على الأغنياء

إن الأغنياء يخافون الفقر أشد من خوف الفقراء إياه؛ لأن الفقراء قد تعودوه وألفوه.

دليل السياسة للجميع
figure
يستقبل جبرييل پاسكال وڤيڤيانلي.

الجاذبية الجنسية

إن أقوى الجاذبيات الجنسية قد توجد بين اثنين يختلفان في الذوق والكفاءة اختلافًا لا يطيقان معه العِشْرة مدى أسبوع فضلًا عن مدى الحياة؛ ولهذا لا ينبغي أن يقترن أحدهما بالآخر، وإن بدا أن ذريتهما — وهي مقصد الطبيعة — خليقة أن تأتي على أصلح ما يكون من الوجهة الحيوية.

دليل السياسة للجميع

الحب مبالغة

إنك كجميع الفتيان تبالغ في تقدير الفرق بين فتاة وفتاة.

ماجور بربارا

السعادة

السعادة. السعادة. إنها لشيء ليس في الحياة ما هو أدعى منه إلى الملل والسآمة. أتحسبني أبلغ ما بلغت لو باليت بالسعادة!

نابليون في رجل القدر

السعادة والعظمة

ليس المهم ما أحب وما أكره، وإنما المهم أن أفعل ما يلزم، ولا متسع من الوقت عندي للاشتغال بنفسي. هذه ليست بسعادة، ولكنها هي العظمة.

كليوبترا في قيصر وكليوبترا

نصائح الأطباء

منذ خمسين سنة، أكد لي جَمْع موقَّر من الأطباء أنني سأهلك من سوء التغذية إن لم آكل اللحم، ولا يزال الأطباء على هذه النصيحة كأنما قد مات جميع النباتيين — ومنهم أنا — في الموعد المقدور.

دليل السياسة للجميع

الفضائل والرذائل

الناس لا يحفظون فضائلهم ورزائلهم منسقة منضدة كل منها على حدة. إنها مخلوطة!

بيت القلب الكسير

الأمانة

لو أنني أصبحت رجلًا أمينًا لأصبحت كذلك رجلًا فقيرًا، ويومئذٍ لا يوقِّرني أحد، ولا يعجب بي أحد ولا يشكرني أحد. أما إذا كنت على نقيض ذلك جسورًا طمَّاعًا غير متحرِّج، ثم نجحت واستغنيت، فهم جميعًا يوقِّرونني ويعجبون بي ويزدلفون إليَّ وينحنون أمامي. يومئذٍ ولا شك أستطيع أن أحتمل ترف الأمانة!

من الجودة لا يصدق

الحرية الكاملة

الحرية الكاملة يحلم بها العبيد؛ لأنهم لم يجربوا أهوالها.

من الجودة لا يصدق

الأوهام والأحلام

إننا وشيكون أن نموت من العته الذي يصيبنا لقلة «تشغيل» عقولنا، إن لم نملأ رءوسنا بالأحلام الفارغة التي نستمدها من الصحف المصورة والأقاصيص والمسرحيات والأفلام.

إن هذا الحشو يحيينا وإن كان يزيف لنا كل شيء، حتى يحيلنا أخيرًا إلى طائفة من المجانين الخطرين في هذه الدنيا.

دليل المرأة الذكية

الحرب

لو كنتُ ربًّا نافذ القضاء لوقفت الحرب في أسبوع واحد ببضعة ملايين من الجراد والأرضة، أُطلِقها على كل فدان في كل إقليم من أقاليم المقاتلين، فلا يلبثون يومًا حتى يجدوا أنفسهم مقاتلين، ولكن لا ليقاتل بعضهم بعضًا بل ليقاتلوا تلك الجيوش الدقاق، التي تستبسل في الهجوم عليهم وعلى جثث موتاهم، وبيادر أطعمتهم في عددٍ لا يُحصَى ونظامٍ لا يُقهَر … في ذلك اليوم لا يعرفون ساميين وأعداء للساميين، ولا بريطانًا وجرمانًا، ولا أمريكيين ويابانيين، ولا صعاليك وأصحاب أموال، ولا ديمقراطيين ومستبدين، ولا مسلمين وبرهميين، ولا سودًا وبيضًا، ولا صفرًا وحمرًا، ولا أيرلنديين أيضًا … بل رجالًا ونساء يستنقذون الحياة الإنسانية في لهفة وفزع من تلك الغارة التي لم يعرفوها من قبل إلا نماذج في حيز الاحتمال.

دليل السياسة للجميع

العظماء

إن فلتات الطبيعة التي نسميها بالعظماء لا تسجل ما أدركته الإنسانية، بل ما هو مستطاع ومأمول.

مقدمة جنيف

الإنجليزي

خذ مع الإنجليزي في حديث من أحاديث الجد ينصت إليك لحظة كما ينصت إلى عازف يُسمِعه دورًا من أدوار الموسيقى السلفية، ثم يرتد إلى ملعبه أو نادي سياراته أو طياراته، أو إلى امرأته كما ترتد قطعة من المطاط جذبتها لحظة ثم أرخيتها.

عودة إلى متوشالح

المخالفون

إنني بلغت من السن ما يتيح لي أن أعلم وأن أخاف تلك الكراهية العنيفة التي تلقى بها الحيوانات الإنسانية — كغيرها من الحيونات — كل مخلوق تعس ساء حظه، فلم يشبههم في كل شيء وأصبح خرقًا في الطبيعة كما يقولون.

عودة إلى متوشالح

المرح

لا ينقطع المرح من الدنيا؛ لأن الناس يموتون، ولا ينقطع الجد من الدنيا؛ لأنهم يضحكون.

مشكلة الطبيب

جاذبية الجنس

إن جاذبية الجنس على نفعها في تعمير العالم، لا شأن لها بالجمال، ولعلها تعمينا عن القبح بدلًا من أن تفتح أعيننا للجمال، وهي التي تهيئ لنا أن نطيق هذا العالم المفعم بكل قبيح من المناظر والأصوات والآدميين، وفي وسعك أن تستغني عن زهرة ميلو؛ لأن الفتاة التي على مقصف المرطبات تنسيك إياها.

فرانكلين برنابا

البكم

هيباشيا: آه لو تسَنَّى لي أن أقضي إجازة في ملجأ الصم والبكم. ما أشد حسدي للعجماوات. إنها لا تعرف الكلام.

سوء التوفيق
figure
في التسعين.

الشغل

شغل كل إنسان ليس بشغلٍ لإنسان.

سوء التوفيق

الحق

الحق هو الشيء الذي لا يريد أحد أن يصدِّقه.

رجل القدر

سر ملك

شارل : دَعْنِي أُطْلِعك على سرٍّ، سرِّ ملك يا عزيزي جيمس. إن بطرس الصياد لم يكن يعرف كل شيء، ومثله مارتن لوثر.
جيمس : ولا أنت أيضًا.
شارل : نعم، ولكنني مطالَب بأن أعمل غاية ما أستطيع كما أعرف أنا، لا كما يعرف بطرس أو مارتن …
أيام الملك شارل الذهبية

السيد والعبد

ستتعلم أيضًا أن السيد إذا بلغ به الاتكال على عبده أن يصنع كل شيء بيديه، فقد أصبح العبد سيده؛ لأنه لا يستطيع أن يعيش بغيره.

عودة إلى متوشالح

الوثنية

إن تقديسنا المقرر للمبادئ السياسية إنما هو نقاب نستر به وثنيتنا في عبادة ذوي المكانة من المشهورين.

التأييد

إن الحكومة التي تسرق بطرس لتعطي پولس، تستطيع أن تعول دائمًا على تأييد پولس.

الحرية

لن يكون المدخنون وغير المدخنين على درجة واحدة من الحرية في مركبة السكة الحديدية.

العقل والمعرفة

لا قِبَلَ لي بتغيير عقولهم، ولكنني قادر على زيادة نصيبهم من المعرفة.

مقدمة جنيڤ

الطبيعة تقلد الفن

لاحظت عند شيوع نمط من أنماط الملامح، في الصور التي نعجب بجمالها، أنه لا يلبث طويلًا حتى يشيع في الطبيعة، فإذا بالفاتنات اللائي يتلقين قصائد الشعراء الصغار باسم «السيدات» في جيل من الأجيال، قد ظهرن في الجيل الذي يليه وصيفات وخادمات.

تجربة أخرى

على النوع الإنساني أن ينقذ نفسه، فليس ثمة من سبب يدعو إلى الإيمان بضرورة نجاته، وإنها حقيقة واقعة لا مناص منها، ليس هو بالمخلوق المثالي على أي وجه من الوجوه، وكثير من أساليبه في حالته الراهنة تبلغ من السماجة ألَّا يجسر هو نفسه على التصريح بها في المجالس المهذبة، وتبلغ من الإيلام أن تضطره أحيانًا إلى وصف الألم بالخير.

إن الطبيعة لا تدين للنوع الإنساني بالعصمة أو البراءة.

فهو تجربة تفلح أو تخيب بنتائجها دون غيرها، فإن لم تسفر التجربة عن جدوى، فغيرها بالمحاولة أولى.

عودة إلى متوشالح

الطبيعة الطاغية

أقول لك للمرة الأخيرة: إننا لم نولد أحرارًا، ولن نصبح أحرارًا في وقت من الأوقات، فإذا قُتِل جميع الطغاة من البشر أو خُلِعوا، بقي هنالك الطاغية الذي لا يقتل ولا يخلع، وليس هذا الطاغية غير الطبيعة نفسها، وقد تكون الطبيعة سهلة رخية في جزر البحار الجنوبية، تغمرك بالشمس ولا تكلفك من الجهد في طلب الطعام إلا أن تلقطيه بيديك، ولكنك — حتى في تلك الجزر — مضطرة إلى بناء كوخ، ومضطرة — وأنت أنثى — أن تحملي البنين، وتسهري على تربيتهم بالجهد والمشقة. والرجال — بعدُ — ذوو ملاحة ولجاجة وخصام وغيرة، ولا عمل لهم غير الحب والغريزة الجنسية، فهم يخلطون الرياضة بالدربة ليتقاتلوا ويتناحروا، وعليك أنت أن تدفعي عن نفسك بيديك.

دليل المرأة الذكية

الحكمة

لا نستفيد الحكمة بذكريات الماضي، بل بما نتوقعه من تبعات المستقبل.

عودة إلى متوشالح

الرأسمالية

إن الرأسمالية ليست مهرجانًا للخسة البشرية. إنها طوبى من الطوبيات المثالية التي أزاغت ببريقها أناسًا محبوبين أذكياء من عهد ترجو وآدم سميث إلى كوبدن وبرايت. والذين يسندون نظام رأس المال قوم حالمون من عشَّاق الرؤيا الذين يعملون أسوأ الأعمال بالنية الحسنة، خلافًا لإبليس الذي يعمل أحسن الأعمال بالنية السيئة. وبهذه الخامات في أيدينا يتسنى لنا بضع دنياوات جديدة متى جمعنا الوقائع واستوعبنا الدروس التي نتعلمها منها؛ إذ إن الرجل الطيب صاحب النيات الطيبة مسئول قبل أن يقوى على إنجاز نياته ألا يقنع بالوقائع وحسب، بل يجتهد في وعيها وتمحيصها.

دليل السياسة للجميع

الثوريون

طالما قلتُ إن الحركات الثورية تجتذب إليها القاصرين عن البقاء في الأنظمة القائمة، كما تجتذب إليها القادرين على ما هو خير منها.

أندروكليز والأسد

ما ليس عندي

لا ذوق عندي لما يُسمَّى بالفنون الشعبية، ولا احترام عندي لما يُسمَّى بالأخلاق الشعبية، ولا إيمان عندي بما يُسمَّى بالديانة الشعبية، ولا إعجاب عندي بمَن يسمونهم أبطالًا شعبيين.

عن نفسي

الشجاعة

كل شجاعة متدينة، وبغير الدين نحن جميعًا جبناء.

دليل المرأة الذكية

الحرب الحديثة

وقفت في ميدان حديث من ميادين الحرب أرقب طائفة من الجند يشنون غاراتهم، فأشفقت عليهم؛ لفرط الملل الذي يعروهم. كان لديهم مدفع مستور يغذونه بالقذائف، وكان لكل قذيفة فتيل يثبتونه فيها قبل تسليمها إلى الموكلين بحشو المدفع، ثم يشد الجندي خيطًا فتندفع القذيفة في الهواء، وينطلق معها صوت مرعب. أين ذهبت؟ وماذا صنعت حيث ذهبت؟ هل انفجرت؟ هل لم تنفجر؟ كل أولئك لا علم به لأحد من هؤلاء السائمين الذين يحملون القذائف، ويثبتون الفتائل، ويشدون الخيوط، ويعيدون ما يفعلون مرة بعد مرة، دون أن يحسوا شيئًا من الضجة التي تنجم عن هذا العمل المكرر المتشابه، ولم أستطع أن أفتعل في حسي أقل اهتمام بهذه الحركة، حتى بعد اجتهادي في تخيُّل جنود الألمان من الجانب الآخَر دائبين على إرسال القذائف بمثل هذه السآمة، ولعل واحدة منها تسقط على التل الذي وقفنا عليه. واستَعَدْتُ في تلك اللحظة ذِكْرَ المعارك التي وصفها هوميروس وقرأناها في صبانا، فهاجت خيالنا وأشاعت فيه النشوة والاهتمام، وتساءلت ساخرًا: تُرَى ماذا كان هوميروس عسيًّا أن يقول في وصف هذه المعركة التي أقف تحت نيرانها، والتي يحاول المراسلون الحربيون منا أن يجعلوها على الورق شائقة مثيرة، كما كانت تجري على بطاح طروادة تلك المعارك التي اشترك فيها الأرباب والربات؟

لست أعرف شاغلًا أثقل على النفس، وأدعى إلى الضجر من هذا الشاغل، ولكنه أعاد إلى خاطري ذلك الانقطاع التام بين الجندي وعمله المملول، فلا حس له ولا بصر بما يصنع، وكل ما هنالك أيد تحمل القذائف أو تشد الخيوط.

وعلى مسافة ستة أميال بيتهوڤن يصرع أو طفل يموت، وصاحبنا قد تعلَّق شعوره كله بالتطلع إلى نهاية خدمته وانتظار جرايته. ولم يخامرني قَطُّ ما خامَرَ جيتي على ميدان ڤالمي أو فاجنر على ميدان درسدن، أو خامَرَ سائق سيارتي في كنجكروس خلال إحدى الغارات الجوية. وإن القول بأن هؤلاء الجند المثقلين بالضجر يؤدون عملًا من أعمال البطولة، أو عملًا من أعمال القسوة، أو عملًا كائنًا ما كان له حظ من السحر والخيال، إنما هو من أقاويل الهزل السخيف …

دليل السياسة للجميع

الحماقة

ليست الحماقة لغوًا فارغًا … إنها أحمق ما تكون، أقرب ما تكون إلى المنطق، وأشبه ما تكون باللباقة، وأفصح ما تكون، وألمع ما تكون.

القاضي في رواية جنيف

الفاجعة الحديثة

كانوا يفيضون الصبغة الإلهية على الحياة، فيحسبون من أجل ذلك أنها لا تكون فاجعة إلا إذا حدث حادث خطير أو قُضِي على إنسان. أما الفاجعة في الحياة الحديثة فهي أنه لا شيء يحدث، وأن الملل الذي ينجم عن هذا لا يُمِيت.

خرافة مذهب زولا

عبقرية

إيلي : أحس الآن كأنه لا شيء في هذه الدنيا أحجم عن عمله؛ لأنني أزهد في كل شيء ولا رغبة لي في شيء.
كابتن شوتوڤر : هذه هي القوة الحقيقية. هذه هي العبقرية!
بيت القلب الكسير

الأبدية

لا بد من نهاية. لا بد من أيَّة نهاية. فالأبدية عبء لا طاقة لي باحتماله.

آدم في العودة إلى متوشالح

كلمة الخلاق

لا موجب لأن نعتقد في أنفسنا أننا نحن كلمة الخلاق الأخيرة.

دليل السياسة للجميع
figure
نموذج من مسوَّدَاته.

مَزِيَّة السوبرمان

إن السمو في طوايا النفس (غير الواعية) سوف يكون هو المَزِيَّة الحقة للسوبرمان.

الإنسان والسوبرمان

وهذه السطور التالية مقتبَسة كلها من كتاب «مفكرات الثائر» الذي ألحقه برواية الإنسان والسوبرمان:

  • لا تعمل لغيرك ما يعمله لك غيرك؛ فقد تختلف الأذواق.

  • القاعدة الذهبية هي أنه لا قاعدة ذهبية.

  • البيروقراطية تقوم على موظفين، والأرستقراطية تقوم على أوثان، والديموقراطية تقوم على عباد أوثان.

  • إذا كان في وسع العقل الصغير أن يقيس العقل الكبير كما يقاس الهرم بالمسطرة؛ فالانتخاب العام حل يحسن السكوت عليه، أما والأمر على ما هو عليه فالعقدة باقية بغير حلول.

  • الديموقراطية تستبدل الاختيار من قِبَل الكثيرين العاجزين بالتعيين من قِبَل القليلين الفاسدين.

  • إن القول بأن الضابط ينبغي أن يكون إنسانًا أفضل من الجندي، كالقول بأن حجر العقد ينبغي أن يكون أفضل من حجر الأساس.

  • عقل الأحمق يهضم الفلسفة فإذا هي سخافة، ويهضم العلم فإذا هو خرافة، ويهضم الفن فإذا هو حذلقة. ومن ثَمَّ تعليم الجامعات.

  • أحسن الأطفال نشأة مَن عرفوا آباءهم على حقائقهم، فليس النفاق إذن أول واجب الآباء.

  • مَن يقدر يعمل، ومَن لا يقدر يعلِّم.

  • الرجل العلَّامة كسلان يزجي الوقت بالمذاكرة. حذار من علمه فإنه لأخطر من الغباء.

  • أقوى اختراع ثوري في القرن التاسع عشر هو اختراع التعقيم.

  • تعدد الزوجات — حسب تطبيقه في العصر الحديث على طريقة المورمون — نظام تحطمه الثورة من جانب رجالٍ منحطين لا يجدون زوجة واحدة في ظله؛ إذ إن غريزة المرأة توحي إليها أن تفضِّل نصيب العشر من رجل في الطبقة الأولى على النصيب الكامل من رجل في الطبقة الثالثة.

  • المجرمون لا يموتون بِيَدِ القانون. إنهم يموتون بأيدي أناس آخرين.

  • حاذر من الإنسان الذي وضع إلهه في السماء!

  • ليست الفضيلة إحجامًا عن الرذيلة، بل عزوف عنها.

  • إذا استطاع رجل عظيم أن يعرفنا بقدره، وجب علينا شنقه.

  • أشَدُّ الآلامِ إطالةً ألَذُّ المسرات.

  • أخطر التحفُّظ في الرجل الكَيِّس (جنتلمان) أنه يفدي شرفه بكل شيء إلا الكياسة!

  • مَن أصغى إلى الحكمة ضاع، فالحكمة تستعبد كل عقل لا يستطيع أن يحكمها.

  • اللياقة هي تواطؤ الخزي على السكوت.

  • لا يعقل الناس بمقدار ما يجربونه، بل بمقدار استعدادهم لأن يجربوا.

  • جهنم مرصوفة بحسن المقاصد لا بسوئها.

  • حق الحياة سخف إن لم يكن ثمة ما يتحداه.

  • قيل لنا: إن «يهواه» حين خلق الدنيا نظر إليها وقال: هذا حسن! ماذا تُرَاه يقول الآن؟

  • كل إنسان فوق الأربعين محتال.

  • التضحية بالنفس تزيِّن لنا التضحية بالآخرين.

  • حذار من الرجل الذي لا يردُّ صفعتك. إنه لا يغتفر لك ولا يَدَعُ لكَ أن تغتفر لنفسك.

  • في أوقات التقدم ينجح الشرفاء؛ لأن الدنيا تجري في مجراها، وفي أوقات النكسة ينجح الأوغاد للسبب بعينه، ومن ثَمَّ لا تخلو الدنيا من الإعجاب بالنجاح الحاضر.

  • المُصلِح الذي لا تصلح له الدنيا ينتهي به الأمر أن يعيش كتفًا لكتف مع مَن لا يصلحون لها.

  • لا تخلط بين كراهتك للهزيمة وكراهتك للقتال، ولا بين كراهتك لاسترقاقك وكراهتك للرِّقِّ، ولا بين كراهتك لزيادة جارك في الغنى وكراهتك للفاقة. إن الجبان والمتمرد والحسود شركاء لك في هذه الكراهية.

  • كلما ازدادت ثروة الإنسان على حاجته زادت همومه.

  • العبقرية في الأمة الغبية كالإله؛ كلهم يعبدونه ولا يعمل أحد بأمره.

  • حب اللعب المنصف فضيلة المتفرج لا فضيلة اللاعب الأصيل.

  • الرجل المعقول يوفِّق بين نفسه وبين العالم، والرجل غير المعقول يحاول أن يوفِّق بين العالم ونفسه، ومن ثَمَّ كان التقدم كله في العالم مرهونًا بغير المعقولين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤