الثانية مساءً

نبتَت شامَتان صغيرتان في معصم الوقت؛
فهاجَ في قلبها بحرٌ وردي اللون
يملؤه المدُّ والجزر.
في صمت تجترُّ آلامها المعتَّقة.
وظِلُّها ينمو على ظِلِّه المسكون،
حيثُ ينتظرهُ الأُفول.

•••

في ذلك الشتاءِ التقطْت صورتها،
تماهت عيناها اللَّوزيَّتان وبشرتها البيضاء.
في أعوامه الأربعين ركض عامُها الخامسَ عشرَ.
هل ستُبقين موتًا يُعلن ارتحالكِ؟
والرصيف الراحل في العدم
أيقن بالفناء حين تعلَّق بالسراب!

•••

وحدي هذه الليلة أتشظَّى على علامات الرصيف
باحثًا عن وجهها في زوايَا مُثْخَنَةٍ بنسيانٍ دامٍ.
وحدي هذه الليلة أشعر بالتآكل،
وشالٌ من شفقِ الأمنيات يُدَثِّرني
لمدينة جاوزتْ ربيع العمر،
يدثرها لموتٍ قادم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤