الثالثة مساءً

يُقبِل مبتسمًا، السجدة في جبينه تُقبِّل الأرض.
يد تمتد من خلف ستار تتحرش بجسدها الغض،
من ملامسته طفولتها تحترق،
ينسلخ عنها جلدها،
تَسرِق ملامحَها شمسُ الظهيرة،
تعصُرها الأحزان،
يملؤها قهرُ نبتةٍ داستْها الأقدام،
في رحلتها تنكسر باكية،
تذوي المدينة في عينيها،
وما زال الرصيف مبتدأها ومنتهاها.

•••

المدينة السائرة في الظلال،
كلما مرَّ انكسارها على رصيفٍ محاصرٍ بالموت،
مُتخمٍ بالذكريات والخيبات؛
تتكئ على انتصارٍ «منذورٍ للريح».
المدينة التي أُغرقتْ إيقاعاتها خارجَ طيات الزمن
تحدق في رغيف خبزٍ
توارى خلف ظل أمنيَّة وقعت في شَرَكٍ شاهق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤