المكتاب

نقرت على المكتاب حتى أنطقت
تلك الحروفَ رسالة ترضاها
فنرى الحروف نوازعًا وخوافقًا
مثل القلوب إذا أطعن هواها
تجري الأنامل فوقها بتسلسل
رغم الوثوب كأنها تتلاهى!
وتخط في جري اليراعة، بل ترى
قبل اليراعة في سباق مداها
وكأنما قلم الألوهة عاجلًا
ما خط، لا ما أبدعته يداها!
فسألتها: يا ليت شعري ما الذي
نمقت؟ هل راعيت فيه الله؟
هذي أناملك الحسان قديرة
ولقد تعزُّ كما تذل جباها!
فتبسمت ومضت تدقُّ ولم يكن
غير التبسم لفظها، فكفاها!
وسألتها: هل لي لديك رسالة
من بعد إن فات الكلام شفاها؟
فتبسمت أيضًا كلطف أشعة
في الحزن إن ناجى الحزين إلها!
فتنفست روحي ابتسامة ثغرها
وتشربت ما أرسلت عيناها!
وحييت في وجدي دقائق بعدها
فوق الحياة ببخلها وجداها
حتى عييتُ من التأثر وانتهت
من نقرها وتنبهت لفتاها!
قالت: حسبتك فاهمًا لغة الهوى
فلكم وهبتك لفظها وشذاها
كم قبلة في كل دقة أنمل
لم تدرها، وشُغلت عن لقياها!
فخجلتُ، ثم ضممتها فرحًا إلى
صدري، وناولت الصبابة فاها!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤