لقاء

الشاعر والحب
أعدتِ خفوقَ القلب من بعد حرمان
فبددت أشجاني، وجددتِ أشجاني
وكنتُ هجرت الحبَّ من بعد غصة
توالت، فلما فتُّه عاد يلقاني
تجنبتهُ في كل حسناء راودت
فؤادي، فلما لحتِ أنت تلقَّاني
تلقَّى نزوعي مثل ناءٍ بعودةٍ
إلى الوطن الغالي وللأمل الحاني
وقد شبتُ من حزني، وفي الحب يومُه١
كعام، وحسبي في التفرق عامان
فلما التقينا٢ في لقائك لم أطق
سلوًّا، وهل كان السلو بإمكاني؟
لمن غيره عمري وكلُّ ذخائري
وهل كان غير الحب رحمة فنان؟!
على هذه الدنيا الوفاء بحسنها
إذا شاءت الدنيا روائعَ إحساني
لتبذلْ أناشيدَ الجمال وبعدها
لتنشد كما تهوى بدائع إتقاني
على قدر منح الحب أبدع فنَّه
وهل كان غير الحب ملهمَ وجداني؟
قدمتِ قدومَ الحظ بعد زواله
وكالجنة الفيحاء أثناء نيراني
فيا جنةَ المحروم رحماك بعدما
تعذبتُ في الآلام أضعاف حرماني
ذريني أمتع في وصالك مهجتي
فينصَف مني القلبُ والفنُّ في آن!
أخلد في فني جمالك مثلما
أبثُّ جمالَ الفن في وصفك الساني
وإني بتوحيد العبادة مؤمن
فإياك أن تخشي بوادرَ إيماني
وفائي وفاءُ الروح لا اللفظ للهوى
وحاشاك أن تجزي وفائي بنكران
عشقتك عشق الخلد من خطف نظرةٍ
فكيف بوصلٍ من جمالك فتان؟!
١  أي يوم الحزن.
٢  أي الشاعر والحب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤