الموعد

ذهبت لكي ألقاك مبتسم النهى
فما جئت رغم الوعد وامتنع الدمع
ولم ألق حولي في (الطبيعة) آسيًا
فنفسي وما حولي تملكه الروع
وليس عزاء لي ينفث حسرتي
وحتى بكائي صار ينكره الطبع
كأني بحزني صخرة ضم جوفها
لهيبًا وإن وافى بحيرتها النبع
فما حَنَّ لي ماء، ولا شاقني ندًى
ولا الزهر فتانًا، ولا الطير والسجع
تخيرتِ أنت الروض للحب مرتعًا
وغبت فساء الروض إذ ساءني القطع
نفوس حيالي من نواك تعذبت
عذابي، ومنها نائح الغصن والزرع
فأي فنون هذه للهوى قضى
جفاؤك أن أشقى بها ولي الطوع؟
ومن قال وعد الحب خلفٌ محقق
وإن عزاء الهجر أن يبخل الدمع؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤