المسرح والعالم الرقمي: الممثلون والمشهد والجمهور
«إن الحدث المسرحي جوهريًّا هو عملٌ تمثيلي/تفسيري؛ وبالتالي يكتسب قيمةً فقط داخل الإطار الذي يحدث فيه. وبما أن المسرح مؤسَّس على العلاقة بين الممثل والجمهور، فهو يحدث دائمًا داخل منسقاتٍ خاصة سياسية واجتماعية، ولا يمكن أن يكون مجرَّدًا من الشروط الاقتصادية، ولا من التطوُّر التكنولوجي.»
سمح انتشار الإنترنت وتحوُّل أجهزة الحاسوب إلى أجهزة نقلٍ إعلامي، في منتصف التسعينيات، بإقامة علاقة متداخلة بين العرض المسرحي والأجهزة الجديدة للتكنولوجيا الرقمية. إلا أنه ما زال علينا اكتشاف الوسائل التي من خلالها يمكن للتطوُّر التكنولوجي أن يصبح من جهةٍ تطورًا لغويًّا، ومن جهةٍ أخرى منهجًا آخر للتمثيل في العالم المعاصر تفحَص مجموعةُ التجارب والافتراضات التي عُرضَت في هذا الكتاب حدودَ منطقةٍ معقَّدة ومتشعِّبة، اختار المؤلف لعرضها مسارًا ينطلق من المشهد المسرحي، ويتسع في فضاء شبكة الإنترنت، وصولًا إلى ظهور الشخصيات الاصطناعية. تجاربُ قادَتْه في النهاية لطرح كثيرٍ من الأسئلة الخاصة بمستقبل ذلك التعاون الافتراضي والحقيقي، وتأثيره على العمل المسرحي، وأبسَط تلك الأسئلة: هل سيتمكَّن المسرح الافتراضي، بتقنيَّاته، في يوم من الأيام، من تقديم أعمالٍ تُضاهي، في معناها الفني، ما قدَّمه لنا «شيكسبير» على مسرحه؟