متفرقات

تكريم

أُلْقِيَتْ في الاحتفال الذي أقامه أبناء أسوان المقيمون بالقاهرة؛ تكريمًا لصاحب السعادة إبراهيم عامر باشا، الذي تبرع للدفاع الوطني بخمسة آلاف جنيه، وكان أسبق المتبرعين، وقد أُنْعمَ عليه برتبة الباشوية، وأُقِيمَ الاحتفال لهذه المناسبة:

بلدة الشمس والجبال
كيف لا تنجب الرجال؟
أنجبت مثل عامر
وهو في الهمة المثال
الذي في جهاده
سبق القول بالفِعَال
والذي كان أول الصـ
ـف في حومة النضال
عندما نُودِيَ «الدفا
ع» بدا فارسَ المجال
وتلا مَنْ تلا وصا
ل بنو النيل حيث صال
أشجع الناس باذل
هزم الشح والمطال
كرم النفس كالشجا
عة من أندر الخصار

•••

يا بني موطني! وأنـ
ـتم على ذروة القلال
كَرِّمُوا الذروة التي
رفعت هامة الهلال
رفعت أَرْؤُسًا وطا
لت مع المجد حيث طال
واحمدوا في احتفالكم
أجدر الناس باحتفال
العصاميّ في الغِنَى
والعِظَاميّ في الخلال
والذي جد وحده
فشأى عصبة الرجال
والذي كل درهم
في تجاراته حلال
زانه الله بالأما
نة والصدق في المقال
والمضاء الذي يجدّ
ولا يعرف الكلال
والنظام السويّ في
غير ضيق ولا اختلال
يتبع المال صاغرًا
من له العزم رأس مال

•••

لقب حازه وكم
حازَ من قبله ونال
لم يزد فضله به
فهو ذو الفضل لا جدال

•••

كَرِّمُوه تكرموا
خير دار، وخير آل
إن أُسْوَان ما خلت
قط من معدن الكمال
صخرها جوهر الخلو
د وأنموذج الجمال
وبنوها وأنتمُ
من بَنِيهَا بخير حال
لكم المجد لا يزا
ل من الأعصر الخوال
إنما المجد بالعلا
لا جنوب ولا شمال

•••

يا صديق ويا ابن قو
مي وجاري على اتصال
أقرب القرب بيننا
شِيمَة فيك لا تُنال
شيمة النُّبْل في استقا
مة طبع وفي اعتدال
شيمة العزة التي
لا يُغالي بها اختيال
إنها جيرة لها
أبعد الناس مستمال
لا تزل غانمًا بها
هانئًا في هدوء بال
يَرتضي سعيك المَلِيـ
ـك ويرعاك ذو الجلال
وحواليك دولة
من محبيك لا تدال
تتلقاك نعمة
أبد الدهر في اقتبال

نداء طفل

أُرْسِلَتْ إلى عروسين:

سرى إلى الآذان
في غفوة الوسنانِ
نداء طفل جريء
مستعجل لهفانِ
عجبت منه صغيرًا
يقول طلق اللساِن
«أبي كريم وأمي
كريمة في الحسانِ»
كلاهما في رواء
من الصبا وازديانِ
كلاهما ذو فؤاد
مجمَّل بالحنانِ
كلاهما يتمنى
بين الصغار مكاني
فلي أحق رجاء
في عالم الإنسانِ
وفي ولادة يُمْنٍ
تُزَفُّ بالمهرجانِ
وفي احتفال ختان
وفي احتفال قِرَانِ
وفي احتفال نجاح
يجوز كل امتحانِ
هيا ادعواني سريعًا
إليكما واهدياني
وقَرِّبَا لي ضياء الشـ
ـموس والأكوانِ

•••

قالوا: انتظر! قال: لا لا
هيهات لست بِوانِ
قالوا تعقل قليلا
يا أعقل الفتيانِ!
فكل شيء لدينا
موكَّل بأوانِ
أتحسب العيش رهنًا
بما قضى الأبوانِ
فصاح صيحة سخط
وقال في عنفوان
ما لي أنا؟ أنا ما لي؟
هيا ادعواني ادعواني
أتأبيان لقائي
ما أنتما منصفانِ

•••

لا تعذلوه إذا ما
أطال في الهذيانِ
فالطفل غير صبور
على الحجا والبيانِ
والطفل هيهات يدري
يومًا بحكم الزمانِ
فاستمهلاه برفق
وحيلة وافتنانِ
ولا تطيلا عليه
في الغيب عد الثواني
فكلنا نترجى
قدومه في أمانِ

إلى صديقي موفق جلال في الشهر الثامن عشر من عمره المديد

يا صاحبي يا أصغر الـ
أصحاب في سن وقدِّ
يا شاغلًا من حيز الـ
آمال والأحلام عندي
ما ليس يشغله كبار
ر القوم في قرب وبُعْدِ
أنا عالم أن لست تهـ
ـوى صحبتي إلا لقصدِ
إلا لحلوى في يدي
أو لعبة أو هزِّ مهدِ
أو صفحة تعدو إلى
تمزيقها كالمستعدِّ
أنا عالم ما فيك من
مكر ونسيان لعهدِ
لكنَّ أوفى الأوفيا
ء وأين هم في كل عهدِ؟
لا يبلغون مداك في
شوقي وإيثاري وحمدي
وقبول ما تقضيه من
عطف ومن تيه وصدِّ
والعض من تلك الثنا
يا الناشطات إلى التعدي
وطويل حقد لا يطو
ل هنيهة وقصير حقدِ
وفنون هزل لا تزا
ل تجد فيها أي جدِّ
وعناد رأي لا يليـ
ـن ولا يكف عن التحدي
وتغاضب يجدي إذا
كان التوسل ليس يجدي
أنا عالم هذا وذا
ك وبالغ في العلم جهدي
لكن أراك سحرتني
فإذا بعلمي زاد ودِّي

•••

عِشْ يا موفق دائم التـَّ
ـوفيق مقرونًا بسعدِ
مستمتعًا بحنان أمٍّ
برة وأب وجدِّ
حتى نراك تشق مضـ
ـمار الدهاء بغير نِدِّ
جهد الحكاية أن تُدا
رِيَ في غد ما أنت مُبْدِ

إلى طبيب العيون الدكتور نصر فريد

قل لآسي العيون نصر فريد
قد عرفناك هاديَ الهاديين
رُبَّ عين هديتها لضياء
وضياء تهديه طوعًا لعين
كل من حاد منهما قَوَّمَتْه
نظرة منك فاهتدى بعد أين
عجبي من زجاجة تنتقيها
فإذا الكون مشرق الصفحتين
أين شأن الزجاج من ذاك لولا
نور علم يضيء في الخافقين

تحية موسيقية إلى ملك العراق

اقترحتها إحدى الفرق الغنائية لإنشادها في رحلة إلى بغداد:

غازي قلوب الشعب بالكرم
والفضل والتدبير والحسنى
غازي العدى بالبأس والهمم
حسنت طوالع سعدك اليمنى
أحييت في بغداد للدنيا
عهدًا كعهد أخيك مأمون
تحيا وشعبك دائمًا يحيا
في موطن بهداك مأمون

•••

دُمْ يا إمام العرب مشتملًا
بالملك في عز وإقبال
واجعل شباب العرش متصلًا
في مجده بشبابك الغالي

القلم المسروق

زاملني في السجن ذاك القلم١
وناله ما نالني من قسم
ومَسَّ من فكري وأسراره
ما رامه الناس وما لم يُرَم
فرُبَّ معنًى ما وعاه سوى
ريشته ثم انطوى فانحسم
وكم له من حصة تُرتضى
فيما جرى من أدب أو حكم
وكم له من نفحة كالصَّبا
وكم له من لفحة كالضَّرم
وكم له من زهر مُجتنى
وكم له من ثمر مُلتهم
سجَّل ما سجَّل من رحمة
أو نقمة مرت بأرض الهرم

•••

ورُبَّ مسكين قضى حقه
وغاشم أحصى عليه اللمم
أعززته عن حلية تُقتنى
وصنته عن غاليات القيَم
ولي أخٌ يذكرني بالنعم
فقلت أجزي بعض تلك النعم
فلم أجد أنفس منه لمَنْ
محَّضَني قلبًا نفيس الشِّيم
قد صان ما أكتب في صدره
فغير بدع أن يصون القلم
يظل يستوحيه في كل ما
أوحى ويرعاه كرعْي الذمم
رعاه في أمن إلى أن قضى
عليه بالفقد قضاءٌ حَتَم
فغاله منه لصوص لهم
من كل عين فرصة تُغتنم
في يوم حشر حافل المزدحم
ضلت به العين مكان القدم
قد نام عنه لمحة في الضحى
فبات في ليلته لم ينم

•••

أما وقد فارقتنا يا قلم
وصالح اليأسُ عليك الألم
فخير ما أرجوه أن لا تُرى
في كف خَوَّان ولا مُتَّهم
ولا تخط الجهل في صفحة
«أبيض» ما فيها سواد الحمم
ولا تكن يا قلمي آلة
تشتمني باللغو فيمن شتم
فتنظم الحكمة لي من هنا
ومن هنا تنحى على مَنْ نظم
بدأت في الأوج فلا تنحدر
إلى حضيض الذل في المختتم

شبيه القلم المفقود

شبيه القلم المفقو
د في لون وفي حجمِ
وفي البائع والشاري
وفي الصنعة والرسمِ
ستغنيني إذا استغنيـ
ـت بعد الروح بالجسمِ
أو استغنى بتمثال
فؤاد الأب والأمِّ
إذا عزاهما عن را
حل عزى على رغمِ
وقد يسلى إلى حين
وفي السلوة ما يدمي
١  كان هذا القلم من الودائع التي بقيت في السجن أشهرًا ملفوفة محبوسة كذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤