الفصل الأول

لماذا يصبح الناس ثنائيي اللغة؟

من قبيل الفضول، بحثتُ في محرك البحث جوجل عن مصطلح «ثنائي اللغة»، وظهر لي عدد هائل من النتائج (ربما يكون هذا العدد قد زاد عند قراءتك لهذا الكتاب). بحثتُ بعد ذلك عن أساليب استخدام هذا المصطلح، ووجدتُه يُستخدَم في سياقات القواميس الثنائية اللغة، والمِهَن الثنائية اللغة، والأشخاص الثنائيي اللغة، والقوانين الثنائية اللغة، والدول الثنائية اللغة، والكتب الثنائية اللغة، والألعاب الثنائية اللغة، والدراسات الثنائية اللغة، والاقتراع الثنائي اللغة، وقواعد البيانات الثنائية اللغة، والمدارس الثنائية اللغة، وما إلى ذلك. وبينما كنت أتصفح القائمة (لقد توقَّفْتُ بعد بضع صفحات)، اتضح لي أن هذا المصطلح يُستخدَم بكثير من الطرق المختلفة، مثل: «الذين يعرفون ويستخدمون لغتين» (إشارةً إلى الأشخاص الثنائيي اللغة)، أو «الذي يُعرَض بلغتين» (الكتب الثنائية اللغة والاقتراع الثنائي اللغة)، أو «الذي يحتاج إلى لغتين» (المهن الثنائية اللغة)، أو «الذي يعترف بلغتين» (الدول الثنائية اللغة)، أو «الذي ينتقل من لغةٍ إلى أخرى» (القواميس الثنائية اللغة). اتضح لي أيضًا أن بعض المصطلحات غير واضحة؛ فهل المدرسة الثنائية اللغة، على سبيل المثال، هي مدرسة تضمُّ وترعى أفرادًا أحاديي اللغة ينتمون للغتين مختلفتين، أم أنها مدرسة تستخدم لغتين في التدريس، أم أنها مدرسة تشجِّع الثنائية اللغوية لدى الأطفال المُنضمِّين إليها؟ إن الرسالة المستفادة من كل هذا هي أنه يجب علينا أن نتوخَّى الحذر عند تفسير مصطلح «ثنائي اللغة» عندما نراه أو نسمعه.

في هذا الكتاب ستكون الأمور أبسط؛ إذ سنركِّز على البالغين والأطفال الثنائيي اللغة. بالإضافة إلى ذلك، أقترحُ من البداية هذا التعريفَ للأشخاص الثنائيي اللغة:

الثنائيو اللغة هم أناس يستخدمون لغتين (أو لهجتين) أو أكثر في حياتهم اليومية.

تجدر الإشارة إلى ثلاث نقاط بشأن هذا التعريف. أولًا: يركِّز على الاستخدام المنتظم للُّغات وليس على الطلاقة اللغوية، كما سأستعرض بمزيدٍ من التفصيل في الفصل الثاني. ثانيًا: يشمل اللهجات إلى جانب اللغات؛ ومن ثَمَّ، فإن الإيطاليين الذين يستخدمون واحدة من اللهجات العديدة لإيطاليا — مثل البوليزية — مع اللهجة الإيطالية الرسمية، يمكن وصفهم بأنهم ثنائيو اللغة، تمامًا مثل الأشخاص الذين يستخدمون الإنجليزية والإسبانية بانتظامٍ. ثالثًا: يذكر التعريفُ لغتين أو أكثر؛ إذ يستخدم بعض الأشخاص ثلاثَ أو أربعَ لغاتٍ، إنْ لم يكن أكثر.

يسألني الناس دومًا لماذا لا أستخدم كلمة «متعدِّد اللغات»؟ يوجد سببان لهذا؛ أولًا: بعضُ الناس ثنائيو اللغة فقط (أي يعرفون ويستخدمون لغتين)، ويبدو من الغريب استخدام مصطلح «متعدِّد اللغات» عند وصف هؤلاء. وثانيًا: مصطلح «متعدِّد اللغات» يُستخدَم أقلَّ من مصطلح «ثنائي اللغة» عند الإشارة إلى الأفراد؛ ويوجد توجُّه قديم في هذا المجال نحو توسيع نطاق مفهوم الثنائية اللغوية ليشمل الذين يستخدمون لغتين أو أكثر بانتظام.

قبل تخصيص عدة فصول لدراسة الشخص الثنائي اللغة، لا بد أن نسأل أنفسنا: لماذا يصبح الناس ثنائيي اللغة؟ ولماذا يستخدم كثير من سكان العالم لغتين أو أكثر في حياتهم اليومية؟ في هذا الفصل سنفحص أولًا العوامل التي تؤدِّي إلى ظاهرة الثنائية اللغوية، وثانيًا سنفحص مدى انتشار تلك الظاهرة.

(١) العوامل التي تؤدِّي إلى الثنائية اللغوية

إذا حاولتَ معرفةَ عدد اللغات الموجودة في العالم، فإنك ستصل إلى عدة إجابات مختلفة، والسبب الرئيسي في هذا هو كيفية تحديد اللغة مقارَنةً بالأشكال المتنوِّعة منها، التي يُطلَق عليها عادةً اللهجات. فعندما تُدرِج كل لهجة على أنها لغة مستقلة، يرتفع عددُ اللغات بالنسبة إليك؛ أما عندما لا تفعل ذلك، فإن العدد ينخفض. يعرض الموقع الإلكتروني والكتاب المرجعي «إثنولوج: لغات العالَم» قائمةً شاملة بجميع اللغات الحية المعروفة في العالم في عصرنا الحالي. إنه يطبِّق بنحو أساسي معاييرَ الفهم المتبادل بين اللهجات والأدب السائد لتحديد ما إذا كانت لهجتان جزءًا من اللغة نفسها أم لا، لكنه يسمح أيضًا باستثناءاتٍ بناءً على الهُوِيَّات العِرْقية اللغوية. وبناءً على الإحصاء الأخير لهذا الموقع، يوجد ما يقرب من ٧ آلاف لغة في العالَم (الرقم الموجود في نسخة عام ٢٠٠٥ هو بالتحديد ٦٩١٢ لغة). إن أوروبا هي المنطقة التي يوجد بها أقل عدد من اللغات في العالم (٢٣٩ لغة فقط)، وآسيا هي أكثر منطقة بها لغات (٢٢٦٩ لغة). وإحدى المناطق المميزة، التي نرى جميعًا أنها مساحة شاسعة لكنها تخلو من كتل أرضية مهمة، ومن ثَمَّ من اللغات، هي المنطقة المُطِلَّة على المحيط الهادئ، لكن في الواقع توجد لغاتٌ يصل عددها إلى ١٣١٠ لغات تُستخدَم في الجُزُر المتفرقة العديدة الموجودة على امتداد المحيط الهادئ.1

مع وجود هذا الكم الكبير من اللغات في العالم (مع أن نحو ٥١٦ منها شبه منقرض، وذلك وفقًا لما جاء في موقع «إثنولوج»)، يجب أن يحدث قدر كبير من التواصُل بين الناس من مختلف المجموعات اللغوية. وفي ظل وجود هذا التواصُل اللغوي، تنشأ الثنائية اللغوية؛ فيتعلَّم أعضاء إحدى المجموعات لغةَ مجموعةٍ أخرى، كما تعلَّمَ مثلًا متحدِّثو الألمانية السويسرية اللغةَ الفرنسية، أو المهاجِرون إلى الولايات المتحدة اللغةَ الإنجليزية. أحيانًا يكون التعلُّم متبادَلًا، على الرغم من أن هذا نادر الحدوث؛ وفي أحيان أخرى، تتعلَّم المجموعاتُ المتفاعلة لغةً وسيطة (لغةً للتواصُل فيما بينها)، مثل اللغة السواحلية التي تُستخدَم في التواصُل بين المجموعات الموجودة في شرق أفريقيا.

لنُلْقِ الآن نظرةً أكثر تعمُّقًا على أسباب التواصُلِ اللغوي والثنائيةِ اللغوية.

(١-١) البنية اللغوية للدولة

إحدى الطرق التقريبية لتقدير مقدار التواصُل اللغوي الذي يحدث في كل دولة؛ تتمثَّل في تقسيم عدد اللغات الموجودة في العالم (نحو ٧ آلاف لغة) على عدد الدول (١٩٢ دولة وفقًا للأمم المتحدة في وقت تأليف هذا الكتاب). تعطينا النتيجة — وهي ٣٦ لغة في الدولة الواحدة في المتوسط — فكرةً عن مدى التنوع اللغوي. مع هذا يرى العالِم اللغوي ويليام ماكي أن هذا الرقم يتطلَّب بعض التصحيحات؛ أولًا: يشير ماكي إلى أن هناك لغاتٍ عددُ المتحدثين بها أكبرُ كثيرًا من عدد متحدثي لغاتٍ أخرى. فيُظهِر موقع «إثنولوج» أن ٩٤ في المائة من سكان العالم يتحدثون ٣٤٧ لغة، أو ما يقرب من ٥ في المائة من إجمالي عدد اللغات. ونجد من بين اللغات التي يتحدَّث بها معظمُ الناس في العالَم لغةَ الماندرين الصينية، واللغات الإسبانية والإنجليزية والبنغالية والهندية/الأردية والعربية والبرتغالية والروسية واليابانية والفرنسية. ثانيًا: تُستخدَم بعض اللغات بوصفها لغات رسمية في عدة دول (مثلًا: يتحدث الناس بالإسبانية في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية، وتُستخدَم الإنجليزية في كثير من دول الكومنولث)؛ ومع هذا، يوجد كثير من الدول التي تضم عددًا كبيرًا من اللغات؛ فيوجد نحو ٥١٦ لغة في نيجيريا — وفقًا لموقع «إثنولوج» — و٤٢٧ في الهند، و٢٧٥ في أستراليا، و٢٠٠ في البرازيل، و٢٨٠ في الكاميرون، إلى آخِره. في الواقع، يصعب العثور على دول لديها لغةٌ واحدة أو لغتان؛ عادةً ما تكون هذه الدول منعزلةً جغرافيًّا (جُزُر مثل جرينلاند وسانت هيلينا)، أو سياسيًّا (مثل كوريا الشمالية وكوبا).2

يعتمد التواصُل اللغوي، ومن ثَمَّ الثنائية اللغوية، داخل الدولة على العديد من العوامل، أحدها توزيع اللغة داخلَها؛ فإذا كان التوزيع قائمًا على أساس جغرافي — أيْ إذا كانت اللغات المختلفة تُستخدَم في مناطق معينة — فإن فرصَ التواصُل ستكون أقلَّ مقارَنةً بوجود كل المجموعات اللغوية في المنطقة نفسها. أحد الأمثلة المألوفة لديَّ للغاية هو سويسرا؛ حيث توجد حدودٌ لغوية واضحة نسبيًّا بين اللغات القومية الأربع المستخدمة؛ فيتحدث الناس بالفرنسية في الغرب، وتُستخدَم اللغة الإيطالية في الأساس في منطقة تيتشينو (الطرف الجنوبي الأوسط للدولة)، وتُستخدَم اللغةُ الرومانشية في منطقة صغيرة في الجزء الشرقي من الدولة، والألمانيةُ في باقي أنحاء الدولة. تظهر الثنائية اللغوية دومًا على طول الحدود اللغوية (فأنا أعيش في مكان يبعد نحو ثلاثة أميال عن الحد اللغوي الفرنسي الألماني)، وتظهر أيضًا في المدن الحدودية مثل فرايبورج وبيال/بيين. في دول أخرى توجد لغتان أو أكثر في المنطقة نفسها (على سبيل المثال: الإنجليزية والإسبانية في جنوب غرب أمريكا)، وفي مثل هذه الحالات تكون فرصُ ظهورِ الثنائية اللغوية أكبرَ، مع تساوي كل العوامل الأخرى، نظرًا لحدوث المزيد من التواصُل بين المجموعات.

يتمثَّل أحد العوامل الأخرى في السياسة اللغوية للدولة. فإذا اعترفَتِ الحكومة بالعديد من اللغات وأعطَتْها بعض المكانة الرسمية (مثلما فعلَتْ كندا مع اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وبلجيكا مع اللغات الفرنسية والفلمنكية والألمانية)، فإن التواصُل اللغوي ربما لن يكون كبيرًا بالقدر الذي يوجد عليه في الدول التي تعترف بلغة رسمية واحدة من بين كثير من اللغات الأخرى العديدة المستخدَمة فيها. في حالة بلجيكا، على سبيل المثال، يوجد بعض التواصُل بين المجموعات اللغوية الأصلية، وتتعلَّم كل مجموعة لغةَ المجموعات الأخرى في المدرسة، لكن فعليًّا يستخدم كثير من الناس بنحو أساسي لغةً واحدة فقط في حياتهم اليومية. على العكس من ذلك، عندما توجد في الدولة لغة قومية واحدة (سواء أكانت معترفًا بها أم لا)، أو لغة وسيطة معترَف بها، كما هو الحال في كثير من الدول الأفريقية، فإن أعضاء معظم المجموعات اللغوية لا بد أن يصبحوا ثنائيي اللغة (والمثال على ذلك شعب الإنويت في كندا، والنافاجو في الولايات المتحدة، وسكان منطقة القبائل في الجزائر، والألبانيون في اليونان، والمجريون في رومانيا، والفنلنديون في السويد، إلى آخِره). بالطبع يكون لعوامل أخرى بعض التأثير، مثل السياسات اللغوية والتعليمية للدولة ومواقف المجموعات اللغوية المختلفة بعضها تجاه بعضٍ. عبَّر شخص بلجيكي عن تقييمه للوضع اللغوي في دولته، فقال:
يتعلَّم كل طفل في المدرسة اللغتين كلتَيْهما في وقت مبكر بدايةً من المرحلة الابتدائية. فيتعلم المتحدِّثون بالفلمنكية اللغةَ الفرنسية ويجيدونها أكثر؛ لأن الفرنسية أكثر نفعًا بكثير، وهي لغة عالمية.3

(١-٢) حركة الشعوب

في عصرنا الحالي، بالإضافة إلى التواصُل اللغوي الذي يحدث بين مجموعات السكان الأصليين، يحدث تواصُل بين هذه المجموعات والمتحدثين بلغات أخرى الذين يهاجرون إلى منطقتهم أو دولتهم. قد تؤدِّي أنماط عديدة إلى الثنائية اللغوية؛ يتمثَّل أكثر هذه الأنماط حدوثًا، على الأقل في عصرنا الحالي، في أن المهاجرين (إلى الولايات المتحدة أو إنجلترا أو فرنسا، على سبيل المثال) يتعلَّمون لغةَ وطنهم الجديد، لكنْ قد يتعلَّم السكان الأصليون أيضًا لغةَ هؤلاء المستوطنين (ومن ثَمَّ نجد تاريخيًّا أن الهنود الحمر تعلَّموا الإنجليزية في الولايات المتحدة، والمصريين تعلَّموا العربية عند استقرار العرب في مصر). في بعض الحالات، لكنها نادرة، تتعلَّم كلُّ مجموعة لغةَ المجموعة الأخرى (مثلما حدث عندما تعلَّم المستوطنون الإسبان في باراجواي اللغةَ الجوارانية، وتعلَّمَ الشعبُ الجواراني الإسبانيةَ).

ينتقل الناس دائمًا داخل الدول والقارات وعبرها لعدة أسباب مختلفة؛ فقد أدَّى البيع والشراء والتعاملات التجارية منذ قديم الأزل إلى التواصُل اللغوي، ومن ثَمَّ إلى الثنائية اللغوية. ففي الماضي، عندما كان التجار يسافرون إلى مناطق تتحدَّث لغة أخرى أو تُستخدَم فيها لغةٌ وسيطة، كان كثير من البائعين والمشترين يصبحون ثنائيي اللغة. كانت اليونانيةُ اللغةَ الوسيطة المستخدَمة في التجارة في منطقة البحر المتوسط خلال القرون الثالث والرابع والخامس قبل الميلاد، والآن الروسيةُ هي اللغة المستخدَمة في التجارة والأعمال في جميع أنحاء روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق (يتحدَّث الناس بأكثر من مائة لغة في روسيا الاتحادية)، وبالطبع اللغةُ الإنجليزية هي اللغةُ الأكبر للتجارة والأعمال في جميع أنحاء العالم. تجري التعاملات التجارية في عصرنا الحالي على نحوٍ متزايد على أصعدة عالمية؛ فينتقل كثير من الناس إلى دولة أخرى لبضع سنوات للعمل في أحد الفروع الدولية لشركتهم، وعادةً ما تصحبهم عائلاتهم، ويصبح كلٌّ من البالغين والأطفال ثنائيي اللغة. ويجب علينا الإشارة هنا إلى أنه ليس من الضروري دومًا أن يهاجر الناس جسديًّا حتى يحدث التواصُل اللغوي؛ إذ يتواصل كثير من رجال الأعمال بعضهم مع بعض عبر الهاتف أو شبكة الإنترنت، باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الدولية، عبر الدول والمناطق الزمنية، ثم يعودون إلى حياتهم الطبيعية، التي يستخدمون فيها لغةً واحدة عادةً، في نهاية يوم العمل.

يتنقل الناس أيضًا حول العالم لأسباب سياسية ودينية، ويزخر تاريخ العالم بأمثلة على انتقال شعوب إلى أراضٍ جديدة، وفي كثير من الأحيان، إلى لغة أخرى، لأسباب سياسية؛ مثل الروسيين الذين هاجروا عقب ثورة عام ١٩١٧، والألمان في إقليم السوديت عقب الحرب العالمية الثانية، والكوبيين في أثناء عهد كاسترو، والفيتناميين عقب سقوط فيتنام الجنوبية. وأما فيما يتعلَّق بالهجرات الدينية، فقد فرَّ البروتستانت الهيجونوت، على سبيل المثال، من فرنسا عقب إلغاء مرسوم نانت في عام ١٦٨٥، واستقروا في روسيا وإنجلترا وهولندا وأمريكا؛ وفي القرن العشرين ترك اليهود الروسيون الاتحادَ السوفييتي في ظروف صعبة، واستقروا في إسرائيل والولايات المتحدة، من بين دولٍ أخرى؛ وفي السنوات الأخيرة ترك كثير من المسيحيين دولهم في الشرق الأوسط واستقروا في دول أخرى.

على الرغم من أن الغزوات العسكرية والحروب والاستعمار ربما أصبحت في عصرنا الحالي أقلَّ حدوثًا ممَّا كان في الماضي، فإنها كانت سببًا في قدر كبير من التواصُل اللغوي؛ فقد أدخل الإسكندر الأكبر وجيوشه اللغةَ اليونانية إلى الشرق الأوسط، وأدخلَتِ الإمبراطوريةُ الرومانية اللغةَ اللاتينية إلى كثير من أجزاء أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ونشر الفاتحون الإسبان لغتَهم في الأمريكتين، كما زادت الغزواتُ الاستعمارية في القرن التاسع عشر من عدد المتحدثين بالفرنسية والإنجليزية والروسية، إلى آخِره.

وأخيرًا، تُعتبَر الهجرة لأسباب اقتصادية واجتماعية عاملًا رئيسيًّا في تنقُّل الشعوب، ومن ثَمَّ في التواصُل اللغوي؛ فينتقل الناس دومًا إلى مناطق أو دول أو قارات أخرى بحثًا عن العمل وعن ظروف حياة أفضل. يزخر تاريخُ كثيرٍ من الدول في جميع أنحاء العالم بعمليات نزوح الناس إليها، ونشأ كثير من الدول، مثل أستراليا وكندا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين، اعتمادًا على مثل هذه الظاهرة. وقد أصبحت الآن أوروبا الغربية بدورها — التي تركها كثيرون في القرون السابقة من أجل الحصول على ظروف حياة أفضل في أماكن أخرى — مقصدًا لكثير من المجموعات المهاجِرة الكبيرة التي كانت في مراحل مختلفة من الاندماج.

حدث قدر كبير من التواصل اللغوي ضمن الأجيال الأولى القليلة من المهاجرين مع استمرار المهاجرين وسلالتهم في الحديث بلغتهم الأصلية، والحديث أيضًا، في معظم الوقت، بلغة (لغات) دولتهم الجديدة. فتُظهِر التقديرات، على سبيل المثال، أنه بسبب الهجرة، يُستخدَم حاليًّا في لندن نحو ٣٠٠ لغة مختلفة، بل إن مدينة بوسطن التجارية الصغيرة التي توجد في لينكولنشير بإنجلترا، يتحدَّث سكانُها البالغ عددهم ٧٠ ألفَ شخصٍ نحو ٦٥ لغة.4

(١-٣) التعليم والثقافة

كان التعليم والثقافة دومًا مجالَيْن لتعلُّم اللغات الأجنبية واستخدامها، وسيظلان كذلك. منذ وقت طويل يصل إلى عهد الإمبراطورية الرومانية، كان كلُّ الرومان المتعلمين تقريبًا يتعلَّمون اللغة اليونانية، التي كانت لغةَ الطب والبلاغة والفلسفة وغير ذلك. فيما بعدُ في أوروبا ذهب هذا الدور إلى اللغة الإيطالية، ثم الفرنسية، وأصبحت الألمانيةُ لغةَ المجالات العلمية في القرن التاسع عشر. والآن سيطرت اللغة الإنجليزية بوصفها اللغةَ الوسيطة الأساسية في التعليم والثقافة. بالإضافة إلى ذلك، لا يتعلَّم ملايين الأطفال والطلاب في كثير من الدول المختلفة لغة أو لغتين فقط كمواد دراسية في المدارس، وإنما يتعلَّمون أيضًا بلغة ليست هي لغتهم الأم. يحدث هذا، على سبيل المثال، في كثير من الدول الأفريقية والآسيوية، بالإضافة إلى معظم الدول التي يوجد بها مهاجِرون. كتب شخص ثلاثي اللغة يتحدَّث باللغة المراتية والهندية والإنجليزية قائلًا:
عندما ذهبتُ إلى المدرسة لأول مرة لم أكن أعرف الإنجليزية، لكني بدأتُ تعلُّمها كمادة دراسية في المرحلة الثانوية، ثم أصبحَتِ الإنجليزيةُ لغةَ التدريس في الكلية.5
ويقول شخص ثنائي اللغة يتحدَّث بالفارسية والإنجليزية:
لم أكن أعرف كيفية التحدُّث بالإنجليزية حتى أصبحتُ في العاشرة من عمري، عندما التحقتُ بمدرسة إنجليزية في طهران.6

فعليًّا قد يقطع بعض طلاب المدارس أو الطلاب الأكبر سنًّا مسافةً كبيرة للذهاب إلى مدرسةٍ أو كليةٍ تُدرِّس بلغة مختلفة. يوجد مثال على هذا قريب من منزلي في سويسرا في منطقة الحدود الفرنسية؛ فيوجد تقليد راسخ منذ وقت طويل لدى الطلاب الألمان السويسريين، يتمثَّل في تجاوُز الحد اللغوي والذهاب إلى مدارسنا الثانوية الفرنسية المحلية بدلًا من الذهاب إلى مدارسهم الثانوية الألمانية؛ فنسمع عادةً الطلابَ وهم يتحدثون بالألمانية السويسرية أثناء سَيْرهم من محطة القطار إلى المدرسة، ويصبحون عند انتهاء فترة دراستهم ثنائيي اللغة يتحدَّثون الفرنسية والألمانية. أما بشأن الدراسة الجامعية، فلا يَسَع المرء إلا التفكير في الطلاب الذين يسافرون إلى فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها، من أجل الحصول على درجة علمية؛ ويصبح هؤلاء الطلاب فعليًّا ثنائيي اللغة بسرعة كبيرة.

(١-٤) عوامل أخرى

من بين العوامل الأخرى التي تؤدي إلى الثنائية اللغوية، يتبادر إلى ذهني ثلاثة: العائلات الثنائية اللغة، ومِهَن الأفراد، والصَّمَم. بالنسبة إلى العامل الأول، يوجد عددٌ لا حصرَ له من العائلات الثنائية اللغة التي يتعلَّم فيها الأطفالُ لغةَ (لغات) العائلة التي يتحدَّثون بها داخل المنزل، بالإضافة إلى اللغة (أو اللغات) المستخدَمة خارجَه. وسنعود إلى الحديث عن هذا الموضوع في الجزء الثاني من هذا الكتاب، لكنها إحدى الطرق الشائعة جدًّا لتحوُّل المرء إلى ثنائي اللغة. فيما يلي إفادةٌ لشخصٍ ثنائي اللغة يتحدَّث بالإنجليزية والإسبانية:
لقد وُلِدتُ ونشأتُ في كولومبيا، في أمريكا الجنوبية. وفي نوع البيئة الأسرية التي نشأتُ فيها، كان سماعُ لغتين والتحدُّث بهما أمرًا طبيعيًّا؛ فقد كانت والدتي كندية ووالدي كولومبيًّا، وكان كل منهما يتحدَّث إلينا بلغته الأصلية.7

يتمثَّل العامل الثاني ببساطة في أن وظائف معينة تتطلَّب معرفةَ عدة لغات واستخدامها، وقد ذكرنا بالفعل التجارةَ والأعمالَ المالية المختلفة. يتطلَّب أيضًا كثير من المِهَن الأخرى معرفةَ العاملين بها لِلُغتين أو أكثر؛ مثل: السياحة والسفر، ومجال الفندقة، والعمل الدبلوماسي، والأبحاث، والإعلام (بما في ذلك المراسَلة الأجنبية)، ومجال الترفيه، وتدريس اللغات والتعليم الثنائي اللغة، والترجمتين التحريرية والشفوية، وتقديم المساعدات للدول النامية، إلى آخِره. ومكانُ العمل في عصرنا الحالي في كثير من الأحيان ثنائيُّ اللغة، إنْ لم يكن متعدِّدَ اللغات.

ثالثًا: يؤدِّي عادةً ضعفُ السمعِ أو الصَّمَمُ إلى ثنائيةٍ لغوية في لغة الأغلبية (الإنجليزية في الولايات المتحدة على سبيل المثال)، وفي لغة الإشارة لدى مجموعة الصُّمِّ الموجودة داخل الدولة أو المنطقة (لغة الإشارة الأمريكية في الولايات المتحدة على سبيل المثال).8

(٢) مدى انتشار الثنائية اللغوية

بناءً على النقاش السابق بشأن اتساع مدى الثنائية اللغوية، يمكن للمرء التساؤل عمَّا أدَّى إلى ظهور المفهوم الخاطئ التالي:

خرافة: الثنائيةُ اللغوية ظاهرةٌ نادرة

ربما يأتي هذا الانطباع الخاطئ من حقيقة أن المرء نادرًا ما توجد لديه رؤية شاملة بشأن كَمِّ التواصُل اللغوي الذي يحدث في العالَم. وربما يكون السبب أيضًا أن لدى بعض الناس تعريفات محدودة للغاية لمعنى الثنائية اللغوية (سنعود للحديث عن هذا في الفصل التالي). الأكيد أن الثنائية اللغوية موجودة فعليًّا داخل كل دولة في العالم؛ في جميع طبقات المجتمع، وفي كل الفئات العُمْرية.

إذًا، ما عدد الأشخاص الثنائيي اللغة الموجودين في العالَم؟ على الرغم من عملي في هذا المجال لسنوات عديدة، فإنني لم أعثر بعدُ على إجابة جيدة لهذا السؤال. أزعم، مثل كثيرين، أن نصف سكان العالم — إنْ لم يكن أكثر — ثنائيو اللغة. لكن البيانات التي نريد جميعنا الحصولَ عليها في هذا الشأن غيرُ متاحة؛ والسبب في هذا أن تحديد عدد مستخدمي لغة واحدة أمرٌ بالغُ الصعوبة فعليًّا (لاحِظْ مشكلةَ فصْلِ اللهجة عن اللغة)، وأيضًا لأن الدراسات الاستقصائية والإحصاءات السكانية لا تتفقان على نوعية الأسئلة التي يجب طرحها. فهل يجب سؤال الأفراد عن اللغات التي يعرفونها، أم التي يستخدمونها، أم التي تحدَّثوا بها منذ طفولتهم؟ هذا بالإضافة إلى أن الثنائية اللغوية والثنائية الثقافية أحيانًا ما يُنظَر إليهما على أنهما ظاهرتان «تُضعِفان» المجموعةَ اللغوية أو الثقافية (فهل ينتمي الشخص الثنائي اللغة/الثقافة إلى المجموعة (أ) أم المجموعة (ب)؟)؛ ومن ثَمَّ، يكون من الأسهل طرْحُ أسئلة بسيطة عن لغة واحدة وثقافة واحدة.

مع هذا، توجد بعض البيانات التي يمكننا استخدامها؛ على سبيل المثال: نشرت المفوضية الأوروبية تقريرًا في عام ٢٠٠٦ يسأل الأوروبيين عن لغتهم الأم وعن معرفتهم بأية لغات أخرى. وفيما يتعلَّق بالسؤال عن اللغات الأخرى (باستثناء اللغة الأم) التي يجيد الخاضعون لاستطلاع الرأي (الذين كانوا من ٢٥ دولة مختلفة) التحدُّثَ بها لدرجةٍ تمكِّنُهم من إجراء حوارٍ بها، ذكر ٥٦ في المائة منهم اسم لغة واحدة، ومن ثَمَّ يشير هذا إلى احتمال وجود ثنائية لغوية (حتى إن لم يكونوا يتحدَّثون باللغتين بصفة يومية)، وذكر ٢٨ في المائة منهم اسم لغتين (ممَّا يشير إلى احتمال كونهم ثلاثيي اللغة)؛ لذا على الأرجح يتسم أكثر من نصف سكان أوروبا قليلًا بأنهم ثنائيو اللغة. وكما هو متوقَّع، فإن الدول التي تضمُّ أكبر عدد من الأشخاص الثنائيي اللغة هي في الأساس الأصغرُ حجمًا، مثل لوكسمبورج وسلوفاكيا ولاتفيا وهولندا، ويجب أن نضيف إلى هذه الدول أيضًا سويسرا التي لم تكن ضمن هذا الاستطلاع؛ إذ إنها رسميًّا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي. وبالأساس تكون الدول الأكبر حجمًا أحاديةَ اللغة أكثر؛ على سبيل المثال: بريطانيا العظمى التي، مع ذلك، ذكر ٣٨ في المائة من الذين خضعوا للاستطلاع منها قدرتَهم على التحدُّث على الأقل بلغة واحدة أخرى بخلاف لغتهم الأم.9
ماذا عن أمريكا الشمالية؟ لنبدأ بالحديث عن كندا. تشير هيئة الإحصاء الكندية إلى أن أكثر من ٥ ملايين شخص بقليل، أفادوا في الإحصاء السكاني الذي أُجرِي في عام ٢٠٠١ في كندا بأنهم ثنائيو اللغة، وأنهم يتحدَّثون الإنجليزية والفرنسية، وهو رقم أعلى بنحو ٨٫١ في المائة من الرقم المذكور قبل خمس سنوات. ويمثِّل هذا العدد نحو ١٨ في المائة من عدد السكان. وكما هو متوقَّع، فإن نصف الفرانكوفونيين (المتحدِّثين بالفرنسية) تقريبًا ثنائيو اللغة، في مقابل ٩ في المائة فقط من الأنجلوفونيين (المتحدِّثين بالإنجليزية). بالإضافة إلى ذلك، ذكر ١٨ في المائة آخَرون من السكان أن لديهم لغةً أمًّا أخرى غير الإنجليزية والفرنسية؛ ونظرًا لأن معظم هؤلاء الأفراد ربما يستخدمون أيضًا إحدى اللغتين القوميتين، فإن عدد الأشخاص الثنائيي اللغة في كندا ربما يُقدَّر بنحو ٣٥ في المائة، وهي نسبةٌ إلى حدٍّ ما أقلُّ من النسبة الموجودة في أوروبا.10
ما هو الموقف في الولايات المتحدة؟ منذ أكثر من ثلاثين عامًا، في كتاب «الحياة مع لغتين»، حلَّلْتُ الدراسةَ الاستقصائية المتعلِّقة بالدخل والتعليم في أمريكا لعام ١٩٧٦. طرحت هذه الدراسة أسئلةً تتعلَّق باللغة على الذين ذكروا نشأتهم في أُسَرٍ ليست لغتها الأم هي الإنجليزية، وقد توصَّلت في هذا الوقت إلى أنَّ أقلَّ قليلًا من ١٣ مليون شخص (نحو ٦ في المائة من عدد السكان) ذكروا أنهم يتحدَّثون الإنجليزية ولغة أقلية بصفة مستمرة؛ بمعنى أنهم ثنائيو اللغة. استنتجتُ عندها أن الولايات المتحدة دولة أحادية اللغة إلى حد كبير مقارَنةً بأية دولة أخرى في العالم.11 ومنذ ذلك الحين تسأل الإحصاءاتُ السكانية الأمريكية عن اللغة التي يتحدَّث بها المرء في المنزل غير الإنجليزية، ومدى إجادته للحديث بالإنجليزية. ذكر ما يقرب من ١٨ في المائة من السكان في إحصاء عام ٢٠٠٠ أنهم يتحدَّثون لغة أخرى في المنزل، وقد ارتفع هذا الرقم عن ١٤ في المائة في عام ١٩٩٠، و١١ في المائة في عام ١٩٨٠. ومن بين ٤٧ مليون شخص تقريبًا ذكروا استخدامهم لِلُغة أخرى، أعلن ما يقرب من ٣٦ مليون شخص أنهم يتحدَّثون الإنجليزية على نحو جيد أو جيد جدًّا؛ ممَّا يعني أن نحو ١٣٫٧١ في المائة من إجمالي سكان الولايات المتحدة ثنائيو اللغة. وإذا أضفنا الذين ذكروا أنهم «لا يجيدون كثيرًا» التحدُّثَ بالإنجليزية، فإن إجمالي نسبة الأشخاص الثنائيي اللغة سيزيد إلى ما يقرب من ١٧ في المائة.12 وإذا أضفنا العدد الكبير من الأمريكيين الذين يستخدمون لغة ثانية أو ثالثة خارج المنزل، والذين لم يُدرَجوا ضمن مستخدمي اللغات الأخرى في الإحصاءات السكانية، فسنرى بالتأكيد زيادةً في نسبة الأشخاص الثنائيي اللغة في الولايات المتحدة. بالتأكيد لن تصل الأرقام إلى تلك الموجودة في أوروبا، فضلًا عن الموجودة في كثير من الدول الآسيوية والأفريقية، لكن الولايات المتحدة بالتأكيد هي دولة تحتوي على عدد كبير من الأشخاص الثنائيي اللغة؛ ما يُقدَّر بنحو ٥٥ مليون شخص في عام ٢٠٠٩.
فيما يتعلَّق باللغات المُستخدَمة في الولايات المتحدة بجانب الإنجليزية، فإن اللغة الأكثر استخدامًا حتى الآن — وفقًا لإحصاء عام ٢٠٠٠ — هي الإسبانية (نحو ٢٨ مليون متحدث، بزيادةٍ قدرُها عشرة ملايين بين عامَيْ ١٩٩٠ و٢٠٠٠).13 ويلي اللغةَ الإسبانية، في قائمة العشر لغات الأولى، العديدُ من اللغات الآسيوية (الصينية والتاجالوجية والكورية والفيتنامية)، بالإضافة إلى بعض اللغات الأوروبية «القديمة» (الفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والبولندية)، التي قلَّ عدد المتحدثين بها (فيما عدا الروسية)، مقارَنةً بما كان عليه الوضع في الماضي. وجديرٌ بالذكر أن عدة لغات من تلك التي كانت موجودة ضمن قائمة أول عشر لغات في منتصف القرن العشرين، مثل اليديشية واللغات الإسكندنافية؛ انخفض عددُ المتحدثين بها بشدة في عام ٢٠٠٠؛ على سبيل المثال: انخفض عددُ المتحدثين باللغة اليديشية من ١٫٧ مليون شخص في عام ١٩٤٠، إلى أقل من ٢٠٠ ألف شخص في عام ٢٠٠٠ (وكان أكثر المتحدِّثين بها في الأساس من كبار السن).
إجمالًا، الثنائيةُ اللغوية ظاهرةٌ عالمية، توجد في كل القارات وفي غالبية دول العالَم. وفي بعض الدول، مثل الدول الأفريقية والآسيوية التي مع الأسف لا توجد لدينا بياناتٌ كافية عنها، على الأرجح تفوق نسبةُ الثنائية اللغوية فيها النسبةَ الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية. كتب أحد المتحدِّثين باللغات اللوغندية والسواحلية والإنجليزية عن أوغندا قائلًا:
يُشجَّع كل شخص في بلدي على الحديث بأكبر عدد من اللغات يمكنه إجادته. ولكوني ثنائيَّ اللغة أجد أنني أستطيع التحدُّث مع عدد كبير من الناس من مختلف أنحاء أوغندا.14
ويقول أحد ثلاثيي اللغة من غانا، يتحدَّث بالأكانية والفانتية والإنجليزية:
يفخر الناس بكونهم ثنائيي اللغة لأن الناس بوجه عام ينظرون إليهم باحترام. توجد بعض اللغات السائدة، وتمثِّل القدرة على التحدُّث بها ميزة كبيرة. تشجِّع غانا بوجه عام على الثنائية اللغوية، وخبرتي كأحد الأشخاص الثنائيي اللغة رائعة؛ ويرجع هذا لتمكُّني من التواصُل بحرية وسهولة مع الآخرين الذين لا تربطني بهم صلةُ قرابةٍ.15

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤