الفصل السابع

امتلاك لُكْنة في إحدى اللغات

على الرغم من أن عددًا قليلًا للغاية منَّا هم علماء لغة محترفون، فإننا جميعًا نستطيع التعليق على وجود اللكنات؛ فاللكنة هي أحد أكثر الأشياء التي نلاحظها في حديث الناس، وعادةً ما نكوِّن رأيًا بشأنها. يصبح موضوع اللكنة أكثر تعقيدًا في حالة الأشخاص الثنائيي اللغة في ظل وجود لغتين أو أكثر لديهم، خاصة بسبب المعتقد السائد التالي:

خرافة: الأشخاص الثنائيو اللغة الحقيقيون لا تكون لديهم لكنة في لغاتهم المختلفة

إن حقيقة الأشخاص الثنائيي اللغة تختلف عن ذلك تمامًا؛ ففي الواقع، إن وجود لكنة «أجنبية» في لغة واحدة أو أكثر هو القاعدة لدى الأشخاص الثنائيي اللغة؛ والاستثناء ألا تكون لديهم لكنة. يعتمد وجود لكنة لدى المرء في إحدى اللغات على وقت اكتساب هذه اللغة. ووجود اللكنة لا يزيد ولا يقلِّل من كون المرء ثنائيَّ اللغة؛ فتوجد لكنة لدى بعضٍ من أكثر الثنائيي اللغة طلاقةً وتوازنًا لغويًّا في إحدى لغاتهم، وقد لا توجد لكنة لدى غيرهم من الأشخاص الثنائيي اللغة الأقل طلاقةً؛ فالعالم مليء بعلماء وكُتَّاب وسياسيين محترمين وغيرهم ثنائيي اللغة ويتحدثون بلكنة في إحدى لغاتهم.

يوجد مثال على هذا، وهو المؤلف الشهير جوزيف كونراد الذي ذكرناه بإيجاز في نهاية الفصل السابق. إن المعلومة التي قد يغفل عنها المرء أن كونراد كان من أصل بولندي، وليس بريطاني، وأنه كانت لديه لكنة بولندية واضحة للغاية عندما كان يتحدَّث بالإنجليزية؛ ومع ذلك فقد كانت كتاباته بالإنجليزية مميزةً، ويظل أحد المؤلفين الكبار في الأدب الإنجليزي في مطلع القرن العشرين. وفي مجال مختلف تمامًا، نجد سياسيًّا أمريكيًّا بارزًا حصل على جائزة نوبل، وهو هنري كيسنجر، الذي كانت لديه لكنة ألمانية واضحة عند الحديث بالإنجليزية، وهي لغة كان يجيدها إجادة تامة.

إجمالًا، لا توجد علاقة بين معرفةِ المرء بإحدى اللغات ووجودِ لكنة لديه فيها أو لا. ونظرًا لأن وجود اللكنات في الواقع أمر طبيعي بين الأشخاص الثنائيي اللغة، فسنتعرف على أسباب ظهور اللكنات لدى الناس، ومعناها على المستوى الصوتي، وعيوب ومميزات وجود اللكنات لدى الأشخاص الثنائيي اللغة.

(١) أسباب وكيفية امتلاك اللُّكْنة

تصبح لدى المرء لُكْنة في إحدى اللغات لعدة أسباب؛ أولها، وأبسطها على الإطلاق، قد يرجع إلى اكتساب المرء لهجة معينة من اللغة؛ ومن ثَمَّ فإن الشخص الهندي الذي يتحدث بالإنجليزية، قد تكون لديه ببساطة اللكنة المرتبطة باللغة الإنجليزية الهندية، التي لا علاقةَ لها بالسن الذي اكتسب فيه تلك اللغة. والسبب الثاني الأكثر شهرةً هو تأثير اللغة الأولى على اللغة الثانية؛ فقد توجد لدى ثنائي اللغة في اللغتين الإنجليزية والفرنسية لكنةٌ إنجليزية في اللغة الفرنسية لأنه قد اكتسب الفرنسية في مرحلة لاحقة من حياته. ينطبق هذا على خالة والدي الإنجليزية، التي انتقلت إلى فرنسا في العشرينيات من عمرها؛ فقد كانت لديها لكنة واضحة عندما كانت تتحدَّث بالفرنسية، على الرغم من أن لغتها الفرنسية كانت بخلاف ذلك تخلو من العيوب ومصقولة إلى حد كبير.

ما نوع التأثير الذي تمارسه اللغة الأولى (الأقوى عادةً) على اللغة الثانية (الأضعف عادةً)؟ أولًا: إذا كانت اللغة الثانية بها صوت لا يوجد في الأولى، فإن المتحدث قد يستخدم بديلًا قريبًا من الناحية الصوتية؛ على سبيل المثال: نظرًا لعدم وجود الصوت z في اللغة النرويجية، فإن النرويجيين الذين يتحدَّثون الإنجليزية يستخدمون أحيانًا صوت s بدلًا منه؛ فينطقون كلمة roses (زهور) rosses. كذلك لا يوجد الصوت ch في اللغة البرتغالية (كما في كلمة church)، لذا قد ينطق الشخص البرتغالي الذي يتحدث بالإنجليزية كلمة chicken (دجاجة) shicken. ينطبق الأمر نفسه على الصوت الإنجليزي th الذي يستبدل به المتحدثون الفرنسيون الصوتَ s أو z أو f أو v، فينطقون كلمة thanks (شكرًا) sanks. لاحِظْ أيضًا أنه في حال وجود صوتين متشابهين في اللغة الثانية (أو الأضعف)، بينما يوجد في اللغة الأولى (الأقوى) صوت واحد فقط، فإن الشخص الثنائي اللغة قد يفشل في التمييز بينهما ويستخدم واحدًا فقط، إلى حد ما بناءً على لغته الأولى. وعليه، فإن الشخص الفرنسي قد يستخدم الحرف المتحرك نفسه عند نطق الكلمتين hit (ضربة) وheat (حرارة)، وrim (إطار) وream (رزمة)، إلى آخِره. وعلى مستوى الوزن، قد تصعب إجادة النبر الصحيح في الكلمات. فبدلًا من النبر على المقطع الأول في كلمة LI-brary، قد ينطقها الشخص الفرنسي LI-BRA-RY بالنبر على جميع المقاطع. يظل من الممكن للمستمع الذي يتحدث بالإنجليزية فهم هذا النطق، لكنْ عند وضع النبر على مقطع خطأ بحيث تصبح المقاطع الأخرى ضعيفةً، تحدث مشكلات في الفهم؛ على سبيل المثال: عند وضع النبر على المقطع الثاني في كلمة e-DIN-burg بدلًا من E-dinburgh.
يمكن أن توجد اللكنة أيضًا بسبب تأثير اللغة الثانية على اللغة الأولى. قد يحدث هذا بعد الاستخدام المكثف لِلُّغة الثانية لسنوات عديدة، مع تقليل استخدام الأولى. قابلتُ ذات مرة سيدة فرنسية تعلَّمَتِ الإنجليزية عندما جاءت إلى الولايات المتحدة مع زوجها، الذي التقت به في قاعدة عسكرية أمريكية في فرنسا. عاشت في منطقة وسط غرب الولايات المتحدة، بعيدًا تمامًا عن أي شخص يتحدث بالفرنسية، وكانت نادرًا ما تذهب إلى فرنسا. عندما التقيتُ بها، بعد ما يقرب من عشرين عامًا، كانت تتحدَّث بالفرنسية بلكنة إنجليزية أمريكية واضحة؛ فكانت طريقة تنغيمها في اللغة الفرنسية تشبه تلك الخاصة بالإنجليزية، وكانت الحروف الساكنة الانفجارية لديها (p وt وk) تُنطَق بملء النفس ولم تَعُدْ تُنطَق بالطريقة الفرنسية، وهكذا. لقد كانت مدركة تمامًا لهذا التغيُّر، وقضيتُ الجزء الأكبر من حوارنا أخبرها بأنه أمر طبيعي جدًّا أن تصبح لديها لكنة في الفرنسية، نظرًا لظروف حياتها.

ماذا عن وجود لكنة في لغة ثالثة أو رابعة؟ ومن أين تأتي؟ في الواقع يعتمد هذا على وقت ومكان اكتساب هذه اللغة؛ على سبيل المثال: اكتسبتُ لغتي الإيطالية في فترة المراهقة عندما كانت الإنجليزية لغة قوية لديَّ (على الرغم من أنها ليست لغتي الأولى)، لذلك توجد لديَّ لكنة إنجليزية في لغتي الإيطالية. لو كنت قد اكتسبتها في وقت مبكر عن هذا، فلربما أصبحَتْ لديَّ لكنة فرنسية فيها، أو ربما لم تصبح لديَّ لكنة فيها على الإطلاق. تجدر بنا أيضًا ملاحظة أن الشخص الثنائي اللغة قد تصبح لديه لكنة في جميع لغاته؛ قد يحدث هذا، على سبيل المثال، عندما يقضي الشخص الثنائي اللغة سنوات طفولته في التنقُّل بين مجتمعين لغويين أو أكثر (على سبيل المثال: بين ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا). مرةً أخرى أؤكِّد أنه لا عيبَ من امتلاك الأشخاص الثنائيي اللغة للكنات في كثير من اللغات، على الرغم من أنهم قد يشعرون بأنهم لا يتحدثون أيًّا من تلك اللغات على نحو صحيح. هذا خطأ بالطبع؛ فوجود لكنة ليس دليلًا على مدى إجادة الشخص لإحدى اللغات.

لا يتفق الباحثون على الحد العُمْري الذي يحدِّد احتمال اكتساب المرء لكنةً في لغته الثانية؛ فيقول البعض إن المرء قد لا تكون لديه لكنة في لغةٍ ما إذا اكتسبها قبل سن السادسة، وإن الحد العُمْري (وهو ما يُطلِق عليه البعض «الفترةَ الحساسة») يمتد حتى سن الثانية عشرة.1 مع ذلك يوجد كثير من الاستثناءات، منها ما يُقال عن الأشخاص ذوي الهِمَم العالية (مثل معلمي اللغات)، الذين تعلَّموا اللغة في وقتٍ متأخر لكنهم عوَّضوا هذا العيب بالتواصُلِ المكثَّف مع متحدثين أصليين لِلُّغة، والبقاءِ فترات طويلة في الدولة الرئيسية التي تتحدَّث هذه اللغة، ودراسةِ صوتيات اللغة والنطق، إلى آخِره؛ فأصبحوا مثل المتحدثين الأصليين لهذه اللغة.2 أنا شخصيًّا أعرف أناسًا ذهبوا إلى دول جديدة في سن الخامسة عشرة، أو ربما بعد ذلك، ولم تصبح لديهم لكنة أجنبية في لغة هذه الدولة، كما أنهم لم يبذلوا جهدًا مضنيًا للوصول إلى هذه الطلاقة، كما أخبروني. وعلى الرغم من هذه القصص، فإن التعلم المبكر (اكتساب لغة ثانية أو ثالثة في مرحلة مبكرة من الطفولة، واستخدامها على نحوٍ مكثف) يضمن التحدُّث «دون لكنة». (أنا أضع «دون لكنة» بين علامتَي اقتباس لأن الكلام كله لا يخلو من اللكنات، وفقًا لتعريفه، لكن ليس اللكنة بالمعنى المستخدم هنا.)

(٢) عيوب ومميزات امتلاك لكنة

ما هي العيوب المتداولة لامتلاك لكنة في لغةٍ ما؟ إن أكثر عيب متداوَل هو أنها تجعل المرء ينفصل عن الآخَرين بينما يريد أن يفعل العكس تمامًا، وهو أن يندمج معهم. كتبَتْ إيفا هوفمان، مؤلفة كتاب «فُقِد في الترجمة» الشهير للغاية، عن تجربتها في الحديث بلكنة في سنوات المراهَقة قائلةً:
يتهمني بعض أقراني في المدرسة الثانوية باستخدام هذه اللكنة حتى أبدو أكثر «إثارةً للاهتمام». في الحقيقة، أنا مستعِدة لفعل أي شيء للتخلُّص منها، وعندما أكون وحدي أتدرَّب على الأصوات التي لا أستطيع إنتاجها بأعضاء الكلام، مثل الصوت th (أفعل هذا عن طريق وضع لساني بين أسناني)، والصوت a الذي يكون أطول ويُنطَق بفتح الفم أكثر في اللغة البولندية (عن طريق فتح فمي وكأنني أبتسم ابتسامة عريضة).3
في حالة البالغين، إذا كانت لكنة المرء قويةً، ولا يميل المجتمع إلى التعامُل على نحو إيجابي مع المجموعة التي ينتمي إليها هذا الفرد، فإن اللكنة قد يكون لها تأثيرٌ سلبي على طريقة النظر إليه ومعاملته. يقدِّم لنا أستاذ علم الاجتماع جيمس بوسارد المثال التالي:
عمل بنجامين مندوبَ مبيعات متنقلًا. لقد تربَّى في منزل يتحدَّث باللغة اليديشية، فأصبح يتحدَّث باللغة الإنجليزية حاليًّا بلكنة يديشية واضحة. ويقول بنجامين إن هذه الحقيقة تعيقه في عملية البيع، خاصةً في أماكن معينة من الدولة التي يعيش فيها الآن.4

قد يعطي أيضًا امتلاك لكنة انطباعًا خاطئًا بأن المتحدث لا يعرف اللغة، في حين أنه يعرفها بالفعل، حتى إن هذه المعرفة تكون في بعض الأحيان جيدة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون اللكنة إشارة إلى أن المتحدث لم يبذل مجهودًا كافيًا لتعلُّم اللغة، بينما في الواقع تكون هذه اللكنة نتيجةَ عوامل عصبية عضلية وليس نقصًا في المجهود المبذول في تعلُّم اللغة. وأخيرًا، في المعتاد لا يعيق امتلاكُ لكنةٍ عمليةَ التواصل، لكن من حين لآخَر قد يلتقي المرء بشخص لديه لكنة واضحة في إحدى لغاته، بحيث يبدو أنه يتحدث لغةً أخرى. يتأثر وضوح الكلام كثيرًا، على الرغم من أن هذا الشخص قد يتحدث هذه اللغة بطلاقة عالية؛ على سبيل المثال: عندما يحدث هذا في الحوار، فإن المرء عادةً ما يعثر على طرق لفهم ما يُقال. وإذا لم يكن هذا ممكنًا، فإنه يمكن للمرء تقصير فترة التواصل (بأكبر قدر ممكن من الذوق)، ولحُسْن الحظ هذه الحالات نادرةٌ نسبيًّا.

قد تبدو اللكنة أمرًا غريبًا أو مفاجئًا عندما لا يتماشى اسم المرء مع لكنته؛ على سبيل المثال: في سويسرا، يمكن لشخص يبدو اسمه فرنسيًّا جدًّا مثل جان-فرانسوا جينيار أن يتحدث بالفرنسية بلكنة ألمانية. قد يكون هذا ببساطة نتيجة لانتقاله هو ووالديه (لنَقُلْ مثلًا إن والده يتحدَّث بالفرنسية السويسرية، ووالدته بالألمانية السويسرية) إلى الجزء الألماني من سويسرا عندما كان طفلًا صغيرًا، واكتسب اللغة الفرنسية في وقت متأخر من حياته. قد يُصاب الناس بالدهشة من لكنته، ويتساءلون عن سبب وجودها لديه، لكنها لا تصبح مثيرةً للدهشة عندما تُعرَف قصته بأكملها. أحد العيوب الأخرى للكنات التي ذكرها كثير من الناس، أن الضغط العصبي والتأثُّر العاطفي قد يجعلان اللكنة تظهر مرةً أخرى أو تزيد حدتها؛ فتقول المؤلفة الكندية الفرنسية الثنائية اللغة نانسي هيوستن إن لكنتها الإنجليزية في اللغة الفرنسية تصبح أقوى عندما تكون عصبيةً، أو عندما تتحدَّث إلى الغرباء، أو عندما تريد ترك رسالة على جهاز الرد الآلي في الهاتف، أو عندما يتحتم عليها الحديث على الملأ.5
بالطبع توجد مميزات أيضًا لامتلاك لكنة؛ إحداها أن اللكنة قد يُنظَر إليها على نحوٍ إيجابي من قِبَل شخصٍ أو مجموعةٍ ما. تقول هيوستن:
عندما أدرك وجود طريقة تنغيم أجنبية، يُثار اهتمامي وتعاطُفي على الفور. فحتى إن لم يكن لي تواصُل مباشِر مع الشخص المعنِيِّ، فإنني أُنْصِتُ بإمعان عندما أسمع لكنته، وأدرسها دون تطفُّل، محاوِلةً تخيُّل الجانب الآخَر البعيد من حياته.6

توجد لدى توني بلير رئيس الوزراء الأسبق في المملكة المتحدة لكنة إنجليزية واضحة في لغته الفرنسية، لكن الفرنسيين كانوا يحبون الاستماع إلى هذه اللكنة عندما كان يُلقِي خطابات بلغتهم، خاصةً أنه كان يجعلهم دومًا يضحكون بحسه الفكاهي البريطاني، بما فيه من سخريةٍ وتوريةٍ وأسلوبِ الوجه الذي يخلو من التعبيرات. استغلَّ كثير من الفنانين لكنتَهم في استمالة جمهورهم، مثل المغني الفرنسي موريس شيفالييه والممثل الإيطالي روبيرتو بينيني عند التمثيل بالإنجليزية، والمغنيتين البريطانيتين بيتولا كلارك وجين بيركين عند الغناء بالفرنسية. أعرف أيضًا حالات كانت فيها اللكنة عاملًا رئيسيًّا في وقوع شخصٍ ما في حبِّ شخصٍ آخَر (على الرغم من أنها لم تكن العامل الوحيد، بحسب اعتقادي).

توجد ميزة أخرى أقلُّ رومانسيةً لوجود لكنة لدى المرء، وهي أنها تشير بوضوح إلى انتمائه إلى مجموعته؛ على سبيل المثال: عندما يتحدَّث شخص سويسري من الجزء المتحدث بالفرنسية في سويسرا اللغةَ الألمانية بلكنة فرنسية، فإن هذا يعبِّر — دون وعيٍ — عن المجموعة التي ينتمي إليها. لا يريد بعض الناس أن يظهروا كأنهم منتمون للمجموعة اللغوية الأخرى، ويستخدمون عن قصد لكنتَهم كإشارة على عضويتهم لمجموعتهم الأصلية. كتبت إليزابيث بوجور، الخبيرة في الكُتَّاب الثنائيي اللغة، أن الكاتبة الفرنسية الروسية الأصل إلزا تريوليه كانت لديها لكنة روسية واضحة في لغتها الفرنسية كانت تحرجها، ومع ذلك احتفظت بها، وتقول بوجور إن هذه اللكنة كانت تستخدمها في إظهار أنها ما زالت محتفظةً بولائها للُّغة الروسية، لغتها الأولى.7 أخيرًا، قد يكون وجود لكنة أمرًا لحماية الذات؛ فهو يمنع أعضاء المجموعة التي تتواصل معها من توقُّع أنك تعرف كلَّ قواعد المجموعة الثقافية والاجتماعية. باختصار، هي تسمح لك بأن تكون مختلفًا.8

خلاصة القول، أن وجود لكنة لدى شخص يعرف لغتين أو أكثر ويستخدمهما هو إحدى حقائق الحياة؛ فاللكنة لا تقلِّل من كون المرء ثنائيَّ اللغة، ونادرًا ما تعيق عملية التواصُل. فهي أمر اعتاد عليه الأشخاص الثنائيو اللغة، وكذا الذين يتعاملون معهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤