مناقشة السيناريوهات

الفصل الثالث: الحقيقة والموضوعية

سيناريو الحقيقة الثاني: لا أحد كامل

كشفت صحيفة أسبوعية في مدينة ميلووكي عن ضلوع الصحيفة اليومية المحلية في ممارسات مثل هذه. أجرت الصحيفة الأسبوعية تحريات عن السوابق الجنائية، واكتشفت وجود سوابق اعتقال للعامل اليدوي، وكان الرجل الودود مُلَقَّبًا لدى الشرطة باسم «المنحرف على الكرسيِّ المتحرك». وحسبما أوردت مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو»، استخلص المحررون في الصحيفة الأسبوعية نتيجة مفادها أن الأمر ينطوي على تغطية صحفية غير متقنة، واتصلتْ بالمراسلة لتسمع روايتها. بدلًا من ذلك، دافعت المراسلة ورئيس تحريرها عن الأعمدة الصحفية المنشورة التي تناولت تلك القصة بحجة أنهما كانا يسعيان لإثارة تعاطف القراء. لم تقتنع مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو»، ومنحت الصحيفة «سهمًا» في عمودها الذي يحمل اسم «سهام وأكاليل غار» (يُقْصَد بالسهام: التقييمات السلبية، وبأكاليل الغار: التقييمات الإيجابية).1

الفصل الثامن: الرقابة الحكومية

سيناريو الرقابة الحكومية الأول: أبناء يموتون جراء تعاطي أدوية

عند تصدي إحدى الصحف لحالة تشبه كثيرًا هذه الحالة، قررت الصحيفة أنه يكفي ما حدث؛ فأعدت تقريرًا إخباريًّا مستفيضًا عن الوفيات، اشتمل على مقابلات مع الجيران والمدرسين ونَقْل عن سجلات عامة. بعد أن أورد التقرير وصفًا للوفيات، أورد هذه الجملة: «بعد مضي ما يربو قليلًا على العام على وفاة الشقيقين، لم تتخذ الشرطة ولا أعضاء النيابة العامة أي إجراء قانوني. ويقولون إنهم لا يزالون يجرون تحقيقًا جنائيًّا. واكتفى أحد مساعدي المدعي العام بالقول إن القضية معقدة.» بعد نحو ستة أسابيع من ظهور التقرير الإخباري، وُجِّه الاتهام إلى الأم بقتل الطفلين. قبل المحاكمة، لم تعترض الأم على تهمة إساءة معاملة أطفال، وهي جنحة.

الفصل التاسع: العالم الغامض المشبوه للمصادر غير المحددة

سيناريو المصادر السرية الأول: السيناتور المغتصِب

عندما واجه مايكل فانشر، رئيس تحرير صحيفة «ذا سياتل تايمز»، هذا الموقف، قرر أن يستعين بالخبر المتعلق بالسيناتور بروك آدمز، وأن ينشر رسالة في الصفحة الأولى يوضح فيها أسبابه التي لأجلها خرق السياسة العامة للصحيفة المناهضة لنشر اتهامات من أشخاص مجهولين. وقال إنه قرر نشر الخبر بينما كانت الحملة الانتخابية جارية؛ لأنه اعتقد أن للناخبين حقًّا في سماع الادعاءات، ولأن تطور القصة كان قد وصل إلى «كتلة حرجة»، قاصدًا بذلك أن الصحيفة قد حصلت على ما يكفي من المعلومات من عددٍ كافٍ من الناس لتصدق أن القصة كانت حقيقية. وورد في رسالة رئيس التحرير ما يلي: «خلاصة القول أننا ارتأينا أن الاختيار الأساسي لدينا كان إما أن نحجب خبرًا مهمًّا اعتقدنا في صحته، أو أن نسرد القصة دون ذكر أسماء المصادر، وهو ما كان أخف الضررين.»2

ما إن صدر الخبر، حتى قالت المحققة في شكاوى القراء بالصحيفة إنها تلقت أكثر من ٢٠٠ مكالمة هاتفية، أغلبها كان مناهضًا للتصرف الذي انتهجته الصحيفة.

يشعر الصحفيون بالقلق إزاء الاستعانة بمصادر مجهولة، وكان من شأن بعضهم الامتناع عن استخدام خبر السيناتور آدمز، حتى مع الاحتياطات التي اتخذتها صحيفة «ذا سياتل تايمز». إلا أن عددًا كبيرًا من المحررين اتفقوا مع قرار فانشر. صرح أندرو بارنز، رئيس تحرير صحيفة «سان بيترسبرج تايمز» في ذلك الوقت، بأن محرريه تجادلوا بشأن ما إن كان من شأنهم استخدام الخبر لو كان قد وقع في ولاية فلوريدا. وقال: «ذهبت إلى الاعتقاد بأنني سوف يعتريني بعض القلق ثم أتخذ نفس القرار في نهاية الأمر.»3

سيناريو المصادر السرية الثاني: السجناء ولعبة الكراسي الموسيقية

كشفت صحيفة في منطقة جنوب غرب الولايات المتحدة عن نقل السجناء من موضع لآخر بداخل سجن المقاطعة، وذلك في تحقيقات صحفية استعانت فيها بمصادر مجهولة. كذلك ذكر الحراس وصف «الحشر كالسردين»، وهو الإجراء الذي كان يجري فيه إقحام السجناء في زنازين كانت ممتلئة بالفعل، وعدم إعطائهم مراتب للنوم. أنكر مسئولو السجن إخفاء أيٍّ من السجناء عن أعين المفتشين أو إجبارهم على النوم على أرضية أسمنتية صلبة دون مراتب.

الفصل العاشر: الخداع

سيناريو الخداع الأول: إرهابيون نوويون في الحرم الجامعي

أجرى برنامج «برايم تايم لايف» على شبكة «إيه بي سي» تحقيقًا مشابهًا كثيرًا لهذا في عام ٢٠٠٥م. أرسل البرنامج مجموعات من الخريجين إلى منشآت في ٢٥ حرمًا جامعيًّا، تشمل جامعة ولاية أوهايو وجامعة ولاية كنساس وجامعة فلوريدا وجامعة ولاية بنسلفانيا. كثير من هذه المفاعلات الكائنة في الحرم الجامعي يُستخدَم في كل من محاضرات العلوم وبرامج الطب النووي (العلاج بالإشعاع).

كما توقعت شبكة «إيه بي سي»، لم يواجه الطلاب صعوبة في الدخول إلى المنشآت، ووجدوا أبوابًا غير موصدة، ورأَوْا أكشاك أمن خاوية، وقُدِّمَت لهم، في بعض الأحيان، جولات إرشادية أتاحت لهم إمكانية الدخول إلى غرف التحكم وأحواض المفاعل.

فور إذاعة التحقيق التليفزيوني، لم تستهوِ الاكتشافات الجامعات المتورطة فيه، وأشار بعضها إلى أنه حتى «القنابل القذرة» لم يكن من الممكن تحضيرها باستخدام المواد الموجودة في معاملهم، وحتى إن استطاعوا، لم تكن المعامل تحوي سوى كميات صغيرة جدًّا من المواد الإشعاعية. وقالت جامعة فلوريدا إن قلب مفاعلها موضوع تحت حواجز ضخمة تحجب الإشعاع، تحتوي على ٥٠ طنًّا من الأسمنت. وإنه لأمر بعيد الاحتمال أن تُحدِث قنبلة محمولة في حقيبة للظهر قدرًا كبيرًا من التدمير، حسب قول الجامعة.

قالت جامعات أخرى إن المفاعل كانت تحرسه أنظمة أمنية مشددة ودقيقة، وإن تلك الأنظمة كانت بالضرورة غير ظاهرة للعيان. وفيما يتعلق بالقدرة على التجوال في المنشآت، صرح الناطقون باسم الجامعة لصحيفة «يو إس إيه توداي» أنه باعتبارها «منشآت تعليمية، تقع على عاتقها مهمة التعريف بشأن كيفية استخدام الطاقة النووية». وقال أحد المسئولين إن نقل الشبكة التليفزيونية لخبر تمكن الطلاب من الاقتراب من مفاعل الجامعة، لم يكن أكثر إثارة للدهشة من نقل خبرٍ مفاده أن الطلاب تمكنوا من دخول أحد فروع سلسلة ماكدونالدز للوجبات السريعة. (رفض ناطقٌ باسم الجامعة تقريرًا عن نوم أحد الحراس، قائلًا إنه كان في الحقيقة يعمل ملاحظًا لموقف السيارات.)

سيناريو الخداع الثاني: ضابط الشرطة السرية الميت

قال المراسل الذي حدث معه هذا الأمر إن مسألة الاستماع إلى تعليقاتها كانت مغرية، إلا أنه استقر رأيه في نهاية الأمر على أنه قد بذل جهدًا مضنيًا حتى يكون له مصادر في دورية الشرطة ولا يمكن له أن يخسرهم لأجل هذه الحيلة القذرة.

الفصل الحادي عشر: التعاطف والخصوصية والمواطنون العاديون

سيناريو الخصوصية الأول: المدونات الحميمية

واجهت صحيفة في ولاية كارولاينا الشمالية الكثير من هذه الأسئلة. استعانت الصحيفة بمعلومات من المدونات الأربع جميعها، بما في ذلك تقريبًا كل التفاصيل الواردة في دراسة الحالة المذكورة آنفًا في الكتاب.

كتب المحرر العام بالصحيفة: «دافع المحررون عن اللجوء إلى استخدام المعلومات الخاصة بالأسرة الواردة على شبكة الإنترنت باعتبارها تفاصيل قيمة ساعدت القراء على فهم العلاقة المتشابكة لهذه الأسرة الغريبة على نحو أفضل.» رفضت الصحيفة الفكرة القائلة بأنها كانت تنتهك خصوصية أحدهم، وقال أحد المحررين: «لقد ناقشنا الأمر، وانتهينا إلى أن الناس الذين يدونون لا يتوقعون أن يتمتعوا بالخصوصية؛ لأن المدونة متاحة على الإنترنت. ويمكن لأي أحد أن يصل إليها.» اتفق أستاذ للصحافة بجامعة كارولاينا الشمالية مع كلا الأمرين.

كان القراء أكثر انتقادًا للصحيفة. وقال كثيرون منهم إن المعلومات المأخوذة من المدونات والواردة في التقارير الصحفية لم يكن لها أي فائدة، وإنها كانت تهدف فقط إلى الإثارة. أشد انتقاداتهم وُجِّهَت إلى أخذ المعلومات من مدونات المراهقين، وأشاروا إلى أن المراهقين لم يكونوا متورطين في الجريمة، وقالوا إن المدونات هي المعادل في القرن الحادي والعشرين للمذكرات الخاصة التي ظلت لفترة طويلة من الزمن جزءًا من عملية النضج. وأن خصوصيتهم تعرضت للانتهاك ولم يُسْتَخْلَص إلا القليل. فلا يُعد خبرًا مهمًّا كون بعض الفتيات المراهقات قد لا يروق لهن زوجات آبائهن، أو أن فرقًا موسيقيةً للمراهقين تؤدي أغنياتٍ تحوي كلمات غير مقبولة اجتماعيًّا.

اتفق المحرر العام في الصحيفة على وجه العموم مع تعامل الصحيفة مع المدونات، وكتب يقول: «لكنني لا أملك إلا أن أتساءل، كأبٍ تولى تربية ابنتين خلال مرحلة مراهقتهما، عما إن كان الشباب يُولون الاعتبار الواجب لعواقب أو لحقيقة أن إفضاءهم لمكنونات نفوسهم على الإنترنت سوف يظل هناك دومًا. إنها لمفارقة؛ فهم يحتفظون بمذكرات يومية تحوي مشاعرهم الدفينة، ولكنهم ينشرونها فتصبح متاحةً للجميع.»

سيناريو الخصوصية الثاني: التصريح باسم الأستاذ الجامعي

كتب أستاذ جامعي في مجلة وطنية للصحافة عن هذه التجربة. نشرت الصحيفة المحلية تحقيقًا صحفيًّا مكونًا من ١٣ فقرة يُحَدِّد هوية كلا الأبوين، ويُدْرِج وظيفتيهما. أوردت الصحيفة أن الرجل لم يُرِد التعليق؛ قال الأستاذ الجامعي: «لقد شعرت بالاستياء عندما قرأت اسمي ومحل عملي.» وأضاف: «لقد صُدِمْت حقًّا عند قراءة اسم زوجتي ومهنتها.» وقال إنه ينوي أن يولي موضوع التعاطف مزيدًا من التركيز في محاضراته عن الصحافة، واعترف بأن كونه كاتبَ مقالاتِ رأيٍ جَعَلَ استخدام اسمه أمرًا مبررًا على نحو أكثر إقناعًا.

سيناريو الخصوصية الثالث: ركوب الرابتور

على الرغم من حقيقة أن المراسلين والمحررين تعاطفوا مع الشاب لما لحق به من إصابات، فهو في الوقت نفسه قد اتخذ قرارًا بمقاضاة مؤسسة أعمال تجارية محلية رئيسية للحصول على تعويض بملايين الدولارات. وينبغي للجمهور أن يَطَّلِع على سير عمل المحاكم المدنية. قد تكون هذه حالة من شأن الكثير من الجمهور أن يطبق فيها معيار التعاطف مع الشاب. فيما يتعلق بالمحررين في هذه الحالة، لم يكن قرارًا صعبًا؛ فيلزم أن يعرف الجمهور عن كيفية سير دعوى مدنية، واسمُ الشخص صاحب الدعوى هو عنصر مهم.

سيناريو الخصوصية الرابع: هل من الضروري ذكر اسمَي هذين الصبيَّيْن الحدثَيْن؟

كانت وسائل الإعلام في المدينة التي حدث فيها هذا الأمر منقسمة؛ فأذاعت إحدى المحطات التليفزيونية الخبر، واستخدمت اسمَي الصبيين. لقد اتُّهما باعتبارهما بالغَيْن؛ لذا فقد كانت الأسماء بيانات متاحة في السجلات العامة. واستخدمت محطة ثانية الخبر ولكنها لم تذكر اسمَي الصبيين. واتخذت المحطة التليفزيونية الثالثة قرارًا بعدم استخدام الخبر، وهو ما فعلته الصحيفة المحلية.

سيناريو الخصوصية الخامس: هل تفضح هذا المراهق؟

دراسة الحالة هذه تستند على وقائع حدثت على أطراف مدينة مينيابوليس، وعلى الرغم من أن كلًّا من الصحف اليومية والمحطات التليفزيونية الرئيسية غطت أخبار الاختفاء، فإنها جميعًا رفضت نشر الخبر الأَوَّلِي عن الجار المختفي، ولم تذكره في الأخبار المتعلقة بالمؤتمر الصحفي للأب. أدى تقرير الشرطة والاعتراف إلى تغيير الخبر. استقر رأي إحدى المحطات التليفزيونية على أن العلاقة بين الاختفاء والاعتراف كانت ملتبسة بما لا يكفي لتبرير ذكر اسم الصبي، الذي كان في حقيقة الأمر ضحية اغتصاب. على الجانب الآخر، أوردت معظم وسائل الإعلام في مدينة مينيابوليس ذكر مسألة الاعتراف. وأدرجت صحيفة «ستار تريبيون» بمدينة مينيابوليس المعلومة التي اشتمل عليها الاعتراف المتعلقة بتقييد رِجلي الصبي. وفيما يتعلق بذهاب الصبي لمركز للاستشارات لمثليي الجنس، كانت الصحف تتجادل بشأن الأمر عندما تلقت تقارير أفادت بأنه قد عُثِر على السيارة. أدرجت صحيفة «ستار تريبيون» المعلومة في أخبارها، واستخدمت صحيفة «ذا سان بول بايونير برِس» الصورة.

اتفق المحررون ومديرو الأخبار على أن هذه القرارات كانت تسبب لهم معاناة بالغة، وأنهم التمسوا مساهمات من جميع من كانوا في غرفة الأخبار، ولم يكونوا في عجلة من أمرهم بشأن فضح العلاقة بين الصبي والرجل. ومع ذلك فإنهم لم يريدوا أن يفترض الناس في المجتمع المحلي أن مجرمًا أثيمًا كان يختطف الأطفال على نحو عشوائي. وقال أحد المحررين: «بدون هذه المعلومات عن واقعة التحرش السابقة وذهاب الصبي إلى مركز الإرشاد النفسي، يظل لدى القراء رؤية منقوصة للأحداث. ومن واجبنا أن نُبَصِّر القراء، لا أن نحجب المعلومات.» ورأى البعض أن الأخبار المتعلقة بالصبي قد تؤدي إلى توعية المجتمع بمشكلات المراهقين المثليي الجنس.

كان الكثير من الناس غير راضين عن التغطية، وتساءل أغلبهم عن السبب في أن الصحف والمحطات التليفزيونية قد أوردت تفاصيل كثيرة جدًّا عن حياة الصبي وعن جريمة القتل المتبوع بالانتحار. وارتأوا أن الأمر كان ينطوي على شيء من اللامبالاة بمشاعر الآخرين وعن سَعْيٍ وراء الإثارة. بعض العاملين في الصحف انتقدوا هم كذلك التغطية، واعتقدوا أن الصحيفة كان يمكن أن تؤخر نشر بعض التفاصيل، ولربما كان يمكنها لاحقًا أن تفحص كيفية تقديم المدارس الثانوية في المنطقة الإرشاد النفسي للشباب.

سيناريو الخصوصية السادس: انتحار في وسط المدينة

دُعيت صحيفتان إلى اتخاذ ذلك القرار. كان لدى كلتا الصحيفتين سياسات عامة تمنع قيامهما بتغطية وقائع انتحار تتعلق بأناس ليسوا بشخصيات عامة. يُستثنى من ذلك وقائع القتل المتبوع بالانتحار أو وقائع الانتحار في الأماكن المهمة جدًّا. قررت كلتا الصحيفتين أن محاولة الانتحار هذه كانت تمثل استثناءً آخر. تسبب ما كان يقوم به الرجل من تصرفات غير معتادة في عرقلة حركة مرور السيارات في منطقة وسط المدينة، وكان حاضرًا حشد كبير من الناس. ولم يُسمَح لسكان المبنى بدخوله.

ومع ذلك لم تكن أيٌّ من الصحيفتين راضية رضاءً كاملًا عن قرارها؛ فصاغت الصحيفة الأكبر خبرًا من ثماني فقرات في الطبعة المخصصة لتلك المنطقة، ووصفت سلوك الرجل، وأوردت المعلومات المتعلقة بالبالونات، لكنها لم تذكر اسمه. نشرت الصحيفة الأصغر خبرًا من ١٦ فقرة، واستخدمت اسم الرجل. ووُضِع للخبر مقدمة قصصية كانت كالتالي: «بينما كان يقف عند حافة سطح المبنى ذي الستة عشر طابقًا في مدينة ديلاند، جثا [الرجل] على ركبتيه، وصوب ناظريه إلى الأرض المرصوفة بالأسمنت والحصى بالأسفل، وفي نهاية الأمر فكر في شيء مختلف. بدت السماء فوق سكن التقاعد بمركز كوليدج آرمز تاورز لكبار السن المطل على شارع نورث أميليا زرقاء وساكنة، لكن الإدارة قالت إنه سوف يكون ثمة «عاصفة عاتية» ناتجة عن تجمع عدة عوامل جوية في يوم الجمعة؛ مما سمح لرجل غير مقيم بالمبنى بالوصول إلى سطح أعلى بناء في المدينة.» أجرى المراسل مقابلات مع قاطني المبنى الذين أغضبهم إجبارهم على البقاء خارج بيوتهم، وتحدث مع قس عن انتحار قريب له.

الفصل الثاني عشر: الحياة الخاصة للقادة السياسيين

سيناريو خصوصية الشخصيات العامة الأول: الرئيس صعب المراس

صممت الصحيفة المحلية على أن رئيس الجامعة كان يخدع رؤساءه بإنكاره التقارير الأولية وانخراطه في سلوك محفوف بالمخاطر. ونشرت التحقيقات الصحفية المتعلقة بأنشطته، ورفضت نشر التحقيق الصحفي الذي تناول «الممارسة الجنسية غيرَ التقليدية» لسببين: أن الصحيفة اعتقدت أن نشر التحقيق هو إجراء غير متسق مع سياسة الصحيفة والمعايير الصحفية، والسبب الثاني أنه بحلول وقت تحقق المراسلين من الأخبار، كان الرئيس قد استقال.

سيناريو خصوصية الشخصيات العامة الثاني: ماضي السياسيين

أوردت الصحيفة الخبرين كليهما. دفعت الصحيفة بأن كونها مدعيةً عامةً كان «مَنْصِبًا ينطوي عن مسئولية عامة كبيرة.» نال الخبر تغطية واسعة في ذلك الوقت، واعتقدوا أن القراء قد يتذكرون الواقعة ويتساءلون عما إذا كانت نفس الشخص، فإذا كان الأمر كذلك، فلا داعي لإغفال ذكر الواقعة. ودافع المحررون عن نشر السجل السابق للرجل؛ لأن التعيين «يدل على مسئولية المسئولين المنتخبين الذين عينوه في منصب قد يكون من شأنه تقييم مسائل حساسة تمس جوهر قيم المجتمع.»

سيناريو خصوصية الشخصيات العامة الثالث: رئيس مجلس المدرسة ينشر إعلانًا شخصيًّا

قررت الصحيفة المحلية استخدام الخبر. أوردت المتابعة الخبرية للصحيفة: «رد القراء بسيل من المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني. تساءل البعض عما إذا كان لسلوك مشروع ومقبول بين بالغين أن يستلزم اهتمام الصحيفة. ودعا آخرون إلى استقالة جونسون الفورية.» وأعربت جمعية كهنوتية عن قلقها.

اتخذ الرجل قرارًا بالاستقالة من المنصب العام الأعلى كرئيس لمجلس المدرسة، لكنه قرر أن يبقى عضوًا في المجلس؛ فقبل المجلس قراره، ووقف أولئك الذين كانوا حاضرين بالاجتماع وأمطروه بعاصفة من التصفيق الحاد في الاجتماع الأخير لمجلس المدرسة، وهو ما اعتبره كثيرون إظهارًا للمساندة في توجهه الجنسي، وإظهارًا للغضب من كون الأمر قد أصبح مسألة تُتداول، وذلك حسبما أورد مراسل كان حاضرًا الاجتماع.

بعد مرور نحو شهرين، عندما كان الرجل ذاهبًا إلى اجتماع مدرسة مستقلة في ولاية كاليفورنيا، أوقفه أمن المطار. وعُثِر على ثلاث سجائر ماريجوانا في أمتعته؛ ولم يُقْبَض عليه، ولكن عندما أصبح خبر الواقعة معروفًا للعامة، استقال من مجلس المدرسة.

سيناريو خصوصية الشخصيات العامة الرابع: تصريح عنصري

كان على الصحيفة المعنية بالأمر أن تتعامل مع الجزء الثاني فقط: أعادت عضوة بمجلس المدينة سرد المحادثة في مؤتمر صحفي. بعد قدر كبير من الجدال حول ما إذا كان لتصريحٍ غير مؤكد كهذا أن يظهر حتى في الصحيفة، قرر المحررون أن يضعوا الخبر في قسم الأخبار المحلية وأخبار الولاية (وليس في الصفحة الأولى للصحيفة) وأن يبرزوا الجانب المتعلق بأن الخبر لا يحتوي على دليل، اللهم إلا «كلامه مقابل كلامها». في ذات اليوم، نشرت الصحيفة مقالًا افتتاحيًّا أورد أنه من المستحيل معرفة ما إذا كانت رواية عضوة المجلس صادقة. وأورد المقال الافتتاحي أنه إن كانت رواية عضوة المجلس صادقة؛ فالرجل لا يستحق أن يكون عمدة المدينة. ولكن، إن كانت الرواية كاذبة، فحينذاك لا يستحق المرشح الآخر أن يكون عمدة لتغاضيه عن الكذبة، وينبغي إجبار عضوة المجلس على الاستقالة.

تلقَّى المرشح تأييدات من أصدقاء وسياسيين سود، ووعد بتعيين رجل أسود في منصب محامي المدينة. ومع ذلك، ورغم ما توقعه البعض من أن السباق الانتخابي سيكون متقاربًا، خسر الرجل خسارة ساحقة.

الفصل الرابع عشر: الصحفيون ومجتمعاتهم المحلية

سيناريو المجتمع المحلي الأول والثاني: مجموعة زرع الأعضاء البشرية بحاجة للمساعدة وساعد في جمع شمل أسرة

واجهت صحيفة واحدة كلا القرارين؛ ولكن ليس في نفس الأسبوع.

كان جليًّا أن خبر النخاع والدم هو اختيار صعب؛ فلم تُرِد الصحيفة أن تتغافل عن المشكلات الجنائية للرجل. ومع ذلك، فإن الخبر كان عن بطولات الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية لمساعدة الآخرين. في النهاية، اتخذ المحررون قرارًا مفاجئًا؛ قرروا أن يطمسوا الخبر وأن ينتظروا خبرًا مشابهًا لا يثير هذا القدر الكبير من المشكلات.

تناول الإعلام على نطاق واسع محنة سائق الشاحنة، وكان خبر حكم المحكمة ضده خبرًا رئيسيًّا في الصفحة الأولى في بعض الصحف المحلية. قرر المحررون أن يمضوا في التحقيق الصحفي الخاص عن الأسرة. وأوردوا إشارة إلى تهم التحايل لاختلاس مخصصات الرعاية الاجتماعية في عمق الخبر. أما اتهامات إساءة المعاملة للزوجة فكانت منذ سنين عديدة ولم تُذْكَر. كان الطلاق شائعة، ولم يُتَّخذ أي إجراء قضائي؛ لذا فقد أُغْفِل الأمر.

الفصل الخامس عشر: الهبات والمعاملات المالية

سيناريو تضارب المصالح الثاني: عدد كبير من لفائف «البوريتو»

في صحيفة متوسطة الحجم من صحف ولايات الغرب الأوسط طرح مراسل هذه المسألة مع رئيس التحرير. كانت مدونة القواعد الأخلاقية غامضة بشأن الموضوع، إلا أنهما اتفقا على أنه لم يكن في مقدوره قبول الجائزة. قرر المحرر أن الوقت كان قد حان لتحديث مدونة القواعد، وأن يتأكد من أن الجميع على اطلاع أفضل بالضوابط.

هوامش

(1) “Darts and laurels,” Columbia Journalism Review, March/April 2006.
(2) The case was widely reported. Details here were taken from Alex S. Jones, “Weighing the thorny issue of anonymous sources,” The New York Times, March 3, 1992, p. A-14, and Frank Green, “Adams case spurs debate on use of unnamed sources,” The San Diego Union-Tribune, March 4, 1992, p. A-2. Also see Cheryl Reid, “Anonymous sources bring down a Senator,” Washington Journalism Review, April 1992, p. 10.
(3) Quoted by Alex S. Jones, “Anonymity: A tool used and abused,” The New York Times, June 25, 1991, p. A-20.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤