الفصل السابع

العمل مع المصادر

عادت كارولين لو — التي تعمل مراسلة دائرة شرطية لحساب محطة «دبليو سي سي أو» التليفزيونية في مينيسوتا — لتوها من إجازة، وبينما كانت تهاتف مصادرها بحثًا عن أخبار، منحها ضابط شرطة معلومة؛ لقد أخبرها بأن الجمهور سيُصدم إذا رأى ما يحدث في شارع هينيبين ليلًا، وقال إن الاتجار بالمخدرات، والتبول في الشوارع، والتشاجر، هي أحداث تقع كل ليلة.

وضعت «لو» والمصورة الصحفية نانسي سو هو كاميرا في المنطقة، واكتشفتا سريعًا أن الضابط الذي منحهما المعلومة كان مُحِقًّا. ولكن، بدلًا من إعداد تقرير عن الخروج على القانون، تساءلت عن السبب في أن رجال الشرطة لم يفعلوا شيئًا لمنعه. وراجعت مصادر أخرى — بما في ذلك بعض ضباط الشرطة — فأخبروها أن المشكلة كانت مع ضباط الشرطة المنوطين بالمنطقة؛ لذا وسعت «لو» و«سو هو» من بحثهما، وسريعًا اكتشفتا وجود ضباط ينامون في قاعة عرض سينمائي بينما تقع سرقة في بهوها، وصورتا فيديو لأفراد دورية يتسكعون في ملاهي التعري، وضابط مُشْرِف يعمل بوظيفة خارج نطاق عمله في خضم نوبة عمله العادية.

كان من الواضح أنه تقرير إخباري رائع. إلا أن «لو» واجهت مشكلة: إذا ما أُذيع تقريرها، فقد تخسر الكثير من صلاتها بأفراد الشرطة. تلك العلاقات أتاحت لها التفوق في المنافسة على قضايا جرائم قتل حظيت باهتمام إعلامي واسع ونقل أخبار مهمة، بما في ذلك خبر عن طيارين مخمورين في طائرة ركاب نفاثة تابعة لخطوط نورث ويست الجوية. قالت موضحة:

المصادر هم سبب عيش أي مراسل دائرة. لقد أمضيت ١٥ عامًا أوسِّع مصادري في نظام العدالة الجنائية، ولقد عملت بجِد لاكتساب ثقة وولاء مصادري من رجال الشرطة. وعرفت أن التقرير الخاص بالدورية الراجلة في وسط المدينة يمكن أن يُهدد بعض تلك العلاقات.

أخبرها مدير الأخبار الذي تعمل معه أنها يمكن أن تعطي التقرير لمراسلين آخرين إذا شاءت. بهذه الطريقة، يمكن للخبر أن يُذاع، غير أنها تستطيع تجنب تحمل المسئولية عنه. إلا أن «لو» قررت أن تُعد التقرير بنفسها لثلاثة أسباب: «الأول كان اعتقادي القوي بأن التقرير ينبغي أن يُذاع»، وشعرت «بمسئوليتها» عن التقرير؛ فأرادت أن تلعب دورًا في كيفية تقديمه. بالإضافة إلى — كما كتبت تقول — «أنني عرفت أنني سأكابد وقع التقرير أيًّا كان من قام به.» إذ إنه إذا ما غضبت المصادر بما يكفي على منفذ إخباري معين، فغالبًا يرفضون الحديث مع أيٍّ من مراسلي هذا المنفذ.

أُذيع تقرير «لو» و«سو هو» على مدار ليلتين، وكانت ردة فعل قادة المدينة فورية؛ فأُعيد تنظيم وحدة الشرطة، وفُصل أربعة من الضباط القدامى وقائد الوحدة، ودعا مجلس المدينة إلى إصلاحات شاملة. وأتت ردود أفعال الشرطة إلى «لو» بنفس السرعة؛ فرمق ضباط كثيرون «لو» بنظرات غاضبة، وتشاجروا مع ضباط آخرين لأنهم كانوا ودودين معها. تذكرت «لو» قائلة: «توقعت ردود الأفعال هذه، لكنها ما زالت تؤلمني؛ ذرفتُ الدموع بعد مواجهة واحدة على الأقل.»

إلا أن أغلب أفضل مصادرها ساندوها؛ إذ قالت:

أعرب كثيرون عن مشاعر مماثلة: كانوا يشعرون بالخجل بسبب القصة الخبرية والإحباط من أن الإدارة لم تطهر بيتها بنفسها، إلا أنهم استوعبوا لماذا كان لزامًا عليَّ أن أُعد التقرير ولم يظنوا بي سوءًا، بل إن بعضهم شكرني.

كتبت «لو» أنها فوجئت بعد إذاعة التقرير بتلقيها مكالمات من مصادر جديدة يعرضون نصائح ومعلومات.1
تُسلط تجرِبة «لو» الضوء على المشكلات الإنسانية والأخلاقية التي يتعرض لها المراسلون بصورة متكررة؛ فالمراسلون ومصادرهم بينهما «ترابط لا ينفصم»، حسب جيريمي إيجرز، مراسل صحيفة «ستار تريبيون» بمدينة مينيابوليس. لقد كتب يقول إن المراسلين «يدركون إدراكًا تامًّا أن الحصول على معلومات مستقبلًا يعتمد على كيفية تناولهم للأخبار الحالية.» في الوقت نفسه تحاول المصادر أن تشجع وترعى المراسلين حتى يمكنهم عرض أفكارهم وآرائهم على الجمهور.2

(١) انتقاء المصادر

كما ناقشنا في الفصل الثالث، كان الأمر أسهل على المراسلين في السابق؛ فغالبًا ما كانوا يتحدثون للمسئولين ثم يكررون ما أخبروه بهم في أخبارهم. وكانت الأخبار المعتمدة على مصدر منفرد شائعة؛ فإذا ما كان ذلك المصدر مخطئًا، كان المراسلون يعرفون أن مصدرًا آخر سيدلي بمعلوماته، وسيكتبون خبرًا آخر استنادًا على ما لدى المصدر الثاني من أقوال.

في الوقت الحاضر، لم يعُد صحفيو الصحف والشبكات التليفزيونية يكتبون الكثير من الأخبار المعتمدة على مصدر منفرد، مع أنها أكثر شيوعًا فيما يتعلق بالأخبار التليفزيونية المحلية.3 حاليًّا يستقي المراسلون تعليقات من مصادر رسمية ثم يذهبون إلى مصادر أخرى ليضمنوا التوازن في أخبارهم. عندما يختار الصحفيون المصادر، يمكن لاختياراتهم أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأخبار التي يكتبونها، والتي يمكن أن تُشَكِّل المعلومات التي يتلقاها الجمهور.
عندما كانت الخطوط الجوية المتحدة وخطوط الولايات المتحدة الجوية تدرسان القيام باندماج بينهما، تحدث مراسلون من صحيفتي «ذا واشنطن بوست» و«نيويورك بوست» إلى مصادر مختلفة؛ فظهرت هذا العناوين الرئيسية في هاتين الصحيفتين في صباح نفس اليوم:4
«حسب خبراء، لا زيادة في تعريفات السفر جوًّا.» (صحيفة «ذا واشنطن بوست»)
«خبراء يقولون إن تعريفات السفر جوًّا سترتفع بعد حدوث الاندماج الكبير.» (صحيفة «نيويورك بوست»)
أحيانًا ينتقي المراسلون والمعدون التليفزيونيون مُدافعين مُنْدَفِعين حتى تكون موضوعاتهم زاخرة بالصراع؛ أملًا في اجتذاب القراء أو المشاهدين. ولكن بحثهم عن هذا الصراع قد يؤدي بحق إلى التضحية بموضوعاتهم. أحد منتقدي هذا الأسلوب هو جون ستيوارت، وهو كوميدي أصبح برنامجه «ذا ديلي شو» على قناة «ذا كوميدي تشانل» مصدرًا للأخبار لكثير من الناس. انتقد ستيوارت ما أطلق عليه «برامج الجدال» على قنوات الأخبار التي تُعرض على تليفزيون الكابل. وزعم أن هذه البرامج «تؤذي أمريكا» لأنها تقدم الموضوعات بناءً على آراء متطرفة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، ويقدمون قدرًا ضئيلًا من «الحوار الذكي». عوضًا عن ذلك، تنزع تلك البرامج إلى جعل المشكلات تبدو وكأنها يستحيل حلها وتسويتها.5
ليس النقد مقصورًا على البرامج الحوارية التي تُعرض على تليفزيون الكابل. قال كول كامبل محرر صحيفة «ذا فيرجينيان بايلوت» في مدينة نورفولك:
يواصل الصحفيون سعيهم إلى العثور على أُناس يُصنَّفون بأنهم على الدرجة الأولى وعلى الدرجة التاسعة على مقياس من ١ إلى ١٠، بدلًا من أُناس على الدرجات من ٣ إلى ٧ حيث يقع معظم الناس. ينبغي على الصحافة أن تقول بأن الناس على الدرجات من ٣ إلى ٧ لهم نفس الأهمية الإخبارية والجدارة بأن يُقتبَس عنهم مثل أولئك الذين عند كل من طرفي المقياس يهاجمون من لديهم رؤية وسط بين أولئك وهؤلاء.6

ثمة انحراف مغرٍ آخر عن قول الحقيقة؛ وهو لجوء المراسلين إلى المصادر السهلة بدلًا من تتبع الأشخاص الذين يمكنهم إمدادهم بالملابسات المتعلقة بأخبارهم. وقد ينجذبون نحو فئات تتسم بالدهاء الإعلامي وتمتلك برامج علاقات عامة مؤثرة، أو قد يعتمدون على «ماكينات الاقتباس»، وهم مصادر يعرف المراسلون أنهم سيقولون أشياء بطرق بليغة تصنع اقتباسات مثالية. يواجه الصحفيون التليفزيونيون صعوبات أكبر بكثير؛ لأنهم يحتاجون للعثور على مصادر يمكنهم التحدث جيدًا على الهواء وعرض آرائهم بسرعة، ويُفَضَّل أن يكون ذلك في عبارات موجزة مدتها ٢٠ ثانية. قد يؤثر الإصرار على الاستعانة بهذه المصادر الموثوقة تأثيرًا سلبيًّا على تنوع المعلومات التي يتلقاها الجمهور.

عادةً عندما يتهم الجمهور وسائل الإعلام بالانحياز، فإنهم يشيرون إلى انتقاء المصادر والتعامل معها، وتكون الحُجة أن المراسلين ينتقون عادةً مصادر يتفقون معها ويطرحون عليها أسئلة سهلة لا تنطوي على مخاطرة. وتُحفظ الأسئلة الصعبة للمصادر التي يختلفون معها. وقد يُبتَلى المحررون كذلك بهذه النقيصة الأخلاقية؛ فقد أقر المحققون في شكاوى القراء في صحيفتي «ذا واشنطن بوست» و«ذا نيويورك تايمز» بأن المحررين مالوا إلى إخفاء أي أخبار في الصفحات الداخلية للصحيفة استُشهد فيها بآراء أشخاص كانوا يعارضون خطط الرئيس بوش لغزو العراق في عام ٢٠٠٣م.

الوضع المثالي أن يكون المحررون بمنزلة حُراس على المراسلين، وأن يطلبوا في بعض الأحيان من المراسلين إعادة كتابة الموضوعات الصحفية لجعلها أكثر تكاملًا وإنصافًا. ويمكن للتوعية في غرفة الأخبار أن تكون ذات فائدة. عندما كانت صحيفة في الجنوب الغربي تعد العُدة للمظاهرات التي دعت إليها جماعة «أوبريشن ريسكيو» العنيفة المناهضة للإجهاض، لاحظ المحررون أن كثيرًا من الصحفيين المشاركين في التغطية كانوا مساندين للإجهاض؛ لذا طلبوا من أحد أعضاء فريق العمل ممن يحظَوْن باحترام كبير، وكان يعارض الإجهاض، أن يشرح موقفه. اعتقد المحررون أن النقاشات الدائرة أدت إلى تغطية أفضل.

(١-١) موازنة الهجوم الشخصي

عندما تتضمن الموضوعات الصحفية هجومًا على أشخاص أو مؤسسات، تستلزم الممارسة الصحفية أن يُسمَح للأشخاص الموجه نحوهم الهجوم بالدفاع عن أنفسهم، ويُفضَّل أن يكون ذلك في نفس الموضوع. انتقد المحرر العام بصحيفة «ذا نيويورك تايمز» بشدة بعض مراسلي صحيفته على عدم منحهم تلك الفرصة لأشخاص تعرضوا للانتقاد في موضوعاتهم. وزعم بأن التوازن كان مهمًّا حتى وإن كان الهجوم غير مباشر. في إحدى الحالات، نقل أحد المراسلين عن رجل قوله إن قاربًا مهجورًا بالقرب من محل عمله كان يُستخدم لإقامة حفلات جامحة، وأنه رأى مراهقين مخمورين على سطحه. وبعد أن ظهر التقرير الصحفي، أنكر مالكو المركب الادعاءات، وطلبوا معرفة السبب في عدم منحهم الفرصة للرد. سلَّم المحرر العام بأنه كان ينبغي على المراسل أن يتصل بهم قبل نشر التقرير.

في حالة أخرى، اتهم سياسي منافسه بأنه قال «استمروا على الدرب» مرات عديدة، وهي عبارة كانت تُستخدَم أثناء انتخابات عام ٢٠٠٦م للإعراب عن المؤازرة لطريقة تعاطي بوش مع الحرب في العراق. راجع أحد المراسلين قاعدة بيانات صحيفة «تايمز»، وكتب أن المرشح في حقيقة الأمر لم يكن قد استخدم العبارة مطلقًا. بعد ظهور التقرير الصحفي، كتب قراء أنهم سمعوه يقولها. اكتشفت مراجعة ثانية خمسة تقارير صحفية على الأقل في صحيفة «تايمز» تحتوي على العبارة المقتبسة. قال المحرر العام إنه قبل اتهام السياسي بادعائه تهمة زائفة من أجل خدمة حملته الانتخابية، كان ينبغي على الصحيفة أن تمنحه الفرصة كي يدحض الانتقاد. في هذه الحالة، اعتقد المحرر العام أن ذلك كان من الممكن أن يحول دون إساءة صحيفة «تايمز» فهم المسألة.7

أحيانًا يكون من الصعب إدراك الجانب الآخر. في حالة الموضوعات المتعلقة بالقانون والنظام، عادةً ما يجد المراسلون أنه يكاد يستحيل تجنب الموضوعات الأحادية المصدر والأحادية الجانب. أحيانًا تكون المصادر الوحيدة المتاحة في أخبار الجريمة هي الشرطة والمُدَّعون. في معظم الولايات، سجلات التوقيف وقرارات الاتهام هي سجلات عامة، ولكن المقابلات الصحفية داخل السجن مع المتهمين محدودة أو حتى غير مسموح بها. أيضًا، قد ينصح محامو الدفاع موكليهم بألا يتحدثوا إلى وسائل الإعلام، مُفضِّلين عدم الإفصاح عن استراتيجيتهم قبل المحاكمة أو أن يعطوا القضية مزيدًا من الدعاية. وبنفس القدر من التكرار، قد يسعي المدعون والمحامون في القضايا المدنية حثيثًا إلى التغطية الإعلامية عن طريق الاتصال بالمراسلين بل عقد المؤتمرات الصحفية للإعلان عن دعاوى كبرى.

بعض الناس يجعلون من الصعب على المراسلين الاستماع إلى روايتهم للوقائع؛ فهم يغلقون الهاتف في وجوههم أو يجعلون أقارب لهم يطردونهم من بيوتهم. ثم — بعد أن يظهر الخبر في الصحيفة أو في الأخبار — يتصلون ليشكوا من أن الخبر لم يقل إلا أمورًا سيئةً عنهم. ظاهر الأمر، أنه كان يتملكهم الاعتقاد الخاطئ بأنهم إن لم يعطوا للمراسلين تعليقًا، فلن يكتب المراسلون الخبر. ولتجنب الظهور بمظهر متحيز، غالبًا ما يتخذ المراسلون خطوات إضافية للحصول على مقابلات، ثم بعد ذلك يعرضون في قصصهم الخبرية الجهود التي بذلوها للاتصال بكل من تشملهم القصة.

(٢) رعاية وتلقيم من جانب المصادر

يعرف المراسلون أنهم يجب أن يكون لديهم مصادر جيدة؛ فالمصادر الجيدة ترعى المراسلين، وتلقمهم بمعلومات إخبارية، وتوجههم نحو مصادر جديدة، وتمدهم بمعلومات أساسية تجعل أخبارهم أكثر صلة بالواقع. ذلك هو السبب في أن المراسلين — وبخاصةٍ عندما تُوكل إليهم مهمة معينة في نطاق محدد — يقضون الكثير من الوقت في التعرف على أكبر عدد من الناس في ذلك النطاق قدر الإمكان. تلك الدقائق التي يقضونها في الثرثرة مع مصدر ما يمكن أن تؤتي ثمارها في صورة معلومات موثوقة وخيوط تقود إلى أخبار.

علاقة المراسلين بالمصادر ستتباين تباينًا واسعًا؛ فسيُنشِئ المراسلون علاقات عملية خالصة بعضهم مع بعض. يذهب المراسل إلى المصدر بأسئلة في نطاق خبرته؛ سيأتي المصدرُ إلى المراسل عندما يكون لدى المراسل معلومات عن خبر ما أو عندما يريد التأثير على الاتجاه الذي سيسلكه الخبر.

ومع مصادر أخرى، قد يُنشِئ المراسلون علاقات أكثر ودية. قالت ماري ميرفي — وهي مراسلة صحفية محنكة لأخبار الشرطة — إنها تحاول أن تحافظ على علاقة ودية مع ضباط الشرطة؛ فهي تشاركهم إطلاق النار بالبنادق في منطقة الرماية التابعة لدائرة الشرطة، وتشاركهم النكات والقيل والقال، ولا تتراجع عندما تلتقي بهم في مواقف اجتماعية. إنها تعتقد أن هذه الصداقة الحميمة تساعدها في العمل. وقالت: «إن الأمر يكون أسهل بكثير حينما تَقدَم إلى موقع الحدث وأنت تعرف مسبقًا بعضًا من رجال الشرطة.» وقد كان لمراسلين آخرين خبرات مماثلة. إحدى المراسِلات الموكل إليها تغطية المحاكم خبزت كعكًا محليًّا وفطائر لحُجَّاب وكَتَبة المحاكم. عندما اندلعت مواجهة ساخنة في قاعة المحكمة، نبهها أحد الحُجَّاب؛ فحولت المعلومة إلى خبر موثوق. لم تعرف كاتبة أخرى في مجال المال والأعمال في ولاية فلوريدا، عاشقة لكرة القدم الأمريكية، أي شيء عن الرياضة عندما شغلت الوظيفة، إلا أنها تعلمت أن بدء أحاديث مع رجال الأعمال كان أسهل بالنسبة لها إذا ما استطاعت أن تتناقش بذكاء بشأن فريقي جيتور وسيمينول لكرة القدم الأمريكية؛ لذا — ولأول مرة في حياتها — أصبحت قارئة متحمسة للقسم الرياضي.

(٢-١) عندما تصبح متواكلًا أكثر من اللازم

استعرضت مراسلة شابة في مجموعة نقاش صحفية المشكلات التي كانت تواجهها وهي تغطي أخبار الشرطة المحلية؛ فاعترفت بأنها لم تكن تنشر بعض الأخبار المهمة إذا ما قال لها أفراد الشرطة إنهم يُفضِّلون عدم نشرها؛ أو إذا لم تُرِد الشرطة أن تعطيها معلومات كانت تعرف أنه يحق لها الحصول عليها. كانت خائفة من أن تفعل أي شيء قد يتخطاهم لأنها خشيت من أنهم يمكن أن يستبعدوها كُليةً. ومما زاد الوضع سوءًا، أن ولايتها كان بها قوانين ضعيفة فيما يختص بالسجلات العامة.

وحتى المخضرمون — من أمثال كارولين لو التي ذكرناها في افتتاحية هذا الفصل — يقلقهم أنه إذا ما ضغطوا أكثر من اللازم للحصول على معلومات أو أوردوا شيئًا سلبيًّا، فقد يخسرون مصادر. في حالة لو، مع أن تقاريرها الإخبارية عن ضباط الشرطة الذين جُنَّ جنونهم كلفتها خسارة بعض المصادر، فإنها أيضًا أوقعت في شباكها مصادر جديدة اعتقدوا أنهم قد وجدوا مراسلة يمكنهم أن يأتمنوها على معلوماتهم. إن ذلك ليس أمرًا غير معتاد كما قد يتصور المراسلون قليلو الخبرة.

رفع ذات مرة محامٍ صار مسئولًا حكوميًّا دعوى ضد ستيف بريل، وهو مراسل تحقيقات صحفية مخضرم. بعد أن فاز بريل بالدعوى، استمر الرجل في كونه أحد مصادره. كتب بريل في مجموعة نقاش تابعة لمعهد بوينتر:

وجدت دومًا أن المصادر يمكن أن تستمر في التعاون بعد خبر «سيئ»، وتبدي لك احترامًا أكثر، إذا لم تتملقهم أو تقدم لهم تنازلات، ما دمت حريصًا على معاملتهم معاملة منصفة، بما في ذلك منحهم فرصة حقيقية وصريحة لأن يفندوا أي شيء سلبي ربما تكتبه.

أوضح بريل أن الناس يصبحون مصادر لأنهم يرغبون في ضمان عرض وجهات نظرهم، وهم يحتاجون من المراسلين أن يفعلوا ذلك.

تعلمت مراسلة في مدينة صغيرة في إقليم نيو إنجلاند ذلك الدرس بعدما توقف مشرف مدرسة محلية عن التحدث إليها لأنها كتبت خبرًا قاسيًا عنه. ولأسبوعين، رفض التحدث إليها؛ فأدرجت في كل مرة جملة موضحة، «لم يردَّ المشرف — الذي قال إنه لن يتحدث إلى «هذه الصحيفة» بعد ذلك — على المكالمات للتعليق.» وأخيرًا، رد المشرف على إحدى مكالمات المراسِلة. كما أوضح أحد الزملاء لاحقًا:
ولكن فقط بعد أن يحاول مضايقتها مرة ثانية. قال قرب نهاية المكالمة: «لربما تتساءلين لماذا أعاود الاتصال بكِ. حسنًا، لقد أثبتُّ وجهة نظري.» بالتأكيد، لقد أثبتَ وجهة نظر: وهي أنه احتاج للمُراسِلة (وصحيفتها) أكثر مما احتاجت إليه.8

يمكن للمراسلين الذين هم في مرحلة البداية أن يعتمدوا على المصادر أكثر مما ينبغي؛ فقد يُوكل إليهم تغطية هيئات حكومية أو محاكم أو جهات إنفاذ القانون، وعادةً ما يكون لديهم خلفية ضئيلة في هذه المجالات. وقد يكون من الصعب فهم المفردات التخصصية الغامضة الخاصة بتلك النُّظُم البيروقراطية. قد يبدأ المراسلون في الاعتماد على عمدة أو ضابط شرطة أو مفوض أمن أو مسئول مقاطعة ودود؛ كي يفهموا الموضوعات ويتجنبوا ارتكاب أخطاء في أخبارهم. يمكن لهذه العلاقات الودية أن تخلق مشكلات؛ فالمسئولون الذين يمدون يد العون قد يفترضون أنه بما أنهم ساعدوا المراسلين، فإن المراسلين بالطبع سيقابلون الأمر بمثله ويكتبون أخبارًا تخدم مصالح المسئولين. اكتب خبرًا يخدم مصالحه. أحيانًا ما يفعل المراسلون ذلك، مع أن أغلبهم يتخذ حِذْره من التورط في اتفاقات تبادل المصالح. وجد مراسل في إقليم الغرب الأوسط نفسه واقعًا في هذا النوع من سوء الفهم عندما ورد اسم ضابط شرطة — كان شديد التعاون معه — في شكوى رسمية من أحد المواطنين. أبدى الضابط بصورة جلية استياءه حينما تعامل المراسل — «صديقه» — مع الشكوى بالطريقة التي من شأنه التعامل بها مع أي قصة خبرية أخرى.

تعتقد ميرفي أن المراسلين يمكنهم تجنب هذا الفخ. وقالت: «تذكَّر دومًا أنك مراسل، وأنهم في الحقيقة ليسوا أصدقاءك.» لقد تمكنت ميرفي من إيصال هذه العلاقة إلى مصادرها. ستوني لوبينز — وهو رقيب في دائرة الشرطة التي غطتها ميرفي — قال: «نحن نحب ماري، لكننا نعلم أنها مراسلة، وأن لديها وظيفة تؤديها، ونحن لدينا وظيفة نؤديها.» وقالت ميرفي إن أساس إقامة هذا النوع من العلاقات هو معاملة الضباط بإنصاف في كل مرة؛ «إذا ما أسأت إليهم مرة فلن يساعدوك ثانيةً.»9

(٢-٢) عندما يصبح المصدر صديقًا

في بعض الأحيان يصبح المراسلون بالفعل أصدقاء لمصادرهم الإخبارية؛ فيجرون معهم مقابلات اجتماعية وكذلك مهنية؛ فبالرغم من كل شيء، غالبًا ما يتشارك المراسلون ومصادرهم اهتمامات وخلفيات مشتركة؛ فليس من المستغرب أن تنشأ صداقات بين مدربين وكتابٍ رياضيين، وبين ساسة ومراسلين سياسيين، وبين أفراد من الشرطة ومراسلي أخبار الشرطة. في المدن الصغيرة، تزداد احتمالات التقاء المراسلين ومصادرهم بعد العمل لأن الشبكة الاجتماعية لا تسمح لهم كثيرًا بأن يتحاشى بعضهم بعضًا.

عندما يكون المراسلون والمصادر أصدقاء، يمكن أن تتسبب الصداقة في مشكلات لكل منهما. أحيانًا يكون سهلًا على المصدر أن ينسى أن «الصديق» هو أيضًا مراسل. اتصلت إيلين آر فيندلي — وهي مراسلة لحساب صحيفة «ذي أدفوكيت» في باتون روج، بولاية لويزيانا — بمحامٍ «كان صديقًا حميمًا» لتسأله عن السباق الانتخابي على منصب العمدة. كانت تُجري معه لقاءً للحصول على خبر، لكنه اعتقد أنهم كانوا يتحدثون فحسب. عندما ظهر موضوعها الصحفي، قالت: «تلقى كلانا انتقادات قوية؛ إذ تلقيتُ أنا انتقادات منه، وتلقى هو انتقادات من الساسة الذين أساء إليهم.»10
يحاول المحررون ومديرو الأخبار الانتباه إلى مثل هذه الأمور. نقلت صحيفة «ساراسوتا هيرالد تريبيون» اثنين من مراسليها من دائرتيهما لأن مديرة التحرير قالت إنهما كانا «قريبين وودودين أكثر مما ينبغي مع المصادر». وأوضحت: «إنه أمر صعب لأنك تريد علاقة حميمة وودية، ولكن ليس ودية أكثر مما ينبغي.»11

ومن المعروف أيضًا عن المراسلين ارتباطهم المفرط بالأشخاص الذين يغطون قصصهم الإخبارية. في إحدى الصحف، بدأ مراسل أخبار الشرطة يحمل شارة زائفة، وتقدم بطلب للحصول على ترخيص بحمل بندقية. ثمة اعتبار أكثر شيوعًا؛ وهو عندما يبدأ الكتاب الرياضيون في الحديث بصيغة المتكلم «نحن» عندما يشيرون إلى الفرق التي يغطونها. ولتفادي هذه المشكلات، يطلب المحررون ومديرو الأخبار من المراسلين العمل بنظام المناوبة على الدوائر. أو يكلفون مراسلًا آخر — كما اقترح مدير الأخبار في محطة «دبليو سي سي أو» في مستهل هذا الفصل — بإعداد الأخبار السلبية ليبعدوا عن مراسل الدائرة المخاطرة بفقدان مصادر من الطراز الأول.

بعض المراسلين لديهم مشكلات في التعامل مع المصادر؛ لأنهم يؤمنون بضرورة وجود علاقة عدائية إذا ما أُريد للصحافة أن تكون رقيبًا حقيقيًّا على الحكومة والهيئات المهمة الأخرى؛ فيتحاشون الاختلاط والعلاقات الودية أكثر من اللازم مع المسئولين ومرءوسيهم، والأسوأ من ذلك أنهم قد يقتطعون كل كلمة يقولها المسئولون، يرَوْن أنها تخدم مصالح شخصية، وعادةً تكون النتيجة قصصًا سطحيةً تعكس أهواء المراسلين.

(٢-٣) أبعد من الصداقة

أحيانًا، ينجذب المراسلون إلى مصادرهم بطرق تتجاوز العمل الصحفي. في الماضي، كان من الممكن أن يتفاخر المراسلون الذكور بأنهم «حصلوا على ما هو أكثر من الخبر» بإنشاء صداقات مع موظفات في مكاتب حكومية. ونظرًا لطبيعة التمييز القائم على الجنس في ذلك الوقت، كان يمكن أن تُتهَم المُراسِلات اللواتي كن يستخدمن نفس الوسيلة بإقامة علاقة جنسية في سبيل حصولهن على المعلومات التي ينشدنها والمستقاة من مصادر داخلية.

لعل إحدى أشهر العلاقات بين المصادر والمراسلين هي العلاقة التي جمعت لورا فورمان وهنري «بادي» سيانفراني. كانت فورمان في ذلك الوقت مراسلة سياسية في الرابعة والثلاثين من عمرها تعمل لحساب صحيفة «ذا فيلادلفيا إنكوايرر»، وكان سيانفراني عضوًا بمجلس شيوخ عن الولاية في الرابعة والخمسين، وقطبًا سياسيًّا من أقطاب جنوب فيلادلفيا. كان سيانفراني أحد مصادر فورمان التي قامت بتغطية حملاته السياسية، كما أنهما كانا عشيقين. أثناء هذه العلاقة، أعطاها معطفًا من الفرو وسيارة رياضية، وهدايا أخرى باهظة الثمن، وتقاسما شقةً معًا. عندما سمع المحررون المشرفون عليها في صحيفة «إنكوايرر» بشائعات عن العلاقة واستجوبوها، تصنعت البراءة، وقالت إنها كانت ضحية ثرثرة فارغة من المراسلين الذين يحسدونها على الموضوعات الإخبارية التي كانت تُفجرها. انتقلت فورمان إلى صحيفة «ذا نيويورك تايمز» في المكتب الخاص بها في واشنطن، حيث فضحَ حياتَها السرية عملاءُ مكتب التحقيقات الفيدرالي ومراسلون من صحيفة «إنكوايرر» بدءوا في التحري عن سيانفراني. اتخذ محررو صحيفة «تايمز» موقفًا حازمًا عندما علموا بشأن ماضي فورمان؛ فبعد ثمانية شهور فقط لها في الوظيفة، أجبروها على الاستقالة.12
ارتبط مراسلون آخرون في علاقات حميمة مع مصادر، وظلوا يحظَوْن بحياة مهنية ناجحة؛ ففي الثمانينات من القرن الماضي عاشت جوديث ميللر — مراسلة مثيرة للجدل بصحيفة «ذا نيويورك تايمز» — مع ليس أسبين — الذي كان عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي من ويسكونسن — وكثيرًا ما استشهدت بأقواله في موضوعاتها الصحفية عن الأمن القومي.13 في أتلانتا، كانت ماريون بروكس مراسلة ومذيعة في محطة «دبليو إس بي» التليفزيونية أثناء ما كانت تقيم علاقة حميمة مع عمدة المدينة المتزوج، بيل كامبل. كان كثيرون من العاملين في غرفة أخبار محطة «دبليو إس بي» يعتبرون العلاقة «سرًّا معلنًا.» ثم استُدعِيَت للشهادة في محاكمة العمدة بشأن اتهامات بالفساد؛ فقالت لهيئة المحلَّفين إن العمدة كان قد أعطاها هدايا غالية الثمن، ودومًا ما كان يدفع نقدًا عندما أخذها في أكثر من ٢٠ رحلة تشمل عطلات قصيرة إلى سان فرانسيسكو والمكسيك والباهاما وباريس، وكانا يقيمان دومًا في فنادق من فئة الخمس نجوم. وقت إدلائها بشهادتها، كانت قد تركت محطة أتلانتا، وكانت مذيعة بمحطة «دبليو إم إيه كيو» التليفزيونية في شيكاجو، حيث وصفها رؤساؤها بأنها «موظفة تحظى بالتقدير» إلا أنهم قالوا إنهم ناقشوا المسألة معها. أخبر أصدقاء بروكس صحيفة «شيكاجو صن تايمز» بأنها أقرت أنها ارتكبت خَطَأً، وأنها كانت تعمل جاهدة من أجل استعادة مصداقيتها في شيكاجو.14
لكون العلاقات العاطفية بين المصادر والمراسلين تخلق مشكلات حادة للأشخاص المتورطين وزملائهم في العمل، تحاول غالبية المؤسسات الإخبارية تقليل المشكلة بنقل المراسل إلى دائرة أخرى. إلا أن ذلك لا ينجح دائمًا. أخبرت مراسلة تعمل لحساب صحيفة بإقليم الغرب الأوسط مجلة «أمريكان جورناليزم ريفيو» بأنها بعد تركها للمنطقة التابعة لدائرة الشرطة من أجل تغطية الشئون السياسية الخاصة بالمدينة، أصبحت صداقتها مع أحد مصادرها الشُّرطيَّة أكثر جدية، وأخبرت محرريها الذين قالوا إنها لا يمكنها أن تكتب أي شيء عن دائرة الشرطة؛ فلم تعترض على ذلك. ولكن عندما أقام ضابط شرطة آخر دعوى قضائية ضد دائرة الشرطة، جادل المحامون بأن الصحيفة كانت قد نشرت تفاصيل عن القضية لم يكن متاحًا لها معرفتها، واتهموا المراسلة بأنها حصلت على معلومات من رفيقها الشرطي وأبلغتها لمراسلين آخرين. أنكرت المراسلة التهمة، إلا أنها اعترفت بأن الطعن في مصداقيتها علانيةً كان تجربة مؤلمة. ولاحقتها أطقم الكاميرات التليفزيونية بضعة أيام بعدما قُدِّمَت الدعوى لأول مرة. وأخبرت مجلة «إيه جيه آر» بأنها ستظل تحتسي البيرة في بعض الأحيان مع مصدر ما، إلا أنها كانت أكثر حيطة:
إنني حقًّا لا أريد أن يعرف الناس أمورًا شخصية عني مجددًا، ولا أريد أن أعرف أمورًا شخصية عنهم، وأعتقد أن ذلك هو الحال الذي ينبغي أن تكون عليه الأمور.15
ولا يقتصر الأمر على أن العلاقات بين المصادر والمراسلين يمكن أن تكون شديدة التأثير في الحياة المهنية للمراسل، بل إنها يمكن أن تخلق توترًا بين الأزواج؛ فقد يدرك المراسل أن الشخص الذي ينام على الوسادة التي بجانبه يمكن أن يقدم أي معلومات جوهرية ضرورية لإماطة اللثام عن قصة خبرية، إلا أن اعتباراتٍ أخلاقية أو قانونية قد تقف حائلًا دون ذلك. تزعم إيبيث بروزوال — مذيعة أخبار في القناة ١٣ في أورلاندو — أن العلاقات بين المراسلين والمصادر عادةً ما يكون محكومًا عليها بالفشل منذ البداية. وقالت بروزوال: «شخص ما سيتضرر. من المحتم أن أحدهما سيرغب في المزيد من الناحية المهنية من الآخر بحُكم العلاقة الحميمة.»16

(٣) الطلب الذي يعقب المقابلة

في بعض الأحيان، في نهاية مقابلة ما، يصطدم المراسلون بطلب خادع؛ فسيسأل المصدر: «إنك لن تستشهد بما ورد على لساني، أليس كذلك؟» قبل أن يجيب المراسلون على السؤال، يأخذ كثيرون في اعتبارهم قدر الذكاء الإعلامي للشخص. إذا كان المصدر يتعامل بانتظام مع الإعلام، وإذا كان المراسلون قد أوضحوا بجلاء أنهم كانوا بصدد إعداد موضوع صحفي ما، فإن معظم المراسلين — ولكن ليس جميعهم — يشعرون بأحقيتهم في استخدام المعلومات واسم الشخص. كان المراسلان دانيال شور من شبكة «سي بي إس» وإيب روزنثال من صحيفة «ذا نيويورك تايمز» يناقشان الرئيس جيرالد فورد حينما قال بدون تفكير إن وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» كانت تتآمر لقتل زعماء أجانب. في أمريكا إبان الحرب الباردة، كان ذلك إقرارًا يمكن أن يصدم الكثير من الأمريكيين الذين لم يصدقوا أن بلدهم يمكن أن تخوض في هذا النوع من الممارسات. على الفور طلب فورد من الصحفيين ألا ينقلوا ما قاله. لم تستخدم صحيفة «تايمز» الخبر، إلا أن شبكة «سي بي إس» فعلت. وعقَّبت مؤسسات إخبارية أخرى بتحرياتها الخاصة.17
يتفق مراسلون كثيرون مع شور، ويتخذون موقفًا مفاده أن أي شيء يُقال لهم أثناء مقابلة يمكن استخدامه في موضوعاتهم الإخبارية. تلقَّى جوردون مكيبن — المحقق في شكاوى القراء في صحيفة «ذا بوسطن جلوب» — شكاوى من شخصين اقْتُبِسَت أقوالهما في «ذا جلوب»، ولكنهما لم يتوقعا أن يحدث ذلك. أحدهما كان امرأة مسنة كانت قد كشفت عن بعض المعلومات الشخصية لمراسل. والآخر كان موظفًا في شركة ما كانت تواجه دعوى قضائية. عندما اتصل به مراسل من صحيفة «ذا جلوب»، قال إنه قيل له ألا يتحدث بشأن القضية، ووجه المراسل إلى محامي الشركة. ومع ذلك، استمر المراسل في توجيه الأسئلة، وأجاب الرجل عليها «ليكون لطيفًا»، كما قال. عندما ظهرت تعليقات الرجل في الصحيفة، تعرض للفصل. قال مكيبن لقُرَّائه محذرًا:
إنه من الأمور التي لا جدال بشأنها: يلاحق المراسلون الأخبار والتفصيلات والأسماء. إذا لم تُرِد أن يُقتبَس ما تقوله، أو أن تتحدث بشأن مسائل حساسة، أفصح عن ذلك، وأغلق الهاتف أو انصرف. ينبغي أن تُدرِك القواعد الأساسية فورًا. لا تكن البادئ بالحديث، ثم تقرر بعد ذلك أن يكون ما قلته «ليس للنشر».18
في مدينة رالي، بولاية كارولاينا الشمالية، تلقَّى تيد فادِن — المحرر العام في صحيفة «ذا نيوز آند أوبزرفر» — شكوى مماثلة إلا أنه أعطى إجابة مختلفة. اتصلت إحدى الأمهات بمراسل لتطلب معلومات إضافية بشأن خبر في الصحيفة، وتحادثت مع المراسل لبضع لحظات، وظهر بعض مما قالته الأم في خبر مُلْحَق. قالت الأم إنها لم تُدْرِك أنه كان يُجري معها مقابلة. قال فادِن إنه يتفق مع القاعدة العامة التي مفادها أن المراسل يمكن أن يستغل أي شيء يُقال له. وقال إن ذلك يسري على الأشخاص الذين يستوعبون القواعد غير المكتوبة، ولكنه دفع بأن الأشخاص الذين لم يعتادوا على التعامل مع وسائل الإعلام ينبغي أن يُعطَوْا «متسعًا رحبًا» وأنه يجب على المراسلين أن يسألوا الأشخاص عما إذا ما كانوا يقصدون بتصريح ما أن يُنْشَر في الصحيفة. وكتب يقول:
حينما نكون بصدد السعي للحصول على معلومات من مواطنين عاديين، فإن لهم الحرية في مشاركة تلك المعلومات أو لا؛ فهم — وليس نحن — من يمتلك المعلومات. وإذا أخذناها دون طلب، فإننا نأخذ شيئًا ليس لنا.19
يلتزم مراسلون كثيرون بالفعل بهذا الإجراء. قال مايك فينسيلبر — الذي كان المحرر المختص في واشنطن لحساب وكالة «أسوشيتد برس» — إنه لم يُرِد أن يستغل الأشخاص عديمي الخبرة عند إجرائه مقابلات معهم؛ لذا كان من شأنه أن يُذَكِّرهم بقوله: «لا تخبرني أي شيء لا تريده أن يُنشر في الصحيفة.»20 يتخذ مراسلون آخرون تدابير طوال المقابلة للتيقن من أن المصدر يعرف أنه من الممكن الاستشهاد بما يقول. قال باري مايكل كوبر — الذي كتب لحساب صحيفة «ذا فيليدج فويس» في نيويورك — إنه من الممكن أن يوقف مقابلة عندما يعتقد أن الأشخاص الذين يُجري المقابلة معهم قد يضرون بأنفسهم دون قصد. من الممكن أن يُذكِّرهم بأن الحديث الذي سيجري في المقابلة هو للنشر مع الإشارة لأسمائهم وسؤالهم عما إذا كانوا يريدون المتابعة.21
هذا الإجراء قد يخلق مشكلات بالغة للمراسلين. كان أليكس كلاين من صحيفة «ذا واشنطن بوست» يتحرى بشأن ممارسات غريبة تتعلق بمَسْك الدفاتر قبل اندماج شركتي «إيه أو إل» و«تايم وارنر»، الذي عُدَّ الاندماج الأكبر في التاريخ حينذاك. بعد أيام طويلة من العمل الجاد، اعتقد أن لديه المصادر التي كان يحتاجها لإعداد الخبر؛ ثم إذ به يصطدم بمشكلة غير متوقعة: غيَّر مصادره رأيهم فيما يتعلق بالاستشهاد بهم. وقال:
عندما خشي بعض مصادري من الدخول في صراع مع كبريات شركات الإعلام في العالم، وأرادوا أن يسحبوا تعليقاتهم قبل النشر، تركتُهم يذهبون. ما دار بتفكيري هو أن ذلك لم يكن يعني سوى حاجتي لبذل جهد أكبر قليلًا كي أروي قصتي الصحفية.22
لدى بعض الصحف سياسات رسمية مفادها أنه إذا قررتْ لاحقًا مصادر لا تمتلك خبرة إعلامية أنهم لا يريدون أن يُستشهد بهم، فيجب على المراسل أن يحترم ذلك الطلب. وقدمت مؤسسة منتدى الحريات «ذا فريدوم فورَم» توصية مماثلة.23

(٤) دفع المال مقابل الأخبار

كان إدوارد فاين بأعلى أحد برجي مركز التجارة العالمي حينما دُكَّ المبنيان بطائرات في الحادي عشر من سبتمبر، وكان أحد المحظوظين الذين هربوا من المبنى دونما إصابة. بينما كان فاين يسير مبتعدًا عن الدمار، غطى ملابسَه طبقةٌ رَمادية من الركام، والتقط مصور فوتوغرافي صورته. نُشِرت الصورة الشهيرة على غِلاف مجلة «فورشن» وظهرت في مطبوعات أخرى في أنحاء العالم. كانت نقطة مضيئة صغيرة وسط الرعب الذي ساد ذلك اليوم.

ولمَّا كانت الذكرى الأولى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر تقترب، شعر الكثير من الصحفيين بالتقدير لفاين، وطلبوا أن يُجروا معه مقابلات؛ فقال إنه سيكون مسرورًا بإجراء مقابلات معه، ولكن فقط إذا دُفِع له ٥٠٠ دولار في مقابل إجراء مقابلة مدتها ساعة أو ٩١١ دولارًا مقابل ساعتين. «إجراء المقابلات يستقطع وقتًا من عملي الخاص؛ أعتقد أن للأمر ما يبرره.» كان هذا ما قاله لصحيفة «نيويورك بوست» بشأن طلبه مقابِلًا ماديًّا كي تُجرى معه مقابلة مع الصحيفة التي قالت إنها لم تدفع له.

fig3
شكل ٧-١: دفع مالٍ للمصدر. رجل أعمال يسير خارجًا من مركز التجارة العالمي بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر الإرهابي. بعد ذلك بعام، أراد ٩١١ دولارًا من أجل إجراء مقابلة معه وتصويره. (الصورة للمصور ستان هوندا، وكالة فرانس برس.)
في أجزاء كثيرة من العالم، كان من الممكن لصحفيين أن يدفعوا المال دون تردد. للإعلام البريطاني تاريخ طويل من الصحافة مدفوعة الأجر. قال نيفيل ثورلبيك، الذي يعمل بأكبر صحف التابلويد بالمملكة المتحدة «نيوز أوف ذا ورلد»: «لقد قمنا بهذا الأمر منذ ١٦٠ عامًا.»24 نحو ثلثي الصحفيين البريطانيين لا يرَوْن بأسًا في دفع المال مقابل الأخبار،25 وعادةً ما تكون هذه المدفوعات مبالغ ضخمة. دفعت شبكة «سكاي نيوز» — الشقيقة البريطانية لشبكة «فوكس نيوز» — وصحيفة التابلويد «نيوز أوف ذا ورلد» ٢٠٠ ألف دولار و٣٥٠ ألف دولار على الترتيب لامرأة مقابل قصة علاقتها الجنسية بلاعب كرة القدم ديفيد بيكهام. وبعد ثمانية أعوام من تحول العلاقة الجنسية بين مونيكا لوينسكي والرئيس بيل كلينتون إلى مصدر للإثارة الإعلامية، كان ما زال في مقدور مونيكا لوينسكي الحصول على ٧٠٠ ألف دولار مقابل مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية، وذلك حسب تقارير إخبارية.26
ليست الصحافة مدفوعة الأجر في بريطانيا مقتصرة على أخبار المشاهير؛ فقد غطت صحيفة «ذا صن» ووسائل إعلام بريطانية أخرى أخبار الجريمة عن طريق دفع المال للشهود والضحايا وحتى لضباط الشرطة للحصول على معلومات حصرية. ذات مرة دفعت صحيفة «ذا صن» لنجل ضحية جريمة قتل ٢٠ ألف دولار للحصول على تقرير حصري حول ردود أفعاله عندما أعادت السلطات فتح قضية القتل بعد الجريمة بأعوام عديدة.27 وحتى شبكة «بي بي سي» الوقورة دفعت نحو ٤٠ ألف دولار مقابل خبر عن لص مُدان.28
في مختلف أنحاء بريطانيا وأوروبا، عادةً ما يطلب المسئولون الحكوميون «أتعابًا» قبل الاستجابة لطلب إجراء مقابلات. وكثيرًا ما يتلقى نجوم التنس وكرة القدم مبالغ كبيرة من المال للتحدث مع مراسلين أوروبيين بعد مبارياتهم.29 بل إن بعض المسئولين في روسيا كتبوا قوائم بالرسوم استنادًا على مدة وطبيعة المقابلة. في دول أوروبية أخرى، نادرًا ما يُطْلِع المسئولون الحكوميون المراسلين على أخبار، إلا إذا دُفع مبلغ من المال.
عادة ما كان للوسائل الإعلامية الإخبارية الأمريكية سياسات ضد الصحافة مدفوعة الأجر. رغم ذلك، ومع ازدياد حدة المنافسة بين القنوات التليفزيونية الإخبارية والشبكات الإخبارية، يعتقد البعض أن مديري الأخبار التنفيذيين يجدون سبلًا للالتفاف حول القواعد. عندما اختفت امرأة من ولاية جورجيا قبل وقت قصير من زفافها، أصبح البحث موضوعًا إخباريًّا وطنيًّا وأُسْهِم بآلاف الدولارات في اعتماد مالي للمساعدة في العثور عليها. عندما عاودت الظهور، قالت في البداية للشرطة إنها كانت قد اختُطِفَت وأُخِذَت إلى ولاية أريزونا على يد رجل اغتصبها مرة بعد أخرى. ثم اعترفت بالحقيقة: لقد تكاثرت عليها تحضيرات الزفاف وهربت. جعل ذلك منها خبرًا لا بد من تناوله في برامج الأخبار التليفزيونية الصباحية، وكلهم تقريبًا كانوا يحاولون أن يحجزوها. إلا أنها اختارت كاتي كوريك، ثم ظهرت في برنامج «إن بي سي» الصباحي، بعدما دفعت لها شبكة «إن بي سي» مقابل حقوق إنتاج فيلم تليفزيوني عنها. أنكرت شبكة «إن بي سي» أن المال كان من أجل شراء المقابلة.30

(٤-١) لماذا لا ندفع مقابل إجراء المقابلات؟

أحد أسباب تردد وسائل الإعلام الأمريكية في الاشتراك في الصحافة مدفوعة الأجر هو خشية أن يكذب الناس أو يبالغون إذا كان هذا سيضيف أموالًا إلى أرصدتهم. أفادت تقارير أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية لعام ١٩٩٢م أن «ستار» — وهي صحيفة تابلويد من تلك التي تُباع في محلات البقالة — دفعت لجنيفر فلاورز (حسبما أوردت التقارير ١٥٠ ألف دولار) مقابل روايتها لأحداث علاقة جنسية قالت إنها أقامتها مع بيل كلينتون. على الفور، أُبْلِغ مراسلون آخرون بشأن نساءٍ أخريات كن على استعداد لاختلاق قصص عن علاقات مع بيل كلينتون إذا كان الثمن مناسبًا.31
الاعتقاد القائل بأن الناس سيكذبون أو يبالغون مقابل المال الذي يحصلون عليه هو اعتقاد قوي حتى إن الصحافة مدفوعة الأجر قد أثرت سلبًا على بعض المحاكمات الجنائية؛ فلم يطلب المدعون من بعض الأشخاص الإدلاء بشهادتهم في محاكمة أو جيه سيمبسون أنهم كانوا قد باعوا ما لديهم من أخبار. في بريطانيا، اعتقد كثيرون أنه جرى تبرئة المعلمة إيمي جيهرينج من تهمة إقامة علاقة جنسية مع تلاميذ قُصَّر لأن المحلفين شكوا في شهادة التلاميذ الذين تلقَّوْا مبالغ نقدية من صحيفة تابلويد.32 وفي قضية أخرى، تعهدت صحيفة «نيوز أوف ذا ورلد» — التي تصدر في المملكة المتحدة — لفتاةٍ بأن تدفع لها ٢٥ ألف دولار منحة إذا ما حُكِم بالإدانة على الشخص المتهم بالتحرش الجنسي بها.33 كانت شهادتها هي الدليل الرئيسي في المحاكمة.
ثمة حُجة ثانية تُساق ضد الصحافة مدفوعة الأجر، وهي أن أناسًا كثيرين سيمتنعون عن الإدلاء بمعلومات إلا إذا دُفِع لهم مقابلها. قال ستان هوندا — المصور الذي التقط صورة الرجل الذي يخرج من مركز التجارة العالمي — إن طلب الناس للمال أصبح أكثر شيوعًا.34 وقالت مارسي بورديك مديرة الأخبار في محطة «كي واي تي في» بولاية ميسوري: «مما يدهشني أن أناسًا كثيرين يظنون أننا ندفع أموالًا مقابل التغطية الإخبارية … حتى في هذا المستوى الذي نحتل فيه المرتبة الثمانين تقريبًا من حيث ضخامة السوق، يُعد الأمر اتجاهًا متصاعدًا؛ فالناس يعرضون مقاطع الفيديو المنزلية الخاصة بهم، ويحاولون الزج بنا في حرب مزايدة عليها.»35
أوضح المنتج المنفذ لبرنامج «سيكستي مينتس» دون هيويت أن المال ليس الإغراء الوحيد الذي يقدمه بعض المنتجين لدفع الناس إلى الظهور في البرامج التليفزيونية؛ فهم يعدون بأنهم سيوجهون أسئلة سهلة فقط، أو سيتفاوضون بشأن ما سيسألون بشأنه وما لن يُطرح من أسئلة أثناء مقابلة ما. وقال هيويت إن هذا ليس مفيدًا للصحافة.36 ولا تكتفي المجلة البريطانية «أوكي!» بدفع المال للمشاهير مقابل إجراء مقابلات معهم، بل تعطيهم أيضًا حق التصديق على كل الصور والأخبار.37 بعض المجلات الأمريكية تتفاوض على صفقات مماثلة مع المشاهير في مقابل الحصول على مقابلات حصرية.
الحُجة الثالثة المناوئة للصحافة مدفوعة الأجر هي حُجةٌ مالية. تخشى المؤسسات الإخبارية من أنها إذا بدأت في دفع المال مقابل إجراء المقابلات فإنه سيكون لزامًا عليها أن تُخرِج تدفقًا نقديًّا متواصلًا. يظن روبرت جرين — وهو مراسل تحقيقات صحفية أسطوري لحساب صحيفة «نيوزداي» وأستاذ صحافة جامعي — أن التكاليف وليست الأخلاقيات هي ما سيوقف حرب المزايدة بين وسائل الإعلام الإخباري على الأخبار. وعلى ما يبدو فإن ذلك ما حدث في أستراليا؛ قال مدير تنفيذي في أحد البرامج الإخبارية إنهم وفروا ١٫٣ مليون دولار في العام عندما توقفوا عن دفع المال للمصادر.38
لدى كيني إيربي من معهد بوينتر اعتراض أكثر مثالية:
ثمة أمر جوهري، وهو أنه عندما يتلقى الناس مالًا في مقابل أخبارهم فإن هذا يهدد العملية الصحفية؛ فأي مبادرة هادفة عادلة يلزم أن تُناط إلى مشاركة طوعية، وليس إلى رغبات المتقدم بأعلى سعر.39

(٤-٢) هل المعلومات سلعة؟

يرى بعض المراسلين تناقضات في الحظر التام على الصحافة مدفوعة الأجر. قال جون تيرني — وهو مراسل لحساب صحيفة «ذا نيويورك تايمز» كتب سلسلة من الموضوعات الصحفية عن أبناء الشوارع في مدينة نيويورك — إن كثيرين منهم طلبوا منه أجرًا في مقابل إجراء مقابلة معه، وكتب يقول:

في بعض الأحيان أوضحت أنني لا أستطيع أن أدفع لهم، لكن بإمكاني أن أدفع ثمن وجبة يتناولونها أثناء المقابلة؛ فكانت الأمور تسير على ما يرام حتى نجلس في مطعم ما ويصرح أحدهم: «أنا لست جائعًا الآن؛ فقط أعطني المال وسآكل فيما بعد.»

وقال إنه من الصعب تفسير السبب في أن «شراء وجبة عشاء بقيمة ٣٠ دولارًا لإنسان بلا مأوى أفضل أخلاقيًّا من إعطائه ١٠ دولارات نقدًا.»

يزعم تيرني أنه يمكن لبعض المقابلات أن تكون أسهل إذا كان ثمة معاملة نقدية بين المصدر والمراسل؛ لأن ذلك من شأنه أن يوضح العلاقة؛ حينذاك ستفهم المصادر أن المراسل ليس صديقًا ولا مناصرًا، سيعرفون أنه مراسل دفع لهم مالًا مقابل معلومات لأجل موضوعاته الصحفية. إلا أن تيرني نبه إلى أنه لا يعتقد أنه ينبغي دفع المال لكل المصادر، ويعتقد أنه ينبغي إعطاء القراء تفاصيل عن الاتفاق عند دفع مالٍ للمصادر.40
إلا أن الصحفيين يظلون معارضين معارضة شديدة للصحافة مدفوعة الأجر. في أحد استطلاعات الرأي قال ١٧ بالمائة فقط من الصحفيين إنهم يعتقدون أنه يمكن دومًا تبرير دفع المال مقابل إجراء مقابلة.41 وكشفت استطلاعات الرأي أن الجمهور أيضًا يعارض هذا الإجراء، ويعتقد أقل من ثلثهم أن الصحافة مدفوعة الأجر مقبولة أخلاقيًّا.42

هوامش

(1) Caroline Lowe, “Heat on the beat,” Newsworthy, Winter 1994.
(2) Jeremy Iggers, “Journalism ethics: Right name. Wrong game?” Newsworthy, Spring 1995.
(3) For example, a study in the San Francisco area found that 35 percent of TV stories and 9 percent of newspaper stories had one source. See “Quality gap between newspapers and television newscasts widens in Bay Area, researchers find,” news release by Stanford University, September 23, 2003. For a fuller version of the report, see John McManus, “Quality gap between newspapers and television newscasts widens in Bay Area,” www.gradethenews.org.
(4) Headlines appeared in May 25, 2002 editions of the papers.
(5) Jon Stewart’s comments were made during an appearance on Fox News’s “Crossfire” on October 15, 2004. A transcript is available at www.mediamatters.org.
(6) Quoted in James Fallows, Breaking the News: How the Media Undermine American Democracy, New York: Pantheon Books, p. 246.
(7) Byron Calame, “Listening to both sides, in the pursuit of fairness,” The New York Times, November 5, 2006.
(8) Brill’s and Casselman’s remarks were on a discussion group at www.poynter.org during January 2007.
(9) Interviews by Smith, March 21, 1997.
(10) Interview by Goodwin, February 15, 1981.
(11) Lori Robertson, “Romancing the source,” American Journalism Review, May 2002.
(12) Details of the Foreman story are taken from “Inquirer conflict in Cianfrani case,” The Philadelphia Inquirer, August 27, 1977; “Reporter linked to a senator’s gifts,” The New York Times, August 28, 1977; and Donald L. Barlett and James B. Steele, “The full story of Cianfrani and the reporter,” The Philadelphia Inquirer, October 16, 1977.
(13) Seth Mnookin, “Unreliable sources,” Vanity Fair, January 2006, and Franklin Foer, “The source of the trouble,” New York, June 4, 2004.
(14) Robert Feder, “Atlanta trial dredges up anchor’s past ‘mistake,’” Chicago Sun-Times, January 27, 2006.
(15) Robertson, op. cit.
(16) Interview by Smith, Spring 2006.
(17) Daniel Schorr, “Remembering Abe Rosenthal,” National Public Radio, May 14, 2006.
(18) Gordon McKibben, “A ‘friendly’ talk that cost a man his job,” The Boston Globe, July 27, 1992.
(19) Ted Vaden, “Private citizens who get into the news,” The News & Observer, Feb. 6, 2005.
(20) Interview by Goodwin, September 23, 1981.
(21) Quoted from David Halberstam in his essay in “Dangerous liaisons,” Columbia Journalism Review, July/August 1989.
(22) Alex Klein, “Investigative reporting: Journalism of compassion,” posted at www.businessjournalism.org, March 20, 2006.
(23) Ted Vaden, “Private citizens who get into the news,” The News & Observer, February 6, 2005, revised October 23, 2005.
(24) Matt Wells, “Sun editor admits paying police officers for stories: Tabloids tell MPs that self-regulation works, The Guardian (London), March 12, 2003.
(25) Amanda Ball, Mark Hanna, and Karen Sanders, “What British journalism students think about ethics and journalism,” Journalism and Mass Communication Educator, Spring 2006.
(26) Stephanie Gaskell, “It’s OK to cash in on a scandal: Lewinsky,” The New York Post, August 29, 2004.
(27) Jon Henley, The Guardian (London), April 21, 2006.
(28) Ciar Byrne, “BBC pays £4,500 to Tony Martin burglar for interview,” The Independent, March 4, 2005.
(29) Tamara Jones, “Reporters in Germany open wallets for stories,” Los Angeles Times, March 26, 1991.
(30) Walt Belcher, “Couric lands runaway bride for ‘Dateline.’ How Convenient,” The Tampa Tribune, June 20, 2005.
(31) Michael Hedges, “Media mull the ethics of buying tawdry tales,” The Washington Times, January 29, 1992.
(32) “Bang to rights,” The Economist, March 22, 2003.
(33) Reuters, “‘Checkbook journalism’ penalty proposed,” The New York Times, March 5, 2002.
(34) Lou Prato, “Tabloids force all to pay for news,” American Journalism Review, September 1994.
(35) Kenny Irby, “Paying for the story,” Poynteronline, www.poynter.org, Sept. 10, 2002.
(36) Josef Adalian, “‘Minutes’ man Hewitt blasts NBC’s ‘Dateline,’” New York Post, January 14, 1998.
(37) Peter Johnson, “‘OK!’ entry puts spotlight on checkbook journalism,” USA Today, July 27, 2005.
(38) Mark Day, “Current affairs shows move towards chequebook truce,” The Australian, November 24, 2005.
(39) Bridget Harrison, “Blood money,” New York Post, September 9, 2002, and Kenny Irby, “Paying for the story,” Poynter Institute Web site, www.poynter.org, September 10, 2002.
(40) John Tierney, “Cash on delivery,” The New York Times, April 18, 1993.
(41) ASNE poll cited in Julie Dodd and Leonard Tipton, “Shifting views of high school students about journalism careers,” Newspaper Research Journal, Fall 1992/Winter 1993.
(42) David Weaver and LeAnne Davis, “Public opinion on investigative reporting in the 1980s,” Journalism Quarterly, Spring 1992.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤