مقدمة

للروايات الأدبيَّة أكبر أثر في الأمَّة لما تتركه في النفس من عوامل مختلفة؛ فهي تثير الحماسة للخير، وتُظهر الباطل بصورة عمليَّة يمجها الذوق وتنبو عنها النفس، وتمثل الفضيلة بأحسن مظاهرها الفتَّانة؛ فتربي الأخلاق الفاضلة، وتبعد الأميال البشريَّة عن الوحشيَّة والهمجيَّة والضلال.

ولهذا كان من المترتب على كل مَن عالج هذا الموضوع من الكتَّاب ألَّا ينظر إلى مجرد إيراد قصة تلذ للمطالع؛ بل عليه أوَّلًا أنْ يضع نصب عينيه غاية سامية يمثلها للناس في حياة أفراد محبوبين، فترسخ المبادئ الصحيحة في النفوس المرنة، وتنطبع الأخلاق العالية في أفكار الفتيان والفتيات من تلاوة هذه الروايات، دون أنْ يكدوا الذهن في درس مبادئ الفلسفة الأدبيَّة أو الاجتماعيَّة، وحفظ القواعد المملة التي أصبح كثير منها بعيدًا عن المألوف.

ولما كان من أهم أمراضنا الاجتماعيَّة التفرق أو التحزب الديني أو الجنسي، رأيت أنْ أعالج هذا الموضوع بمباحث طلية جعلتها في قالب رواية عصرية، أرجو أنْ تجيء وافية بالغاية التي وُضعت لأجلها؛ وهي زرع مبادئ الوطنيَّة الحقيقيَّة في النفوس، والله الهادي إلى سبيل الخير والإسعاد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤