الفصل الثامن

في كبار رجال الدولة في عهده

لمع اسم جمهرة من الصحابة والتابعين في الدولة العثمانية، نذكر منهم:

(١) مروان بن الحكم بن أمية بن عبد شمس (٢–٦٥ﻫ)

ولد بمكة، ونشأ بالطائف، وكان من وجوه بني عبد مناف وعقلائهم ودُهاتهم، جعله عثمان في خاصته، واستكتبه وائتمنه على سره، ولما قُتل عثمان خرج مروان مع عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة، وقاتل يوم الجمل قتالًا شديدًا، ثم انهزم أصحابه فتوارى، وشهد صفين مع معاوية، ثم أمنه علي فأتاه وبايعه، وانصرف إلى المدينة إلى أن قُتل الإمام وبويع معاوية فأتاه، وولَّاه المدينة سنة ٤٢ﻫ إلى أن أخرجه عبد الله بن الزبير من الحجاز، ولمع اسمه في الدولة الأموية إلى أن تولى الخلافة، وهو أبو الدولة الأموية المروانية، ومدة حكمه نحو من سنة، وهو أول من ضرب الدنانير الشامية فيما يقال، وقد كتب عليها: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، راجع: الإصابة: ٣، ٤٧٧، والتهذيب: ١٠، ٩١.

(٢) عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري (؟–٣٧)

قائد بطل من وجوه الصحابة وعقلائهم وشجعانهم، فتح إفريقية بقيادة جيش كان فيه الحسن والحسين، وعبد الله بن عباس، وعقبة بن نافع، وعبد الله بن الزبير، ودانت له إفريقية، ثم أتى المشرق فلما كانت الفتنة بين الإمام علي ومعاوية، وجرت معركة صفين، اعتزل الفتنة، وولي إمارة مصر، ومات بعسقلان فجأة وهو يصلي، وله أخبارٌ كثيرة في تواريخ مصر.

(٣) عبد الله بن عامر بن كريز الأموي (٤–٥٩ﻫ)

أميرٌ شجاعٌ فاتح، ولد بمكة، ونبغ في الحجاز، ولاه عثمان البصرة فوجه الجيوش لفتح المشرق حتى بلغ «سرخس» و«الفارياب» و«كابل»، وظل في إمارته إلى أن مات بالبصرة، وكان موصوفًا بحب الخير والعمران، وقد قال عنه الإمام علي: إن عبد الله بن عامر سيد فتيان قريش، وقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الله، بمن نباهي وبمن نفاخر؟

(٤) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي (٣–٥٩ﻫ)

صحابيٌّ بطلٌ جليل، رُبِّيَ في حجر عمر بن الخطاب، وولَّاه عثمان الكوفة وهو شاب، فافتتح «طبرستان»، ولما وقعت الفتنة العثمانية الكبرى كان سعيد من المدافعين عن عثمان إلى أن قُتل عثمان، فخرج إلى مكة وأقام إلى أن تولى معاوية، فعهد إليه بولاية المدينة فتولاها إلى أن مات، وكان من الصالحين، اعتزل فتنتَي الجمل وصفين، وكان ممن جمع السخاء والفصاحة والفضل والنبل.

(٥) محمد بن أبي حذيفة بن عتيبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي (؟–٣٦ﻫ)

صحابي وُلد بأرض الحبشة في عهد النبوة، واستشهد أبوه يوم اليمامة فربَّاه عثمان، فلما شبَّ رغب في غزو البحر، فبعثه إلى مصر، فغزا غزوة ذات السواري مع عبد الله بن سعد، ولما عاد منها جعل يتألف الناس فعظموه، ثم وقع الخلاف بينه وبين أمير مصر عبد الله بن سعد، فأظهر الخلاف، ولما عظم أمر الثوار على عثمان بمصر رأَّسوه عليهم، وكان منه في الفتنة العظمى ما كان، واستقر محمد بمصر، ولما أراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بحرب محمد في مصر، فأمسك به وسجنه في دمشق ثم قتله في السجن.

(٦) محمد بن أبي بكر الصديق (١٠–٣٨ﻫ)

نشأ في حجر علي بن أبي طالب؛ فقد كان ربيبه، وأقام بالمدينة، وشهد مع الإمام علي عليه السلام وقعتَي الجمل وصفين، وولَّاه علي إمرة مصر فدخلها سنة ٣٧، ولما اتفقا على التحكيم فات عليًّا ألا يقاتل أهل مصر وانصرف يريد العراق، فبعث معاوية عمرو بن العاص بجيش كبير إلى مصر فدخلها، واختفى محمد بن أبي بكر، ثم عرف مكانه فأمسكه وقتله ثم أحرقه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤