إهداء الكتاب
إلى سيدي الصغير هنري
أنت يا سيدي الصغير كنت بي رحيمًا، ولكنك كنت إذا ذُكِرَت الحمير تحدثت عنها باحتقار لها جميعًا، فلأجل أن تعرف عن علم حقيقة الحمير ويصدق حكمك عليها، كتبت هذه المذكرات وأهديتها إليك.
وسترى يا سيدي العزيز كيف كنت أنا المسكين ورفقائي من الحمير نعاني من الناس قسوة المعاملة، ثم تتحقق أن لنا نصيبًا عظيمًا من الذكاء، وحظًّا وافرًا من المواهب الطيبة. وستعرف كيف أنني كنت شقيًّا في عهد حداثتي، وكم كنت أُجَازَى بالعقاب الشديد! ولكن الندم والتوبة والعمل بإخلاص وحب كل ذلك أعاد إليَّ محبة رفقائي ورضا سادتي.
فإذا فرغت من قراءة هذا الكتاب، فإنك تنتهي إلى الحكم بأنه بدلًا من أن يُقَال: «بليد كالحمار، جاهل كالحمار، عنيد كالحمار»، يجب أن يُقال: «ذكي كالحمار، عالم كالحمار، متواضع كالحمار.»
ثم ترى بحق أنت وقومك أن هذه أوصاف صادقة، وأنها إذا اعْتُبِرَت مدائح فلم تكن عبثًا.