علامات الخوف

واحدة تلو الأخرى
تنقشع علامات الخوف في هدوء
الجدران المجروحة
في المنازل والمحلات،
ومحطات السكة الحديد ومساكن الطلبة …
كلها تلتئم،
التئام ثقوب جمجمة …
تكتسي لحمًا جديدًا …
علامات الخوف تنقشع في هدوء،
واحدة تلو الأخرى،
من المدن والقرى …
وعلى عمود الكهرباء.
مرة أخرى يعود الغراب الدءوب،
وفي منقاره قش …
حان الوقت … لكي تضع أنثاه بيضها …
الآن …
خرج «طاغور» القلب،
من سجن الدولة،
بوسعنا أن نسمع صوته مجددًا،
في فضاء البنغال،
وصورته الجليلة مضيئة على جدراننا.
حملت القفص الخالي،
وعلقته في الشرفة،
منتظرًا عودة الطائر الأخضر الجميل،
حيث علامات الخوف تنقشع واحدة واحدة …
ولكن الدم في أوردتي وعقلي
… ما زال يتدفق بتعليماتٍ من الخوف.
الدجاجات تحت أشجار الجوافة …
فزعت فجأة،
لصوت الانفجار في رءوسهن.
وبالقرب من كومة القش،
ارتعد الأرنب،
من ذكرى لمس سلك مكشوف.
وفي كوابيسها،
أوراق الشجر ما زالت تبصر
لهب غوطة محترقة …
فتذوي مسودة في الهواء اللافح المغبر.
ومن النافذة،
يندفع ساعد كثيف الشعر،
يحطم كل ما في البيت.
سلطانية الأرز البريئة،
تصبح وجه كولونيل مكشر عن أنيابه،
وتبدأ في القفز على الأرض،
… فجأة ينقض كلبي الأمين عليَّ،
وينشب أسنانه المتعطشة للدم في رقبتي …
يعوي ابني بالضحك،
وهو يقد رقبة أخيه!
جسد أختي معلقًا أراه،
يتأرجح من عارضة السقف،
في غرفتي.
عاصفة ثلجية عاتية …
وكثيفًا … ثقيلًا يضغط الثلج على صدري،
في الريح … يرقص قماش الكفن
على أغنية الموت!
حاولت جاهدًا، صنعت الفزاعات.
زرعتها في أرجاء حقل العقل …
ولكن الشياطين لا تريد أن ترحل.
كل يوم … في نهاية اليوم،
أشعر بالتعب، يهدني التعب …
التعب من مجسات الخوف المحكمة حولي …
هل تعود البقرة البيضاء
إلى حظيرتها بهدوء،
تنفض التراب عن أقدامها …
وتصلصل جرسها عند الغروب؟!
شمس الرحمن
بنجلاديش

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥