تهويدة البصل

«سطور لابنه بعد أن تلقَّى الشاعر رسالة من زوجته تقول فيها إن كل ما تبقى له ليأكله هو الخبز والبصل. و«التهويدة» هي الترنيمة للطفل حتى ينام.» (المترجم)

البصلة صقيع مكتوم وفقير،
صقيع أيامك … ولياليَّ.
الجوع والبصلة،
الثلج الأسود والصقيع،
كبيرة ومستديرة …
الآن،
يرقد ابني في مهد الجوع،
دم بصلة … هو كل ما يعيش عليه،
ولكنه دمك … والسكر عليه صقيع …
بصل وجوع،
امرأة سمراء، استحالت ضوء قمر،
تصب نفسها خيطًا فوق مهدك.
اضحك يا بني،
فأنت تستطيع أن تزدرد القمر عندما تريد،
يا بلبل بيتي … اضحك دائمًا،
ضحكة عينيك هي ضوء العالم،
اضحك كثيرًا …
لعل روحي عندما تسمعك،
ترفرف في الفضاء طليقة …
ضحكتك تفتح لي الأبواب الموصدة،
تنبت لي أجنحة،
تطرد وحشتي، وتهدم سجني،
فم بوسعه أن يطير،
قلب يستحيل برقًا على شفتيك،
ضحكتك هي السيف الذي كسب الحروب كلها،
يهزم الزهور والبلابل ويتحدى الشمس …
مستقبل أيامي … وحبي …
الجسد ذو الأجنحة الخفاقة،
العين تطرف بسرعة،
الحياة مليئة باللون، كما لم تكن أبدًا.
كم من طائر مغرد،
بأجنحة مرفرفة، يصعد من جسدك،
أنا استيقظت … وكبرت …
لا تستيقظ أنت …
فمي حزين …
واصل ضحكك أنت!
في مهدك، وإلى الأبد …
مدافعًا عن ضحكتك … ريشة ريشة …
لوجودك مدًى للتحليق … عال وعريض،
وجسدك سماء جديدة … حديثة الولادة …
ليت بمقدوري أن أتسلل عائدًا،
إلى نقطة البداية … بداية رحلتك!
تضحك!
عمرك ثمانية أشهر … وخمس زهرات برتقال،
وخمس قوًى جديدة وضارية،
خمسة أسنان … خمس زهرات ياسمين جديدة.
في الغد ستكون حدودًا أو قُبلات،
عندما تشعر أن صف الأسنان سلاح،
وتشعر باللهيب يجري تحتها،
بحثًا عن المركز …
طر يا بني بعيدًا في القمرين على الصدر …
البصل حزين، ولكنك سعيد،
قف على قدمَيك،
ولتظل جاهلًا بما يحدث، وما يدور!
ميجويل هرناندز
إسبانيا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥